برنامج مصر أرض الأنبياء - الحلقة الثامنة والثلاثون | قصة سيدنا محمد الجزء الثالث

برنامج مصر أرض الأنبياء - الحلقة الثامنة والثلاثون | قصة سيدنا محمد الجزء الثالث - سيدنا محمد, شخصيات إسلامية, مصر أرض الأنبياء
سنتوقف مع حضراتكم في هذه المحطة الجديدة مع الأحاديث النبوية الشريفة التي ذكر فيها الرسول الكريم اسم
مصر وعدد فيها الصفات الكثيرة لمصر ولشعبها ولأرضها، محطة جديدة في مصر أرض الأنبياء. ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليماً. سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وسلم كان قوي البنية عريض المنكبين لا يستطيع أحد أن يفوز عليه في نوع من أنواع الرياضة، كان يجيد ركوب الخيل ورمي السهام والنبل، وكان يجيد أشياء أخرى من المصارعة وفنون القتال. كان صلى الله عليه وسلم سوي البدن، وكان الصحابة إذا اشتدت الحرب احتموا خلف رسول الله صلى الله. عليه وآله
وسلم أمرنا أن نهتم بأجسادنا وأن نعطي كل جسد حقه، أمرنا أن نجعل ذلك في سبيل عبادة الله وعمارة الكون وتزكية النفس. اللهم صل على ذلك النبي المصطفى والحبيب المجتبى عالِم الهدى الذي علَّم البشرية. معالي الجمعة وما زلنا مع السيرة النبوية الشريفة على صاحبها الصلاة والسلام وهذه العلاقة. التي ربطت مصر بهذا الجناب النبوي الشريف فضيلة الدكتور، أهلاً بكم، أهلاً بكم ومرحباً، أهلاً وسهلاً بحضرتك. توقفنا في اللقاءات السابقة عند رحيل السيدة مارية القبطية، ورأينا
وتعلمنا من فضيلتكم كيف كانت العلاقة بين النبي الكريم والسيدة مارية القبطية أم إبراهيم رحمة الله عليها. الآن نتوقف عند فتح مصر. فتح مصر جاء بعد رحيل السيدة مارية القبطية بحوالي أربع سنوات تقريباً. برأيك، هل كان لوجود السيدة مارية القبطية في المدينة ومعرفة الصحابة الكرام لها جيداً كأم للمؤمنين مثل باقي أمهات المؤمنين، هل كان لهذه المعرفة أثر بعد ذلك في فتح مصر؟ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه عليه الصلاة والسلام، عندما انتقل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، اعتزلت السيدة مارية ولم نسمع عنها شيئًا لأنها اعتزلت في العالية من شدة حزنها على ابنها.
إبراهيم أولاً، ثم بعد ذلك على الجناب الأعظم سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم في انتقاله إلى الرفيق الأعلى، كانت مفارقة النبي كما يقول أنس: "أنكرنا قلوبنا"، فهي دخلت في حال من الذهول إن صح التعبير، وكانت تزور القبر النبوي الشريف ثم تنصرف، فهي لم تجلس مع الصحابة حتى تقول. لهم كيف تفتحون مصر أو ما الذي ستجدونه في مصر، وهكذا هي، هذا الذي قال لهم: هذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يبشرهم أو ينبئهم بالغيب القريب، حيث يقول لهم: "ستفتح لكم بلاد يُذكر فيها القيراط"، لم يكن
هناك أحد يذكر القيراط كمساحة من مساحات الأرض. والفدان إلى المصريين فاستوصوا بأهلها خيراً فإن لهم ذمةً ورحماً. أخرجه الإمام مسلم في صحيحه. الذمة والرحم، فالرحم هو النسب. هاجر عليها السلام التي هي أم العرب، هذه هي المسألة. مارية رضي الله تعالى عنها وأرضاها وعليها السلام، يعني كانت منشغلة بالحزن في هذا الوقت من الفراق. فالحاصل أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول لصحابته في هذا المقام: "إذا فتح عليكم مصر" يعني فتح الله عليكم مصر "فاتخذوا من أهلها جنداً كثيفاً". فقال أبو بكر: "ولِمَ هذا يا رسول الله؟" قال: "إنهم
وأزواجهم في رباط إلى يوم القيامة". وهذه بشرى لكل امرأة تزوجت واحداً من أهل الدفاع عن الوطن. والشرف سواء كان في الجيش أو الشرطة أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل ذلك مزية أنهم وزوجاتهم، الزوجة التي تتحمل أن زوجها يغيب وأن زوجها الآن عليه واجبات دائماً وأن زوجها لا يستطيع أن ينزههم مثلاً ولا يتمتع معها بشيء من هذا، كل هذا أجره كبير عند الله سبحانه وتعالى. وكانت ميزة لأهل مصر. كذلك فضيلة الدكتور، يعني في هذه الجزئية واضح أن هناك رؤية أو اعتباراً شديداً من الجناب النبوي لهذا الشعب، بمعنى
أن يُذكروا، ربما لم تُذكر شعوب كثيرة في الأحاديث النبوية بهذا الشكل. الأحاديث النبوية عندما جاءت تمدح شعب مصر، مدحتهم بشكل عجيب جعل بعض الناس. يؤلفون في فضائل مصر فألّفوا المجلدات في فضائل مصر بشرى، يعني الأصوات المبشرة. نعم، الحمد لله رب العالمين. يعني حتى طير السماء صحيح، فجعلهم يؤلفون في فضائل مصر وما ورد فيها وغير ذلك إلى آخره، وجعلهم يؤلفون أيضاً بدقة في فتح مصر والذي حدث في سنة عشرين من الهجرة وهناك. حديث لطيف جداً يرويه لنا أبو موسى الأشعري ومعاذ بن الجبل عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لشخص اسمه تبيع الكلاعي.
فتبيع الكلاعي هذا دخل على أبي موسى الأشعري فقال: من أين أنت؟ قال: من مصر. قال: من الجيش الضعيف؟ قال: هل هو ضعيف؟ يعني جيش مصر هذا ضعيف؟ قال: نعم، فإنه لم يكن أحد عليه إلا كفاه الله مؤنته. اذهب إلى معاذ يحدثك بالخبر. فذهب إلى معاذ بن جبل. هذا هو الكلاعي. فقال: إني ذهبت إلى أبي موسى الأشعري فقال وقال. قال: نعم، وماذا كتبت في آخر ورقتك؟ قال: ماذا أكتب؟ قال:
اكتب هذا ما... أخبرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعني هذا ليس حديثاً موقوفاً على الصحابي أبي موسى ولا على الصحابي معاذ، بل هذا الذي سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم. فبعض الناس عندما يجد الجيش الضعيف - ماذا يعني الجيش الضعيف؟ ليس ضعيفاً في القوة والعتاد وما شابه. إلى آخره، لا، إنما يلجؤون إلى حول الله وقوته فكأنهم جند الله. نعم، يعني ربنا معهم. فهذه الأحاديث وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرة لدرجة أن بعض الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم جاؤوا إلى مصر من أجل هذه الأحاديث، وذلك كما روى عمرو.
عن ابن الحَمِقَة رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وكان من الصحابة ثابت الصحبة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: "ستكون فتنة يَسلَمُ الناس فيها الجند الغربي". أوه، كلمة "الجند الغربي" جاءت في حديث أبي موسى الذي ذكرناه الآن، عندما جاء تابعٌ وقال له: "أنا من مصر"، فقال... أمين الجند الغربي قال: نعم. قال: من الجيش الضعيف، يعني في... ففسر الجند الغربي، وطوال عمر الجيش المصري هكذا تكون فتنة. فالله سبحانه وتعالى يُبعدهم عن الفتنة ويكونون دائماً، يعني، أهل حق وأهل دفاع. نعم، هذه حكاية الجند الغربي. فقال عمرو بن الحمق: ومن أجل ذلك جئتكم.
هذه هي القضية. ذلك أن كثيراً من الصحابة جاءوا مصر من أجل ذلك جئتكم، نعم ولذلك ألّف الإمام السيوطي كتاباً ماتعاً سماه "حُصر السحابة فيمن نزل مصر من الصحابة"، وأورده في كتابه "حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة". فالإمام السيوطي توفي طبعاً سنة تسعمائة وإحدى عشرة هجرية، لكنه تتبع الذين جاءوا مصر. ودُفِنوا في مصرَ فأصبحت مصرُ هنا لها علاقة أخرى بسيدنا النبيِّ صلى الله عليه وسلم عن طريق صحابتِه الذين شرَّفوا مصرَ وجاؤوا إلى مصرَ وتزوجوا فيها وأنشؤوا عائلاتٍ، وكان انتشارُ الإسلامِ في مصرَ عن طريق العائلة، حيث كانوا يتزوجون فيُنجبون، ثم
يُنسبُ الولدُ إلى أبيه، فعندما يُنسبُ الولدُ إلى أبيه ويموتُ الجيلُ. الجيل الأول عبارة عن رجل مسلم متزوج امرأة قبطية، فيزول هذا. فالأبناء عندما يكبرون مسلمين يتزوجون بنات خالهم، وهكذا انتشر. عندما دخل عمرو بن العاص هنا، كان معه هذا المخزون الضخم الفخم من "استوصوا بأهل مصر خيراً"، ومن "اتخذوا منهم جنداً كثيفاً"، ومن أسلم الناس بعيداً عن... الفتنة هي الجند الغربي من أنهم وأزواجهم في رباط إلى يوم القيامة من أحاديث تبين فيكون لكم عدة وعوناً. أستأذن حضرتك نعرف ما هي العدة وما هو العون الذي يمثله شعب مصر
في هذا الحديث النبوي الشريف بالنسبة للإسلام، بصرف النظر عما كيف كنا وسنكون إن شاء الله عدة وعوناً في هذا. الإطار ولكن بعد إذن حضرتك، بعد الفاصل ابقوا معنا. جامع عمرو بن العاص هو رابع مسجد في الإسلام وأولها في مصر، أنشأه عمرو بن العاص في الفسطاط عام واحد وعشرين من الهجرة الموافق لستمائة واثنين وأربعين من الميلاد، أي أن عمره الآن يقترب من ألف وأربعمائة سنة. كان في... كانت
البداية صغيرة بطول خمسة وعشرين متراً وبعرض خمسة عشر متراً وبسيطة حيث كان مغطى بالخشب وسعف النخيل وقائماً على جذوع النخل. مرّ جامع عمرو بن العاص بالعديد من المراحل حتى وصل إلى ما هو عليه الآن، ففي عام مائة وثلاثة وثلاثين من الهجرة أعطى الصالح بن علي الجامع صورته التي بقي. عليها لقرون طويلة، وفي عام مائتين واثني عشر من الهجرة وصل المسجد إلى مساحته الحالية على يد عبد الله بن طاهر وهي خمسة عشر ألف متر، وقد بلغ أوج بهائه أيام الخليفة المستنصر، وكان يقوم على أربعمائة عمود من الرخام ومضاءً بمصباح وزنه سبعة قناطير من الفضة وبسبعمائة قنديل. أجدد
الترحيب بحضراتكم وبفضيلة الدكتور. الحديث الشريف الذي ذكرته فضيلتك يُمثل بشرى كبيرة جداً ليس فقط للصحابة الكرام وإنما كذلك لنا نحن كمصريين بأننا عدة وسند وعزوة بهذا البلد لنصرة الإسلام منذ أن ظهر في أوائل الدعوة وحتى الأبد إن شاء الله. أتذكر أنني كنت أسأل. سيدنا الشيخ عبد الله الغماري المغربي قال: "هل مصر قبلة العلوم؟" وكذلك قال: "كانوا يتركون الحرمين من أجل أن يأتوا إلى مصر، وكانوا يتركون حواضر العالم الإسلامي من أجل أن يأتوا إلى مصر". كانت مصر فعلاً هي قبلة المسلمين، وكانت دائماً في الصدارة في المشهد عندما كانت هناك حواضر الشام تعمل. وحواضر العراق تعمل وحواضر
أخرى، حتى عندما كانت تركيا تعمل، كانوا يحتاجون إلى مصر. فمصر ببركة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبما فيها من عدد الصحابة الكبير الذي أشار إليه السيوطي في كتاب "در السحابة فيمن نزل مصر من الصحابة"، وبما فيها من الأولياء والأتقياء، وبما فيها من العلماء والمفكرين، وبما... فيها من البيت الذي يعني أتمنى عليك أن تخصص لنا حلقة حتى نلقي نظرة على علاقتنا مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. صلى الله عليه وسلم فَعِدَة، والعدة هي الحماية والسند. فعلاً لما أتوا إلى مصر وجدوها أهل
خير، ما معنى أهل خير؟ يعني أرض خصبة كما يقول عنها سيدنا نوح. إنها أم البلاد وغوث العباد، ولما حصل عام الرمادة أيام سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه أغاثته مصر بميراثها. فمصر دائماً تغيث البلاد كما في قصة يوسف مع إخوته الذي أتى بهم من البادية، فقضى لهم السند والعون والعدة والحماية. فيمكن أن نقول إنها الأمان والحنان. هل تنتبه كيف أن الأمان والحنان وهذا ما حدث فعلاً؟ إنها آوت من التجأ إليها ولم تفزع من دخل فيها. نعم، والتجأ إليها قاصدون للعلم وقاصدون للعمل وقاصدون
كل أهل الأرض. فربنا سبحانه وتعالى يجعلنا في هذه البلاد دعاةَ خيرٍ، ويجعل هذه البلاد خيراً لنا وقبلةً لغيرنا يا رب. فالدكتور، إلى أيِّ مدى التزم المسلمون الأوائل الذين جاؤوا إلى مصر، نتحدث عن عمرو بن العاص، نتحدث عن كثيرٍ من الصحابة الكرام، حينما جاؤوا كيف التزموا بهذه الوصايا، وكيف طبقوا هذه الوصايا في التعامل مع المصريين، وخاصة نحن كأقباط، يعني كيف تعاملوا معنا في بادئ الأمر، دخل عمرو بن العاص. رضي الله تعالى عنه مصر وأرسل إلى المقوقس وكان مقر المقوقس في الإسكندرية صحيح، فأرسل إليه للتفاهم أننا لا نريد أن ندخل مصر بالقوة، لأنهم أصلاً هم الذين دعوهم بسبب ظلم الرومان ومن أجل هذا الأمر، إلى أن
دخلوا حصن بابليون، فأرسل له اثنين من الرهبان الكبار. هذا المقوقس حتى يتفاهم مع عمرو بن العاص، جلس معهم وتذكر كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: "استوصوا بأهل مصر خيرًا"، فكان رقيقًا خفيفًا لطيفًا معهم في النقاش، في الطلبات، في المفاوضة، من أجل أن يصل إلى ما يهدئ بالهم، ما يرضيهم، ما يصلح حالهم، وليس من أجل أي نوع من أنواع الاحتلال أو الاستعمار أو أننا نأخذ خير البلد ونبني بها الحجاز ونحولها إلى روضات وجنات لم يحدث، ولذلك خلا
التاريخ الإسلامي خاصة في مصر من فكرة الاستعمار، وخلا من فكرة إبادة الشعوب، وخلا من فكرة استغلال العبودية أو الرق أو نهب الثروات كما حدث. الرومان لم يكونوا يقومون بنهب الثروات، فهي حضارة كبيرة جداً خالية من الاستعمار، خالية من التمييز، خالية من الفساد، خالية من الاستغلال، خالية من كل ما شكت منه الحضارات الأخرى التي كانت أيضاً سبباً في انهيارها. كانت مليئة بالفنون والآداب والعمارة وبالخط العربي الذي كان كالمعجزة حتى قال أبو أحياناً أوحى الله تلخيص الخط لابن مقلة كما أوحى للنحل بتلخيص بيوتها، يعني هي أمر رباني.
هذه الوضعية كلها في مصر وما حدث في مصر في الحقيقة يعني قربنا إلى تطبيق الإسلام إلى أن قالوا أسلمنا في مصر، يعني حتى شاع في مصر الإسلام وتغلغل، فكانت هذه علاقة قوية بيننا وبين سيدنا صلى الله عليه وسلم. الله عليه وسلم تجد المصريين يقولون لك "الثالثة ثابتة" مستمدين ذلك من الشريعة التي تقول إن الطلاق الثالث طلاق بائن وأن فيه ما فيه، ومرة وفرق، ومرة أخرى وفرق. النبي عليه الصلاة والسلام عندما كان يقول أمراً، فيكرره ثلاثاً، نعم. فأخذوا من هذه الأمور حكاية "الثالثة ثابتة". ويقولون لك أيضاً "خمسة وخميسة". خمسة وخميسة هذه إشارة إلى أن سورة "قل أعوذ برب الفلق" تتكون من خمس آيات. لماذا لم يقولوا أربعة وأربعة أو ثلاثة وثلاثة؟ ما معنى خمسة وخميسة هذه؟
سورة الفلق - انتبه - لأن سورة الفلق تُقرأ مرتين، أو هي سورة الفلق التي تُقرأ مرتين. أي يُشار إليها بهذه الإشارة في كل موضع. وكذا إلى آخره حتى صارت على ألسنة المصريين حتى من غير المسلمين، يقول "بعليش بعليش صلِّ على النبي عليه الصلاة والسلام". فهذا الحال هو ما يُسمى الحضارة حقاً، الحضارة التي تهتم بالثقافة، وتهتم باللغة، وتهتم بالأمثال والحِكَم، وتهتم بمثل هذه الأشياء. كل هذا ألخصه بأن أهل مصر كان لهم. سبب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إلا أن كل سبب ونسب مقطوع يوم القيامة إلا سببي ونسبي". اللهم صل وسلم وبارك عليه. ربنا يا رب بارك على هذه
الأمة وهذا الشعب دائماً يا رب إن شاء الله ببركة الأنبياء الكرام. ومنهم سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام. طيب فضيلة الدكتور، أنا لدي أقل من دقيقتين ولكن عندي سؤال مهم. فكرة أن تقريباً يعني معظم الكنائس هذه الأيام، كل الكنائس التي بُنيت في مصر بُنيت منذ الفتح الإسلامي أو الفتح العربي لمصر، وهذه مفارقة، يعني هذا نص كلام الإمام الليث بن سعد فقيه. مصر والذي أتى الإمام الشافعي من العراق إلى مصر من أجل أن يتعلم على تلاميذه. الإمام الشافعي لما دخل مصر جاء هنا في حدود سنة مائة وواحد وتسعين أو اثنين وتسعين، وتوفي سنة مائتين وأربعة. لماذا جاء من هناك؟ الإمام الليث توفي سنة مائة وثلاثة وثمانين. تجد الإمام الليث عند الإمام الشافعي في... سنة الإمام
الشافعي، هناك الإمام الليث كان يقول: "كل كنائس مصر محدثة حديثة العهد"، يعني ماذا؟ يعني بُنيت بعد الفتح. طبعاً هذه العبارة، هذا الإمام الليث هو كان من السبعة الكبار. الإمام الليث كان يقول عنه الشافعي: "كان أعلم من مالك"، أي أعلم من الإمام مالك، أعلم. من مالك إلا أن أصحابه ضيعوه، فالإمام عندما جاء إلى مصر تعلم على أبناء أو تلاميذ الليث بن سعد، لكنه كان يؤكد أن جميع الكنائس في مصر، ولذلك عندما نصدر الفتوى يأتي شخص ويقول لي: لا، أنت أنشأت كنيسة في بلاد المسلمين يجب عليّ هدمها. ماذا؟ هذا الكلام مخالف للواقع ومخالف للحياة ومخالف لكل شيء،
حتى لتاريخنا، أعني التاريخ العربي الإسلامي في مصر. صحيح أن وادي الإمام الكبير الذي هو أعلم من مالك، والذي يأتي من أجله الشافعي ويترك الحنفية هناك مع محمد بن الحسن وغيره، يتركهم من أجل هذا الإمام، يقول كل كنائس... مصر محدثة محدثة، وهذا كله ربما هو نتاج لتوصية النبي صلى الله عليه وسلم بمصر وبأرض مصر وبشعب مصر. جلس عمرو مع بني يامين يعني بابا الأقباط في مصر وأكرمه غاية الإكرام وأظهره بعد أن كان مختفياً من الرومان ومن عنفهم وقسوتهم. فضيلة الدكتور، أنا شاكر جداً لحضرتك، شكراً. شكراً لكم، شكراً لحضرتك، شكراً
موصولٌ لحضراتكم، إلى اللقاء،