برنامج مصر أرض الأنبياء - الحلقة الثانية عشر | قصة سيدنا يوسف الجزء الأخير

كل المؤشرات كانت تقول ان سيدنا يعقوب قد فقد ابنيه يوسف وبنيامين إلى الأبد، ولكن كانت مشيئة الله سابقة ونافذة. فعلى أرض مصر الطيبة المباركة التقى مرة أخرى يوسف عليه السلام وبنيامين مع الأب يعقوب عليه الصلاة والسلام. مرة أخرى على أرض هذه البلد تجتمع
هذه العائلة الطيبة والمباركة، وكذلك ينضم إليهم جميع بني. إسرائيل الذين جاءوا مع يعقوب إلى أرض مصر وكان في استقبالهم يوسف عزيز مصر وماؤه، وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين، ورفع أبويه على العرش وخروا له سجداً، وقال يا أبتِ هذا تأويل رؤياي من قبل، قد جعلها ربي
حقاً. حب يعقوب كان مفتاحاً لشخصيته ونبراساً وضياءً منيراً للأجيال. عبرَ العصورِ فإنَّ الحبَّ منحةٌ تُعطي صفةَ الصبرِ على فراقِ يوسفَ لسنواتٍ عديدةٍ، والحبُّ منحةٌ تُعطي القدرةَ على العفوِ عن أبنائِهِ بعدما كذبوا عليهِ واقترفوا ذلك الذنبَ العظيمَ، والحبُّ منحةٌ تُعطي التسامحَ وطلبَ الغفرانِ من اللهِ لأبنائِهِ بعد جمعِ الشملِ. الحبُّ عطاءٌ، نُرحبُ بحضراتِكم مشاهدينا الكرامَ، والرحلةُ مستمرةٌ مع آلِ بيتِ يعقوبَ. عليه الصلاة والسلام
تحدثنا عن سيدنا يوسف ورحلته إلى مصر واليوم نستكمل هذه الرحلة الطيبة والمباركة في مصر أرض الأنبياء مع فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف. فضيلة الدكتور أهلاً بكم، أهلاً وسهلاً بكم، مرحباً. أهلاً بفضيلتكم فضيلة الدكتور، نتحدث الآن. عن سيدنا يعقوب في هذه المحنة، هل ما تعرض له سيدنا يعقوب عليه الصلاة والسلام من غياب سيدنا يوسف ثم أخيه بنيامين كان ابتلاءً أم عتاباً من الله سبحانه وتعالى له؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. امتحان الأنبياء. يكون على مستوى عالٍ جداً من البلاء والاختبار والامتحان يختلف عن التعامل
مع البشر المعتاد، حتى أنه عندما لاحظ بعض العلماء هذا المعنى صاغوا عبارة هكذا تقول: "حسنات الأبرار سيئات المقربين". أنا من الأبرار وقدمت حسنة عُدَّت لي حسنة، لكن هو نفس الفعل لو صدر من المقربين وهم أعلى رتبة. ودرجة تُعَدّ سيئة، يريد منه أعلى، يريد منه أكثر، يريد منه أقرب. سيدنا يعقوب، عندما قال له أحدهم: "كيف حالك؟"، فقال له: "ساء الزمان واضطرب الحال". فعوقب من أجل هذا، كأنه اعتراض على المشيئة الإلهية، كأنه اعتراض. وأوحى الله إليه: "أتشكوني لغيري؟". ومن هنا
أصبح يقول: "وإنما أبثّ حزني وشكواي". الحمد لله رب العالمين، وفيما بعد ذلك سنرى عندما جاء إلى مصر وجد أوراقاً كثيرة جداً موضوعة في خزانة يوسف، فقال له: "يا يوسف، أعندك كل هذه الأوراق ولم ترسل لي رسالة؟" قال له: "يا أبتِ، كل ما أمامك هي رسائل كتبتها لك". قال: "الله! لماذا لم ترسلها يا بني؟" لكي أطمئن عليك، ولكي أكون معك. قال: أنا كنت كل يوم أتذكرك مرتين أو ثلاثة، فأقوم بكتابة رسائل، فيمنعني جبريل. سبحان الله! يعني جبريل هو الذي يقول له: لا ترسلها إليه، فأضعها في هذه الخزانة. وقلت:
في يوم سنلتقي وسأعطيها لك لتعرف ماذا كتبت لك. فيعقوب سأل جبريل. عندما كان ينزل عليه قال له: يا جبريل، ماذا أقول لك؟ فقال له: لماذا لا يُرسل الرسائل؟ أنا أريد أن أفهم. قال له: والله يا يعقوب، ليس لي علاقة بهذا الأمر، هذا الله ربنا أخبرني بذلك. سبحان الله! فانتظر في مناجاته هكذا وسأل ربه قائلاً: يا رب، أليست هذه الرسائل... كانت تهدئ بالي قليلاً ولم تفعل ذلك، فقال له: اشتكيتني إلى الناس؟ أي أنه عندما يفتقد المرء ابنه، هل في ذلك شيء خاطئ؟ لا طبعاً، بالنسبة لي ولك وللناس جميعاً وللبشر ليس خطأً، إنما هذا المستوى الذي يتحدث مع جبريل ويتحدث مع ربنا
والمسألة مفتوحة هكذا، هذا شيء آخر في قصة أخرى. وفيها درسٌ آخر وقصة أخرى، ما كان له أن يبث حزنه وشكواه إلا لله. هذا درسٌ جديد نتعلمه، فضيلتك. يعني أننا دائماً نشكو إلى الله. نعم، بالطبع، فلنحمد ربنا، والحمد بعد هذه السنة، ما دام الناس ليست حامدة، الناس ليست حامدة، وكثير من المصائب التي تنزل. علينا سببها عدم الرضا، عدم التسليم، عدم الحمد. لقد كان أبو العلاء المعري يقول: "كل من في الكون يشكو حظه، ليت شعري هذه الدنيا لمن؟" الطبيب لا يُعجبه أنه طبيب، والمهندس لا يُعجبه أنه مهندس، والمدرس لا يُعجبه أنه مدرس، والشيخ لا يُعجبه أنه شيخ. حسناً، وبعد ذلك ماذا نفعل إذاً؟ هذه الدنيا خُلقت لمن حقاً؟ نريد أن نرضى بما أقامنا الله فيه، نعم نعم، فالرضا هذا جزء لا يتجزأ من التسليم لله والتوكل حق التوكل على
الله. حسناً، هذا في مستوانا نحن، فما بالك إذن في مستوى سيدنا الكريم بن الكريم بن الكريم يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، هذا جده إبراهيم. يا إخواننا، ففي إجابة على سؤال حضرتك وهو: هل كان هذا اختباراً وابتلاءً أم كان عتاباً؟ إنه كان تربية، كان تربية، وهذه التربية تتناسب مع مقام سيدنا يعقوب عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام. فالدكتور، على الرغم من صعوبة هذا الابتلاء أو العتاب، لكن كانت هناك أشياء... كانت تتسارع في قلب سيدنا يعقوب. فلولا - يعني مثلاً - لو تحدثنا عن رائحة سيدنا يوسف، فيبدو أن سيدنا يعقوب كان يشعر بأن هناك رائحة سيدنا يوسف في المكان الذي هو فيه، وهو بعيد كل البعد عن
مصر. فكيف كانت هذه الأمور تخفف هذه الشدة وهذه المحنة على سيدنا؟ يعقوب الذي ابيضت عيناه من الحزن، فابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم، يعني أيضاً ماذا؟ كاتم حزنه، يعني من داخله وليس متعباً. والكاظمين الغيظ، هناك غيظ لكنني كظمته، كظمته، فيصبح مكبوتاً هكذا، وضعته هكذا وهو ملتهب. فسيدنا يعقوب عليه السلام كان يرى كل شيء، ولكننا ونحن نروي لو... كنت حضرتك تتذكر طبعًا تتذكر إن شاء الله أن سيدنا يوسف وهو في الجب، جب الأحزان الذي عُمل وكذا، وتركناه تركناه ماذا؟ تركناه عاريًا، تركناه في مياه مالحة، تركناه في ظلمة، تركناه في خوف حقيقي، فربنا سبحانه وتعالى أرسل له قميصًا. ماذا يعني أرسل له قميصًا؟ يعني هذا القميص... من أين
أتيت؟ من الملائكة وهؤلاء أنبياء وأبناء أنبياء، والأمور التي لم تراع المنظور مكشوفة عندهم، قادمة من الجنة، لأن الجنة فيها لباس. قال تعالى: "عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق وحُلُّوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شراباً طهوراً"، ففي أهل الجنة لهم ثياب صحيحة، وهذه الثياب التي يلبسونها نزل منها ثوب. على سيدنا يوسف حتى يستر عورته وحتى يدفئ برده، ولذلك عندما قال لإخوته اذهبوا إلى أبي بقميصي هذا، فهذا قميص مختص به هو، أي أنه القميص الذي نزل له من الجنة، والذي خاصيته ماذا؟ خاصيته أن أمثال يعقوب النبي يشمون رائحته، وخاصيته أنه يُلقى
على وجه. يعقوب فيرتد بصيراً الذي خاصيته أنه كان يعقوب وجيرانه يقولون له يا أخي أخوك أكبر منك وأنت عيسى أكبر منه لكنه يبدو عليه العجز، فكان يقول من فقد يوسف فارتد كأنه شاب وقوي وكل شيء، وكل ما فيه ذهب الذي هي ملامح الشيخوخة عندما دخل يعقوب مصر دخلها وهو. مائة ست وثلاثين سنة وأقام فيها سبعة عشر سنة، فيكون قد توفي عن مائة وثلاثة وخمسين سنة. فجد إبراهيم متوفى منذ مائة سنة، ويمكن أن يكون وصل
إلى تسعين سنة. فإذا عادت إليه صحته وعادت إليه من قميص يوسف، هذا الذي هو عبارة عن قميص من الجنة أنزله الله كرامة له أثناء الطفولة، ثم بعد ذلك احتفظ به. من أجل أن يعيده مرة أخرى إلى يعقوب فيرتد بصيراً ويعود كأنه صحيحاً من كل داء من أدواء الشيخوخة. فضيلتك، بعد الفاصل إن شاء الله سنتحدث عن سجود سيدنا يعقوب وزوجاته وإخوة يوسف لسيدنا يوسف كما رأى في هذا الحلم أو كما رأى في المنام وهو صغير، يعني كيف؟ تحقق هذا السجود
ولكن بعد الفاصل إن شاء الله ابقوا معنا. الأراضي المباركة التي سكنها سيدنا يعقوب هو وأولاده عندما شرفت مصر بدخوله وبإقامته فيها، وذلك مع ذريته ومع أبنائه، وهي إحدى القرى التابعة لمدينة الحسينية في محافظة الشرقية، واتخذت عاصمة سياسية ودينية لمصر في عهد الأسرة الحادية والعشرين، تضم صان. أظهر الحجر آثاراً ترجع إلى الفترة الممتدة من العصر المتأخر حتى العصر البطلمي، ومنها معابد كُرِّست للمعبودات كآمون وخانسو وحورس،
بالإضافة إلى الجبانة الملكية للأسرة الحادية والعشرين، والبحيرة المقدسة، وتماثيل الملك رمسيس الثاني التي تم نقلها من العاصمة القديمة لتزيين العاصمة الجديدة. أُرحب بحضراتكم مرة أخرى وبفضيلة الدكتور، فالدكتور حينما جاء. سيدنا يعقوب عليه الصلاة والسلام إلى مصر مع أبنائه ومع كل قومه، كيف كان الاستقبال وكيف كان الحال وكيف كان الترحاب من سيدنا يوسف أيضاً عليه الصلاة والسلام لأبيه ولقومه. هو بالطبع جاء من جهة الشرق لأنه كان في البادية التي بجوار الخليل الآن. جاء سيدنا إبراهيم واشترى المكان الذي في الصحراء والتي أصبحت بعد ذلك مدينة الخليل الآن والحرم
الإبراهيمي، ولما مات دُفن هو وسارة، وبعد ذلك مات إسحاق فدُفن إسحاق وزوجته. فلما مات يعقوب دُفن يعقوب وزوجته كما سنرى بعد ذلك، وكذلك لما خرج موسى حمل معه يوسف ودفن يوسف. فهناك في الحرم الإبراهيمي أربعة أنبياء مع زوجاتهم. بهذا التسلسل فجاء من الشرق، وعندما جاء من الشرق، هناك منطقة تسمى صان الحجر ما بين الشرقية والإسماعيلية. في هذه المنطقة كان بقاء يوسف عليه السلام، فخرج يوسف وخرج معه الملك لأنه سمع أن يعقوب البركة الكبيرة قادمة، ودخلوا به
بالترحاب إلى أرض مصر، فهذا كان شكل. الاستقبال في هذا الوقت، وبعد ذلك عندما دخل استحيا أن يجلس على العرش. يعقوب أول ما رآه قال: "من هذا؟" هذا فرعون يسأل عن سيدنا يوسف، فقال أبناؤه: "هذا ابنك". لقد كانت الحقيقة مكشوفة لهم تماماً وواضحة، وكان سيدنا يوسف قد أوضح في ذلك الوقت أن يُحضروا أهلهم أجمعين، فعدّهم فوجدوهم مائتي شخص. مائتان وواحدٌ دخلوا مصر، فأرسل لهم مائتي راحلة لتحملهم جميعاً، فهم داخلون بموكب كبير، سيدنا يعقوب وأولاده وأبناء أبنائه وأبناء كذا إلى آخره، كانوا مائتين وواحداً. وقال الكلمة المشهورة: "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين". ودخلوا مصر آمنين، ورفع أبويه على
العرش، رفع أبويه العرش. أي أنه أجلسهم على عرشه وجلس هو أسفله، وبعد قليل أرادوا أن يُحيّوه على كل هذه الحفاوة وعلى كل هذا الكرم وعلى كل هذا الأمن والأمان وعلى كل ما قدّمه من مؤونة وطعام وما إلى ذلك، وأنقذهم بل أنقذ الشرق كله في ذلك العام، فنحن الآن غائبون عن يعقوب. خمس وثلاثون سنة، لأنه عندما جاء كان عمره اثني عشر سنة سيدنا يوسف، وبعد ذلك عندما بلغ أشده وهي ثلاثة عشر سنة تحسبها في الغياب، ثم دخل السجن بضع سنين وهذه تسعة، وثلاثة عشر يصبح المجموع اثنين وعشرين، اثنين وعشرين وسبعة وسبعة وواحد وخمسة عشر. اثنان
وعشرون وخمسة عشر يساوي سبعة وثلاثون، فنحن منذ خمسة وثلاثين سنة على الأقل وهو غائب عن أبيه. جلسوا على العرش ثم بعد ذلك أرادوا تحيته عندما يجلسون على العرش. كان لديه الديوان، فلما دخلوا عليه سجدوا له. كان السجود حينئذٍ موجوداً، وهذا استمر استمر حتى في الأديان كلها، استمر في اليهودية. الأصل أن اليهودية لم تأتِ بعد، أليس كذلك؟ هل تلاحظ أن الجيل الخامس أو السادس كان سيدنا موسى، يعني أن جد جده هو ابن يعقوب لاوي. لاوي جد جد موسى هو ابن يعقوب، وهذا لاوي هو أخو يوسف. فلم يأتِ موسى بعد لكي تأتي اليهودية، ولم يأتِ عيسى بعد لكي تأتي المسيحية، ولم يأتِ محمد بعد... جاء في سياق تحريم
السجود للبشر في دين محمد، طيب فضيلة الدكتور، نأتي للفصل الأخير في حياة سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام. هل كانت له وصية محددة لمصر وللمصريين بعد أن عاش في هذه الفترة الطويلة والسنين الطويلة؟ وكيف كانت الوفاة؟ سيدنا يوسف كانت وصاياه تتمثل في أمرين، الأمر الأول هو... العلم ويوصي دائماً بالعلم، والأمر الثاني هو يوصي بالحكمة. العلم هذا جانب نظري، والحكمة جانب تطبيقي، كيف تطبق هذا العلم. ودائماً نقول أنه ليس معناه أننا انتهينا من كل شيء عندما نعرف، بل لا بد علينا أن
نطبق، لأن العلم والعمل، العلم والحكمة هي التي بها تتم الأمور، لدرجة أن عندنا واحد. كبيرٌ من علمائنا وأتقيائنا كان اسمه الفضيل بن عياض، كان يقول: "لا يقبل الله العمل إلا بالإخلاص والصواب". نعم، الإخلاص مرده إلى العمل، والصواب مرده إلى العلم. نعم، فهذه كانت وصية يوسف، يوسف عليه السلام. أبوه عاش معه سبعة عشر سنة، وبعد ذلك انتقل إلى رحمة الله تعالى، فلما مات... أوصى أن يُدفن بجوار جده وأبيه، فيجب علينا أن نذهب هناك إلى الخليل. نعم، المسافة لم تكن كبيرة، كانت ثلاثة أيام في ذلك الزمن. فاستأذن يوسف الملك أن يذهب
لدفن أبيه، فقال له الملك: لا، سأذهب معك. وحضر ملك مصر، حضر دفن سيدنا يعقوب لما رآه من. بركته على البلاد والعباد الله، وعندما رأى أن البلاد قد دخلت في عصر جديد بهذا المجيء المبارك لسيدنا يعقوب. حسناً مولانا، عذراً، أعني بالنسبة لوفاة سيدنا يوسف، سنتناولها إن شاء الله في حلقة تكون مخصصة لسيدنا يعقوب، وسنناقش الوفاة، ولكن وفاة سيدنا يوسف أولاً كيف كانت؟ أوصى بالعلم وأوصى... بهذا الأمر وأوصى بإخلاص النية، ولكن كيف كانت الوفاة وملابساتها وظروفها؟ هو طبعاً سيدنا يوسف مات بعد أبيه، بعد أبيه نعم. فنحن يعني كأننا ونحن نقدم يعقوب وأنه قد دُفن بجوار أبيه وجده في الخليل، هذا زمنياً
صحيح. بعد ذلك عاد سيدنا يوسف وتزوج ذوريخة وأنجب منها أيضاً بعض. الأطفال، وعندما مات دُفِنَ في نيل مصر، دُفِنَ في النيل، دُفِنَ في نيل مصر، نعم. وما حكمة الدفن في النيل؟ الحقيقة أنه أمر غريب وقد يكون فريداً، أي الدفن في النيل، وكأنه إشارة إلى المكان الطاهر. وكان النيل له قداسته في الأديان كلها حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم. أنه نهر من أنهار الجنة، فالنيل كان له وضعه وقداسته، وصنعوا له شيئاً مثل قبر في النيل حفظوه فيه وفي التابوت الذي دُفن فيه إلى أن أخرجه سيدنا موسى وأخذه معه في
رحلة الهجرة إلى الأرض، أرض فلسطين. فهذا ما كان موجوداً عند يوسف فيما هو مسطور في الروايات سواء كانت. في الكتب المقدسة أو سواء كانت في الروايات الشعبية أو سواء كانت فيما يتناقله الناس من أخبار هذا النبي الكريم الذي خرجت مصر بعده في حالة من الانتعاش الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي وتطورت بعده وبقيت حضارتها عبر القرون. بارك الله فيكم فضيلة الدكتور، شكراً جزيلاً لحضرتك، شكراً لك، شكراً لحضرتك وشكراً.