تزوجت من رجل اكتشفت بعد الزواج أن لديه خلل عقلي واستمر الزواج فهل زواجنا صحيح؟

تزوجت من رجل اكتشفت بعد الزواج أن لديه خللاً عقلياً واستمر الزواج وأنجبت منه، فهل زواجنا صحيح أم يتأثر بما أخفاه عني قبل الزواج؟ لا بد أن نعرف أن الخلل على أنواع، والخلل العقلي معناه أنه لا يدرك واحدة من أربع: الزمان والمكان والأشخاص والأحوال، وهذا المسمى إذا كان متقطعاً بالعته أو إذا كان مستمراً بالجنون فالمجنون إذا قلت له أين نحن الآن قال
نحن الآن في القمر، "آه ماشي خلاص عرفتك"، وتأخذ بالك وتسأله: "أنحن بالليل أم بالنهار؟" فيقول: "لا، نحن الآن بالليل"، ثم تسأله: "هل الجو حار أم بارد؟" وهكذا. إنه لا يستطيع -يا حسرة عليه- أن يصف أو يدرك، فلديه خلل في الإدراك. يُسمى الخلل العقلي، وهناك خلل ذهاني حيث يكون الذهن مشوشًا، وهناك اكتئاب، وفيه انفصام خفيف هكذا على خفيف، مرة تجده فرحًا ومرة تجده حزينًا، وهناك خلل نفسي. فيكون الخلل على ثلاثة أنحاء: عقلي وذهاني
ونفسي. فكلمة "عقلي" هذه المستعملة في السؤال تجعلني أتذكر أنه مجنون، والجنون من الأشياء التي تُرد. عقد الزواج، فلو أن المرأة كانت مجنونة، هذه المرأة المجنونة التي تزوجتها، فأخفت عليّ جنونها وأهلها لم يخبروني أنها مجنونة، فالعقد قابل للبطلان. اسمع الكلام جيداً، ليس باطلاً بل هو قابل للبطلان. أنا لم يعجبني الحال وقلت: لا، أنا
متزوج امرأة أبني بها أسرة، وهذه لن تنفع هكذا، لذلك الفسخ. أول ما اكتشفت العيب وهو من العيوب الخمسة التي يحق للزوج فسخ النكاح بها، أول ما اكتشفت قلت: لا، خلاص أنا لا أريد. إذا حدث هكذا، افسخ العقد ولك المهر وليس لها شيء. فسخ العقد هذا لا يعد طلاقاً، هذا فسخ، هذا إزالة لأن العقد حينئذٍ قابل للبطلان. حتى متى أيها السيد ستتوقف عن ذلك؟ قلت لها: دعيني أحصل فيها على ثواب، وما حدث قد حدث، وأنا موافق خلاص.
ليس لك حق، خلاص حققت، تنازلت عنه. أو كنت تدرك جنونها قبل الزواج فيعني لا يوجد شيء. فأنت تزوجتها على أساس أنها مجنونة. والكلام نفسه في حال أخفى الزوج عنها أن... هو مجنون ظهر مجنوناً فسوف تأخذين المهر كله وتعلنين انتهاء الزوجية وينفسخ العقد ولا يُعد من الطلاق. حسناً، هي لم تفعل ذلك، هي للأسف سكتت وقالت: إنه مجنون، أهو مجنون، هل نحن واجدون مثله؟ حسناً. تنازلت عن حقها، خلاص ليس لها حق لأنها قبلت بالعيب بعد إدراكه، وهذا نص السؤال تزوجت من رجل
اكتشفت بعد الزواج أن لديه خللاً عقلياً، أول ما تكتشفين ذلك فوراً على الفور نفسخ العقد ونعطيك كل حقوقك ونحرمه من كل حقوقه، ولا يُعد هذا من الطلقات، بمعنى أننا لو عقدنا العقد ثانية، نحن فسخنا العقد خلاص، فلو عقدناه ثانية يكون... بقي لي ثلاث طلقات غير الانفصالات السابقة، فالفسخ لا يُعد طلاقاً. يُعتبر الزواج استمر وأنجبت أيضاً، فقد انتهى الأمر. فهل زواجنا صحيح؟ نعم، صحيح. أنت الذي صححته، كان قابلاً للبطلان فأقررته فصح. هل يتأثر بما أخفاه؟
أبداً، لا يتأثر ولا بأي شيء. اصبر إذاً وصابري وجزاك الله خيراً. خير، وهذا الكلام ينطبق على الرجل والمرأة نعم.