برنامج مصر أرض الأنبياء - الحلقة الرابعة والثلاثون | قصة سيدنا عيسى الجزء الثالث

بعد موت الملك هيرودس الذي كان سبباً في خروج السيد المسيح طفلاً صغيراً مع أمه الصديقة هرباً إلى مصر وبحثاً عن الأمان في هذه الأرض الطيبة المباركة، أصبحت الساحة بعد رحيل هذا الملك مهيئة الآن وأكثر أمناً في الأرض المقدسة لعودة السيد المسيح إليها، ولكن هذه العودة المباركة هذه... المرة
ستكون وقد أجرى الله على يديه الكثير من الكرامات الكثير من المعجزات التي ستؤيد أمام بني إسرائيل الذين كانوا مبالغين في المادية المقدس تكلم الناس في المهد وكهلاً وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون
طيراً بإذني وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني وإذ كففت بني إسرائيل عنك إذ جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر مبين. عيسى ابن مريم كان رجلاً أحمر مائلاً إلى البياض، ما هو صبط الرأس، ولم يدهن رأسه قط، وكان عيسى يمشي حافياً، لم يتخذ بيتاً ولا حلية ولا متاعاً. ولا ثياباً ولا رزقاً إلا
قتاعمه، وكان حيث ما غابت الشمس صفق دميه حتى يصلي لله رب العالمين. إن عيسى كان يقول: "اللهم إني أصبحت لا أستطيع دفع ما أكره، ولا أملك نفع ما أرجو، وأصبح الأمر بيد غيري، وأصبحت مرتهناً بعملي، فلا فقير أفقر مني، اللهم لا تشمت بي". عدوي ولا تسوءني في صديقي ولا تجعل مصيبتي في ديني ولا تسلط علي من لا
يرحمني. برحلة العائلة المقدسة توقفنا مع فضيلة الدكتور عند نهاية هذه الزيارة الكريمة التي استمرت قرابة العامين تقريباً أو أقل قليلاً. فضيلة الدكتور أهلاً بكم، أهلاً وسهلاً بكم. أهلاً وسهلاً بحضرتك. الآن السيد المسيح وهو مازال طفلاً صغيراً وأمه الصديقة ويوسف النجار يستعدون مرة أخرى لدخول أرض فلسطين. كيف كانت الأحوال هناك في القدس؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. لما وصلوا إلى قريب من القدس جلسوا قليلاً في الجبل الذي يسمى بجبل الخليل سيدنا. المسيح حينئذ نستطيع أن نقول إنه أصبح الآن في السابعة
مثلاً من عمره أو نحو ذلك، فبدأ يخالط الناس ويعيش عيشة اجتماعية مع أمه التي وصلت إلى مرحلة الصديقية، ومع راعٍ له وهو السيد يوسف النجار، ولذلك فقد أذهبته أمه إلى الكُتّاب ليتعلم. أنا أعطيك فقط قطاعات هكذا من حياتي لأن حياته. مليئة عليه الصلاة والسلام مليئة مليئة بالعبر وبالدروس وبالأقوال، حياة متكاملة صحيح رغم قصرها، يعني ثلاثة وثلاثين سنة فقط، يعني نعم ولكن كانت مليئة صحيح لأنها كذلك بدأت منذ أن تكلم في المهد صحيح، سبحان الله بدأت عندما
هاجر أو أو ذهب إلى مصر فذهب إلى المعلم مباشرة وجلس. جلس تحت قدميه كما يجلس التلميذ المطيع الهادئ، وهذه من صفاته عليه الصلاة والسلام مع معلمه. فأول شيء قال: "سأعلمك يا عيسى هو أبجد". فقال له: "ما أبجد؟" قال له: "يعني لا أعرف معنى ذلك". فقال له: "وكيف تعلم ما لا تعلمون يا سلام. الحكمة منذ الصغر تعني: قال له: "يا أخي، أنت تعرفها؟" قال له: "نعم". قال له: "حسناً، قُلْ". فقال له: "وهل يليق أن
يجلس المتعلم على الكرسي والمعلم يجلس على الأرض؟ هذا سيدنا عيسى". قال له: "إذاً، ماذا تريد؟" قال له: "تعال، اجلس مجلس المتعلم، وأجلس أنا هنا مجلس المعلم. ألست أنت..." قال له: "حسناً، تعال يا سيدي وانظر. انظر إلى الصبر، أتحدث عن سبع سنوات تقريباً أو أقل. أتحدث عن سبع سنوات، وهذا سيدخل في أي دور؟ شهوة المعرفة عنده. هذا المعلم يريد أن يعرف فعلاً 'أبجد' هذه التي نُعلِّمها للأطفال ونحن لا نعرف ما أصلها". قالوا: حسناً، موافقون. ونزل المعلم إلى الأسفل وصعد سيدنا عيسى على الكرسي. قال له: الألف من أمجاد الله، والباء
بهاء الله، والجيم جمال الله، والدال. قال له: من أين لك هذا؟ إنه كلام صحيح الذي تقوله. ثم إن هذا الطفل قلبه متعلق بالله إلى هذا الحد وهكذا. إلى آخره، فبدأ المعلم يعظمه في نفسه. طبعاً جلس سيدنا عيسى يتعلم في الكتاب ما شاء الله أن يتعلمه من الكتاب، من كيفية الصلوات، من بعض الشعائر، من بعض العبادات. وفي نفس الوقت كان يوسف يعمل نجاراً لأنه حتى وُصِف بأنه يوسف النجار، فذهب وعلَّم سيدنا عيسى النجارة فابتدأ.
اتصل الضيف به، ونزل الضيف في بيت السيدة ماريا. هذا الضيف كان معه حقيبة أو شيء يحمل فيه بعض النقود فسُرقت. فوجد سيدنا عيسى أمه حزينة جداً: "هذا ضيفنا نازل عندنا، وبعد ذلك يُسرق بهذه الطريقة، إنه أمر معيب". كان متضايقاً جداً، وكان يحب أمه كثيراً، "وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقياً" كان. من أخلاقه الأساسية أنه محب جداً لأمه، وكان يعني برها براً لا مثيل له، حتى أصبح المثال الأعلى للبر موجوداً في المجلس الذي كانوا فيه. يعني في المحيط كان هناك شخص
مُقعد وآخر أعمى، فذهب إليهم سيدنا عيسى لأنها - أي لماذا - تستعمل الفتح الذي عليه؟ هذا هو الذكاء، وذهب إليهم. وقال لهم: "قم من مقعدك، أنت لست جالساً على مقعد هكذا، قم به". فقال له: "وكيف أقوم وأنا الجليس؟" أو الكسيح يعني الكسيح. قال: "إذاً، قم أنت أيها الأعمى ومد يدك في هذه القوة التي كانت فيها الحقائب". قال له: "وكيف أراها وأنا أعمى؟". قال: "كما رأيت، كما فعلتما". عندما أخذتما المال انتبه، فهم الذين سرقوا الأموال التي كانت، إذن هم الذين سرقوا الأموال، وقال القعيد
للأعمى: تحسس يمينك وشمالك حتى فعل ذلك، وهكذا أكملا بعضهما في السر، أكملا بعضهما، فأدرك أنه مادام لا يوجد أحد من أهل التهمة موجود، فلا بد أن ما نظنه أنه عاجزٌ يكونُ غيرَ عاجزٍ فاعترفوه. قالوا: لا، هذا عملٌ ربانيٌ. هذا أمرٌ ربانيٌ هكذا. المالُ ها قد أحضروه من المكان الذي خبأناه فيه. فسُرَّت أمُّه كثيراً في هذا المجال. وكان مما يفعله وهو صغير، هذا ابن سبع سنوات أو ثماني سنوات. لماذا هذا الدهقان زاهد عندما فقد؟ المال لأنه كان حواليه مائة أو مائتين من الفقراء يُنفق عليهم هذه الأموال، فمعنى ذلك أنه يعرف
الذي سرق مال اليتام أو مال الملجأ أو ما شابه ذلك إلى آخره. إنها حالة مؤلمة، كانت أموالاً خارجة لله، أي في سبيل الله. فابنته كانت ستتزوج، فذهب سيدنا عيسى لكي يطيب خاطر أمها، كما أن هذا الرجل كان يُحْدِث اضطراباً عندنا. وأحضرنا له المال، نعم الحمد لله، ولكن ماذا نفعل به الآن؟ يعني كان مُكرماً هكذا، فذهب إلى حفل زفاف ابنة ابن الدهقان هذا، فوجد زجاجات فارغة، أحضروها فارغة ليس فيها شراب ولا أي شيء، وهذا عُرس يريدون أن يشربوا شيئاً ويأكلوا شيئاً، فمرّ عليها ووضع يده فامتلأت شراباً، اللهم صلِّ. وسلم عليك يا أمين، فعظمه الناس جداً. هؤلاء الفقراء خلاص، انظر انظر، كلها معجزات مادية لأجل أن تهزهم
من الداخل. بعض الناس عندما نرى في مسألة الطب وغير الطب والمعجزات وهكذا، نتحدث حينها عنه، لكنني أقول لك إنها معجزات مادية متتالية لأن اليهود فعلاً. كانوا ماديين ومنغمسين في المادية، ولأنهم كانوا منغمسين في المادية تحداهم، أي تحداهم بأسلوب مهذب، فأراد أن يهزهم حتى يكون هذا الاهتزاز نوعاً من أنواع الهداية، هل تفهم؟ نوعاً من أنواع الجذب لهم. حسناً فضيلة الدكتور، أنا أقدر المواضيع ولكن يجب أن أخرج لفاصل، وبعد الفاصل هل ترى هذه الأمور والمعجزات؟ المادية بدأت تؤثر في بني إسرائيل أو بدأت تلفت انتباههم إلى هذا الفتى الصغير الذي جاء ليتحداهم. إن شاء الله بعد الفاصل إن شاء الله أراكم
إن شاء الله بعد فاصل قصير. ابقوا معنا. جبل الطير بقمته يوجد الدير الذي يضم داخله كنيسة السيدة العذراء، أحد أقدم الكنائس الأثرية في مصر. وبداخلها المغارة التي اختبأ فيها المسيح طفلاً لثلاثة أيام. يُعد دير جبل الطير هو أبرز المحطات في رحلة العائلة المقدسة إلى مصر بعد دير المحرق، واعتبرته منظمة اليونسكو ثاني أبرز محطة في رحلة العائلة المقدسة في مصر، ويُعد من أبرز ثلاثة عشر مكاناً في العالم، ويتم الاحتفال بذكرى مرور العائلة. المقدسة بجبل الطير في الفترة من العاشر إلى السابع عشر من مايو من كل عام.
جبل الطير هو مزار ديني يفد إليه أكثر من مليوني زائر سنوياً على الضفة الشرقية لنهر النيل بمركز صملوط محافظة المنيا. سمي بهذا الاسم بسبب طيور البقيرس الأبيض التي كانت تتردد عليه أثناء رحلتها إلى أوروبا كما عُرِفَ بجبل الكهف وجبل الكف ودير البكرة. مرحباً بحضراتكم مرة أخرى مشاهدينا الكرام، وأجدد الترحيب بفضيلة الدكتور علي جمعة. أهلاً بكم مولانا. أهلاً، هل هذه الأمور في هذا الطفل الصغير سيدنا المسيح عليه السلام لفتت انتباه بني إسرائيل؟ لقد لفتته بأحسن ما يكون الالتفات أما بفعله للخير. والمكرمات معهم وأما بنزول المصائب
عليهم من أجل أن يرتدعوا لأنه لا توجد فائدة، فقد تعب موسى من قبل فكان يلعب مع الأطفال، وكان يقول للأطفال ماتت ذخيرة أمهاتهم لهم عند عودتهم إلى المنزل، ماذا يأكلون وما في بيوتهم، فالأولاد لا يصدقونه، وبعد ذلك يذهبون إلى البيت فيقول الولد لأمه ما... تُحضرين هذه التفاحة التي أخفيتِها لي، فتقول: والله، وما أدراك أنني أخفيت لك تفاحة؟ والآخر يقول لأمه: أحضري هذه الموزة التي أخفيتِها لي. قلتُ: هذه لفلان على حد علمي. فقالت: والله؟ إذن مَن الذي أخبرك بذلك؟ فكلهم يقولون: عيسى ابن مريم هو الذي أخبرنا. إذن هم بسؤالهم هذا... عملوا شيئين: أولاً تأكدوا من
صدق عيسى هؤلاء الأطفال، ومن الناحية الثانية أبهروا آباءهم بأنهم يعرفون وما إلى ذلك. لكن كل هذا يا مولانا لم يكن سيدنا عيسى قد أوحي إليه أبداً، فهذا كان في مرحلة طفولته، يعني هي معجزات متتالية هكذا منذ بداية نزوله. سبحان الله، منذ أول من نزل إلى هذا العالم وجاءه وهي معجزات، على عكس بقية الأنبياء. إبليس لم يستطع أن يقترب منه ولا أن يمسّه. يتكلم في المهد، وكذلك يقول لأمه: "وهزّي إليكِ بجذع النخلة"، إلى آخر ما هنالك. كل هذا عجيب، وعندما ذهب إلى مصر نبعت المياه تحت قدميه وتهدمت الأصنام. عند نزوله إلى آخره، فسيدنا عليه الصلاة والسلام، تضايق الناس، ولم يفرحوا أو ما شابه ذلك. نعم، كان هناك تعظيم، وأيضاً هناك خوف
الآن: "سيفسد أبناءنا"، "لن نستطيع أن نصنع لهم مفاجآت"، "لقد أفسد المفاجأة". إنهم لا ينتبهون إلى الناحية الأخرى، وهذا ما يمثل قسوة القلب. إنك لا تقرأ جيداً المشهد، فذهبوا ليفعلوا أمراً فظيعاً جداً وهو أنهم حبسوا الأولاد عنه. فلما نزل لم يجد الأولاد الذين يلعب معهم كل يوم، فتساءل: "ما هذا؟"، فذهب ليطمئن عليهم في بيوتهم. حبسوهم في غرفة هكذا كلهم أو في مكان وأغلقوا عليه، فقال لهم: "أين الأولاد أصدقائي؟ كنا..." نلعب مع بعضنا فقال له أهلهم: "لا يوجد لا يوجد أصدقاء".
قال: "لكنني أسمع أصواتهم كأنها في هذا المكان". قالوا: "لا، هؤلاء مجموعة من القردة والخنازير". قال: "إذا كانوا كذلك"، ففتحوا فوجدوهم قردة وخنازير. مصيبة! الأطفال ذهبوا لأن المسخ يبقى فوق ثلاثة أيام وبعدها يموت من المسخ. يموتون بعد ذلك؟ لماذا الكذب؟ ولماذا حرمان الأطفال من اللعب؟ ولماذا القسوة على سيدنا عيسى؟ ولماذا هذا الحبس للطفولة؟ وهكذا إلى آخره، كلها مصائب، يعني كلها جزئيات مصائب عملوها فربنا يجازيهم هكذا. حسناً، وما هذه؟ هذه لا علاقة لها بالطب، هذه مادية موغلة في المادة. أنهم يعني يمسهم هذا النوع من أنواع
العقاب فافتقدوا أبناءهم، مسألة مؤلمة، لكن في مقابل إصرارهم على المعصية ودوامهم واستهانتهم بأوامر الله سبحانه وتعالى. طيب دكتور، أكيد هناك أمور أخرى وعلامات أخرى. يا سيد، المسيح عليه السلام أيضاً من معجزاته التي أجراها الله سبحانه وتعالى على يدي عبده ورسوله. يا سيد المسيح، الحقيقة كانت هذه المعجزات كثيرة جدًا. تحدث الله سبحانه وتعالى في قرآنه الكريم عن بعضها، فتحدث عن أنه كان يُبرئ الأكمه والأبرص والأعمى، وكان يُحيي الموتى بإذن الله، وكان يخلق لهم من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرًا بإذن الله، إلى آخر ما هنالك.
مما ذكره ربنا سبحانه وتعالى من مجموعة من المعجزات التي مارسها في شبابه والتي جعلها الله سبحانه وتعالى دليلاً على كرامته وعلى نبوته بعد ذلك، فكان يفعل هذا: يبرئ الأكمه، ويبرئ الأبرص - الأبرص هذا مرض جلدي - ويضع يده عليه فيبرأ أمامه. كلها كانت معجزات مادية تخزيهم، وكان يزداد. بازدياد تعظيم الناس له، لم يعد الكهنة الذين لا يرضون عنه من ناحية يكونون ضده، وأصبح الحكام الرومان أيضاً الذين يخافون على العامة يكونون ضده. طبعاً حتى الجماعة الذين من قبل كانوا يأكلون أموال الناس بالباطل، كانوا يستحلون الربا والمكس وغير ذلك، كل
هذه الأشياء حدثت. تعظيم من العوام الفقراء والمساكين وأصحاب هذه الأمراض التي أُحييت، وكان إحياء الموتى هو إحياء مؤقت. مرَّ على امرأة مثلًا وجدها تبكي بشدة على ابنتها وقالت: "أنا لا أغادر هنا إلى أن يتوفاني الله سبحانه وتعالى وأجلس بجوارها". فقال لها: "يا امرأة، هل إذا رأيتِها عُدتِ إلى بيتكِ؟" قالت: "نعم". قال: "يا رب أحيها لي". فقامت البنت من القبر وعليها بعض التراب. فقال لها: "هل رأيتِها واطمأننتِ عليها؟" قالت:
"نعم". ثم احتضنتا بعضهما البعض وأخذت كل منهما الأخرى ومشت وفاءً بالعهد. لم يكن إحياؤها لفترة طويلة، بل كان لغرض محدد. وهو رؤية أو تصديق أمر الله سبحانه وتعالى بالبعث وبالقيامة، لأن يوم القيامة مسألة مهمة جداً في كل الأديان من أجل تكليف الإنسان بمراد الله في الأرض. صحيحٌ لو لم يكن هناك يوم قيامة، فماذا بعد ذلك؟ إذاً لا يوجد عقاب ولا ثواب، ولا خطأ ولا صواب، ولا يوجد... حقٌ أو باطل وتصبح الدنيا شيئاً آخر، لكن جعل الله سبحانه وتعالى يوم القيامة في كل الأديان. لا بد من يوم القيامة، حتى إن الأديان التي رأت أنها لا تعرف يوم
القيامة اضطرت للقول بتناسخ الأرواح لأجل فكرة الثواب والعقاب، وإلا فالحياة لن يكون لها معنى. الإيمان باليوم الآخر. الآخر له تأثير عميق في سلوك الإنسان في حياته الدنيا، ولذلك كان ركناً من أركان الإيمان. حسناً، وقلنا إن بعض الأديان تلك التي تتصور أن الإنسان لا بد أن يكون إما في تناسخ للأرواح أو تراسخ أو تفاسخ، يجعلونها ثلاثة أنواع. نعم، التناسخ يخرج من إنسان إلى إنسان آخر. هذا نعرفه، نعم. التَفَاسُخ يخرج من الإنسان وينتقل إلى قطة أو كلب أو حيوان أو بهيمة. أما التَرَاسُخ فينتقل إلى جماد، إلى جماد، إلى جماد. فإما إنسان، وإما حيوان، وإما جماد. فكل هذا كنوع من أنواع رد فعل نية الإنسان وعمله من
الخير في الحياة الدنيا، لا. الأمر ليس كذلك وهذا الكلام باطل، ولذلك من المضحك للغاية أن هؤلاء الذين يقولون بتناسخ الأرواح يحاولون مثلاً أن يأتوا بدليل من القرآن. دليل القرآن؟ القرآن فيه يوم قيامة، والتوراة فيها يوم قيامة، والإنجيل فيه يوم قيامة، فنحن لسنا محتاجين إلى هذا التصور الذي لجأ إليه من لجأ عندما فقد. المنطق في أن لا يكون هناك يوم قيامة يعني أن الحياة لا معنى لها، ولذلك هذا أمر مهم للغاية وهو من أركان الإيمان. فالسيد المسيح عليه السلام أتى بهذه المعجزات كلها وهو دون الثلاثين، وبعد ذلك استمرت هذه المعجزات معه كما ورد في الحديث أن
الإنجيل قد نزل في رمضان، في رمضان. في رمضان وَرَدَ أنّ سيدنا المسيح -يعني نبي- وجاءته نصيحة الجبل وكذا مثله وصي موسى في سن الثلاثين، فإذًا نستطيع أن نقول في رمضان وهو في سن الثلاثين. هذه الأشياء التي نستطيع أن نثق فيها شيئًا ما فضيلة الدكتور. أستأذن حضرتك في اللقاء القادم إن شاء الله نتطرق... إلى فكرة الرسالة وفكرة الوحي وكيف جاء الوحي والتكليف لسيدنا
المسيح عليه السلام. أهلاً وسهلاً بك. شكراً جزيلاً لحضرتك. شكرٌ موصولٌ لحضراتكم. نراكم في الحلقة القادمة إن شاء الله على كل خير. إلى اللقاء.