برنامج إحياء علوم الدين | حـ4 | الغيبة والنميمة | قناة اقرأ | 2011 - 08 - 04 | أ.د علي جمعة

برنامج إحياء علوم الدين | حـ4 | الغيبة والنميمة | قناة اقرأ | 2011 - 08 - 04 | أ.د علي جمعة - إحياء علوم الدين, تصوف
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد، فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته. حلقة جديدة من حلقات برنامجكم "إحياء علوم الدين" مع فضيلة الإمام العلامة الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية. أهلاً ومرحباً بك يا مولانا. أهلا وسهلا بكم. في الحلقة الماضية مولانا تكلمنا عن الكذب كآفة من آفات اللسان. اليوم إن شاء الله نريد أن نتحدث عن الغيبة والنميمة. في البداية نريد أن نعرف ما الفرق بينهما، أو ما هي الغيبة وما هي النميمة. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول. الله وآله وصحبه ومن والاه. الغيبة والنميمة والبهتان، هذه ثلاثة، نعم، جميل، وهي من
آفات اللسان التي يجب أن نتخلى عنها، نعم. والغيبة كما عرّفها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تذكر أخاك بما يكره، بما يكره، سواء كان فيه أو ليس فيه، أي فإن كان فيه. فعلاً الذي ذكرته حقيقة قائمة، فإن كان فيه ما قلته فقد اغتبته، وإذا لم يكن فيه فقد بهتَّه. أي إذا استطعنا أن نقول إن هذا الذكر بالحقيقة - ذكر الأخ بما يكره - ينقسم إلى قسمين: غيبة وبهتان. والغرض من هذا هو أنني أذكره فأحقره، نعم، لكن إذا أردت أن أفسد... في الأرض بهذه الغيبة تحولت إلى نميمة، تحولت
إلى نميمة أوقع بين الناس، يعني أوقع بين الناس. يعني أنا لا أذكر هذا انتقاصاً منه، لا، بل أنا حتى أُحدث فتنة بينه وبين من حوله، فهذه هي النميمة. ما الذي يكرهه؟ أذكر نقصاً في بدنه، في نسبه، في خلقه، في فعله. في دينه، في حياته، في ثوبه، في داره، في أي شيء. المهم أنه لو بلغه ما أقول لكره هذا، فهذه غيبة، نعم. واجلس إذن، يعني سبحان الله، أحياناً الإنسان يخدع نفسه فيقول: "هذا أعمش، هذا أحول، هذا أقرع، هذا قصير، هذا طويل، هذا سمين"، آه. دابو يعمل
لا أعرف ماذا، دابو كان فاسقًا، دابو يفعل كل هذه الأشياء. لو ذكرتها أمامه لغضب. هذا سيء الخلق، هذا بخيل، هذا متكبر، هذا كذا إلى آخره. كل هذه غيبة ونميمة. العلماء الحقيقيون، لأنهم علماء أي عاملون، يصطدمون عند تطبيق هذه القيم العليا وهذه الأشياء الجميلة، يصطدمون. بقضايا ومشكلات فينبهون عليهم. عندما فعلنا ذلك وجدنا الله أعمش. حسناً، فسليمان بن مهران اسمه الأعمش، نعم، ونقول عليه الأعمش، فهل ارتكبنا خطأً؟ نعم، وكذلك الأحول وغيره، الجاحظ والأصم، حاتم الأصم والجاحظ.
وبعد ذلك، هل هذا يعني أننا ارتكبنا خطأً أم لا؟ وبعد ذلك، حسناً، افترض أن القاضي قال لي طيب. افترض أن شخصاً أعرف أنه سارق ومختلس وكل شيء، ولن أستر عليه أو ما شابه، لكن الرجل يقول لي: "إنه يتقدم لخطبة ابنتي"، وأنا أعلم أن أخلاقه سيئة، هل أخبره أم لا أخبره وما إلى ذلك. ولذلك صاغوا بيتين من الشعر لحل هذه المشكلة، فيقولون: "القدح ليس بغيبة". في ستة حالات يكون القدح ليس غيبة، فالقدح ليس بغيبة في ستة مواضع: المتظلم، والمعرّف، والمحذر. هذه ثلاثة منها: المتظلم، والمعرّف، والمحذر. يعني عندما يذهب شخص ليشتكي إلى القاضي، كما يقول للقاضي أو للشرطة أو للنيابة أن فلاناً سرقه.
حسناً، فهو هنا اغتابه بالفعل. اغتابه صحيح، لكن هذا يبحث عن عقوبة. نعم، لكن هذا يتعرض للظلم. وأعرف سليمان مهران، اسمه الأعمش. أنا أعرفه لأنني قلت لك سليمان مهران. أنت لا تعرفه وهو غير معروف ومحذَّر منه. عندما جاءني الرجل وقال لي: "هذا سيتزوج ابنتي، أوافق أم لا؟"، أقول له: "لا بأس، هذا مسحور عليه". قضية شيك بلا رصيد هذه مصنفة كقضية مخلة بالشرف. هذا رجل عنيف، هذا الرجل بخيل، هذا الرجل سيتعب ابنتك. لقد تزوج من قبل وطلق ثلاث مرات لأنه يجلب المشاكل. يجب أن أتكلم الآن لأنني محذِّر هنا، ولمظهر فسق، ومستفتٍ، ومن طلب الإعانة في إزالة منكر. يبقى الثلاثة الآخرون أهم. ما نحن نقول ستة أي مَن يظلم
ومعروف ومحذر ومظهر فسقًا، واحد فاسق علنًا ويجاهر بفسقه علنًا هكذا، ويصورونه ويعلنونه وكذا إلى آخره، وليس أمامه، ويظهر لي في كل مكان بفسقه هذا ويتفاخر به. بالله عليك كيف يكون لهذا غيبة؟ هو نفسه لا يكره هذا، خلاص خرج من الغيبة هذه. أنا لست هكذا، يقولون مقولة: "لا نميمة في فاسق"، نعم لأنه هو الذي فعل هكذا بالفعل، هو الذي يقول عن نفسه هكذا، نعم ليس أنا الذي أغتابه، يعني هو الذي يظهر للناس بهذه الصورة، كل الناس يعرفونه وهكذا، وهو يرتكب المعصية وله مظهر الفاسق، ومستفتٍ يأتي إلى المفتي ويقول له. أريد فقط أن أفهم إذا كان ما تفعله أمي معي مقبولاً أم غير مقبول، وهل ما تفعله ابنتي مع ابني، وما أفعله مع زوجتي أمر مقبول. إنه
ذكر أمه وأخته وابنته وابنه. أليسوا بشراً؟ إنه يغتابهم. لا، إنه يستفتي تماماً كالقاضي، مثل المتظلم الذي يطلب الإعانة في إزالة منكر وجدته. أناس سيغتصبون أرضاً فأذهب لأحضر الشرطة لكي يلحقوا بمنعهم من هذا. إذا كانت هذه الستة هي التي لا غيبة فيها، لكن انظر إلى الشرع وجماله. أتتذكر عندما تحدثنا في حلقة سابقة عن موضوع الكذب؟ نعم، أريد أن أقول إنه أيضاً هنا هذا ليس غيبة. قلنا من؟ صحيح، هذه عبارة عن... مصلحة يؤديها بضوابط معينة، فينبغي علينا أن نتأكد من هذا المعنى. حسناً، ما هي الأشياء التي ذكرها الإمام أبو حامد الغزالي وغيره من العلماء؟ ما هي الأشياء التي تدفعني إلى أن أغتاب أو أن أنمّ؟ إنها الشهوة، شهوة القلب. يقول ربنا: "ولا تجسسوا ولا يغتب".
بعضكم بعضًا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتًا فكرهتموه، فهي شهوة. يريد أن يأكل لحم أخيه في شهوة عند الإنسان اسمها الشهوة الغضبية. وهناك شهوة أخرى منها التشفي، الناس تحب التشفي. نقول لهم: يا إخوان لا تتشفوا، فالتشفي هذا يُحدث عندك شيئًا آخر من التكبر، من الكِبر، وستقع في... يومًا من الأيام هناك سبب آخر أيضًا وهو موافقة الرفقاء الذين يسمونهم بالعقل الجماعي. أنا أساير الجميع، فأنا جالس في وسط الناس أساير الجميع، فوجدت أناسًا يقولون هذا فلان سيئ، فأقول: نعم والله هو سيئ. وعلى فكرة لو قالوا هذا فلان طيب، لقلت لهم: نعم إنه طيب. ففي كتاب الإمام الغزالي يكتب هكذا في الإحياء. يقول
لك أن من أسباب هذه الغيبة المُسايرة، المُسايرة التي هي الرفقة التي نسميها نحن الآن في الأدبيات الحديثة العقل الجمعي. أيضاً من ضمن الأسباب إرادة التصنع والمباهاة. إرادة التصنع والمباهاة هذه شهوة، وأيضاً من ضمن ذلك أن أكون حاسداً، عندي حسد له ولا أجد له عيباً، فأختلق له أي نقيصة. فأصبح يتصرف هكذا، ومن ضمنها أيضاً الاستهانة واللعب والهزل وما إلى آخره. أنت تفعل هكذا لماذا؟ قال لك: لا، إنني أفعل هكذا لأنني لا ألحق، أنا أمزح يا أخي، أنا أمزح يا أخي. ومن ضمنها حب السخرية والاستهزاء، وكل هذا ما شاء الله، على فكرة الكبر ومن...
ضمنها أيضاً ألا يُخفي المرء أن هذا من وسوسة الشيطان. الشيطان، نعم، أحياناً يفعل أشياء تُعجب المرء. ما الذي يجعلنا نقول إنني لا أحسد ولا أفعل كذا إلى آخره، ويجعل المرء يقول كلاماً ملتوياً وهو في النهاية غيبة ونميمة؟ صحيح يا أخي، مسكين فلان هذا. الله يكون في عونه فيما ابتلاه الله به. ما هذا؟ يقول إنه يعظ! لقد أصبح واعظاً! يقول إنك استخدمت كلمة الله وأنت صادق بالفعل، لكنك ذكرته بما يكره، ولذلك أنت اغتبته أيضاً، ولن ينفعك أن تفعل هكذا. أيضاً من الحيل الخاصة بهذا الأمر أن نقول لك هذا بذاك. هناك شخص وهو متأكد أنك تعرفه، نعم، أنا لن أذكر أسماء لأن الله أمر بالستر، نعم، هو يعلم أن كل الحاضرين يعرفونه. صحيح، ولكن هذا
أيضاً، أنت اغتبته ونميته. الغيبة والنميمة كي نتخلص منها، انظر إلى العلماء وهم يكتبون هذا الكلام كله الذي أقوله عن... تأمل عن تدبر، عن أناس يريدون أن يعملوا، أناس يريدون فعلاً أن يبتعدوا عن الغيبة والنميمة، فإذا أردت أنت أن تبتعد عن الغيبة والنميمة ماذا تفعل؟ تبتعد عن الحسد، نعرف، نعرف ماذا نفعل يا سيدنا؟ ممكن بعد الفاصل. نعم، طيب فاصل نعود إليكم فابقوا معنا. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، عدنا إليكم. من الفاصل، الجزء الثاني من حلقة اليوم من برنامجكم "إحياء علوم الدين" مع فضيلة الإمام العلامة الدكتور علي جمعة مفتي
الديار المصرية. قبل أن نخرج إلى الفاصل يا سيدنا، وصلنا إلى كيفية التخلص من الغيبة والنميمة. ربنا سبحانه وتعالى أمرنا: "ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه". ميتا فكرهتموه والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه". كيف نتخلص من آفة اللسان؟ أول شيء: "اضمن لي ما بين لحييك وفخذيك، أضمن لك الجنة". يجب علينا أن نعظم شأن الغيبة، فهذه مصيبة كبيرة أن يرتاب المرء من غير هذا التعظيم. في استهانة فلا بد علينا أن أعظم الذنب ثانياً الصمت. ابن أبي الدنيا ألّف لنا كتاباً كبيراً فيما ورد عن سيدنا صلى الله عليه وسلم في الصمت. جميل يعني
قلة الكلام، قلة الكلام تجعلني حكيماً. "إذا رأيتم الرجل قد أوتي صمتاً فاعلموا أنه يلقن الحكمة". ما شاء الله ربنا يقول. يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤتي الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً ولذلك يقول إن من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ويقول طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس. هذه هي الوسائل التي إذا ما تذكرتها أعانتني على ترك الغيبة. التفت إلى نفسك، تدبر حالك، اصمت، واعلم أن الكلمة تملكها. حتى إذا ما نطقت بها فإنها تملكك. اعلم أنه يا معشر مَن آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه، لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه مَن تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته،
ومَن تتبع تتبعت عورته، فإنه يفضحه ولو في جوف بيته. يا ساتر! فلو استعظم الإنسان قضية الغيبة والنميمة. والتزم قوله تعالى "إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا" وعرف أن اللسان "فهل يكب الناس على النار إلا حصائد ألسنتهم" والله ما يغتاب بعد ذلك أبداً، فدائماً يكون الإنسان متنبهاً. كان عندنا شيخ من مشايخنا كان يفعل الآتي: إذا جاءه أحد يقول له: "يا مولانا، إن فلاناً قال عنك..." نعم. فتُعتبر هذه غيبة ونقل للكلام ونميمة. نعم، نميمة. ينم فيقول له: "حسناً، اجلس هنا، اجلس معي الآن، قال عنها كذا". أي لا حول ولا قوة إلا بالله. ويذهب ليرسل أحداً ينادي الشيخ أو ينادي الشخص المتهم
بالكلام، ويأتي ليقول له: "هل قلت في حقي كذا وكذا؟" هكذا أخونا هذا يقول هكذا، فالرجل هذا يقع في ورطة وحرج، نعم، ولا يغتاب مرة ثانية أمامه. صحيح، لا يغتاب عند مولانا ثانية. يا مولانا، أنت لماذا تفعل هكذا؟ قال: وأنا أيضاً استمعت لهذه الغيبة، لهذه النميمة. هذه نميمة ينقلها. صحيح، إنها عبارة عن حرام. أيضاً سماعي أنا لها حرام، نعم سماعي أنا لها حرام. نعم، أنا في خير تؤذيه، يعني نفسياً أم لا. أنا لن أؤذي، ومن الذي قال أن هذا قال نعم، فالآخر يكذب سواء كان صادقاً أو كاذباً أو كذا إلى آخره. لكن أيضاً تعلم لو كان هو يكذب، تعلم أنه... مرة ثانية لا تذكر اسمك، المعلومة تصل، نعم المعلومة تصل بالفعل. فإذا كنت أنت تكذب الآن هرباً من المواجهة وهذا خطأ، لكن بعد ذلك
لن يعود إليها مرة أخرى. بالفعل، كانت هذه الأمور بالنسبة للناس محرجة جداً، نعم نعم، ولكنها مانعة ومربية، مانعة من الفساد وتربي الإنسان على... الصلاح كثرة الكلام وإفشاء السر وقبول قول كل أحد، يعني هذا ينبغي علينا أن نتخلص منه. ولذلك النبي عليه الصلاة والسلام يقول: "كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع". كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع. كل شيء سمعه اعتبره حقاً وأصبح معلومة موثقة وأقولها كما هي. يحدث أن من يقول صلى الله عليه وسلم أن من شرار الناس من اتقاه الناس لشره، من اتقاه الناس لشره. نعم، يعني يتكلم ويشتم الناس هجاءً. خطأ كثير حدث في عصرنا هذا، كثُر جداً وخاصة في وسائل الإعلام.
الناس تشتم بعضها، لا يصلح هذا الكلام، لا يصلح. فإذاً علينا... أن نتخلى عن الغيبة والنميمة ونتحلى بالصمت. نعم، ولكن يا سيدنا، بعض الناس يقولون أنني يفترض - طبعاً نحن نعلم في الشرع أنه يجب علي أن أتوب قبل أن ألتقي برب العزة وأرى الله تعالى - فيقولون لو اغتبت أحداً تذهب إليه وتقول له، في حين قال آخرون لا. لا تذهب وتقول له أنت هكذا تصنع مشكلة. كيف أستطيع أن أتخلص أو أتوب من هذه الغيبة أو هذه النميمة؟ وضع العلماء لذلك أموراً. نعم، أولها أن تذكره بخير، اذكره بخير، عوِّض الغلطة التي مضت، نعم، وتستغفر له، نعم، وتدعو له، أي تقول: اللهم اغفر له، وأنت في خلواتك وأنت. بينكم والنفس، اللهم اغفر لي واغفر لأخي الذي اغتبته، هذا جميل.
يا رب سامحني أني فعلت ذلك، ولكن أيضاً اجعلها في ميزان حسناته يا رب، كما يقولون. اللهم اغفر لي ولوالديَّ ولأصحاب الحقوق عليَّ، وهو من ضمن أصحاب الحقوق عليَّ، فإذا يكون الإنسان. يدعو لأخيه في غيابه، وهذه من الدعوات المستجابة، وهذا جميل، فهذا خيار أول. وخيار ثان حسب العلاقة بيني وبينه، نعم، إذا كانت العلاقة قوية جداً فمن الممكن أن أعتذر له، ولكن إذا كانت العلاقة سطحية، يعني لماذا تشتمني؟ من هذه الأشكال. ويتعجب وكذا أي فحسب قال تعالى: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾ ففي كثير من الأحيان يعني نأخذ
بالعرف. العرف السائد نقول له أو لا نقول له؟ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: "إن الله تعالى يأمرك أن تعفو عمن ظلمك، وتصل من قطعك، وتعطي من حرمك". انظر! انظر إلى الجمال، أي أن تعفو وتصفح. والعفو والصفح هو عندما يبلغني أحدهم قائلاً: "أنا آسف، لقد اغتبتك، حقك علي"، فأقول: "ياسلام، لقد صنعت لي معروفاً كبيراً جداً". وأيضاً إذا كان قريباً مني ولكنه لا يزورني، فأقوم أنا بزيارته، فليس الواصل بالمكافئ. نعم، أي أنني لا أزوره لرد الزيارة، بل أزوره صلةً للرحم. هو لم يرضَ أن يقف معي في الأزمة الفلانية، أو لم أقف معه في أزمته. ادفع بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه
وليٌّ حميم. يجب علينا فوراً أن نتخلص من الغيبة والنميمة ونحن في عصر كثرت فيه. كثرت فيه الغيبة والنميمة، كثر فيه الكذب، كثرت فيه آفات اللسان، فنحن أحوج ما نكون إلى أن نتخلى عن هذه الصفات. كان من أفعال السلف الصالح في ظل هذا الخضم الذي نعيش فيه أن أحدهم كان يقول: "اللهم إني قد تصدقت بعرضي على الناس" ما شاء. الله بارك الله فيكم يا مولانا شكراً لك. اسمحوا لي باسم حضراتكم أن نشكر فضيلة الإمام العلامة الدكتور علي جمعة على هذا الجهد وعلى هذا العلم من فضيلته، على وعد باللقاء مع حضراتكم في حلقات قادمة إن شاء الله من برنامجكم "إحياء علوم الدين". فإلى ذلك الحين أستودع الله دينكم وأماناتكم. وخواتيم أعمالكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته