برنامج السراج المنير: التعايش مع الآخر منهج إسلامي

برنامج السراج المنير: التعايش مع الآخر منهج إسلامي - السراج المنير, السيرة, سيدنا محمد
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد، فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته. حلقة جديدة من حلقات
برنامجكم السراج المنير مع فضيلة الإمام العلامة الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية. أهلاً ومرحباً بك، أهلاً وسهلاً بكم، أهلاً بك يا سيدنا. مرحباً في حلقة المقدمة السابقة يا مولانا تحدثنا عن أن النبي صلى الله عليه وسلم هو السراج المنير، ووصلنا في نهاية الحلقة إلى مفهوم التعايش مع الآخر. نريد أن نتعرف مع فضيلتك على هذا المفهوم. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن. والله النبي صلى الله عليه وسلم أرسله ربه إلى العالمين وجعله خاتماً للنبيين والمرسلين فلا نبي بعده ولا رسول، وبذلك كان الإسلام هو العهد الأخير بين الله سبحانه وتعالى وبين عباده، ومن هنا فإن النبي صلى الله عليه وسلم أُرسل للناس كافة وتكون
من ذلك أمتان أمتان كما يشير. إلى ذلك الإمام الرازي وينقل هذا الإمام شيخ الإسلام الباجوري في حاشيته التوحيدية أمة تسمى بأمة الدعوة وأمة تسمى بأمة الإجابة. أمة الدعوة وأمة الإجابة، أمة الدعوة هي أمة محمد عليه الصلاة والسلام حتى نتفهم فإنهم الستة مليار أو السبعة مليار الذين موجودون الآن، جميع البشر، كل البشر الرسول يدعوهم. على مر الرسول، أنا أقول ستة أو سبعة مليارات الذين هم موجودون الآن، لكن أيضاً من عاش من الناس قبل ذلك منذ مبعث وإرسال النبي إلى الآن هو من أمة محمد، سبحان الله. إنما هناك أمة
إجابة آمنوا به وصدقوه، ما شاء الله، هؤلاء هم المسلمون. المسلمون، نعم، من الستة - يقول. لك واحد ونصف، نعم، من السبعة ربما أصبحوا اثنين أو شيء من هذا القبيل، شيء كهذا من الستة واحد ونصف، يعني هذا الربع، يعني كل أربعة من البشر فيهم واحد مسلم وفيهم ثلاثة ليسوا مسلمين، نعم، فسيدنا الرسول أُرسل وله أمتان: أمة الدعوة وأمة الإجابة، إذاً فدينه في أساسه مبني على هذه الحقيقة. أنه مطالب بالتبليغ، هذه واحدة، ما على الرسول إلا البلاغ، أنه ليس هو الهادي، بل الهادي هو الله، "إنك
لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء"، أن الإسلام يكره المنافقين، أن المنافقين في الدرك الأسفل من النار، فلا ينشئهم ولا يرضى بهم، نعم، بل يكرههم، نعم، لأجل ذلك. لا إكراه في الدين، لقد جاء أنه لا إكراه في الدين، لست عليهم بمسيطر، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. وهكذا مجموعة هذه القيم التي بُني عليها الإسلام جعلت الإسلام مع هذه الحقائق أنه الخاتم، أنه لا يرضى بالنفاق. على الدوام أيَّد حرية العقيدة لأنه لا يرضى. بالنفاق أيضًا كيفية تعاملنا مع الثلاثة غير المسلمين، إذ إنه من كل أربعة أشخاص في العالم يوجد
واحد مسلم يتعامل مع ثلاثة غير مسلمين على اختلاف دياناتهم ومعتقداتهم. والله تعالى يقول: "وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله"، ويقول أيضًا: "وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون". الكثرة ليست لها معنى، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "يأتي النبي يوم القيامة ومعه الرهط من قومه، ويأتي النبي ومعه تسعة عشر، ويأتي النبي ومعه الاثنان، ويأتي النبي وليس معه أحد"، نبي لا يوجد أحد اتبعه إطلاقاً، مع أن هذا النبي كان على الحق، هذا النبي الذي... يأتي وليس معه أحد، أي القضية قضية عقيدة ومبادئ وأوامر وطاعات ومعاصي. أمر الله بالطاعات ونهى عن المعاصي، ولذلك الأدوات التي استعملها الإسلام كانت يمكن أن نطلق عليها التعايش. تعايش هذا نجده في قوله
تعالى: "ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم". ادفع بالتي هي. أحسن، هذه حكمة، أو قل عنها إنها فلسفة، أو قل عنها إنها شيء: "يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤتي الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً". "ادفع بالتي هي أحسن"، نعم، "فإذا الذي بينك وبينه عداوة..." الله، هذه في حالة عداوة، ليست في حالة رضا، ليست في أنني على وفاق. وكذلك لكنني أسعى لإنشاء ذلك الوفاق، هذه هي حقيقة التعايش. هيا بنا نقرأ سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن قد وضعنا على أعيننا النظارة المكبرة الكاشفة عن مواقف سيدنا، عن أوامره، عن نواهيه،
عن حياته، عن علاقاته، وكيف أن كل ذلك يترجم لنا منهاجًا واضحًا للتعايش الجميل. إذا يا مولانا التعايش هذا مع بداية الدعوة الإسلامية ليس شيئاً حديثاً ولا كما يقول بعض الناس من المستشرقين أنهم يطالبوننا بالتعايش، نحن مأمورون بالتعايش منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة. يعني إذا دعانا أحد لأن نتعايش فتلك بضاعتنا ردت إلينا، جميل إذا دعانا أحد أن نتعايش، رجعنا إلى كتاب ربنا حتى نرى: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين". جميل، "تبروهم" آتية من البر مثلما يُقال بر الوالدين. طبعاً البر هو
أيوه، النبي صلى الله عليه وسلم في سيرة ابن... هشام كان يقول: شهدت في دار عبد الله بن الجدعان. عبد الله بن الجدعان هذا رجل كان من المشركين، كان في مكة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب أخلاقه. والله وعلى فكرة، عاش مشركاً ومات مشركاً، ومات مشركاً. إنما سيدنا، لا، إنما السيد هذا يعلمنا أن خياركم في الجاهلية. خياركم في الإسلام إذا فقهوا. الله، هذا يعني أن هناك خيارًا في الجاهلية. نعم، هناك خيار في الجاهلية من الشهامة والمروءة وما إلى ذلك. يقول: "شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفًا ما أحب أن لي به حمر النعم". حمر النعم هي الإبل الحمراء، وهذه تكون نادرة وغالية. الواحدة
منها تساوي عشرة من التي ليست حمر النعم، هذه الحمر، وكان يتميز المرء عندما يكون لديه حمر النعم بأنه غني، ولذلك في قصة عنترة بن شداد ذهب ليأتي بمائة من إبل حمر النعم من كسرى. كسرى كان لديه الكثير من حمر النعم لأنه حريص على أن يظهر. القوة والفخامة وما إلى ذلك، ولو دُعيت إليه في الإسلام لأجبت، لأجبت. يعني هذا الحلف الذي كان عند عبد الله بن جدعان، لو كان في وقت الإسلام، لو كان في الإسلام لشاركت فيه. وهذا الحلف هو حلف الفضول، كان في دار عبد الله بن جدعان، وكان سيدنا صلى الله عليه وسلم كلما... ذُكِرَ ابنُ جُدعان فَتَبَسَّمَ تَبَسَّمَ، آه، يقولُ عبد الله بن جدعان
ويأتي يعني مثل هذا، يحصلُ له حالةٌ من السرور عليه الصلاة والسلام، فالسيدة عائشة قالت: "يا رسول الله، كلما ذُكِرَ ابن جدعان رأيتك تتبسم". قال: "كان عنده قصعةٌ يصعدُ إليها بالسلالم، ما شاء الله، يثردُ فيها الثريد". يُلقي فيها الفتوت باللحم، كل هذا هو لضيوف الرحمن، ما شاء الله كريم. كان سيدنا النبي يحب هذه الأخلاق. طيب، والشرك أمر متعلق بالآخرة متعلق بالله. كان عندنا المطعم ابن عدي، والمطعم ابن عدي هذا كان يقف مع المسلمين كثيراً ويقول للمشركين أثناء إيذائهم للمسلمين: استحوا، عيب. عليكم وكان يُجير من المسلمين كثيراً،
كان يقف مع النبي كثيراً، ومات قبل بدر، نعم في السنة الأولى للهجرة مات المطعم بن عدي، كان عن تسعين سنة، فلما حصلت بدر في السنة الثانية والمسلمون منَّ الله عليهم بالنصر، وأسر النبي مجموعة من الأسرى من قريش، قال: "والله لو أن المطعم بن عدي حيًّا فكلمني في هؤلاء النتنى، إنه غاضب منهم جدًا، هؤلاء النتنى الذين هم الأسرى، الذين جاؤوا ليضربوا المسلمين في ديارهم، الذين يريدون قتل النبي وإخراجه، الذين يعني افتراؤهم زاد عن حده عدوانًا وطغيانًا، والله لو أن المطعم بن عدي كان حيًّا وكلمني
في هؤلاء النتنى لأعطيتهم. له يعني رغم البغض لهم كان سيعطيهم للمطعم والعدو على عاتقهم من أجل المطعم بن عدي، وهذا المطعم له يعني هذا المطعم مشرك، نعم نعم كان مشركاً ومات مشركاً على دين آبائه، لكنه كان رجلاً ما شاء الله كان شهماً كان وقّافاً مع الحق ناصراً للمظلومين، كان النبي يحب هذه الأمور. عليه الصلاة والسلام يحبها، حسناً، والشرك الخاص به، الشرك الخاص به عند ربه في حساب يوم القيامة مع الله، أما نحن في الدنيا ماذا نفعل؟ نهينه؟ والله لو أن المطعم جاءني لأعطيه هؤلاء الأطفال، ما شاء الله عليه الصلاة والسلام، عليه الصلاة والسلام يعلمنا نحن إذاً، نعم، كيف نتعايش مع الآخرين. كيف نجعل العلاقة بيننا وبينهم هي المبادئ العليا من
العدل من المساواة من الرحمة من عمارة الدنيا من كذا إلى كذا؟ حسناً، سنذهب إلى فاصل يا سيدنا ونعود لنستكمل الحوار. نعم، فاصل ونعود إليكم فابقوا معنا. بسم الله وبركاته، عُدنا إليكم من الفاصل، الجزء الثاني من حلقة اليوم من برنامجكم السراج. المنير مع فضيلة الإمام العلامة الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية. مولانا، قبل أن نذهب إلى الفاصل، كانت فضيلتكم تحدثنا عن المطعم بن عدي وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتقبل حسن الخلق من الآخر حتى ولو
كان مشركاً. نريد أن نطبق ذلك على الواقع المعاش يا مولانا، هو في الحقيقة... إننا نريد أن نقرأ السيرة النبوية قراءة واعية مبنية على أسس، أول هذه الأسس هي قضية النسخ. هل مفهوم النسخ يقدح في مفهوم الهداية؟ هذا هو السؤال الأول الذي ننطلق منه في تطبيق ما نقرأه في السنة على واقعنا، بل ويفيد أبناءنا وأحفادنا في كل واقع يعيشون فيه. نعم. النسخ يا سيدنا الذي هو الناسخ والمنسوخ، النسخ والمنسوخ، نعم جميل. ربنا يقول: "ما ننسخ من آية أو ننسها نأتِ بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على
كل شيء قدير". فهل فكرة أن آية تأتي مكان آية من أجل التدرج من أجل التطوير من أجل كذا إلى آخره... ما موقف هذا من الاستفادة بالثلاثة والعشرين سنة التي كان النبي عليه الصلاة والسلام قد أُرسل فيها؟ عليه الصلاة والسلام، ربنا يقول لنا: "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا"، قالها مطلقة. نعم، ومن هنا فإن الاستفادة من كل لحظة. وكل موقف وكل علاقة وكل قرار وكل تصرف فعله النبي ينبغي أن يندرج في هدايتنا لأن النبي صلى الله عليه وسلم أسوة
حسنة في كل لحظة من لحظات حياته وفي كل لحظة من لحظات بعثته صلى الله عليه وسلم وأن قضية النسخ إنما يكتنفها أمور منها أنها خلاف الأصل الأصل. هو أنه ليس هناك نسخ، فيقول الأصوليون أن النسخ خلاف الأصل، وبنوا على ذلك قاعدة جليلة وهي أن الأمر إذا تردد بين نسخين ونسخ، حُمل على النسخ لأنه خلاف الأصل. هل هذا الأمر نُسخ مرتين أم نُسخ مرة واحدة؟ يكون قد نُسخ مرة واحدة. لماذا؟ لأن النسخ خلاف الأصل. نعم، نقترب من الأصل قدر المستطاع. هذا خلاف الأصل. يقول الأستاذ عبد المتعال الجبري بعد بحث ماتع له، والبحث منشور، "النسخ في
القرآن": أنه ما من آية ذُكر أنها منسوخة إلا وذُكر أيضاً أنها ليست منسوخة من العلماء. نعم، وهذا واقع حرره أيضاً الدكتور مصطفى زيد في رسائله. إلا أنه ذهب إلى أن النسخ والمنسوخ لا يتعدى ست آيات فقط. النسخ في القرآن عند مصطفى زيد بعد بحث طويل أصبح ست آيات، يعطي نفس الفكرة وهي أن النسخ هذا كان قليلاً، كان خلاف الأصل، كان شيئاً محدوداً ولا يقدح في كل شيء. يقول لك: لا، هذا نُسخ، لا ما... هو أصل آخر الأمرين كان كذا لا هذا وذاك في بعض الأحكام قليلاً، ولما ذهبنا إلى السنة ربما لم نجد أكثر من إحدى عشرة حديثاً أو شيئاً من هذا القبيل. طبعاً الناس بالغت في
هذا الأمر كثيراً وجعلت آية السيف تنسخ مائة وثلاثين آية، هذا الكلام غير سليم، وهذا هو مذهب كثيرين جداً. من المحدثين منهم فضيلة الشيخ الغزالي رحمه الله ومنهم كثير جداً من العلماء المحدثين الذين يرون كما كان يرى كثير من الأئمة أن النسخ هو خلاف الأصل وأنه محدود وأنه لا يعود على الهداية بالبطلان وأن الهداية إنما نستفيد فيها بكل الآيات وبكل الأحاديث وبكل المواقف وبكل السيرة هذا. أساس التعايش وهذا أساس الاستفادة من السيرة النبوية الشريفة، إذ النبي صلى الله عليه وسلم لما أُرسل بشيراً ونذيراً ومبشراً ومنذراً، الحقيقة
أنه أُكرم من عند الله سبحانه وتعالى، نعم عليه الصلاة والسلام في البخاري ومسلم عن السيدة خديجة عندما أتاها يخبرها بأمر نزول الوحي عليه صلى الله عليه وسلم. قالت: أبشر، أبشر، مبشرٌ ومبشرٌ، فوالله لا يخزيك الله أبداً عليه الصلاة والسلام. فوالله إنك لتصل الرحم وتصدق في الحديث وتحمل الكَلَّ، الشخص المتعب تساعده. أنت ذو أخلاق عالية جداً، وإنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق، وإنك لعلى خلق عظيم. وتكسب المعدوم وتقري الضيف، تكرم الضيف وتعين على نوائب الحق التي. يبدو من ذلك أنه ممن أكرمه الله. سيدنا النبي كان هكذا، فحين كان بهذه الصفات
حسن الخلق، فنريد أن ننقل هذا إلى عصرنا الحاضر: حسن الخلق. وهو يوصي معاذاً وهو ذاهب قال له: "عليك بحسن الخلق". نعم، وفي الأحاديث المسلسلة عندما أرسل معاذاً إلى اليمن، إلى اليمن، نعم. في الأحاديث المسلسلة عندنا شيء اسمه الأحاديث المسلسلة. أشياء طريفة هكذا يقول لك عن الحسن عن أبي الحسن عن جد الحسن أحسن الحسن الخلق الحسن إخواننا ربنا يعافيهم هذا ضعيف هو ليس منتبهاً يعني مسلسل قل ما على وصف أتى مثل أما والله انبان الفتى كذاك قد حدثنيه قائماً أو بعد أن حدثني تبسم هو مع يا للعجب! حصر نفسه في صحة الإسناد وهو ليس له علاقة بالدراية والمعنى وغير ذلك، فقط هذا ضعيف وهذا قوي وهذا ضعيف، وعاش في هذا
الدور دون أن ينتبه إلى أن هذه الأحاديث مؤيدة بشواهد ومؤيدة ولها صناعة أخرى، لكن على كل حال، كيف نفهم التعايش من سيرة سيدنا؟ ثم ننقله إلى عصرنا الحاضر بل والعصور القادمة. هذا يا مولانا ما سنقدمه مع فضيلتك إن شاء الله في الحلقات القادمة. الحلقات القادمة إن شاء الله. اسمحوا لي باسم حضراتكم أن أشكر فضيلة الإمام العلامة الدكتور علي جمعة على وعده باللقاء مع فضيلته في حلقات قادمة إن شاء الله من برنامجكم السراج. المنير: إلى ذلك الحين نستودع الله دينكم وأماناتكم وخواتيم أعمالكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.