جدال جديد بين موسى عليه السلام و بني إسرائيل حيث طالبوه بأن يريهم الله جهراً 15-5-2020

كان على نبي الله موسى عليه السلام أن يعود مرة أخرى إلى ميقات ربه ولكن هذه المرة كان معه سبعون رجلاً من بني إسرائيل اختارهم موسى لكي يعتذروا إلى الله عما بدر من قومه أثناء غيابه في الميقات الأول حين اتخذوا العجل بعد قصة السامري هذه المرة. كذلك بنو إسرائيل
ما زالوا في حالة المجادلة وطلبوا من موسى أن يريهم الله جهرةً. قصة جديدة ودرس جديد وعبرة جديدة في مصر أرض الأنبياء. لبني إسرائيل طبيعة خاصة في أبدانهم وفي توجهاتهم النفسية عانى منها موسى بعدما أنقذهم من فرعون. جاءهم يعلمهم التوحيد والتشريع، لم يتعظوا ولم يتفكروا حتى أنهم... طلبوا منه أن يتخذ لهم إلهاً بعد أن مروا على قومٍ يعبدون إلهاً، ولم يرضوا بالمن والسلوى في سنوات التيه حتى طلبوا منه أن يأتي لهم بما تُخرجه الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها.
عنادهم وتشددهم وتمسكهم أدى بهم إلى واقعة البقرة. اتصفوا بصفاتٍ أتعبت موسى عليه وعلى نبينا الصلاة. والسلام عليكم مشاهدينا الكرام في رحاب هذه السيرة لسيدنا موسى عليه الصلاة والسلام في أرض مصر الطيبة المباركة وتحديداً في سيناء. نستكمل الحديث مع فضيلة الدكتور علي جمعة في الفترة التي تلت اتخاذ بني إسرائيل للعجل الذي صنعه لهم السامري. فضيلة الدكتور، أهلاً بكم، أهلاً وسهلاً بكم، أهلاً بحضرتك. الله يحفظ حضرتك فضيلة الدكتور، لقد توقفنا في الحلقة السابقة عند العجل الذي صنعه السامري ورد فعل سيدنا موسى. نتحدث الآن عن جزئية
وهي رد فعل سيدنا هارون على ما حدث، حيث إنه في الآيات الكريمة سيدنا هارون يقول أو يبرر ما حدث بأن بني إسرائيل استضعفوه ولم يستطع أن يقف أو أن يمنعهم من هذا الفعل برأي فضيلتك، أي كيف كان وضع سيدنا هارون بعد سيدنا موسى في أثناء غياب سيدنا موسى. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. سيدنا هارون يعلمنا أن الوحدة مقدمة على طلب الإيمان، فعندما... يقول إنني خشيت أن تقول فرَّقتَ بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي. هذا تعليم للدعاة وللمسلمين إلى يوم الدين، أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده.
فلقد كان في قصصهم عبرة، فهو يعلمنا شيئاً مهماً للغاية وهو أن الأمن قبل الإيمان، ففي هذا المشهد الذي عاشه هارون مع بني. رفضت إسرائيل أن تعود إلى موسى في خلوته لتخبره، ورفضت أن تفرق بين بني إسرائيل حتى لو كانوا قد وصلوا إلى الشرك الصريح الذي لا يختلف عليه اثنان من اتخاذهم العجل إلهاً من دون الله. فجعلت الأمن المجتمعي قبل الإيمان، وكان الذين ضلوا هذه الضلالة قليلين نحو السبعين، ولذلك حتى...
سنرى بعد ذلك أن الله سبحانه وتعالى لما طلب من موسى أن يعتذروا لله وأن يتوبوا إليه طلب منه سبعين من قومه في مقابل السبعين الذين غضب الله عليهم وأمرهم بقتل أنفسهم فوقفوا في صفين حتى لا يعلم من القاتل من المقتول ولا يخافون ولا غير ذلك إلى آخره. وغَبِشَت عليهم الأجواء وتقاتلوا فقُتِل بعضهم بعضاً، وإذ قال موسى لقومه: "يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم". هل هذه كانت العقوبة يا مولانا؟ هل كانت العقوبة قتل أنفسهم في حال الزنا؟ نعم، فاختلال النظام العام دائماً عقوبته الإعدام، وأن يكون هناك جاسوسية يكون فيها... تدمير
للهيكل الاجتماعي يكون في أمور متعددة إلى آخره قتل النفس مثلاً بما حرم الله بالضبط، وهذا يفعل كذلك. ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم. فهنا سيدنا موسى: إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم، فقتلوا أنفسهم. فهذا كان المشهد الأول وهو وقوع العقوبة من. ربُّ العالمين على من أشرك وعبد العيب، فضيلة الدكتور، السامرية - أي بمعنى - كانت نهايته في هذه الآية. ربنا سبحانه وتعالى يوضحها، أي أن سيدنا موسى يقول له: "فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس". "لا مساس" تعني بالضبط كأن عنده جرب، لا أحد يستطيع أن يلمسه، وإلا يعني عنده مرض جلدي. يأنف
الناس أن يلمسوه وهو يتأذى لو لمسه أحد. هل كان أيضاً في معية بني إسرائيل أم لا؟ وهل تركهم؟ وهل أكمل هو في سيناء وحده أم ذهب إلى أين في النهاية؟ تخيل أنه قُتل مع من قُتلوا، قُتل مع الذين قتلوا أنفسهم، مع الذين قتلوا أنفسهم عندما ساء عليه الحال. قُتِلَ معه، فالسامري هذا قد ضيَّع نفسه بالفعل، لأنه إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث، لأن الله سبحانه وتعالى كان قد علّمه كثيراً. هذه القصة تُثبت أن الرب رب والعبد عبد، وأنه مهما ترقّى الإنسان في درجات الارتقاء إلى درجة الصِدّيقية أو درجة الولاية، فإنه على خطر عظيم. إذا عصى الله، فهذا هو
ما تربّى عليه كبير الملائكة سيدنا جبريل، يعني هذا ما تربّى عليه كبير الملائكة سيدنا جبريل. ولكن تذكر أن إبليس وهو في الحضرة الربانية طُرد ولُعِن، ولذلك عندما جاء سيدنا عبد القادر وروى روايته أنه كان في خلوة، ثم أنارت [الخلوة]، وبعدها قال له: "يا عبد القادر، أحللنا لك". الحرام، فعبد القادر قال له: "اذهب يا لعين". قال: "علمك نجاك يا عبد القادر، أخرجت بمثلها سبعين ولياً من ديوان الولاية". حكاية سبعين ولياً من ديوان الولاية هذه تجعل المرء في خوف مستمر، ويقول: "يا رب حسن الختام، حسن الختام". يعني: "يا رب" أنا الآن، هذه الحالة تمنع ما؟ الكِبر. وتمنع الشعور بالتكبر والغرور هكذا، وأن خلاص أنا ولي وأنا عالم وأنا لا أعرف ما هو وما هو. لا
يصح ذلك، بل يجب أن تتواضع لله مهما بلغت من نعم الله، فإنك على خطر عظيم. يجب أن تتواضع لله، ومن تواضع لله رفعه. هذا الدرس نستقيه من أين؟ من السامري، لأن هذا السامري الذي ربه جبريل ما... يعني اعتبر عندما أخطأ أنه سيرتكب الخطيئة، الخطيئة هي خطيئة، نعم فضيلة الدكتور. الميقات إذن يعني بنو إسرائيل وعلى رأسهم نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام ذهبوا لكي يعتذروا، فحضرتك إذن أخبرتنا كيف كان مشهد الاعتذار وما الذي دار في مشهد الاعتذار الذي حدث مع السبعين رجلاً الذين ذهبوا إلى ميقات الله سبحانه وتعالى، المشهد أنهم ذهبوا، وبعد ذلك هؤلاء هم المختارون، وهؤلاء هم الذين اختارهم موسى عليه السلام، أي أنهم النخبة، يعني هؤلاء هم
الصفوة، وبعد ذلك قالوا له: "لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة"، يعني لا فائدة، لا توجد فائدة. لا فائدة، فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون، ثم بعثناكم من بعد موتكم. إذن عندما طلبوا هذا الطلب مرة أخرى وصُعقوا، ماتوا، ثم بعثهم الله من بعد الموت. لكن مع سيدنا موسى لم يمت، فخرَّ موسى صعقاً. هنا إذن، هل الصعق يعني الموت أم لا؟ من هذه النقطة ابدأ الكلام. اكتشف العلماء نقطة دقيقة جداً موجودة في القرآن الكريم كله وهي أن هناك مرحلتين من مراحل الموت وليست مرحلة واحدة. أستأذن
فضيلتك لنُري المشاهدين ونُعلمهم بعد الفاصل. بعد الفاصل، بارك الله في فضيلتك. سنواصل إن شاء الله هذا الحديث الطيب والممتع مع فضيلة الدكتور. جبل التجلي مكان له قدسية ومكانة. كبيراً عند المصريين جميعاً، والحقيقة أن جبل موسى عُرف بأسماء عدة من بينها: طور سيناء أي جبل سيناء، وجبل المناجاة، وجبل الرب، بينما جبل التجلي هو الذي شهد تجلي المولى سبحانه وتعالى إلى الجبل
فجعله دكّاً وخرّ موسى صعقاً. يعتقد البعض أن هذا الجبل هو الموجود خلف دير سانت كاترين. مباشرةً ويقع بين قمّتي جبل موسى وجبل كاترين، وللحقيقة فإن هذه القمة تبدو بالفعل مدكوكة بالمقارنة بباقي القمم التي من حولها، لذا يرى الكثيرون أنها هي الجبل الذي أمر الله سبحانه وتعالى بدكّه، ويُعرف في المنطقة حالياً باسم جبل الدك أو جبل المدكوك. نرحب بحضراتكم مرة أخرى مشاهدينا الكرام ونستكمل. هذا الحديث الطيب مع فضيلة الدكتور علي جمعة. فضيلة الدكتور، حضرتك قبل الفاصل أخبرتنا عن فكرة الصعق الذي تعرض له سيدنا موسى عليه السلام، وبعد ذلك الصورة الأخرى التي حدثت للسبعين من قومه
عندما صُعقوا فأحياهم الله أو بعثهم الله مرة أخرى. يعني ففكرة لماذا سيدنا موسى حدث له صعق وهل... مات في المرة الأولى وكذلك في قومه ماتوا فأُشركت بضحكين فيهم هم قال: ثم بعثناكم من بعد موتكم. أي يعني ماتوا، يعني صرّح بأن هذا موت، فمن هنا أخذوا أن الموت يبدو أن له مرحلتين: مرحلة قبل دخول الروح إلى البرزخ، ومرحلة بعد دخول الروح إلى البرزخ. يعني ماذا يا... مولانا، نعم، عندما تخرج روح الإنسان من جسده يُسمى ذلك موتاً. فالموت حقيقته هو خروج الروح من الجسم وتوقف كل أعضاء الجسم. انتهى الأمر، توقفت. هذه الروح تصعد إلى بارئها. انظر إلى الكلمة "تصعد"،
أي تسير. وبعد ذلك هناك شيء عند ربنا في الملأ الأعلى، هكذا، اسمه في الملكوت "برزخ". البرزخ هذا بوابة. تدخلها فلا تخرج منها مرة أخرى، "ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون". حسناً، فماذا عن الذي عاش بعد الموت هذا؟ لأن لدي قصة في القرآن: "فأماته الله مائة عام ثم بعثه، قال كم لبثت؟ قال لبثت يوماً أو بعض يوم، قال بل لبثت مائة عام". نعم، لدينا خمسة عشر مليون شخص. قبِله بشهاداتهم أنهم في أثناء العمليات الجراحية أو في أثناء الحوادث وما إلى ذلك، يرون منظراً واحداً، الكل يحكون عن أسطوانة لولبية سوداء في نهايتها ضوء وهم يخترقون هذا،
وعندما نبحث في هؤلاء الخمسة عشر شخصاً قبل أن يفيقوا، ونناديهم لأنهم كانوا على حافة الموت، يتبين أنه كان... هناك أمر عندما يقول شخص عشرة، يقول آخرون لا، بل هم خمسة عشر مليوناً. المسجلون لدينا الآن خمسة عشر مليوناً، فلا يصح أن نأتي ونقول إن هذا لا يحدث. نعم، صحيح. والقرآن لا ينفي ذلك. حسناً، فما الذي وراءهم إذن؟ برزخ، عندما ينتهي البرزخ، فماذا يكون؟ "فأمات" و"اللهم تعامل" ثم بعث. أي أنهم لم يدخلوا البرزخ بعد، ويكون إذا كان هناك شيء يسمى ما قبل الحارات وما قبل البرزخ، وفيه تخرج الروح ولكنها لا تنطلق إلى البرزخ، فمن الممكن أن تعود مرة أخرى. بمعنى أنه في مرحلة ما دون البرزخ، هناك احتمال
أن تعود، وهناك احتمال أن تكمل طريقها إلى البرزخ. فإذاً هناك مرحلة تسمى موتاً. بنص القرآن وهذه المرحلة التي تسمى موتاً قبل البرزخ الله وهناك مرحلة أخرى للموت بعد البرزخ وحينئذ فالأرواح لا ترجع فهذه نقطة مهمة جداً حتى للرد على الروحانيين المحدثين الذين يقولون نحضر أرواح خاصة بـ (شيء) لا أعرف ما هو ونحن عندنا المشايخ غير موافقين على هذه المسألة أو يقولون لا لكن تفسير هذا هو بهاتين المرحلتين أن هناك مفارقة للروح للجسد بالعبور إلى البرزخ ويبقى ما بعد البصر، وهنا لا ترجعون أبداً إلا في يوم القيامة. عندما أفاقوا واستعادوا وعيهم وأحياهم الله مرة أخرى بعد هذا
الصعق، الذي حدث للسبعين رجلاً الذين ذهبوا مع سيدنا موسى لمقابلة الله سبحانه وتعالى، الذي حصل يعني هل هل... ربنا سبحانه وتعالى قد سامحهم على ما حدث هذا، أم في هذا الأمر سامحهم لا لأنه طلب النظر إلى الله؟ هذا طلب لشيء نسميه حق اليقين، فلا مانع من أن يتطلع إلى هذا مثلما تطلع سيدنا موسى إلى هذا، ومثلما فعل سيدنا إبراهيم قبل ذلك عندما قال له: "فخذ أربعة". من الطيور نعم، فإذا هذا ليس ذنباً، هذا نوع من أنواع طلب المزيد. ولكن فضيلة الدكتور، هل أصبحت قصة البقرة التي خصص لها القرآن الكريم أطول سورة وأكبر سورة في القرآن الكريم، هل أيضاً حدثت في ذات الفترة بعد ميقات السبعين رجلاً مع سيدنا موسى بعدما رجعوا؟ وهم كانوا اثني عشر مجمّعاً إن صح
التعبير، أو تجمعاً، وفرّقهم الله على هذه الاثني عشر سبطاً واثني عشر عيناً واثني عشر فريقاً إلى آخره. حدثت حادثة قتل في خضم الحياة، فنحن مكثنا أربعين سنة، وقد حدثت حادثة قتل وهي أن كان هناك رجل متريش. بينما كان لديه بعض المال وكان غنياً وأولاده سيرثونه، استعجل أحدهم موت أبيه فقتله. فاشتكى سيدنا موسى إلى الله ذلك وهم في التيه، وهم في التيه، وهم في الهجرة. ماذا سيفعل بالمال في الصحراء؟ أبي صلب، وأصبح هو الوارث. سيرزقه الله بالمن والسلوى وأمور مثل هذه. فاشتكى إلى
الله سبحانه وتعالى، فقال الله: "وإذ..." قتلتم نفساً فتدارأتم فيها والله مُخرِجٌ ما كنتم تكتمون، فقلنا اضربوه ببعضها، كذلك يُحيي الله الموتى ويُريكم آياته لعلكم تُفلحون. فلما ضربوه بجزء من البقرة التي سنحكي قصتها الآن، فتح المقتول عينيه هكذا، كما كان يحدث لاحقاً مع عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، وقال... قتلني فلان ابن فلان هذا فأخذها وعاقبها ووقع عليه ما كان يقع على القاتل. العم، قصة البقرة هذه أنزلها ربنا، إنها شيء غريب جداً أنه يسمي أول سورة بعد الفاتحة بالبقرة وهي قد ذُكر فيها الأحوال الشخصية، وذُكر فيها قصة الخلق، وذُكر فيها قصة
موسى، صحيح ذُكر فيها ما... لم يسمها لا موسى ولا آدم ولا بدء الخلق ولا التوحيد ولا الأحوال الأسرية ولا ما لم يسمها ولا سماها سورة الأحكام وهي تحتوي على كل هذا، بل قال البقرة. إذاً، إذا كان الله تعالى يريد أن يلفت أنظارنا إلى هذه القصة، فما هي هذه القصة؟ ماذا فيها؟ فيها كيفية التعامل مع الدين بشكل عام. ما هي الخطوة الأولى؟ الخاصة بكل البشر مع الدين الذي أنزله الله سبحانه وتعالى "ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر". هذه هي القصة. القصة أنه عندما يقول ربنا سبحانه وتعالى لبني إسرائيل اذبحوا بقرة، اذبحوها، أي بقرة. عندما يقول لك اذهب وتوضأ، توضأ. لا تقل
له: أتوضأ من الحنفية أم أتوضأ من... توضأ الزير بأي ماء؟ وما شكل الماء؟ كلما تسأله: هل هو دافئ أم بارد أم فاتر؟ "لا تسألوا عن أشياء إن تُبدَ لكم تسؤكم"، سبحان الله، "وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تُبدَ لكم عفا الله عنها"، وبعد ذلك يقول لك "قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين". الذين هم هؤلاء قالوا ما لونها، قالوا ما هي، وإنا إن شاء الله لمهتدون. يقول النبي عليه الصلاة والسلام أنه لو لم يقولوا وإنا إن شاء الله لمهتدون ما هداهم الله إليها أبداً. هذه البقرة قد وردت في الروايات الكثيرة في التفسير أنها كانت ليتيم، وأنهم بحثوا عنها لأنها فريدة وحيدة. فكانت أمه وكان يطيع أمه جداً، قالت له: "يا بني، هذه البقرة بثلاثة دنانير فقط،
إياك أن تفرط فيها بأقل من ثلاثة دنانير"، وذهب، ولكن عندما يعرض عليك أحدٌ أي مبلغ، سواء ثلاثة دنانير أو نحو ذلك، ارجع إليّ مرة أخرى. قال: "حاضر". فتعرض له ملك وقال له: "بكم هذه البقرة؟" قال له: "بثلاثة دنانير". قال له: "حسناً، أنا أريد أن أشتريها." قال له: "يجب أن أرجع إلى أمي." قال له: "ما شأن أمك؟ سأعطيك ستة ولا ترجع إليها." قال له: "لا، سأرجع إلى أمي." وذهب راجعاً إليها التي قالت له: "حسناً، أصر على ستة." فذهب وقال له: "حسناً، ستة، موافق." قال له: "أنا موافق." قال له: "حسناً، ارجع." متى قمت؟ قالت لي: رجعت؟ قالوا: لا يا ابني، أنا سأعطيك اثني عشر فقط ولكن لا ترجعها، دعها تنتهي. فقال له: لا، لا
يمكن أن أرجع لها. قالت له: إياك أن [تقبل] إلا اثني عشر وأرجعني. فذهب وقال له: أربعة وعشرين، ستة وثلاثين. حسناً، سأعطيك مائة دينار وتتركها من غير... لا ترجعوا. قال له: لا. قال له: طيب، قل لأمك ألا تبيعها، فإن موسى بن عمران يبحث عنها، ولا تقبل إلا بملء جلدها ذهباً. نعم، بملء جلدها، ليس بوزنها. نملأ جلدها كله ذهباً. سنذبحها ونملأ جلدها ذهباً. وكان هذا من بر الولدين. نعم، أشكر فضيلة الدكتور، شكراً. شكراً جزيلاً لحضرتك على هذا العلم الغزير والوفير، وأشكرك شكراً جزيلاً لفضيلتك، والشكر موصول لحضرتك، إلى اللقاء.