برنامج مصر أرض الانبياء الحلقة الرابعة | قصة سيدنا إبراهيم ج2

برنامج مصر أرض الانبياء الحلقة الرابعة |  قصة سيدنا  إبراهيم ج2 - شخصيات إسلامية, مصر أرض الأنبياء
سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام عندما إلى أرض مصر المباركة طالباً للأمن والأمان بعد التجربة القاسية التي مرَّ بها مع النمرود. لم يكن يتخيل أن يمر أيضاً على أرض مصر بتجربة إنسانية قد تكون قاسية هذه المرة، ولكن سبحان الله، كما كان الله سبحانه وتعالى لطيفاً بسيدنا. إبراهيم في تجاربه السابقة
كان أيضاً لطيفاً معه على أرض مصر، وخرج من أرض مصر وهو مرفوع المكانة، وهو ما سنعرفه في هذه الرحلة في مصر أرض الأنبياء. حاجَّ إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك، إذ قال إبراهيم: "ربي الذي يحيي ويميت"، إذ قال إبراهيم: "ربي الذي يحيي ويميت" قال. أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق
فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين. خليل الرحمن عُرف عنه الفهم وإعمال العقل، وانبثق من ذلك التصديق واليقين، فكان التطبيق في مناظرة إبراهيم الخليل مع من أراد أن ينازع العظيم الجليل في العظمة. وفي رداء الكبرياء فادعى الربوبية وهو أحد العبيد الضعفاء، والتصديق في مناظرة خليله مع هذا الملك الجبار المتمرد، فأبطل الخليل عليه دليله وبين كثرة جهله وقلة عقله
وألجمه بالحجة وأسكته وأوضح له طريق المحجة. إبراهيم عليه السلام، مشاهدينا الكرام نرحب بحضراتكم في حلقة جديدة من مصر أرض الأنبياء، نستكمل مع فضيلة... العلامة العالم الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة، الإبحار في سيَر الأنبياء والرسل الكرام الذين مرّوا على أرض مصر. بدأنا في الحلقة السابقة الحديث عن سيدنا إبراهيم أبي الأنبياء عليه الصلاة والسلام، ونستكمل هذه الرحلة وهذه المسيرة، وننتقل إلى مجيء سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام إلى مصر. فضيلة الدكتور، أهلاً بكم. أهلاً وسهلاً بكم، أهلاً فضيلة، أهلاً بحضرتك فضيلة الدكتور. لماذا جاء سيدنا إبراهيم بدايةً إلى مصر؟ تعرفنا من فضيلتكم على رحلته وحياته الأولى في العراق، وكيف نجّاه الله سبحانه
وتعالى من النار، ثم انتقل بعد ذلك إلى فلسطين أو أرض الكنعانيين. ما الذي حدث وجاء بسيدنا إبراهيم إلى مصر؟ بسم... بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مصر أرض الخير، وعندما تحرك إبراهيم فراراً من فتنة المشركين الوثنيين في أور الكلدانيين في أورفا وفي غازي عنتب إلى بلاد الشام إلى بلاد الكنعانيين، والكنعانيون أصلهم من العرب من الجزيرة العربية، تحرك هرباً من الفتنة ولكن بعد ذلك كانت تضيق الحال بهذه المنطقة فيلجؤون إلى
مصر أرض الخيرات، إلى مصر التي فيها الأمن، إلى مصر التي فيها الأمان، إلى مصر التي فيها الطعام، إلى مصر التي فيها الإيواء، فكان دائماً الناس يتوجهون إلى هذه البلاد وفيها جاذبية خاصة جعلها الله سبحانه وتعالى جزءاً منها. ولذلك ذكرها في القرآن دون سائر البلاد حتى الحرمين حتى غيرهم من بلاد الله سبحانه وتعالى الواسعة، ذكر مصر خمس مرات بالاسم هكذا: "أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي"، "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين"، "اهبطوا مصراً فإن لكم ما سألتم"، إلى الآيات الأخرى، لكن ذُكرت في القرآن. نحو ثمانين مرة بصفتها كلمة طور سيناء،
قالوا: "فآويناهما إلى ربوة ذات قرار". حسناً، هذه الربوة موجودة في مصر، يعني أن مصر ذُكرت ثمانين مرة في القرآن الكريم. إذاً هذه البلاد هي مصر الخير، هي مصر الجاذبة لكل من أراد الأمان، من أراد الإيمان، من أراد أيضاً قضية الحياة. ولذلك كانت هجرة سيدنا إبراهيم هذه المرة من بلاد الكنعانيين إلى مصر طلباً لمثل هذا الذي حدث بعد ذلك مع حفيده يعقوب ومع أبناء يعقوب ومع الذي حدث عندما تولى يوسف عليه السلام رئاسة وزراء مصر واستطاع أن يأتي بيعقوب وبأبنائه،
عليهم جميعاً وعلى يعقوب وعلى يوسف الصلاة والسلام. وعلى سيدنا إبراهيم ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين آمنين، انظر إلى الكلمة وهي الآية الكريمة التي نزين بها المطار لكي يعرف الناس عند دخولهم أن هذه بلد يؤمن فيها الناس ويأمن فيها الغريب، فكانت الهجرة التي حركت إبراهيم مع زوجته في هذه المرة وقد مات تارح أبوه، هزر مات. في والدته نُوْنَةُ أو هناء أو غيرها توفيت أيضاً هي الأخرى، لكن عندما نزلوا إلى مصر نزلوها من أجل الحياة، من أجل الطعام، من أجل سعة العيش إن صح التعبير. نعم فضيلة الدكتور، لكن في مصر تعرض سيدنا إبراهيم إلى محنة جديدة جداً
وهي فكرة أن تُؤخَذ أو محاولة أن تُؤخَذ. زوجته الكريمة سيدتنا سارة عليها السلام، هل يجوز أن نقول عليها السلام؟ أولاً يا مولانا، نعم بالطبع، لأنها كانت من الأتقياء الأنقياء وتكلمت مع الملائكة. صحيح، نعم حاورها الملائكة حينما بشروها. نعم بالطبع، هي ذات مقام عالٍ وهي من أمهات المؤمنين. صحيح، صحيح. طيب، هذه المحنة التي تعرضت لها أم... المؤمنين صار في أن يحاول هذا الحاكم الموجود في مصر أن يأخذها، ولكن سيدنا إبراهيم - سبحانه وتعالى ربنا يكرمه ويطمئن قلبه - وتعود إليه. ستون سنة كيف مر سيدنا إبراهيم بهذه الرحلة، وكيف خرج منها؟ هذه محنة شديدة كانت في مقابلة لتخوف إبراهيم
من هذا الحاكم يبدو، والله أعلم. فيما أرى أنه لم يكن بهذا السوء ذلك الحاكم لأنه سأل هل هي متزوجة، قال هذه أختي، لأنه لم يكن هناك مؤمن ومؤمنة سوى إبراهيم وسارة حينئذ ومعهم لوط، لم ينجبوا بعد، ولذلك عندما جاء وقال هذه أختي، طلبها الحاكم للزواج، فرأى رؤية في المنام تمنعه عنها وتحذره. تفعل هكذا فتمادى في طلبه ويعتبر أن هذه الرؤية للسيدة سارة كانت جميلة جداً باهرة الجمال، فالرجل يعني يستصعب أن يُقال له سيدنا فلان أنها ثاني أجمل سيدة بعد سيدتنا حواء، يعني ما بينها وما بين سيدتنا حواء لم يكن هناك سيدات جميلات بهذا الجمال، يعني هذه
من الروايات الشعبية، الروايات الشعبية، ولكن جمال سيدنا يوسف وهو أحد أحفادها يدل على هذا، وعلى هذه الدلالة يعني أن هؤلاء الناس كان لديهم قدر كبير جداً من الجمال الموروث، وعندما جاء محاولاً أن يقربها حينما ضايقها في قصره، وجد أن يده قد شُلت، فقال لها: "إني أراك من الصالحين" وهو... هذا الذي يجعلني أقول إن هذا الرجل لم يكن سيئاً جداً. يعرف أن هناك صالحين وصالحين، وأن هناك دعوة قالتها تدعو لي، فدعت فأُطلقت يده. ثم عاد واقترب منها مرة أخرى، فتجمدت مرة ثانية. فقال لها: لا، هناك شيء ما وهناك خطأ ما. قالت لهم: أنا متزوجة. فقال لها: حسناً، لماذا لم تقولي ذلك؟ لماذا لم تخبروني؟ أنتِ متزوجة فقالت
خِفنا منك لأنك ملك متمكن ولديك سلطة، أي أنك تستطيع أن تفعل ما تشاء، فتركها وأكرمها ورجعت إلى إبراهيم. وكان الله سبحانه وتعالى قد طوى الأرض لإبراهيم فكان يشاهد كل ما يجري لكي يطمئن قلبه على سارة، كان يشاهد كل ذلك كما لو كان يشاهد التلفاز، سبحان الله، يعني سيدنا. كان إبراهيم منكشفاً له هذا المكان وكان يرى سيدتنا سارة في قصر الحاكم أو الملك. نعم، الأنبياء الذين حدث معهم مثل ما حدث مع إبراهيم في قضية النار ونجاته من السقوط، وفي قضية الهجرة، وفي قضية الانتقال إلى مصر، كلها كانت معجزات متتالية، كل يوم معجزة، كما حدث مع
العابرين، وكما حدث في... قضية الطعام التي ذكرناها سابقاً إلى آخره، لا تزال حتى في موضوع الذبح، يعني ذبح سيدنا إسماعيل، ثم بعد ذلك أصبح هناك ذبح سيدنا إسماعيل وغير ذلك إلى آخره، كان كله كله كانت يعني كان رجلاً مباركاً، وكان فعلاً أبا الأنبياء بحق، هو الذي سماكم المسلمين، كيف سمانا سيدنا إبراهيم المسلمين ولماذا سمانا؟ المسلمون رتل الرسل واحد، ورتل الرسل الواحد هذا كل من أسلم وجهه لله فهو مسلم، صحيح. إذن منذ عهد آدم إلى خاتم النبيين محمد، كلهم عليهم الصلاة والسلام جميعاً واحد. تلك أمتكم أمة واحدة، الإسلام هو توجيه الوجه لله سبحانه وتعالى ولا نعبد غيره. هكذا إذن، فهنا القضية أنها قضية. رسالة واحدة ووحي واحد ولكن الشرائع مختلفة "لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا" لكن كل تلك أمتكم
أمة واحدة. سيدنا إبراهيم خرج أقوى وخرج أكرمه أكثر. طبعاً هناك روايات تجعل هذا الحاكم يعني متجبراً ووضيعاً. لا، هو لم يكن مثل النمرود، هذا كان فعله لمعلومة خاطئة وصلته هذه المعلومة. الخطأ وتداركها واستطاع أن يُتم الإكرام لسيدنا إبراهيم وللسيدة سارة عليهما السلام في أرض مصر. مولانا، أستأذن فضيلتكم بعد الفاصل لنتحدث عن ما إذا ذُكر اسم مصر أو شيء من هذه الرحلة في صحف سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وكذلك بعض الأمور الأخرى المتعلقة بسيدنا إسماعيل وزواج سيدتنا. هاجر طبعاً من سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام
بعد الفاصل، إن شرّفها الله سبحانه وتعالى وذكرها في كتبه السماوية، وهي الأرض التي مرّ بها ولجأ إليها أنبياء الله. اجتاز أرضها أبو الأنبياء سيدنا
إبراهيم مع زوجته سارة وابن أخيه لوط قاصدين ملاذاً وأمناً واستقراراً. كانت سيناء شاهدة على أحوال خليل الرحمن قبل ذلك، بل على حياة الأنبياء والرسل، بل والأمم جميعاً. فمن دروبها سار، وعلى وديانها أكل وأطعم من معه، وفوق جبالها ناجى المولى عز وجل حامداً شاكراً مبتهلاً. فبوركت تلك الأرض الطيبة بأبي الأنبياء. أرحب بحضراتكم مرة أخرى، وفضيلة الدكتور هل وارد. ذكر مصر أو شيء عن مصر في صحف سيدنا إبراهيم؟ لا، إن صحف سيدنا إبراهيم وسائر
الصحف التي نزلت على موسى وعلى داوود وعلى إدريس وعلى غيرهم من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كانت تتحدث عن العلاقة بين الإنسان وربه المتمثلة في: أولاً الدعاء، ثانياً الذكر، ثالثاً بعض... الحكم والحقائق التي تضبط سلوك الإنسان لأن هذه كانت صحفاً من أجل العبادة المحضة ومن أجل إخراج الناس من ظلمات الشرك إلى حقيقة التوحيد الذي بنيت عليه الحياة. مولانا، والله، يعني خطر أيضاً في بالي فكرة خطيرة هكذا أن يأتي إلى مصر أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه الصلاة. والسلام ويأتي سيدنا موسى وسيدنا عيسى ويأتي حتى سيدنا إسرائيل سيدنا
يوسف وطبعاً سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام في المعراج بل وغيرهم أيضاً، يعني النبي دانيال في الإسكندرية نبي صحيح ولكنه نبي من بني إسرائيل، ولذلك تجد حتى قبره في الإسكندرية متجهاً إلى الشرق فهو موجود، يوشع بن يوشع بن نون الذي هو فتى موسى الذي تكلم عنه القرآن، قال له فتاه، فتاه هذا هو يوشع بن نون. يوشع بن نون هذا كان نبياً، وهكذا سيدنا هارون أيضاً كان نبياً، يعني هناك مجموعة كبيرة جداً من الأنبياء كانت في مصر سواء عرفنا أسماءهم أو لم نعرفها، وكان الشيخ الباجوري. أثار فرعًا في العقيدة في شرحه لجوهرة التوحيد، وهو كتاب من الكتب التي تُدرّس في الأزهر الشريف، قال: إذا قال لك أحدهم أن فلانًا
(أي اسم هكذا) عمر نبي أم ليس بنبي؟ نعم، قد يكون واحد من الأنبياء كان اسمه عمر. رجل هكذا لو جاء قال لك: صلِّ على النبي. أريد أن أصلي، يعني الآن أريد أن أفهم. هل هناك عمر بن... يعني أنت مؤمن بعمر أم لست مؤمناً؟ فيقول المخرج الخاص بها: آمنت به إن كان نبياً، أنا لا أعرف إلهاً، لا أعرف كيف كان نبياً أم لا، لأنه نعم، لأنه وارد أنه سيكون نبياً لأن هناك مائة وأربعة وعشرين. ألف نبي، فأنت مؤمن إذن بعمر هذا أم لا؟ قلت: والله لو كان نبياً فأنا مؤمن به، لكن إن لم يكن نبياً فأنا لست مؤمناً به، لأنني لا أعرفه على وجه التعيين من ضمن الخمسة والعشرين نبياً الذين ذُكروا في القرآن، ولم يُذكر حتى بصفة النبوة كما ذُكر غيرهم. في الكتب
المقدسة الأخرى ولكن مصر في الحقيقة كان لها نصيب كبير جداً من الحكمة منذ أن علّم أول نبي العالم هرمس الهرمسة سيدنا إدريس وإلى أن شرفها بالمرور عليها سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء والمعراج، فإذاً هذه أرض مباركة وكما ورد مبارك شعب مصر نعم. يعني إذا هذه أرض مباركة فعلاً لأنها مباركة عند كل الأنبياء، نعم، سيناء طبعاً هذه مرّ عليها سيدنا إبراهيم وهو قادم، مرّ عليها سيدنا يوسف وهو قادم، مرّ عليها سيدنا يعقوب وهو قادم، مرّ عليها سيدنا موسى وهو خارج، يمكن لهذه المنطقة وهو قادم وهو ذاهب بالضبط. لشعيب
في مدين وقادم من شعيب ومتوجه إلى فلسطين، كل هذه الأشياء كانت في هذه المنطقة المباركة، ولذلك فإن طور سينين هذه لها قصص طويلة عريضة وشرفها الأنبياء بقدومهم، فهذه بحق أرض الأنبياء. اسمح لي، لكن عن سيدتنا سارة، هو سؤال بسيط فقط، سيدتنا سارة عندما كانت في... مصر خلاص وتخرج من مصر كانت جميلة وكان جمالها مبهراً لدرجة أن حاكم مصر وملك مصر الذي أتاها افتتن بهذا الجمال. وسنجد بعدها عندما تعود إلى فلسطين مع سيدنا إبراهيم، سنجد عندما تأتي الملائكة تبشرها بسيدنا إسحاق، فهي تصف نفسها بأنها عجوز، يعني، يعني، يعني، صحيح هكذا مولانا، ففي... نعم قالت. عجوز عقيم... عجوز عقيم... فصكت وجهها وقالت: "عجوز عقيم". صكت
وجهها يعني مثلما تعودت على جدار الخجل أو الحياء. يعني لا، هي أغلقت وجهها. نقول: "سُكَّ، سُكَّ الباب"، أي أغلق، أغلق. فصكت وجهها يعني غطت وجهها بالطرحة الخاصة بها هكذا، مثل "يا للعيب! هذا العار!"، هذه عجوز عقيم. فأدارت وجهها قائلة: أأنجب بعد كل هذا العمر؟ هكذا صكّت وجهها وقالت: عجوز عقيم. صكّت وجهها يعني غطته بالطرحة كما تفعل السيدات في الريف المصري إلى الآن عندما يحدث نوع من أنواع - يعني لا تريد أن تواجه، لا تريد أن يكون هناك شخص غريب أمامها، أو شيء يسبب لها الخجل فتفعل هكذا. قال: يا لها من (أمر) سهل... أبو فلان أو ما يشبهه، وماذا
تفعل؟ تغطي وجهها، أي تغلق وجهها بالنقاب أو بما يتدلى من حجابها. فغطت وجهها وقالت: "عجوز عقيم". وكذلك الملائكة دخلت على سيدنا إبراهيم فأحضر لهم العجل وشواه وصنع الطعام، فلما رأى أيديهم لا تصل إليه استنكرهم وأحس منهم خوفاً لأن الضيف لا يأكل. من يأكل طعامك يفترض أن يؤثر فيك بشيء. قالوا: لا تخف، إنا أُرسلنا إلى قوم لوط، يعني لا تخف أنت. وكانت زوجته تخدمه وتأتي وتقدم لهم الطعام أو تقدم لهم الأشياء التي لم يأكلوها لأنهم ليسوا بحاجة إلى هذا الطعام. فالحمد لله رب العالمين، بشروها بغلام حليم، فضربت وجهها وقالت: عجوز. عقيم عجوز؟ حسناً، كيف ستُنجب إذاً؟ فالحقيقة
أن العجوز لا تُنجب، لأن المرأة عندما تبلغ سناً معينة تُدلل الولد ولا تُربيه. تُدلل الولد ولا تُربيه. نعم، تُدلله. الجدة هي التي تدلله. الجدة هي التي تدلل، بينما الأم هي التي تربي، والجدة هي التي تدلل، والأب هو الذي يربي، والجد هو الذي يدلل. فهمت؟ حسناً، لقد تغيرت نفسيتهم، ولكن سيدنا إبراهيم كان يعيش في زمن يتميز بالنقاء في الجو، ولم يكن هناك تلوث، وكان الإنسان أكثر اتصالاً بالطبيعة، وكانت البنية الجسدية أقوى. ولذلك تجد أنه يُقال إنه وهو في عمر مائة وعشرين سنة اختتن بالقادوم في بلدة تسمى قادوم
في الشام، اختتن فيها، مع أنه كان في عمر المائة والعشرين. سنة هذا الذي عنده مائة وعشرون سنة هذا نخاف أن نجري له أي عملية جراحية خشية أن ينزف أو خشية غير ذلك إلى آخره، لا هؤلاء بكامل صحتهم، بكامل صحتهم. علم الفقريات يجعل الإنسان بفقرياته هكذا، شبابه مائتان وأربعون سنة. هذا في العصر القديم، في العصر القديم حيث لا تلوث، في العصر. القديم حيث الإنسان يركب الخيل ويمشي على رجليه ويأكل الأشياء الطبيعية التي خلقها الله، وليس بالمواد الكيميائية. هذه المعيشة تؤثر في عمر الإنسان أيضاً، فكانوا في هذه السن المتقدمة ما زالوا في عز الشباب. فضيلة الدكتور، أشكرك، وشكراً جزيلاً لحضرتك، ونلتقي غداً إن شاء الله على كل خير. أهلاً وسهلاً، شكراً
جزيلاً لفضيلتك، والشكر موصولٌ لحضراتكم، وإلى اللقاء.