برنامج مصر أرض الأنبياء - الحلقة الواحد والثلاثون | قصة السيدة مريم الجزء الأخير

ميلاد السيد المسيح عليه السلام كان أمرًا معجزًا لبني إسرائيل الذين أغرقوا وأسرفوا في المعاصي وتناسوا قدرة الله سبحانه وتعالى. اليوم سنشاهد المعجزة الثانية وهي السيد المسيح وهو ينطق في المهد صبيًا لكي يبرئ أمه الصديقة السيدة العذراء مريم عليها السلام. رحلة جديدة في مصر أرض الأنبياء مع
نبي الله. يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركا أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة
ما دمت حيا سيدنا عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام لم يرتكب خطأً في حياته قط، لا قبل البعثة ولا بعدها. كان عنواناً للنقاء والصفاء، ففي حديث الشفاعة يوم القيامة عندما يجتمع الأولون والآخرون في صعيد واحد، فيذهب الناس لآدم ويطلبون الشفاعة،
فيقول: "إني عصيت ربي بالأكل من الشجرة، اذهبوا إلى غيري". وظل الناس يتقلبون في الذهاب إلى الأنبياء حتى وصلوا. إلى عيسى فكان رده نفسي نفسي ولم يذكر ذنباً ارتكبه، اذهبوا إلى محمد فذهبوا إليه فتشفع في الأمم. عيسى لم يمسه الشيطان كما يفعل مع بني آدم عند الميلاد فلم يستهل صارخاً عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام. نرحب بحضراتكم مشاهدينا الكرام وهذا اللقاء الطيب الذي يتجدد مع فضيلة الدكتور علي. جمعة في مصر أرض الأنبياء ونستكمل في هذه الحلقة إن شاء الله ما بدأه فضيلة الدكتور في الحلقة السابقة حول سيرة مريم
الصديقة السيدة العذراء عليها السلام وعلى السيد المسيح عليه الصلاة والسلام، وكذلك سنبحر في كثير من التفاصيل والدروس في هذه القصة التي بكل تأكيد كلنا نهتم بها وكلنا نجل هذه السيدة الصديقة وابنها عليه السلام فضيلة الدكتور، أهلاً بكم، أهلاً وسهلاً بكم، مرحباً، أهلاً بحضرتك. نستكمل ما بدأت فضيلتك في الحلقة السابقة، وانتهينا عند مرحلة المخاض وأن "هزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً". نعم، أو يعني كما قال في الآيات الكريمات، فدكتور هنا أخذ بالأسباب يعني. كان من الممكن أن تجد التمر وأن تجد الطعام كما وجدته في السابق، يعني فلماذا هذا الأمر الإلهي بهذا العمل الشاق وهي نفثاء؟ يعني بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. هذا من معتمد العلماء
عندما صاغوا هذه القاعدة الجليلة أن... الاعتماد على الأسباب شرك وإن ترك الأسباب جهل، وقالوا إن السيدة مريم هي التي كانت تأتيها فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف، وهي التي تعجب منها سيدنا زكريا النبي حين سألها: "أنى لك هذا"، فقالت: "هو من عند الله"، إذ كانت في هذه الحالة من الضعف والوهن والإجهاد الجسدي والنفسي. لأنها قالت: "يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً"، اختبارٌ صعبٌ أن تكون التقية النقية الطاهرة الصديقة ومعها ولد، وهذا ليس من مألوف البشر. ولذلك هنا سنرى أنهم لما جادلوها على هذا، وكان أول من جادلها
ابن خالها، وكان يُجلّها ويُعظمها، يوسف النجار رضي الله تعالى. عنه وأرضاه فالمكسوف يقول لها فأراد قائلاً: "يا أختاه، هل رأيتِ زرعاً من دون بذر؟" قالت: "لا، الله يفعل ما يشاء". قال: "حسناً، وهل رأيتِ ولداً من غير رجل؟" قالت: "نعم، آدم من غير رجل". ومن هنا نزل قول الله تعالى: "إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم". خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون، حسناً، هذا آدم أشد لأنه لا أب له ولا أم بالفعل. فإذا هنا بدأ سيدنا يوسف النجار يُؤخذ ويلتفت تماماً
مثل المحامي الناصح عندما يلفت القاضي إلى زاوية معينة في القانون الذي يعرفه ويحفظه وكل شيء لكن يعني يقول. له لا يدك ضع يدك على هذه هنا في الحل، فالسيدة مريم دفعت عن نفسها بهذا ثم بشرته وقالت إن الله يبشرني بغلام وكذا وكذا وكذا. طيب عندما نرجع إذن، أول كلمة نطقت بها على الراجح: "يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً"، فناداها من تحتها. الراجح أن... الضمير يعود على سيدنا عيسى وليس على سيدنا جبريل، قيل وقيل ولكن الراجح أنه سيدنا عيسى. ويكون هذا أول ما نطق. لماذا نرجح سيدنا عيسى؟ لذلك عندما تضع هذه الآية على النخلة هكذا، وهي من أهل الزراعة يعني ليست
غريبة عن الزراعة وما شابه، فتساقط عليها رطباً جنياً الحركة. هذه وبعد ذلك يقول لك هو سيدنا عيسى متى وُلِد؟ وُلِد في الشتاء، والشتاء ليس وقت البلح، فإذا كانت شجرة جرداء تتحول إلى حاملة بالرطب، ثانياً تضع يدها عليها وهي نفساء، وهي لا يستطيعها إلا الرجال أو الصعود إلى فوق لكي يعزقوا العزقة أو يأخذوا البلح، فإذا به يتساقط. عليها رتب جنيه لكي يكمل الطمأنينة، يكمل الجرح النفسي يجعلها تقول: "يا ليتني مت قبل هذا". فلا بد أن يكون هو الذي ينطق لكي تسمع هذا، فتكون معجزة بعد معجزة بعد
معجزة بعد معجزة. فناداها من تحتها، ويكون معنا أول مظهر لسيدنا عيسى في الحياة الدنيا هو هذا. قيل إنه عندما وُلد، إبليس. شعر بريبة، شعر بأن هناك شيئاً غير طبيعي. في أناس من المجوس أيضاً هناك، وكانوا أعداءً منذ أيام السبي البابلي الذين رأوا أيضاً نجوماً في السماء، وهذا ما ذُكر في الأناجيل في بداية الإنجيل. فجاء في إنجيل لوقا يقول لك: فجاء مجموعة من المجوس يسألون عن الملك وأين هو. الملك الملك وُلِدَ اليوم، فبالرغم من أنهم أعداء وبالرغم أنهم كذا إلى آخره، إذاً ففي شيء هزَّ الدنيا كلها وجعل إبليس يأتي بنفسه ليرى سيدنا
عيسى، ما قصته؟ ربما يمارس ما يرسل أولاده لأجله ليختطفوا الطفل الصغير الذي يستهل صارخاً، فمنعته الملائكة. أحاطت الملائكة بسيدنا عيسى هكذا هو. ومنعتُ إبليس وأخذته، أي كان واقفاً يترقب فذهبت روحه، فلم يمسّ سيدنا عيسى. وهذا ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم أنه ما من ولد يُولد إلا ويمسه الشيطان إلا عيسى، نعم، فإنه لما وُلد لم يمسسه الشيطان. نعم، فأول مشهد لدينا هو في الحياة الدنيا، وهو الكلمة التي قالها لها وهو. في هذا المجال جعل ربك تحتك جدولاً، فهزي إليك بجذع النخلة. ودخلنا في المعجزات، تساقط عليك رطباً من الجنة. إذاً هذا ما كان من
بداية سيدنا عيسى، نعم نعم. حسناً، بعد ذلك سأنتقل لمشهد جلل، مشهد عظيم. جاءت قومها تحمله، أتت به قومها تحمله. قالوا يا مريم لقد جئت شيئًا فريًا. تاريخ مريم، عائلة مريم السابقة من التقوى والورع والنبوة موجودة عندهم في زكريا، وهكذا منعوهم أن يفتكوا بها. فيريدون أن يسألوا، يعني هم في حالة من الذهول والحيرة، بالإضافة إلى حماية الله لها، بالإضافة إلى ثبات جنانها وقلبها لما رأت هذه الآيات كلها من. أولها لآخرة ووثقت من نفسها لأنها لم تفعل شيئاً يغضب
الله بل فعلت ما أمر الله به "لقد جئت شيئاً فرياً، يا أخت هارون، ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغياً". يذكرونها بتاريخ العائلة ويذكرونها بها هي نفسها، فأشارت إليه. يقول لك: عندما ينتهي المشترك تسكت الكلاب. حسناً، سأقول لكم ما حدث، "لا يعشق الوالة إلينا"، كانت في البداية لا ترد، فقلت: "إني نذرت للرحمن صوماً فلن أكلم اليوم إنسياً". في البداية لم تكن ترد أيضاً، نعم نعم، إذاً لم يعد هناك ما أفعله. فأشارت إليه وقالت له: "كلمه". قالوا: "كيف نكلم من كان في المهد صبياً؟" فرد عليهم. على الفور أصغوا إليهم. لقد نطق في المهد كثيرون غير عيسى، منهم صاحب
جريج، ومنهم شاهد موسى، وشاهد سيدنا يوسف، فشهد شاهدٌ من أهلها. ومنهم وبعض العلماء جمعوا مَن نطق في المهد، فكان النطق في المهد هذا معجزة كبيرة. هم يسمعون عنها أيضاً، وليسوا يقولون أنت تتكلم من بطنك. أنتَ تعملُ حيلةً، أليسَ كذلك؟ ألستَ تعلمُ ماذا؟ لكنها المرة الأولى التي يَرَوْنَها، وهؤلاء أناسٌ ماديون. إنها المرة الأولى التي أرى فيها شيئاً كهذا. هذه هي المادية التي أتحدث عنها، والتي كانت معجزات سيدنا عيسى عليه السلام متوافقة معها، أي مع مادية هؤلاء الناس التي انتشرت بينهم كثقافة عامة وسائدة. نسب في المادية أن كل شيء بحسابات وكل شيء بترتيب وكل شيء بالعلم والمنطق، جاء سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام خارج كل هذه الحسابات المنطقية، خارج هذه الحكاية كلها، وكل حياته هكذا، كل حياته هكذا وهو
صبي وهو كبير وهو كذلك إلى أن انتقل إلى الرفيق الأعلى مرفوعاً حياً أيضاً. حسناً، أستأذن فضيلتك لنبدأ بعد الفاصل هذا المشهد وسيدنا عيسى عليه السلام يتحدث إلى قومه من بني إسرائيل وهو في المهد. أصدقاؤنا الكرام، ومازلنا مع فضيلة العالم الجليل الدكتور علي جمعة نبحر في سيرة النبي الكريم السيد المسيح عليه السلام وأمه الصديقة السيدة العذراء مريم عليها السلام. فالدكتور الآن... هذا المشهد
وسيدنا عيسى يتحدث إلى الملأ من بني إسرائيل أسكت ألسنتهم، فلم يعرفوا ماذا يفعلون. لقد كانوا مأخوذين تماماً، فقد جاءتهم المادة وأصابتهم بالحيرة. وكان اليهود حينئذ سحرة، كانوا يمارسون السحر كثيراً فيما بينهم وما إلى ذلك، حتى أُلِّفت في هذا المعنى بعض الكتب والأشياء ما دام. السحر هذا شيء عجائبي غريب معجزة فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيًا قال إني عبد الله ومن هنا بدأت القصة إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيًا وجعلني مباركًا أينما كنت وأوصاني بالصلاة
والزكاة ما دمت حيًا الأشياء التي لا يفعلونها التي قصروا فيها التي تركوها من مدينتهم لأنهم بعد ذلك كانوا يقولون: صمنا فلم ينفعنا الصيام، ذكرنا فلم ينفعنا الذكر، صلينا فلم يُستجب لنا، دعونا فلم يُجب دعاؤنا. يعني نعبد لماذا؟ بداً بالمادة ولا نعبد. لا، لأنه حقيق بالعبادة، لأنه يستحق العبادة والشكر، لأنه صاحب النعم. لا، هو يريد أن يقدم لربنا شيئاً. ويأخذ أمراً آخر، صلى فيصبح الله يكرمه، دعا فيستجيب الله له. أي أنه يريد أن يسير الكون وفق رغباته. كانت كل علاقته مع الله سبحانه وتعالى بمقابل. ما المقابل الذي سنحصل عليه من العبادة؟ نحن عبدنا ولم تنفع العبادة، لم تنفع، ما الفائدة؟ لم تنفع.
في المقابل لم نأخذ المقابل المناسب الذي نريده، "وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيًا وبرًا بوالدتي ولم يجعلني جبارًا شقيًا، وسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيًا". يبقى سيدنا عيسى له ثلاث محطات: في البداية يولد، وولد ولم يكن كسائر الأنبياء يُنبَّأ في الأربعين، بل نُبِّئ شابًا وهو في الشباب وساحة في البلاد وسياحته في هذه البلاد كانت لتبليغ ما هنالك ولتصحيح
المفاهيم ولدعوة الناس إلى رب العباد. يكفينا في هذا المشهد كلمة "إني عبد الله". يكفينا في هذا المشهد "إني عبد الله" لأن هذا إعلان للقصة كلها وهو الموجود في كتب الأناجيل وغيرها إلى آخره. أبان الذي في السماء أبوكم الذي في السماء أبي الذي في السماء يعني يدعو الله سبحانه وتعالى الذي هو أبو هذه البشرية بمعنى الذي خلقهم وأنشأهم وهداهم. هل هذا فضيلة دكتور يتوافق مع النص القرآني؟ يعني عندما كان بنو إسرائيل يقولون دائماً نحن أبناء الله وأحباؤه، هل جاء يذكرهم بهذا الأمر يعني؟ أنا من دراساتي في هذا المجال كله، القضية متعلقة بالترجمة. الترجمة
من لغة إلى لغة إلى لغة إلى لغة تُحدِث فجوات، والمثل اليوناني أظن، أو الإيطالي أو غيره، يقول: "إذا أردت أن تكون كاذباً فكن مترجماً". فالترجمة طبعاً من المهم أن يُبذل فيها المجهود الكبير في محاولة الضبط والدقة، لكن ليس... هناك لغة توافق اللغة الأخرى تماماً، ولذلك نجد معاني للتعبيرات أو لغيرها في اللغة العامونية تختلف عن الكلدانية، وفي اللغة الكلدانية تختلف عن العبرانية، وفي اللغة العبرانية تختلف عن السريانية. المسيح كان يتكلم هو وقومه حينئذ بالآرامية، والآرامية لها علاقة ما بالسريانية وبالعبرية، فكانت مثل لهجة من لهجات العبرية.
ولذلك تجد المتخصصين الكبار في الآرامية يهودًا، فأنا أريد أن أقول لك أن الانتقال من لغة إلى لغة أحيانًا يسبب مشاكل، فهذا هو الحال، ولكن طبعًا هناك ترجمات محترمة ومعتبرة وكل شيء، إنما تظهر فوارق وكلمات أحيانًا تكون محل نظر ومحل بحث ومناقشة. إذن كيف كانت هذه العائلة المقدسة؟ تعيش في أثناء فترة الطفولة، هل كان هناك تضييق من بني إسرائيل الذين كانوا ما زالوا أيضاً غير مستوعبين لهذه القضية، وكانوا ينفرون منها أو يحاولون أن ينكروا هذه المعجزة التي تذكرهم بالله وبحقيقة الإيمان؟ اليهود بادروا، خاصة عندما تصدر لهم يوسف النجار وعرض الزواج بمريم، بأنه هو
الطفل الطبيعي يعني. وهذا من افترائهم ومن ضلالهم ومن قساوة قلوبهم ومن انهيار أخلاقهم، والله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم أيَّد هذه المرأة حتى جعلت سورة باسمها، وليس في القرآن وصُرِّح باسمها دون سواها، هي الوحيدة التي في القرآن تحمل اسمها، يعني عندما جاء يتكلم مثلاً على امرأة أبي لهب لم يقل. إنها اسمها أروى، ألم تنتبه؟ أي أنها ملكة سبأ. ملكة سبأ لم يقل أنها بلقيس بالضبط، وإنما هي آمنت وكل شيء صحيح. زوجها سيدنا - سبحانه وتعالى. نعم، يعني أروى لم تؤمن وحاربت وفعلت وحملت الحطب، لكن هذه آمنت. لا هذا ولا ذاك لم يُذكر امرأة أبداً في القرآن. إلا السيدة مولانا ولا زوجات النبي ولا بناته ولا عماته
ولا أي شيء، إنما نحن أمام زيرة فريدة كما كانت فريدة في عجائبها التي ذكرناها، فهي أيضاً فريدة حتى في ذكرها في كتاب الله سبحانه وتعالى. نعم، فالدكتور يعني أشهد المسيح عليه السلام كان يواجه حتى وهو في المهد. رفض سواء من بني إسرائيل يوم قومه فيما بعد، أي أو أهل دعوته فيما بعد، وكذلك من حتى المستعمر الذي كان يتحكم في هذه البلاد وهم الرومان. كانوا يرفضون وجود هذا الصبي. كان الرومان وهم المحتلون حينئذ لا يهتمون بشيء إلا بالاستقرار والأمن والطاعة وجباية الأموال وما شابه ذلك. إلى آخره وكان الحاكم حينئذ أظن كان اسمه هيرودس، هيرودس هذا كان يريد أن يؤذي هذه
العائلة حتى لا يحدث فتنة أو لا يتسبب في فتنة تحدث داخل المجتمع، الذي يموت يحدث داخل المجتمع، فكان هذا خيراً لنا نحن كمصريين طبعاً، يعني ربنا حوله إلى خير بأن هذه العائلة المقدسة وهذه العائلة المباركة المحترمة شرفت أرض مصر. سبحان الله، رب ضارة نافعة، يعني نعم، هذا الضرر وهذه الأذية والطغيان وما إلى آخره الذي كان من الحاكم الروماني، لكن هي التي جعلت مصر تتشرف بالسيد المسيح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام. الحكمة يا مولانا، يعني كان من الممكن أن تصعد شمالاً. كانت في الجليل، كان من الممكن أن تصعد شمالاً فيما بعد الجليل، كان من الممكن أن تذهب شرقاً مثلاً إلى الأراضي السورية فيما بعد أو العراق، ولكن
الحكمة أن تنزل جنوباً كل هذه المسافة، وهي مسافة طويلة، إلى أن تأتي إلى مصر وتعبر سيناء، وهي رحلة شاقة. مصر هي التي دخلها يوسف مصر هي التي دخلها يعقوب، مصر هي التي من قبل ذلك دخلها إبراهيم، مصر هي التي كانت فيها إدريس، مصر هي التي جلس فيها بنو إسرائيل كل هذه المدة إلى موسى إلى هارون، مصر مباركة، من شعب مصر شعبي، مصر كانت تعلم بأن الأمان في مصر منذ أيام. يوسف وموسى ومن قبلهم يعقوب عليهم السلام قد دخلوا مصر إن شاء الله آمنين. الله الله، فإذا مصر معروفة، معروفة بأنها الأمان. هنا سيذهبون هناك عند نبوخذ نصر في الشمال، سيذهبون هناك في أرض الوثنيين الذين أحرقوا سيدنا إبراهيم أو حاولوا ذلك فنجاه الله. الأمر
الطبيعي أن ينزلوا إلى مصر أرض الخير، بارك الله فيكم فضيلة الدكتور. شكراً جزيلاً لحضرتك، شكراً لك، شكراً للحظات، وشكر موصول لحضراتكم. وفي الحلقات القادمة إن شاء الله نستكمل هذه السيرة العاشرة للسيد المسيح عليه السلام وفي أرض مصر أرض الأنبياء. إلى اللقاء،