تعرضت لظلم شديد ودعوت الله ولم يستجب لي | أ.د علي جمعة

ظُلِمْتُ أنا وبعضُ زملائي في العمل من القائمين علينا ولا نقدر أن نرد هذا الظلم وأنا أشتكي إلى الله لكنني بدأت أحس بيأس وأسأل: هل ربنا لا يريد أن يرفع عني الظلم؟ فماذا أفعل؟ ربنا قال: فصبرٌ جميل، والصبر الجميل هو الصبر الذي لا يتبرم فيه الإنسان ولا يتعجل النتائج. ادعُ الله سبحانه وتعالى فالدعاء عبادة، واستمر في هذه العبادة. أما أن تدعو الله ثم تستبطئ الإجابة فلا تفعل هذا. لماذا؟ لأن
هذه الدنيا وما يجري فيها على قلة زمنها مرتبط بالآخرة. عندما أفقد ابني في الدنيا أحزن ويصيبني الهم والغم، لكن على فكرة، ابنك هذا سيأخذ بيدك يوم القيامة. ويدخلك الجنة وستقول حينها: "يا الله، لماذا لم تأخذه مبكراً؟ لماذا لم تأخذهم جميعاً يا ربي لأدخل الجنة؟" يا ربي، المقاييس ستختلف. "تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة فاصبر صبراً جميلاً". خمسين ألف على أربعة وعشرين ساعة، فتكون الساعة عند ربنا. منذ
ألفين وبضع سنين مما نعدُّ، أي ألفين وبعض السنين، فإن روح سيدنا النبي الشريفة في الملأ الأعلى مرّ عليها أقل من ساعة. أليس هو انتقل منذ ألف وأربعمائة وثمانية وعشرين سنة؟ ما رأيك أنهم مارّون الآن، يعني لم يمضِ عليهم خمس وثلاثون دقيقة أو أربعون دقيقة! فتكون إذاً هذه الحياة الدنيا قليلة. يرونه بعيداً ونراه قريباً. ثلاث دقائق التي ستقضيها منه إذا عشت مائة سنة، اصبر فيهم واصبر على هذه الأشياء لأنها لها ثواب كبير، لو اطلعت عليه لما استعجلت هذا.