برنامج مصر أرض الأنبياء - الحلقة السادسة والعشرون | قصة سيدنا موسى والخضر “الجزء الثالث"

برنامج مصر أرض الأنبياء - الحلقة السادسة والعشرون | قصة سيدنا موسى والخضر “الجزء الثالث" - شخصيات إسلامية, مصر أرض الأنبياء
في محطاتنا السابقة توقفنا مع كليم الله مع نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام، تعرفنا على الكثير من المعجزات التي جرت على يديه بأمر من الله سبحانه وتعالى، وكذلك عن المجادلة وعن المواجهة التي جرت ما بين موسى وما بين فرعون، كذلك الصعوبات التي واجهها نبي الله موسى عليه الصلاة. والسلام
مع قومه مع بني إسرائيل. اليوم سنتطرق إلى جانب آخر وهو الناحية الشخصية، كيف كانت شخصية كليم الله موسى عليه الصلاة والسلام، كذلك ما هي أبرز الصفات والمفاتيح الشخصية في شخصيته. كما سنتحول في نهاية الحلقة إلى المشهد الختامي وهو وفاة سيدنا موسى، كيف كانت، كيف جرت وما هي. أرض النهازمته في سائر
حياته، تجلى ذلك في شبابه مع ابنة شعيب لما جاءت معه تقدمه أمامه، فقال: "كوني من ورائي، فإذا اختلف الطريق فاحذفي لي بحصاة أعلم بها كيف الطريق". بلغ موسى في الحياء إلى أعلى، وإذا لم تستحِ فاصنع ما شئت، كان لا يغتسل مع بني إسرائيل
على. أرض مصر، اليوم سنتحدث مع فضيلة الدكتور عن شخصية سيدنا موسى عليه السلام. بكل تأكيد هو شخصية فريدة، فهو نبي كريم ورسول كريم أُرسل إلى بني إسرائيل، وسنتعلم أيضاً اليوم الكثير من صفاته الطيبة. فضيلة الدكتور، أهلاً بكم. أهلاً وسهلاً بكم، مرحباً. أهلاً فضيلتكم، فالدكتور لو رسمنا صورة هكذا أو... بورتريه كما يقولون من الصفات الكريمة والنبيلة لسيدنا موسى عليه السلام نضع فيها: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. كان المرحوم عباس العقاد قد ألف كتاباً في عبقرية محمد صلى الله عليه وسلم، ومرة أخرى أيضاً في السيد المسيح. عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام،
وقد عُرض عليه بعض اليهود بعدما قرؤوا الكتابين أن يكتبوا في موسى، وكان في ذلك الوقت النزاع محتدماً جداً بين العرب وبين الصهاينة. لا نقول عليهم أبداً أنهم بنو إسرائيل إلا للاضطرار، فهم سموا أنفسهم إسرائيل ظلماً وعدواناً في الحقيقة، لكنه أبى ورفض، وكان ذلك هو العقاد رحمه الله. تعالى عنده شيء اسمه مفتاح الشخصية. كان مفتاح الشخصية هذا هو أخذه من مجمل أشياء، لكنه هو الذي علمنا مفتاح الشخصية. وكلما يؤلف في عبقرية من العبقريات يبحث عن مفتاح شخصية هذا الإنسان. فلو أننا مشينا على نفس النهج مع سيدنا موسى عليه وعلى
نبينا الصلاة. والسلام نستطيع أن نضع مفتاحاً للشخصية عند سيدنا موسى اسمه الجدية. الجدية، نعم، كان جاداً، جاداً في حياته، ولذلك كان - يعني - كان بنو إسرائيل مع جهلهم، مع عدم تقواهم، مع اختلاط الأمر عليهم، كانوا متعبين لماذا؟ لأنه كان جاداً وهم كانوا غير قادرين على هذه الجدية. كان سيدنا هارون لين ولكنه كان نبيًا لكن سيدنا موسى كان جدًا عناصر الجدية. ما هي عناصر الجدية؟
أولًا العلم، سيدنا موسى تعلم وتعلم بقوة، تعلم علمًا تلقينيًا وتعلم من الرحلة والهجرة إلى مدين وغير ذلك إلى آخره، وتعلم فوق هذا العلم بالوحي. تعلم كثيرًا وكان محبًا للعلم كما نرى في. قصته مع الخضر وتشوقه إلى المعرفة، في لدينا شيء اسمه شهوة المعرفة التي هي اشتياق إلى المعرفة، ففي مقام الأنبياء نختار الكلمات الجميلة هكذا، نقول ماذا؟ الاشتياق إلى المعرفة. فكان لديه اشتياق إلى المعرفة، جاد لأجل العلم، وأول درجات الجدية إذاً. فسيدنا
موسى من صفاته العلم. من صفاته أيضاً الصبر، فالصبر هذا يُمثِّل جزءاً كبيراً من الإتقان، وإتقان العمل هذا لا يتم إلا بالصبر، بأن تصبر على الشيء وتكون دقيقاً فيه، لا تستعجله. يقال لك إن مشكلة هذا الصانع هي في تشطيباته النهائية لصنعته، لكن الذي يكون صبوراً على صنعته يُخرِج الشيء دقيقاً، فيخرج الشيء ثميناً. يقول لك صناعة الأدوية ليست أمراً مبذولاً فيه جهد هيّن. ما الجهد المبذول فيها؟ إنه الصبر، الصبر والدقة. هذا الصبر فيه إتقان للعمل وفيه المداومة عليه. وسيدنا موسى كان دائماً
مع الحق، دائماً لا توجد فيه مجاملات ولا شيء من هذا القبيل، وهذا هو سبب وقوعه في قتل المصري إلا أنه... كان رقيق القلب، ورقة قلبه هذه أخذها من أمه، لأن أمه عليها السلام كانت رقيقة القلب. يوخندة أو يوخندة، إذا لم يكن أحد يوخندة أو يوخندة أو كذا إلى آخره. وكان له أم بالتربية والبقاء وكذا، وهي آسية رضي الله تعالى عنها، وأمه التي أوحى الله إليها أن. اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم إلى آخر القصة، فيبقى إذا كان رقيق القلب وورث هذه الرقة من التربية، مثل امرأة فرعون كانت رقيقة القلب وعطوفة، وكانت أمه أيضاً رقيقة القلب، إن كادت لتبدي به، يعني كان قلبها
يتفطر عليه. يا إلهي! تفطر قلب الأم على ابنها كي تقر عينها. عنها ولا تحزن ولا تحزن يعني أيضاً في قولك فلما أمر هارون عليه السلام بألا يفرق بين بني إسرائيل يكون إذاً فيه صفات العمل في روح الفريق، عندما اختار قومه سبعين رجلاً حتى يقدم الاعتذار لله على قضية العجل وما حدث في العجل، إذاً فهو يعمل في روح الفريق، حسناً. هل يمكن أن نقول أيضاً أن سيدنا موسى كان حييّاً، لأنه في قصة ابنتي شعيب في مدين مشى أمامهما وقال لهما: وجهاني عن طريق حجر أو طوبة لأعرف الاتجاه إلى أبيكما، وأيضاً في قصة ما افتراه عليه بنو إسرائيل، فبرّأه الله بما قال
بخصوص الصخرة وما إلى ذلك. نعم نستطيع أن نقول إن الحياء هو ملازم له، والنبي صلى الله عليه وسلم قال إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: "إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت". فكان الحياء خُلُق كل الأنبياء، فإذا أردنا أخلاق موسى بالمعنى التفصيلي سنجد أشياء كثيرة من الصدق ومن الوفاء. من التواضع من أشياء كثيرة لأن أصل الحياء ليست خاصية في سيدنا موسى، فهي موجودة في كل الأماكن. بنو الرسول يكونون حييّين، نعم. يعني هنا في هذا الجزء، إذا كنا نبحث عن أشياء برزت في سيدنا موسى حتى صارت مفتاحاً لشخصيته، ستجدها عنصراً من عناصر الجدية
في العمل وفي روح الفريق. والعلم والصبر والرفق والإتقان والدقة وكل هذه الأشياء هي في الحقيقة كانت مفتاح شخصية سيدنا موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، ويمكن أن نجمعها كما يفعل عباس محمود العقاد في كلمة "مفتاح الشخصية"، مفتاح. حسناً، أستأذن فضيلتك بعد الفاصل لنكمل هذه السيرة ونتعرف أيضاً على صفات أخرى. وربما يأخذنا الحديث في النهاية إلى إسدال الستار وحتى وفاة سيدنا موسى. وسيناء
علاقة عجزت القواميس والقصائد بل والمراجع عن وصفها، فكانت الملاذ والمقصد الآمن له كلما ضاقت عليه الأرض بما رحبت. كانت وجهته عندما قتل بالخطأ وهو شاب، ففر إليها خائفاً يترقب، فاستقبلته أحسن استقبال، ففوق جبالها
كلمه. الله وكلَّفه بالنبوة ومنحه معجزتي العصا واليد. قصدها موسى ومعه قومه هرباً من فرعون، فجادت عليه في الثانية أكثر من الأولى، فكان من جسد فرعون آية بعدما أغرقه الله تعالى. وعاقبهم
بالتيه في أرضها أربعين سنة. أرض سيناء عشقت موسى. أهلاً بحضراتكم مرة ثانية، وما زلنا مع فضيلة الدكتور علي جمعة. نتحدث عن سيرة سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام، ونتناول فضيلة الدكتور قبل مشهد الختام والروايات المرتبطة به وهي كثيرة. هل نقول بأن بالفعل سيدنا موسى نزلت فيه هذه الآية "واصطنعتك لنفسي" و"لتصنع على عيني"؟ إلى هذا القدر كان ربنا سبحانه وتعالى كريماً وأعطى لسيدنا موسى عليه السلام الكثير. من المواهب الخاصة لسيدنا
موسى أنه أُعطي ما لم يُعطَ كثيرٌ من أنبياء ورسل الله، ولذلك كان معدودًا في أولي العزم من الرسل، نعم الخمسة الكبار: سيدنا محمد، وسيدنا عيسى، وسيدنا موسى، وسيدنا إبراهيم، وسيدنا نوح. نعم، سيدنا موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام كان كليمًا لله، وكلّم الله موسى تكليمًا. فيقول لك مرة رأى في المنام أمة عظيمة جداً، فقال: "هذه أمتي؟"، قالوا: "لا، هذه أمة محمد". فأخذ في نفسه قليلاً لأنه كان يريد أن تكون الأمة العظيمة وهي التي لخاتم المرسلين هي أمته. وسيدنا موسى قال
له: "انظر إلى يمينك"، فرأى أمة عظيمة من البشر. أمتك يا موسى أمة موسى غير أمة محمد، لماذا؟ لأن دعوته كانت لبني إسرائيل وليست للعالمين، ولذلك وحتى الآن بنو إسرائيل لا يتزوجون إلا من أنفسهم، هكذا هو من الداخل، ليست دعوة "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، عليهم جميعاً الصلاة والسلام. فالدكتور، ننتقل إلى مشهد الختام وكيف قُبض سيدنا موسى. عليه الصلاة والسلام وفي روايات كثيرة جداً وحوارات مع ملك الموت وما إلى ذلك هو سيدنا موسى كما شرحت أنا قبل ذلك أنه صار في دائرة التيه الأربعين سنة هذه، وفي الأربعين سنة هذه الذين كانوا معه ماتوا إلا اثنين أو ثلاثة
وهكذا إلى آخره وأيضاً حتى مات هارون وبعد ذلك جاء جيل وجاء جيل بعد يوم، وأصبح الجيل متربياً وهكذا إلى آخره، فبدأت الدائرة تنتهي، انتهى التيه، ما معنى ذلك؟ انقضت الأربعون سنة، فلما انقضت الأربعون سنة، أرسل الله كما في البخاري ملك الموت، وعندما يُرسل ملك الموت يستأذن أولاً، أي يرسله قبل موعد القبض بمدة لكي يتفاهم مع النبي أنه لماذا سنأتي في الوقت الفلاني لنقبض روحه، فلما فتح موسى الباب وجد شخصاً في صورة بشر، فقال له: أجب داعي الله. فظن أنه سيقتله، ظن في الله من هذا
وأنا ليس لدي خبر بأن الملك سينزل وأنه كذا إلى آخره، فقال له. لا أجيب دعاء الله، كيف يعني؟ أنت لست تعرف من الذي تتحدث معه؟ هذا هو فوكزه موسى فقضى عليه، أتفهم؟ عندما يكون المرء قوياً جداً هكذا، أي يحدث هذا، فضربوا في عينيه ففقؤوهما، فالناس لا يُشَعب بها الحديث. هذا هو يقول لك كيف، وملك؟ هذا ليس ملكاً الذي... هذه صورة أخرى تماماً، وهذا نبي، وهذا الحديث يُبين أن الأنبياء أفضل من الملائكة وأعلى درجة منهم، بالرغم من أن الملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، ولكن الله أسجدهم لآدم، يعني إذا
هؤلاء الناس يا بشر، إنكم يمكن أن تكونوا فوق الملائكة، ويجعل الله الملائكة خداماً. لكم في الجنة ولكن بشرط أن تطيعوا، ولم يكن أحد أكثر جدية في الطاعة من سيدنا موسى ولا أعبد منه. فضربوا في وجهه لأنه اعتقد أنه سيعتدي عليه وأنه سيقتله. وطبعاً كانت هناك روايات كثيرة حول أولئك الذين يريدون قتل موسى ابتداءً من فرعون وقومه وهؤلاء الذين... ذهبوا فغرقوا هم وأولادهم وغيرهم إلى آخره، وانتهاءً ببعض سكان حولهم من البادية، يريدون أن يصادموا بني إسرائيل ولا يُعطوهم حتى حق
الضيافة. فموسى عندما فعل ذلك، اشتكى الملك إلى ربنا، قال له: "أرسلتني إلى من فقأ عيني"، فرد الله عليه عينه، خلاص، لا يوجد إشكال، انتهى الأمر. قال له: "حسناً، انزل وقل له: يا موسى، في الصورة الثانية هذا ثور، ضع يدك على هذا الثور، وبعدد شعره تعيش." إذاً، الثور فيه كم شعرة؟ يقول: "أنت لا تعد ولا تحصى يا أخي، هل تنتبه؟ عشرة آلاف سنة." فقال: "يقول ربك لك..." آه، هنا يقول ربك لك. عجبًا! هل هكذا؟ مَن مِن البشر استجاب الله دعاءه وقال له: استعد، أنت ستموت. فسيدنا موسى لم يكن لديه علم بهذا، فقال له: حسنًا،
ثم ماذا؟ قال: ثم الموت. يعني بعد أن أعيش عشرة آلاف سنة سأموت أيضًا؟ قال له: نعم. قال له: إذًا الآن، سبحان الله، سبحان الله، ما دامت الحكاية هكذا. هكذا وأن الموت مكتوب على بني آدم، فيكون الآن قبض في هذا عندما جاء خلاص الموعد بالضبط. الآن يكون في قبض، الآن كان قد وصل إلى أريحا، خلاص دخل فلسطين. دخل فلسطين لأن الدورة اكتملت بالضبط. وصل إلى أريحا هو ويوشع وبنو إسرائيل وغيرهم إلى آخره، وهي على رمية. عندما تقف بأريحا تجدها تبعد عن القدس سبعة عشر كيلومتراً، وهذا يعني أنه برؤية العين، أي عندما تأتي إلى تلال القدس وأنت واقف عند قبر
موسى تراها هكذا. فهذا هو ملخص القصة العلمية التي فيها حديث البخاري الذي ظُن أن فيه إشكالاً، وهو في الحقيقة لا إشكال فيه. بارك الله فيكم فضيلة الدكتور، شكراً جزيلاً لحضرتكم. لقد أبحرنا مع فضيلتكم وبعلمكم، وهب الله لكم الصحة، على مدى حلقات طويلة في حياة سيدنا موسى وقصة سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام. فشاكرون جداً لحضرتكم، شكراً لكم، شكراً جزيلاً لحضرتكم، والشكر موصول لحضراتكم. ونراكم على خير إن شاء
الله.