برنامج مصر أرض الأنبياء - الحلقة السادسة عشر | قصة سيدنا موسي "المواجهة الأولي مع فرعون"

بعد ان كلف الله سبحانه وتعالى وأمر نبيه موسى بان يتوجه هو وهارون إلى فرعون وأن يقولوا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى. الآن سنجد هذه المواجهة الأولى التي ستتم في قصر فرعون ما بين موسى وهارون من ناحية، وما بين فرعون من جهة أخرى، لكي تكون هذه هي النقطة
الأولى والمواجهة الأولى في هذه المعركة الطويلة والممتدة ما بين. الحق والباطل فقط في مصر أرض الأنبياء. قولا له قولًا لينًا لعله يتذكر أو يخشى. قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى. قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى. جدية موسى جعلته يتصف بصفات كثيرة منها صفة
التحدي، فتحدى فرعون في قوته وسلطته وملكه وجبروته، تحدى السحرة عندما... جمعهم فرعون واستعان بعلمائهم وخبرائهم، فاستعان موسى بالله. تحدى موسى قارون عندما كان في سطوته ونفوذه وماله ورجاله، ودعا الله عليه فاستجاب له وخسف بقارون وبداره الأرض. نرحب بحضراتكم ونستكمل هذه الرحلة والمسيرة الطيبة والمباركة مع سيرة نبي الله الكريم سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام في أرض مصر بعد أن تلقى. الوحي وكلام الله سبحانه وتعالى على أرض سيناء الحبيبة، ننتقل الآن إلى مصر وهذه المواجهة مع
فرعون. فضيلة الدكتور، السلام عليكم. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلاً وسهلاً. أهلاً بفضيلتكم مولانا. قبل أن نتكلم عن المحادثة والجدال الطويل وهذه القصة والمشهد العظيم الذي جمع سيدنا موسى بفرعون، نتحدث أولاً عن... المكان أو الموقع الذي شهد هذه المحادثة العظيمة التي كررها القرآن حتى في أكثر من مرة. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. هذه الأحداث وكأنها حدثت في منطقة واسعة مما نسميه الآن الوجه البحري وجزء من بدايات الصعيد لأن الصعيد. كانت هي هي متماثلة متطابقة الآن، كانت هي منف القديمة قصر
فرعون. كان في هذه العاصمة، لكن لأنه ليس ملك مصر فقط، وهذه الأنهار تجري من تحته، فهذا معناه أنه كان يتنقل في أكثر من مكان، ولكن قصره ومكانته وعاصمته هي في منف، ومنف هذه في هذه المنطقة. هذا هو. المكان الذي دخل فيه موسى وهارون يعني دخل فيه أولاً موسى مع زوجته، ولما دخل موسى مع زوجته دخل بليلٍ حتى لا يراه أحد ولا يصطدم مع أحد، وذهب على الفور إلى أمه. أمه هي أمه النسبية، وكما قد نكون ذكرنا قبل هذا أنه كان يعلم أنها أمه الحقيقية وهذا. أخوه هارون. هارون وبنو
إسرائيل حينئذ. هناك تقديرات كثيرة جداً حول عددهم وأنهم كانوا نحو ستمائة ألف ويزيدون، وهذا رقم كبير جداً، لكن أيضاً هناك أرقام مبالغ فيها في جيش فرعون مثلاً كما سنرى. فإذاً هؤلاء بنو إسرائيل يمكن أن يخفوا موسى ويمكن أن يحيطوه باعتباره. إلى أن يتم الأمر في الجانب الآخر، كان هناك حب عظيم مع قلق شديد في قلب فرعون تجاه موسى. فأنت تعلم عندما يكره الشخص إنساناً ويخاف منه ويُنزله منزلة العدو، ثم يأتي ليزوره في مكتبه، لكنه يحن إليه
فيقول للسكرتير: "حسناً، أدخله" بالرغم من أنه... قلقٌ منه بالرغم أنه يعتبره عدواً له، وبالرغم من ذلك إلا أن قلبه يتحرك. فالذي حصل أن سيدنا موسى نزل على أمه ونزل في بني إسرائيل، ولكي يتصل بأخيه هارون ويحكي له ما حصل، وهارون في نفس الوقت أوحي إليه، قال: "قد أوتيت سؤلك يا موسى" أول ما قال له. قال: "قد أوتيت سؤلك يا موسى". وأوحى الله إلى هارون، فهارون عرف الخبر قبل موسى. صحيح أنه لم يأته علماً لأنه عندما يأتي كنبي... طيب، مولانا في هذه الجزئية قال: إن ربنا ذكر أننا نخاف أن يفرط
علينا أو أن يطغى. هنا أيضاً نفس الخوف عندما ذهب سيدنا موسى إلى سيدنا هارون عندما وصل. أصبح قلب مصر وحُكي أن سيدنا هارون كان يعلم كما قلتَ وتفضلتَ، ويتضح أن نفس الخوف اجتمع في سيدنا موسى وسيدنا هارون، الخوف من فرعون أنه سيضغط عليهم، وأنه قد يعاقبهم عقاباً شديداً. أولاً، هناك حقيقة وهي أن فرعون أظهر لبني إسرائيل العداء، حقيقة ثانية... أنه كان يذبح أبناءه حقيقة ثالثة، وأنه كان يستحيي نساءه حقيقة رابعة، وأن فرعون مشهور عنه الطغيان. كنت قد ذكرت قبل ذلك أنه كان يقتل بالنظر، بخائنة الأعين، دون أن يتكلم. نعم، فيقوم حاشيته بقتل من ينظر إليه هكذا. لماذا هذه النظرة؟ هو يفعل هكذا، ينظر بعينه فيذهب. يتلوه رجل درى بأن الحكم قد صدر ولم تعد هناك عدالة أو خلافها. هذا الإنسان الجبار
يعني يخشى من مثله، لكن كانت هناك إشاعة تنتشر وسط بني إسرائيل أن فرعون لا يموت، وهذا ما كان يسمع به أيضاً سيدنا هارون وسيدنا موسى منذ صغرهما، ويساعد على انتشار هذه الإشاعة أنه جلس وأمدّ الله في عمره لدرجة كبيرة. أنهم يتحدثون عن هامان قائلين إنه خدم مائة سنة، حسناً، هذا في الخدمة فقط، صحيح، في الخدمة فقط. فحكاية الشعور بأنه لن يموت هي مصيبة سوداء. فضيلة الدكتور، توجد روايات شعبية في قصة ذهاب موسى وهارون عليهما السلام إلى فرعون، من بينها أنهم جلسوا أمام قصر فرعون. حوالي سنتين لكي يقابلوه، وهناك روايات أخرى كثيرة جداً. فكيف حصل
اللقاء؟ وهل توجد أي روايات تكاد تكون أقرب إلى الاعتماد أو المنطق؟ موسى عندما عاد، عاد وقد تغيرت هيئته شيئاً ما، فلم يكن الناس يدركون أن هذا على سبيل اليقين هو موسى من قرائن شكله، لكنه هو لا. ثم إنَّ الفعل الذي قام به صدر ضده فيه حكم، وهو قتل المصري. صحيح أن هذا الحكم هو الإعدام. ثم إن فرعون فكَّر كما قلنا في حلقة سابقة، عندما كانت حكاية الجمرة والتمرة وسبب لدغة موسى وعدم فصاحة لسانه في ظنه، وفي اتهامه لنفسه صلى الله عليه وسلم. هذه
الحالة جعلت الناس لا تُبلِغ فرعون، وكلما تخيلوا ذلك لم يستطيعوا القول: "على فكرة، نحن نظن أن موسى قد عاد". لأنه لو قالوها، لاهتم فرعون بذلك. فكان جلوسه عند القصر واحتكاكه بالداخلين والخارجين محاولة منه لاختراق الحصار المضروب على فرعون. من حاشيته أو من أتباعه، فالدكتور يقول إن الأمر الإلهي صدر لسيدنا موسى وسيدنا هارون أن يذهبا إلى فرعون، إلى رأس السلطة، وليس أن ينزلا إلى المصريين الذين كانوا يتبعون فرعون ويبدأوا بالدعوة إلى الله فيما بين المصريين. لماذا بدأوا بتحدي فرعون نفسه؟ الغرض الأساسي من رجوع موسى كان... إخراج بني إسرائيل وعودتهم إلى ديارهم: بنو
إسرائيل في عصر موسى استشعروا الذل والمهانة من ناحية واستشعروا الخطورة من ناحية أخرى، فقرروا الرحيل. لكن فرعون لم يكن راضياً عن هذا الرحيل. "ربيناكم وأطعمناكم وسقيناكم وأنقذناكم، فيجب عليكم - كفكرة التكليف - أن تخدموا هذه البلاد وتعيشوا من أجلها، وليس..." إنّك بعد أن تأخذ خيري وتصنع الثروات كلها لأنهم كانوا يعملون في الصياغة بإتقان واكتسبوا خبرة كبيرة في الزراعة، أن تأخذ متاعك وترحل. لكن فرعون كان يرى أنهم عبيده، حتى أنه يقول لسيدنا موسى - وهو يعيبه على - أي يعيب على سيدنا موسى بخصوص بني إسرائيل أنهم عبيده. أي أن عبدت بني إسرائيل. فإذا كان هدف موسى هو إخراج بني إسرائيل وليس دعوة المصريين، وليس دعوة المصريين، وليس دعوة المصريين،
ولذلك ذهب إلى فرعون لكي يأخذ منه التصريح الصحيح الذي يسمح بالخروج. فقد كُلِّف بإنقاذ بني إسرائيل من العذاب المهين الذي كانوا يعانون منه على يد فرعون، وأن يخرجوا ثم يهديهم. إلى الله ولكن هذا محصور في بني إسرائيل. فكرة العالمية هذه لم تأتِ إلا مع محمد عليه الصلاة والسلام: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، "يا أيها الناس". هذه الفكرة - وكان النبي يُرسل إلى قومه خاصة - "وأُرسلتُ إلى الناس عامة". هذا هو الفرق بين القضيتين. طيب، أستأذن فضيلتك بعد الفاصل نتحدث. في بعض الأمور
والمواجهة وكيف تمت هذه المواجهة أو المجادلة بين سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام وسيدنا هارون كذلك وفرعون. فرعون يسأل "وما رب العالمين؟" هو هنا يجهل أم يستنكر؟ خاصة أنه أيضاً في سورة طه "فقول له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى". يتذكر يعني أن هو... لديه بالتأكيد معلومة، فما تفسير فضيلتك لهذه الآية؟ كان فرعون لا يدخل قدس الأقداس كما ورد في تاريخ الفراعنة، ووجدنا في معابدهم ما يُسمى بقدس الأقداس لا يدخله إلا الكاهن الأعظم
والفرعون. فهذا الفرعون يدخل قدس الأقداس، وقدس الأقداس يعني سر الأسرار، أي السر الكبير. فقد بحث كثير من علماء المصريات عن هذه الآية. السر الكبير هذا ما هو؟ ما هو السر الكبير الذي كان الفرعون والكاهن الأعظم يعرفانه وكان يمنع معرفته على عامة الناس؟ وهناك رأي أنه التوحيد، فالفرعون والكاهن الأعظم كانا يعرفان أن هناك إلهاً، ويعرفان أن الله واحد، ويعرفان أنه الخالق المدبر الرزاق المحيي المميت، وكل هذا كانوا يتعلمونه داخل قدس الأقداس الذي لا لا يطّلع على السر الموروث أحد، لكن
الحكماء الذين تربوا على يد إدريس ينقلون هذا السر، لكنه في قدس الأقداس. حتى نسيطر على الشعب نخفي عنهم أن يلجأ إلى الله، فيلجأ إلينا نحن. عقيدة أو فكر هكذا، حسناً هكذا. طيب وأنت لا تعرف أن هناك رباً، قال: هذا إذاً لماذا أنا أدخل؟ قدس الأقداس مرة في السنة، هذا على الأقل لكي أقول: "يا رب". قال علول: "يتذكر". آه، طيب، أنت الآن لا تعرف هذه الحكاية يا فرعون وأنت تقول: "أنا ربكم الأعلى". ففرعون وهو يقولها تقريباً كان يقولها في نفسه من داخله هكذا أن الأرباب التي موجودة هذه. قطة أو نمر أو طائر أو ثعبان أو غير ذلك مما يُعبد، لأنه كانت بعض عقائد
الفراعنة تعبد أو تقدس تسعة. أنا إذن ربكم الأعلى، أنا الأول فيهم. يعني المصريون في ذلك الوقت لم يكونوا يعبدون الحاكم، لا، لم يكونوا يعبدون الحاكم، ولكنهم لم يكونوا يفهمون ما هي الحقيقة. كان هذا الأمر غامضاً عليهم، فعندما يقول أحدهم: "أريد أن أفهم، هل هذا هو الخالق؟" فيقول له: "لا". فيسأله: "إذاً، هل هذه الشمس هي التي خلقت؟" فيجيبه: "لا". فيقول له: "إذاً ما هو؟" فيرد عليه: "لا، إنه سر، هذا شيء غامض". هذا الأمر لا يجوز أن أنت... تسأل فيه؟ لا، هذا غامض، هذه فكرة الإله والنصف إله والربع إله وما إلى ذلك، وابن الإله وأبي الإله وما شابه. الناس التي تعيش هكذا من العوام لا ترضى أن تدخل في هذا الأمر. حسناً، فيم تدخل إذاً؟ إذا كان لديك خروف وتريد أن تتيسر أمورك، تذهب لتذبحه عند
الكاهن لكي يأخذه المعبد. وكذا إلى آخره صحيح، فإذا هو ليس فرعون، أنا مَن مِن التاريخ الفرعوني؟ لا، هذا يعرف هو والكاهن الأعظم، لست أعرفه، لكن هذا يعرف وتتناقل الأخبار من عنده جيلاً بعد جيل، ومؤمن بأن هناك يوم القيامة، ولذلك كانت محور الحضارة الفرعونية كلها. ما محور الحضارة الفرعونية كلها؟ فكرة الموت وما... بعد الموت، لماذا يبني كل هذه الأهرامات؟ من أجل ما بعد الموت. لماذا يحنط جثث الموتى؟ من أجل ما بعد الموت. لماذا يزين المقبرة ويضع فيها كل متعلقات صاحبها؟ من أجل ما بعد الموت. إذن، حياة ما بعد الموت هذه كانت تتحكم في سلوكياته.
إلى من سيذهبون إذن؟ من هو الذي يملك حياة ما بعد الموت هذه؟ حسنًا، عرفنا أن هذه القطة إله في الأرض وما شابه ذلك، إذن من الذي سيكون بعد الموت؟ الله رب العالمين، ولذلك حتى هو عندما كان يغرق، كان يقول: "آمنت بالذي آمنت به بنو إسرائيل"، بالإله الذي آمن به بنو إسرائيل. لم يقل: "آمنت بما أُرسل" أو "بالذي آمن به موسى"، آمنت أن لا إله. إلا الله مثلاً بالله فهو يغش نفسه وهنا تأتي كلمة لعله يتذكر أو يخشى، هذا الذي نقول يتذكر هذه يعني هذه نعم فضيلة الدكتور ننتقل إلى جزئية أخرى في المجادلة أن فرعون الآن يهدد سيدنا موسى بقتل المصري وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين قال فعلتها. إذا وأنا من الضالين. آه، هذه في سورة الشعراء، والمشهد في سورة الشعراء عندما جاء وقال: "وإذ نادى
ربك موسى أن ائت القوم الظالمين". أيضاً هذا يؤكد ما كنا نقوله الآن أن الكاهن الأعظم يعرف لكنه ظالم لنفسه، ويقول شيئاً للجمهور غير الشيء الذي يعرف حقيقته. وهكذا قال رب. إني أخاف أن يكذبوني ويضيق صدري ولا ينطلق لساني، فأرسل إلى هارون. قال: لا تخف، وبعد ذلك ذهبا إلى سيدنا. ذهب سيدنا موسى وسيدنا هارون إلى فرعون قبله. فقالا: إنا رسولان من ربك. في أول ما شاهد ذلك قال: حسنًا، أنت فرعون. وهنا تأتي الأعجوبة، وتأتي: "وألقيتُ عليك محبةً مني" فرعون.
يريد قتله وينظر إليه فيحبه، فرعون يريد قتله وينظر إليه فيحبه، فدخل عليه وبعد ذلك قال له: "ألم نربك فينا وليداً ولبثت فينا من عمرك سنين وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين". انظر كيف قال "وأنت من الكافرين" بتلك العقيدة التي فيها خفايا والتي فيها ظاهر وباطن والتي فيها شرك والتي فيها أنه... في النهاية يقول أنا ربكم الأعلى وأنت من الكافرين، وهنا ربنا ينبهنا على أنه ضد عقيدته، فالكافر في مقابلته هو الذي يخالفه. نعم، قال فعلتها إذاً وأنا من الضالين. انظر إلى الرد: الضالين، الضال الذي هو الحائر، الضال الذي هو قبل الوحي، فقبل الوحي هو يسير وليس يعرف البرنامج. ما هو التفصيلي؟ ولكن بعد
الوحي عَرَفَ البرنامج التفصيلي وقال: "هذه هي الموجودة في سورة الشعراء". سورة الشعراء تحتوي على أطول جدلٍ في القرآن لأنه جاء تسع مرات. "ألم نُربِّك فينا وليداً ولبثت فينا من عمرك سنين وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين. قال فعلتها إذاً وأنا من الضالين". قال يعني وابتدأ... أصبح ما هو تسلسل الأحداث التي بينها تسع؟ قال تسع، قال وربع، قال. فهل هذا يا مولانا في إطار "فقل له قولاً ليناً"؟ القول اللين الذي أمر به ربنا سيدنا موسى. فسيدنا موسى وسيدنا هارون الذي لم نسمع له أي جدل في الحوار كله لم يقل لفرعون أنت كافر. لم يقل لفرعون سوى محاولة إقناعه من خلال كلمة رب
العالمين أن يتركه ويرسل معهم بني إسرائيل، فهذا كله قول لين من أوله إلى آخره، لأنه لم يصفه بما هو فيه، لم يقل له إنك طاغية، لم يقل له إنك جاهل، لم يقل له إنك معاند، لم يقل له أي. كلمة من هذا، ولذلك، هذا مثال يُعطى للبشرية كلها أن سيدنا موسى كليم الله كان بهذا الحلم وهذا اللين تجاه من هو مفسد في الأرض على درجة عالية من الفساد. هذا النموذج يعني شخصية كبيرة كما يقولون، فكان فرعون في قمة الفساد وإذ بقمة الفساد تواجه قمة اللين. صحيح، ولم يكن هناك داعٍ لأن تُواجَه قمة الفساد بالشدة وعلو السوط وما
إلى ذلك. ففي الحوار الذي جرى في سورة الشعراء، الحقيقة أظهرت فرعون بأنه متجبر وبأنه طاغية، وفي النهاية طلب موسى أن لا يتخذ إلهاً غيره وإلا جعله من المسجونين. أستأذن فضيلتكم، نستكمل هذا الحوار في الحلقة القادمة. القادمة إن شاء الله إن شاء الله، شكراً جزيلاً لحضرتك، والشكر موصول لحضراتكم، ونراكم بكل خير إلى اللقاء.