برنامج مصر أرض الأنبياء - الحلقة الخامسة والعشرون | قصة سيدنا موسى والخضر “الجزء الثاني"

نستكمل معكم حكاية سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام مع سيدنا الخضر التي هي مليئة بالحكم والتي قصّها علينا القرآن الكريم، كذلك سنتوقف في جزء من هذه الحلقة مع سيرة سيدنا الخضر عليه السلام. تفاصيل كثيرة
سنعرفها حول أنبياء الله الكرام والرسل الكرام الذين عاشوا على أرض مصر وتربوا على أرض مصر. لجلاله سبحانه وهي أعم وأشمل من مفهوم العبودية. على أنها صلاة وزكاة وحج بمعنى أنه كان تقياً نقياً، فكان من الكرم الإلهي أن قال عنه "وعلمناه من لدنا علماً"،
كان منطلقاً في كل تصرفاته من باب المصلحة التي أوحى الله سبحانه وتعالى له بها "وما فعلته عن أمري" وكل الأمور. التي فعلها في قصتي مع سيدنا موسى كانت لأجل تحقيق المنفعة للغير. الخضر عليه السلام يرحب بحضراتكم مشاهدينا الكرام، ونستكمل في هذه الحلقة إن شاء الله ما بدأناه مع فضيلة الدكتور في الحلقة السابقة للحديث عن رحلة سيدنا موسى وسيدنا الخضر عليه السلام وسيدنا يوشع بن نون كذلك على أرض. سيناء الحبيبة في مصرنا المباركة أثناء الأربعين سنة التي هي فترة التيه التي قضاها بنو إسرائيل على أرض مصر وتحديداً في سيناء، فضيلة الدكتور، أهلاً بكم، أهلاً
بكم، أهلاً بحضرتك، يا رب بارك فضيلتك. فضيلة الدكتور، حضرتك تكرمت علينا وعلمتنا في الحلقة الماضية جزءاً أولياً من قصة سيدنا موسى. وسيدنا الخضر عليهما السلام وتطرقنا لقصة السفينة وتعرفنا من فضيلتك على أهمية أن نصبر حتى نصل إلى كامل المعرفة قبل أن نحكم على الأشياء. لو أكملنا هذه القصة وتحدثنا عن قصة الجدار ثم قصة الغلام كذلك، ما هي العبرة المستفادة أو الدرس المستفاد من هذا الحوار وهذه التجربة بين سيدنا... موسى وسيدنا الخضر عليهما السلام. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. العبرة المستفادة والدرس المستفاد من هذا الأمر وهذه القصة المباركة أن لكل ظاهر باطنًا، وأننا يجب كما نهتم
بالظاهر أن نضيف إليه الباطن. هناك مناهج لإضافة الباطن، بعضها باطل. وبعضها صحيحة، بمعنى ماذا يا مولانا؟ بمعنى أنه من أراد أن يعتمد على الباطن فقط ويلغي الظاهر فإنه يكون ضالًا مضلًا، وبمعنى أن من أراد أن يكتفي بالظاهر يكون مقصرًا وقاصرًا، ولكن الكمال والحق وإتيان الله للنتائج الكاملة يجب أن يكون بضم الظاهر إلى الباطن، يعني في قصة سيدنا موسى. والخضر أن الظاهر الذي هو خرق السفينة والباطن هي العائلة التي كان يعلمها الخضر فلا بد أن نجمع بين الاثنين. أنا الآن أمام هذه القصص
الثلاث، ذكرنا بالتفصيل قصة المساكين الذين كانوا على السفينة. والقصة الثانية كانت قصة قتل الغلام وهذه مسألة مؤلمة جداً، ويبدو أن كلمة غلام في اللغة العربية هي من وصل. إلى الغلمة أي إلى الشهوة، يعني كان مراهقاً، يعني كان عمره ستة عشر أو سبعة عشر سنة، فهذا الغلام الذي قارب البلوغ أو وصل إلى هذا الحد من السن، ظهرت عليه ملامح الفساد وملامح إتعاب الوالدين الصالحين، لكن قدر الله الخفي الذي يعلمه الخضر وحياً، والذي يجعلنا نرجح أن... الخضر كان نبياً وليس مجرد ولي. إن هذين الوالدين كانا
سيُنجبان، وربنا سيرزقهما. من الذي يعلم هذا الغيب؟ الله بإعلامه للأنبياء. نعم، فعلَّمه الخضر، لكن لم يُعلِم موسى. فموسى متمسك بالظاهر فقط، لكن الخضر يعرف الحقيقة وأنه مأمور من عند الله بقتل الغلام حتى لا يُرهقهما، فخشينا. يا مولانا، رؤية حضرتك يُرهقهما يُرهقهما طغياناً وكفراً بالضبط. فيكون إذا خشينا أن نُرهقهما، الخشية راجعة إلى القدر، إلى الخضر، إلى الخضر. أصل يقولون خشينا. فهل الله سبحانه وتعالى سمّى الخضر، أم لا، أم الخضر فقط؟ فلماذا الخشية؟ فخشينا لأنه يُعظّم نفسه، يُعظّم نفسه، نعم. ويقول خشينا لأن هذه الطائفة من... الأنبياء الذين
لا يعرفهم الناس، والذين لم يأتوا بشرع ولم يبلغوا ويعملوا وما إلى ذلك، لكنهم منتشرون حينئذٍ في الخلق يرشدونهم ويقيمون صالح الأعمال ويعمرون الأرض بهذا بأمر الله سبحانه وتعالى وبوحيه وبإذنه وبرضاه. فقد عُرِفَ يقيناً من الله سبحانه وتعالى أنه سوف يرزق هذين الزوجين الصالحين من يكون صالحاً وطيباً. وكذا إلى آخره، وهذا الولد لا بد علينا أن يزول من الحياة. إذاً، هذه الحقيقة التي كان لا يعلمها موسى لو أنه ضمها إلى ما عنده. ولذلك في النهاية قال: "وما فعلته عن أمري". على فكرة، كل هذا وحي، وهذا أيضاً دليل آخر يجعلنا نقول إن الخضر عليه السلام كان نبيًّا
ولم يكن معه ولي أو صالح أو صديق أو ما شابه ذلك. القضية الثالثة أو القصة الثالثة التي كانت هي بناء الجدار، فلما نزلوا على أهل قرية أبوا أن يضيفوهما وقالوا: "لا، نحن لن نطعمكم". والله، هذه قرية سوء لأنه من كان يؤمن بالله واليوم الآخر. فليكرم ضيفه، ونحن نتذكر سيدنا إبراهيم الذي ذهب إلى أهله فجاء بعجل مشوي من كرم الضيافة. فإذا هؤلاء الناس أشرار، وبالرغم من ذلك، من أنهم منعوهم الضيافة وعاملوهم معاملة غير مناسبة، إلا أنهم وجدوا جداراً يريد أن ينقض -
أي سيسقط هكذا، هو حائط مائل سيسقط - فجاء بسرعة فأقامه وبناه وهكذا وقال. لا، هذا الجدار تحته كنز، وهذا الكنز يخص أطفالاً يتامى صغاراً، فأراد ربك أن نبني هذا الجدار حتى يكبر هؤلاء الأطفال. ومن أخبرك أنهم سيعرفون؟ ومن أخبرك أن تحته كنزاً؟ الله هو من أخبر أن والد هؤلاء الأطفال كان رجلاً صالحاً. الله هو الإنسان. مع صلاحه أم النظرية تستفيد، نعم، النظرية ترى الدروس، هذه هي كل الدروس والمعلومات التي تظهر لنا من قصة سيدنا الخضر عليه وعلى نبينا صلى الله عليه وسلم. فعندما يكبران سيحفران تحت هذا الجدار، وهو مجرد جدار وليس شيئاً كبيراً، ويخرجان كنزهما
ويستفيدان منه ويعيشان بشكل جيد. مرتاحين لأنك إن تركت ورثتك أو ذريتك أغنياء لا يتكففون الناس، فهذا خير لك من أن تتركهم عالة يتكففون الناس. فضيلة الدكتور، قبل أن نختم هذا الجزء ونتحول إن شاء الله بعد الفاصل إلى قصة سيدنا الخضر كما وعدتنا، إن شاء الله، وفيها دروس كثيرة نتعلمها إن شاء الله. كيف اختتمت هذه القصة وهذا الحوار وهذه التجربة الإنسانية بين سيدنا موسى وسيدنا الخضر، وخاصة أنك علّمتنا أيضاً في السابق أن الزيادة في المبنى زيادة في المعنى، فنجد مرة "تستطيع" ومرة "تستطع"، فأرجو من حضرتك أن توضح كيف نختم بهذين الجزأين، "تستطيع" بزيادة في الهاء، وهل هذا يدل على معنى معين؟ دلالة أعمق
من "تستطيع" هذه في البداية "إنك لن تستطيع معي صبراً". في البداية "تستطيع معي صبراً" تكون أعمق من "لم تستطع" التي هي في نهاية القصة. "تستطيع" معناها أنك تقدر من غير إله، لأن سيدنا الخضر يعتقد في موسى أنه كليم الله. هو على علمه قال له: "أنت موسى". قال له بنو إسرائيل: "من أنت؟ ما اسمك؟ من أنت؟" قال له: "أنا موسى". قال له: "موسى بني إسرائيل". قال له: "هذا أعرفه". فكان يعتقد فيه ويعظمه فقط، عارفاً أن قضية النموذج المعرفي مختلفة، وأن هذا باطن وهذا ظاهر، وأشياء مثل ذلك. فقال له: "لن تستطيع". يعني هل ستقول لن تستطع واستعمل كلمة "تستطيع"
لأنه موسى فليس محتاجاً إلى أداة، فلما وجد أنه لم يصبر في النهاية قال له: "لا، أنت لم تستطع، سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبراً"، نعم "ما لم تستطع عليه صبراً"، يعني بيّن أنك تحتاج إلى أداة صحيحة لكي تستطيع. تستطيع أن تصبر وأن تنتظر الجملة المفيدة وأن تعمل عليها. سيدنا موسى وهو مع سيدنا الخضر قال هكذا في نفسه في أول مرة: "ما الذي جعلني آتي إلى هذا الرجل؟ أنا كنت في بني إسرائيل وأعلّمهم وغير ذلك إلى آخره، ما حاجتي؟" في هذا فقط هو هكذا خرج بدرس يا مولانا. طبعًا ما تعلم، طبعًا كل هذا من عتاب الله له
وأنه قال عن نفسه: "أنا أعلم من في الأرض" دون أن يرد العلم لله. صحيح أنه لم يقل مثلًا: "أنا أعلم من في الأرض والله أعلم". نعم، هو لم يقل ذلك. والله أعلم، فهذا كله يعلم البشرية "لقد كان لكم في قصصهم". نعم، بارك الله فيكم يا مولانا، ونفعنا دائماً بعلم فضيلتكم. سنخرج لفاصل، وبعد الفاصل سننتقل إلى سيرة سيدنا الخضر عليه السلام، سواء كان رسولاً أو نبياً
أو ولياً. وعموماً، يكفينا كمصريين شرف. أن قدميه الشريفتين قد وطأتا أرض مصر المباركة وتحديداً أرض سيناء التي دارت فيها هذه القصة التي تحدث عنها فضيلة الدكتور حول سيدنا موسى وسيدنا الخضر ومعهما يوشع بن نون فتى موسى. فالدكتور يرحب بحضرتك مرة أخرى، وعندما كنا صغاراً كانوا يقولون عندما تأتي سيرة سيدنا الخضر دائماً قولوا. وعليكم السلام ورحمة الله، ما حقيقة هذه القصة وهل سيدنا الخضر حي في الواقع؟ الحقيقة أن العلماء والفقهاء والأولياء كثير منهم يرى حياة الخضر، لكن حياة الخضر هي محل خلاف.
الرأي الأول يقول إنه حي وأن حياته هي نوع من أنواع جدلية الخير والشر، فكما أن الدجال يعيش فإن الخضر يعيش. في المقابل وكما أن إبليس مخلَّد وهو من الجن فإن الخضر مخلَّد وهو من بني آدم، إذاً هناك توازن. وكما أن إبليس من الجن والدجال من الأشرار أحياء، فإن أمامهم أحياء آخرون ولكنهم غير مرئيين، وهؤلاء غير مرئيين، فنحن قد دخلنا في دائرة الغيب لا في دائرة الشهادة. فلا يأتي أحد ليقول لي: "والله هذا الكلام خرافة"، لأن الغيب ليس لك شأن به، لأن هذا الغيب هو غيب، والإيمان به إنما
يأتي عن طريق الوحي أو عن طريق التصديق. فأنت ليس لك شأن به، لأنه "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، هذه قاعدة عامة حتى فيما هو من... الأركان الكبيرة، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، الذي هو حرية المعتقد يعني. فلنتجنب مسألة إدخال ما هو في الغيب في جانب مثلاً العلوم التي هي العلم التجريبي، هذا لن يكون مجدياً. فابن حجر العسقلاني ما شأنه، وقد أورد الخضر في الصحابة في كتابه "الإصابة في أخبار الصحابة"، وهذا الكتاب في آخره... تحدث عن الخضر وأصبحت هذه رسالة مستقلة من كثرة ما أوردها من معلومات ومن أسانيد ومن أقوال لعلماء وأولياء وما إلى ذلك، فسماها
"القول النضر فيما جاء في الخضر". و"القول النضر فيما جاء في الخضر" هذه لا نستطيع أن نقول إنه اختار حياته يعني بشكل صريح هكذا وأنه مال إلى حياته فقال. أنه أكثر المحدثين أو هكذا، يعني عبارات توحي بأنه يميل إلى أنه حي، أنه حي. يعني لا أستطيع أنا أن أتكلم عن شيء وأجادل كأنه يعني سيخرجني من الملة إذا قلت أن الخضر حي أو ليس حياً. هذا التوجه المادي بأننا لا نؤمن إلا بما نرى، هو حر يؤمن بالشهادة. أصبح لكن الغيب الغيب، نحن أُمرنا أنه عالم الغيب والشهادة، فنحن أُمرنا أن نؤمن بالجن وهي مخفية عنا، وبالملائكة وهي مخفية عنا، وبالجنة والنار وهي ليست حاضرة أمامنا، وبيوم القيامة وهو في المستقبل
لم يأتِ بعد، وغير ذلك إلى آخره. فكثير جداً من أخبار الخضر، كلام الخضر، وكان مشايخنا يقولون. مشايخنا الذين كانوا يميلون إلى أنه يعيش ويتشكل، وإذا ظهر لأحدهم يتشكل، وأن هناك جزءًا في جسمه لا يتغير وهو منطقة العينين. والله، يعني أنت رأيتم يا مولانا واحدًا يقول لي مثلاً من مشايخنا: رأيته ثلاث مرات. حسنًا، هذا غير هذا، غير هذا في الشكل. هذا مثل شخص تركي. وهذا مثل شخص مصري وهذا يبدو عراقياً في كل مرة، حسناً، ما الذي ثبت في منطقة العينين؟ أنت تعلم عندما تقول البحث يضعون العينين هكذا، هذه
العينان لها نظرة ولها بصمة، والآن أصبح لها بصمة في الأوتار وما شابه. بصمة عينيه واحدة، حسناً، ماذا سأقول له؟ أنا لم أكن معه. ولم أر معه ولا في نفس هذا الوقت أستطيع وأنا ثابت العقل هكذا أن أنكر إلا إذا كنت لم أستفد من قصة الخضر وأصررت على الظاهر فقط وأنكرت الغيب وظننت أن هذه شجاعة، والله ما هي شجاعة، الشجاعة أن هذا احتمال، الشجاعة أن هذا... أن أكذبه لماذا؟ من أجل خرافة؟ من الذي أخبرك أنها خرافة؟ ربما عقلك هو الذي يمثل الخرافة. ما الذي أدراني أن هذا خرافة؟ لا يوجد أي دليل يشير إلى أن هذا خرافة. صحيح أن هناك كلاماً كثيراً جداً، وأناساً كثيرين جداً في المشارق والمغارب يتحدثون
عن الخضر ويتحدثون عنه بما لم يرد في... السنة يقولون لك مثلاً أنه لم يتزوج، أي ليس له شأن بالسيدات، ليس له أن يتزوج. أو يقولون مثلاً من ضمن الأمور اللطيفة التي في هذا المقام أنه هو الذي دفن آدم بالضبط. قرأنا هكذا بالضبط، كانت هناك أشياء أيضاً مثل ذلك، فكنت أيضاً سأعرض على حضرتك ما كان فعلاً. صحيح، يعني انظر كيف. نعم، حسناً، دفن آدم يستغرق كل هذه السنين الطويلة، فهناك أمور يعني... ما هو إذا كانت فكرة جدلية الخير مع الشر هي الفكرة التي وراء حياة الخضر، فتصبح مثل هذه الأشياء تأتي حين يكتب أحدهم هكذا، لكنها لا تحتوي على حجة، أي لا دليل فيها. أي أن ينكرها لا بأس، يمكنه إنكارها والقول مثلاً أنه لم يرد
بها الخبر الصحيح، هذا صحيح ولا ضرر في ذلك. هل هو متزوج أم غير متزوج؟ يعني لو كان متزوجاً لماتت النساء منذ زمن، لأنه فقط من يملك هذه الخاصية، فلا علاقة له بالنساء ولا لنا أيضاً. كل هذا الكلام عبارة عن أخبار موجودة في الكتب وليست وراءها حجة، وليس وراء تصديقها أو تكذيبها منهج عقلي صحيح. إنها الخرافة بالضبط يا مولانا. وإنني أود أيضاً أن أعرض على فضيلتكم أكثر من شيء مما قيل عن سيدنا الخضر، من أنه في كل موسم حج، وفي يوم عرفة تحديداً، يجتمع هو. وجبريل وإسرافيل وميكائيل مثلاً أنه يحج كل سنة هو وسيدنا إلياس أو يصومون شهر رمضان معاً ويحجون معاً ويشربون من مياه زمزم شربةً واحدةً تكفيهم طوال العام وأنه هو الذي بشَّر عمر بن عبد العزيز بالولاية الثانية وأنه سيكشف الدجال
عند محاولة الدجال دخول المدينة هذه. من ضمن الأشياء التي قرأناها بينما كنا نعد لهذه الحلقة، كل هذه الأخبار موجودة، كل هذه الأخبار هي موجودة خارج نطاق الحُجّية. كل هذه الأخبار يمكن تصديقها لكنها ليست من الشريعة في شيء. شخص ما يقول لك: "أنا رأيت رؤيا في المنام تقول كذا وكذا وكذا". حسناً، أما قصة... أن سيدنا الخضر هو الذي سيواجه الدجال، فأنا أشرت إليها عندما قلت لك ما هي جدلية الخير والشر. صحيح، لكن هذا ورد في حديث، ورد في حديث لكنه لم يقل في الخضر، قال إن الدجال عندما يخرج سيقول للناس: أنا ربكم، فكثير من الماديين وغيرهم سيصدقونه لأنه... قال لهم: "تعالوا،
ماذا تريدون؟ مطرَ ربنا الذي تقولون إنه ينزل المطر؟ حسناً يا مطر انزل". فينزل المطر. يضع بذرة ويقول: "انبتي شجرة" فتنبت الشجرة. فيقولون: "يا الله، هذا كلام لم نره أبداً على يد البشر وكنا كذلك، أنت حقاً ربنا". هنا سيخرج له شخص مؤمن ويقول له... أنت أعور والله كامل. فلو كنت أنتَ إلهاً وليس الله، لكنت ظهرت بمظهر كامل يا أخي على الأقل. فأنت الدجال. فيقول له: ما رأيك أن أجري لك عملية أمام الناس؟ سأقتلك وبعد أن أقتلك أحييك، ونرى إن كنتُ أنا. ألست تقول إن ربنا هو المميت وهو المحيي؟
فَحَسَنًا، ذَهَبَ وَقَتَلَهُ أَمَامَ النَّاسِ ثُمَّ أَحْيَاهُ أَمَامَ النَّاسِ، فَقَالَ لَهُ: "هَا، مَا رَأْيُكَ الآنَ؟" فَقَالَ لَهُ: "لَمْ أَكُنْ عَلَى يَقِينٍ أَنَّكَ الدَّجَّالُ إِلَّا الآنَ". يَعْنِي لَمْ تَهُزَّهُ هَذِهِ الحِكَايَةُ مِنْ أَنْ يَصِفَ المَحْدُودَ بِأَنَّهُ إِلَهٌ، أَنْ يَصِفَ الحَادِثَ الَّذِي أَمَامَهُ، الأَعْوَرَ الَّذِي أَمَامَهُ، بِأَنَّهُ إِلَهٌ. لم يتداخل عليه فتكون هذه بصيرة، أي أنه فاتح، فقالوا إنه الخضر في التفسير، ولكن أيضاً لم يُصرَّح هنا في الحديث باسمه "الخضر"، لكي ينفي نزاعاً محتملاً، وربما يعني ربما، ما زلنا في تردد، وهذا كله يؤيد كلامنا طوال الحديث، لكن هذا الحديث... بالذات الذي حضر أنه سيكون مع الدجال يؤيد وجهة النظر
التي أعرضها لتفسير ما هنالك من أخبار الخضر عليه وعلى نبينا صلى الله عليه وسلم، اللهم آمين. شكراً جزيلاً فضيلة الدكتور، وفتح الله عليكم فتوح العارفين. شكراً جزيلاً لحضرتك. شكراً والشكر موصول لحضراتكم ونشوفكم إن شاء الله في حلقة جديدة إلى اللقاء.