تكفل الله بحفظ القرآن فلماذا لم يتكفل بحفظ الكتب المقدسة الأخرى؟| أ.د. علي جمعة

تكفل الله بحفظ القرآن فلماذا لم يتكفل بحفظ الكتب المقدسة الأخرى؟| أ.د. علي جمعة - فتاوي
تكفل الله بحفظ القرآن فلماذا لم يتكفل بحفظ الكتب المقدسة الأخرى؟ لأن القرآن بإذن الله حكم بختم النبوة، رسول الله وخاتم النبيين، فلا بد من حفظه حتى يكون نبياً مقيماً. لكن الكتب السابقة سيأتي النبي بمعجزاته، باستجابة دعائه، بهذا النور الذي معه، ويعدل ما سبق أن حُرّف أو ما سبق. أن دنس أو ما سبق أن تبدل وتغير فالنبي سيقوم بهذه المهمة، أما القرآن وقد ختمت
النبوة فنحن أمام أحد خيارين: إما أن يكون هناك نبي بعدها، ولكن "لا نبي بعدي ولا رسول"، وإما أن يكون القرآن نبياً مقيماً وهو كذلك، فالقرآن نبي مقيم فيه نبأ من قبلكم وحكم. ما بينكم وخبر ما بعدكم هو الجد وليس بالهزل، لا تنتهي عجائبه ولا يخلق من كثرة الرد، حبل الله المتين، كل هذه صفات للقرآن. إذًا إذا كان هذا نبي، عندما يصيبك أمر، تذهب إلى القرآن تستهديه وتقرأ هذا الجزء. يا ربي ماذا نقول فيها؟ قرأ
الشافعي رضي الله تعالى عنه القرآن. ستين مرة بحثوا عن دليل الإجماع حتى وجدوه في قوله تعالى: "ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى". إنها واضحة، أهي بعد ستين؟ لقد كان يقرأ القرآن كثيراً رضي الله تعالى عنه، وكان من أهل القرآن، من أهل الله. فإذن هذه نقطة دقيقة لما اختص الله بالحفظ لهذا الكتاب. لأنه آخر شيء، وهذا آخر أمر، ولذلك نسميه العهد الأخير. ليس في العهد القديم الذي هو التوراة والرسائل الخاصة به والكتب التابعة له، وفي العهد الجديد الخاص
بسيدنا عيسى أي الإنجيل، بل هذا هو العهد الأخير لأنه حُفظ أخيراً، ولأنه كنبي مقيم ونبي يعيش معنا دائماً.