برنامج مصر أرض الأنبياء - الحلقة العشرون | قصة سيدنا موسي "الجزء الخامس"

بعد ان نجى الله سبحانه وتعالى بني اسرائيل ونبيه موسى الكريم من البطش والعذاب على يد فرعون وأغرقه في اليم ونجا بنو إسرائيل إلى الجانب الآخر إلى أرض سيناء الحبيبة. كان هناك موقفان فارقان لنبي الله الكريم مع قومه؛ الأول حينما طلبوا أن يصنع لهم إلهاً كما كان
لقوم مروا عليهم يعبدون عدداً من الآلهة في... حين أن بني إسرائيل يعبدون الله الواحد الأحد، الموقف الثاني والذي تعرض له سيدنا موسى مع بني إسرائيل كان حينما رفضوا الجهاد والذهاب معه إلى أرض فلسطين الحبيبة، فضرب الله عليهم التيه في أرض سيناء أربعين سنة. الكثير من الدروس والقصص والعبر نعرفها من فضيلة الدكتور علي جمعة الآن في... مصر أرض الأنبياء لن ندخلها أبداً ما داموا فيها، فاذهب أنت
وربك فقاتلا. رغم جدالهم وعصيانهم فقد استمر أذى قومه له حتى بعد هلاك فرعون، فتعنتت بنو إسرائيل وكثرت أسئلتهم واختلافاتهم وبطؤهم في الامتثال وعبادتهم للعجل، ورموا موسى بالسخرية فقالوا: أتتخذنا هزواً؟ قال: أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين. رحم الله موسى. قد أوذيَ بأكثر من هذا فصبر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك تأسياً بموسى. نرحب بحضراتكم مشاهدينا الكرام، وما زلنا مع فضيلة العلامة العالم الجليل الأستاذ الدكتور
علي جمعة ننظر في رحلة سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام وسيدنا هارون على أرض مصر الطيبة المباركة، وتوقفنا في اللقاء السابق. مع فضيلته عند عبور بني إسرائيل البحر يتقدمهم سيدنا موسى وسيدنا هارون وهذه المعجزة الكبيرة وهلاك فرعون. اليوم نستكمل هذه الرحلة لسيدنا موسى في أرض مصر وتحديداً في أرض سيناء الحبيبة. فضيلة الدكتور، السلام عليكم. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلاً بفضيلتكم. أهلاً وسهلاً بكم فضيلة الدكتور. دخلنا مع سيدنا... موسى وسيدنا هارون ومع بني إسرائيل إلى سيناء، وفي سيناء حدث التيه أربعين سنة. برأي فضيلتك، لماذا عاقب الله سبحانه وتعالى بني إسرائيل بهذه العقوبة الشديدة الصعبة؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. عندما عبّر الله ببني
إسرائيل البحر ونجّاهم... مِن آلِ فرعون وأغرقَ فرعونَ وجنودَهُ. نجّى بني إسرائيل وعبرَ بهم موسى، وبذلك نكونُ الآن في فلسطين. لأنه لو افترضنا أن البحر الذي لحقوا به هو خليج العقبة وعبروه، فكأننا وصلنا إلى فلسطين، أو خليج السويس يا مولانا، لأن أول بحر سيقابلهم وهم خارجون من مصر سيكون... خليج السويس الأول حسب زاوية المسار، فإنهم لو كانوا قادمين من عند السويس نفسها، فلن يمروا على بحر وهم نازلون إلى إيلات، فيكون أول بحر سيقابلهم هو خليج العقبة وليس خليج السويس. لكن لو
كانوا قادمين من جهة الجنوب، فسيكون أول بحر يقابلهم هو خليج السويس. القصة بسيطة هنا. وهو أنهم كأنهم قاربوا على دخول الأرض المقدسة ثم تاهوا فعادوا إلى سيناء يعني ساروا في طريق دائري وليس في مستقيم. المستقيم لو سلكوه لدخلوا، لكنهم لما كانوا في هذا المكان عرض عليهم موسى: "ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم"، وبعد مشاورات بينهم وخوف وتردد قالوا إن فيها. قوماً جبارين الذين هم العمالقة
الذين هم العمالقة، والعمالقة هؤلاء يعني مثل شخص طوله مائة وتسعون سنتيمتراً، مائة وسبعة وتسعون سنتيمتراً، أي أنهم ليسوا عمالقة كما في قصة جاليفر مثلاً، لا، هؤلاء هم العمالقة. ولذلك عندما جاء الناس ليضعوا القصص الشعبية قالوا: ما هذا الجبن؟ لابد أن هؤلاء العمالقة تكون رؤوسهم في... السماء ورجلهم في الأرض يعني طول الواحد منهم عشرون أو ثلاثون كيلومتراً تقريباً، لا يوجد شيء مثل ذلك، كلها خرافات. وقد اختلقوا خرافة اسمها عنق بن عوج، وعنق بن عوج هذا يقال إنه كان رجلاً طوله عشرون كيلومتراً، وموسى كانت عصاه عشرة أذرع، وعشرة أذرع، والذراع كان... اثنان وأربعون سنتيمتراً، اثنان وأربعون سنتيمتراً،
يعني اثنان وأربعون متراً بهذا الشكل. فقفز قفزة في الهواء، كل هذه خرافات. قفز قفزة في الهواء عشرة أذرع، أي أربعين متراً. ثم إن موسى ضربه بالعصا فأصاب كعبه. لماذا يختلق الناس هذه الصورة المضحكة؟ يختلقونها بسبب الفزع الذي أصاب بني إسرائيل. من أنهم يدخلون فزعاً شديداً يعني غير معتاد، فيها ماذا يعني؟ أنا فيها قوماً جبارين ولن ندخلها حتى يخرجوا منها، فإن خرجوا فإننا ندخلها. لكي أختصر الكلام، إذاً هذا الجبن وهذا كان سبباً لحكم الله عليهم أن يتيهوا في الأرض أربعين سنة، وهنا
توجد علامة تعانق يضعها الأئمة. القراءات في الوقف والابتداء: "أربعين سنة تتيهون في الأرض"، هل هي متاهة أربعين سنة أم أنهم لن يدخلوها أبداً؟ لن يدخلوها أربعين سنة أم لن يدخلوها أبداً؟ فيوضح العلماء: إذا وقفت هنا لا تقف هنا، وإذا وقفت هنا لا تقف هنا. هذه الحالة المتردية لبني إسرائيل كان سببها أنهم لم... يريدون أن يقاتلوا في سبيل الله، كان هناك اثنان من قوم موسى، ولو أننا سرنا وراء أن عددهم كان ستمائة ألف، وهذا الكلام يشير إلى اثنين منهم، واحد كان يوشع بن نون والآخر كان اسمه أو يُقال عنه كالب، ويوشع بن
نون وكالب هما الاثنان فقط اللذان كانوا مع موسى والباقي كله لا شأن لنا به، وكان سيدنا هارون أيضاً، نعم، وكان معهم هذان الرجلان اللذان هما يوشع وكالب، هذا هو، لكنه عرض عليهم فلم تكن هناك فائدة، قال: "ربِّ إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين"، فلا أملك إلا نفسي. وأخي هذا ولم يذكر يوشع والآخر لأنهم عرضوا القتال لكن لم يعرف إن كانوا سيطيقونه أم لا، وإذا كان هناك ستمائة ألف عاصين له فهل هذان الاثنان يا ترى سيطيقونه، لكن هارون لم يخالفه أبداً منذ بداية
الرسالة، يعني شيء يا مولانا عجيب جداً أن يصف سيدنا موسى عليه. الصلاة والسلام، بنو إسرائيل وُصِفوا بالفاسقين وهم ما زالوا يشاهدون آياتهم واضحة: البحر وفرعون الذي غرق في البحر، أي شيء عجيب. ربنا بناءً على هذا الموقف الغبي من هؤلاء الناس حرَّم عليهم فقال: "فإنها محرمة عليهم"، وتقف. أي تبقى محرمة عليهم أبداً، بالضبط بالضبط. أربعين سنة يتيهون في الأرض، وهذه جزئية ثانية. هذه جزئية ثانية، فإنها محرمة عليهم أربعين سنة، أربعين سنة. وبعد ذلك نقول ماذا يتيهون في الأرض؟ إذاً هم محرم عليهم الدخول لمدة أربعين سنة أو محرم عليهم الدخول أبداً، وفي المقابل سيتيهون أربعين سنة، وفي المقابل سيتيهون، سيتيهون. كان إذاً مثلما يتيه حتى لو عرفوا رأسهم من. أرجلهم لن
تدخلها حتى سيدنا أيضاً. فكرة أنهم عندما مروا على أناس يعبدون إلهاً قالوا لسيدنا موسى: "اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة". عندما مروا على قوم يتخذون لهم آلهة، خدعهم القوم وقالوا لهم، يسألونهم: "ماذا تعبدون؟" فأجابوهم: "هؤلاء فقط يقدمون لنا بعض الخدمات وينفعوننا". وضرونا فرأوا على الفور اجعل لنا إلهًا كما لهم إله. بداية، هؤلاء على عقليتهم وأنهم يعني ليس لديهم أي معلومات أولية عن الديانة ولا عن التوحيد. طيب، أستأذن فضيلتك، حسنًا جدًا للمقاطعة، نعود بعد الفاصل ونرى القصة لماذا طلبوا وهم المفترض أنهم أتباع دين التوحيد وبينهم نبي أو موسى
وقومه. من فرعون وجنوده بِشَقِّ البحر وجعل من جسد فرعون آية وعبرة، مرَّ بنو إسرائيل بسرابيث الخادم ووجدوا بها التماثيل فنسوا
كل المعجزات والبراهين وأنكروها وطالبوا موسى أن يكون... إلى سبعمائة وخمسة وثلاثين مترًا فوق سطح البحر. أهلاً بحضراتكم مرة أخرى فضيلة الدكتور، إنه شيء غريب حقًا أن بني إسرائيل معهم وفي... وسطهم سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام كليم الله والذي هم يرون منه المعجزات ويقولون له: اجعل لنا إلهاً، وهم في النهاية يعني يعبدون إلهاً واحداً، أميين لم يتعلموا ولم يعلمهم أحد، ثم
هناك تأثر بالجوار، هم متأثرون بالجيرة وهكذا، فليس هناك ميراث منقول بصورة شائعة، ليس هناك تعليم ولا تربية. هناك تأثر سلبي بالجوار، الجوار الذي هو هل تؤثر العشرة فينا في مصر؟ الجوار والحضارات الأخرى. نعم، في حديث أن رجلاً قتل تسعة وتسعين نفساً فذهب إلى عابد فقال له: "أنا قتلت تسعة وتسعين نفساً فهل لي من توبة؟" قال: "لا، كيف سيتوب عليك ربنا إذا كنت قد قتلت تسعة وتسعين؟" وتسعين نفساً فقتله فأتم به المائة، ثم ذهب إلى عالم وقال له: "قتلت مائة نفس، فهل لها توبة أم لا؟" قال: "ما الذي يمنعك من التوبة إلى الله سبحانه
وتعالى؟ تب إلى الله، ولكن تعال، هناك خطأ في حياتك. ارحل من مكانك فإنك بأرض قوم سوء، كيف تركوك تقتل؟" مائة إنسان من غير عقوبة وهنا تأتي فلسفة العقوبة للجرائم وفائدتها، أننا لسنا ننتقم من الناس، القصاص فيه حياة للمجتمعات وللناس وكذا إلى آخره. ارحل إلى قرية كذا فإن فيها أقواماً يعبدون الله، فعندما يكون هناك شيوع لهذه الجهالة في وسط بني إسرائيل فلا بد أن تكون النتيجة هكذا يجعل. اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة. فمشهد موسى هذا كان دلالة على أنهم يحتاجون إلى شيء من التربية. بنو إسرائيل
كانوا أناساً حسيين وليسوا مجردين، ولذلك وقعوا - سنرى بعد ذلك - في قضية العجل، ووقعوا بعد ذلك في القضية التي معنا هذه، ووقعوا في [قضية] البصل والثوم. أليس كذلك؟ وفقط ذلك في ما بعد أصبح نهائياً بعد موسى عليه السلام بأجيال، فتح بنو إسرائيل خمسة معابد في فلسطين لعبادة الأوثان. بعد موسى لم يكن عبادة الأوثان مقتصرة على بني إسرائيل أو الأقوام الأخرى التي جاءت وسكنت الأرض أيضاً. لا، إن بني إسرائيل هم من فتحوا خمسة معابد في فلسطين، وهكذا هو مسجل في تاريخهم هم. هم الذين يقولون فتحوا خمسة معابد لعبادة الأوثان، ففيهم زُرِع قدر من الجهالة وعدم التجريد، ولذلك وافقهم
هذا الكم الهائل من المعجزات الحسية، "فألقِ عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون" إلى آخره. العصا واليد والآيات التي شاهدوها مع فرعون والأحداث التي رأوها في البحر وهلاك فرعون وجنوده إلى آخره. هذه كلها أمور حسية، حسنًا يا مولانا، بأن الله سبحانه وتعالى أنزل عليهم المن والسلوى وأكلوا وشبعوا، ولكنهم كانوا يريدون من سيدنا موسى فولًا وعدسًا وبصلًا، فسيدنا موسى قال لهم: ارجعوا إلى مصر مرة أخرى. فبالتأكيد هذا له دلالة أو له أيضًا تفسير إضافي عند فضيلتك، وهو التأثر بالجوار، أيضًا التأثر بالجوار. هذا هو ما نأخذه من هذه النقطة، من حقيقة أنه تربى على ذلك. انتبه إلى أنهم جميعاً وُلدوا في مصر، وانتبه إلى أن هذا هو الجيل الخامس بعد يوسف،
فهم جميعاً وُلدوا في مصر، هم وآباؤهم وأجدادهم وآباء أجدادهم وأجداد أجدادهم. اعتادوا على الخير الموجود في مصر، واعتادوا على هذه الطريقة. أن هو أن هو يأكل هذا الطعام، ربنا سبحانه وتعالى لأجل أن يجمعهم لأجل أن يحكم عليهم بعد ذلك بأربعين سنة أن يدخلوا الأرض المقدسة، فجعلهم يستوطنون جزءًا من الصحراء لا يوجد فيه طعام ولا شراب ولا مياه، فبدأ يجلب لهم ذلك على سبيل المعجزة: "قل اضرب بعصاك الحجر" فانفجرت منه. اثنتا عشرة عينًا قد علم كل أناس مشربهم. كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين. فكل هذه الأشياء أحضر لهم المياه. قالوا له: حسنًا، إذا كانت المياه قد أتت، هيا نزرع هذه
الأشياء وهذه الحشائش. أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير؟ لأنه كان رزقهم المن والسلوى. هل يمكننا أيضاً أن نعرف بعض فيضك يا أستاذ؟ المشاهدون يتساءلون ما هو المن والسلوى وكيف جاء لبني إسرائيل. المن كان قطرات من الندى تأخذ حلاوة الصمغ الذي يخرج من الشجرة والورق الذي كان عليه، فهو شيء مثل المارونجلاسي هكذا، المارونجلاسي هذا، أبو فروة المسكر، أبو فروة المسكر هذا. هو ستجده غالياً وستجده أي شيء صحي وستجده شيئاً كهذا، هو شيء عضوي بشكل مياه، مياه عضوية. فالسلوى السمان،
فنحن الآن السمان يقفون لهم هكذا، يأخذونه ويذبحونه ويشوونه ويسلقونه ويحمّرونه وهكذا، ويأكلون ما عليه أبو فرو الذي هو الماني، وكانوا يريدون أن يأكلوا الثوم والبصل، لم يكن يعجبهم هذا كله، يريدون. يأكلون البصل والثوم، لا يهم سيدنا، لكن في هذه الجزئية التي هي السؤال: هل منطقة عيون موسى التي نجدها بعد عبورنا نفق الشهيد أحمد حمدي وأثناء ذهابنا إلى رأس سدر، هل هي عيون موسى فعلاً؟ والسؤال الثاني: هل عصا سيدنا موسى هذه واضحة؟ إنها كالعصا لها مواصفات خاصة، يعني عملت أشياء كثيرة جداً. فهو ألقى العصا وبعد ذلك ضرب بها البحر، وفجر بها الأرض اثنتي عشرة عيناً. فكان لها مواصفات في منطقة عيون موسى. ومن المرجح أن هذه العيون هي عيون موسى لأنه أولاً توجد
فيها عيون فعلاً، وثانياً توارثتها الأجيال. من بعد الأجيال أن هنا كانت عيون موسى، وثالثاً أبحاث حفريات أهل الكتاب تقول أن هنا عيون موسى. من الأشياء التي هم يؤكدونها أن هذه عيون موسى، فكل هذه الأشياء قرائن تدعو إلى تبني هذا الرأي، وأنها مكان مبارك لأنه كان هنا بداية التيه، لأنهم رجعوا بعد. ما رفضوا الدخول وداروا في دائرةٍ كما قلنا، وبعد ذلك جاؤوا عند هذا المكان، فضرب موسى بعصاه، قال: "اضرب بعصاك الحجر"، فانفجرت منه اثنتا عشرة عيناً. انفجرت هذه العيون لماذا؟
لو قلنا إنهم كانوا ستمائة ألف صحيح، فيكون كل سبط مكوناً من خمسين ألفاً، فكل عين تختص بها الناس التابعة لها من. الأسباط الاثني عشر، اثنا عشر في خمسين ألفاً يساوي ستمائة كما يريدون أن يقولوا، فهذا مكان مهم ومكان فعلاً أقرب إلى الصحيح. حسناً، واضح يا مولانا أن العصا أيضاً كان لها وضعية خاصة، يعني العصا لاقت كثيراً من دراسات المسلمين عبر القرون وتكلموا وجمعوا معلومات عنها أنها... كانت من خشب الآس من شجر الآس، وفضّلنا أن نبحث عن شجر الآس هذا وما هو، وفوجئنا بأنه شجر الجوافة، نعم الجوافة. فكانت هذه العصا من شجر
الجوافة. والجوافة هي بالطبع من فصيلة الآس، فالذي قال إنها من الآس هو صادق، وإلى الآن تُصنع عصي من شجر الجوافة. وكانت في أبحاثي وأنا شاب أنني أريد عصا أتوكأ عليها مثل عصا موسى، فذهبت وبحثت وفعلاً صنعت عصا من شجر الجوفة، وهي عصا متينة، أي صلدة وصلبة، ليست من الخشب الذي ينكسر، بل هي حتى أقوى من الأبنوس، ولا تزال عندي هذه العصا. الاسم السريع (الاس دي) لكي لا ننسى المعلومة ولكي نقول إن هذه المعلومة في موقف مثل هذا،
فكانت عصا موسى لها شأن كبير بالطبع، وقيل إنها كانت عصا من الجنة، نعم عصا الجنة هذه، لو أننا كنا نتذكر سيدنا يوسف وأنه نزل له قضيب أو عصا من الجنة لكي... يأخذ في اعتباره حيث أن الشجرة أنبتت أحد عشر فرعاً وانتهت، فحزن يوسف وشكا إلى أبيه، فدعا أبوه الله سبحانه وتعالى أن يرزقه من الجنة بشارة، فنزل جبريل بها. فلما نزل جبريل بها أصبحت مع يوسف، وانتقلت من يد إلى يد في هذه السلسلة المباركة حتى وصلت إلى سيدنا موسى، سيدنا موسى. نعم، أشكر فضيلتك جزيل الشكر، شكراً لك، شكراً جزيلاً لحضرتك، بشكر موصول لحضراتكم، ونراكم إن شاء الله في لقاء جديد، ونستكمل هذه الرحلة
المباركة مع فضيلة الإمام الدكتور علي جمعة. إلى اللقاء.