حديث الجمعة| علي جمعة يفسر الـ 7 نصائح في حديث"من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا " | كاملة

حديث الجمعة| علي جمعة يفسر الـ 7 نصائح في حديث"من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا " | كاملة - حديث, مجلس الجمعة
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع المحجة البيضاء التي ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك والتي تركنا عليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. نعيش هذه اللحظات عسى أن تتنزل علينا السكينة وأن تغشانا الرحمة وأن تحفنا. الملائكة وأن يذكرنا الله سبحانه وتعالى
في ملأ عنده. اللهم آمين. ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يؤتي سيدنا النبي الوسيلة والفضيلة والدرجة العالية الرفيعة، وأن يبعثه المقام المحمود الذي وعده، وأن يمن علينا بفضله ورحمته، ويفتح علينا فتوح العارفين به. آمين. والصلاة على المرسلين، والحمد لله رب العالمين كما ذكرنا. أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو القائل إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق ترك لنا نظاماً أخلاقياً رائقاً فائقاً حتى
إن أكثر سنته وأحاديثه الكرام كان عن الأخلاق، ورأينا كيف أنه قد أمرنا بالرحمة وكيف أنه أمرنا أن يهتم كل إنسان بشأنه وأن من حُسن إسلام المرء تركه. ما لا يعنيه وفي حديث جامع أخرجه الإمام مسلم رضي الله تعالى عنه وأرضاه في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من نفّس كربة من
كرب الدنيا عن مؤمن، نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسّر..." على معسرٍ يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مؤمناً في الدنيا ستره الله في الدنيا والآخرة، ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهَّل الله له طريقاً إلى الجنة. وقبلها يقول: والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه،
وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله. يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله في من عنده، ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه. أخلاق في أخلاق كلها من باب الفضل، لكنها مفاتيح الجنة. هو القائل فيما
أخرجه البخاري: أربعين خصلة أعلاها منيحة العنز، العامل بخصلة منها رجاء. ثوابها وتصديق موعودها أدخله الله بها الجنة. قال راوي الحديث: فجلسنا نعدُّ ما دون منحة العنز، فما أتينا سوى بخمس عشرة خصلة. يقول في قيمة أعلاها منيحة العنز، ومنيحة العنز كما تعلمون وقد
لا تعلمون أن يكون لدى أحدهم شاة فيعيرها للجار لكي يحلبها ويشرب هو وأسرته لبنها ثم يردها. في نهاية اليوم، ماذا نقصت أنت؟ لم تنقص ولا مليماً واحداً. هل دفعت شيئاً؟ لم تدفع. هل نقصت شيئاً؟ لم تنقص. والمعزة كما هي معزة، تأكل بعض البرسيم كل يوم، واللبن سينشئه الله في ضرعها مرة ثانية وثالثة ورابعة، وكل هذا دون مقابل من عند الله. قال: هذه كونية. منحتُ وأعطيتُ
ووهبتُ المعزاة لجارك لكي يأخذ منها كوبًا من اللبن، فقال: هذه أعلاها، هذه أعلاها، فما الذي يكون أقل من ذلك؟ أعطِني شيئًا أفعله بك أقل من ذلك، لأن هذه أعلى حاجة. فلما اجتمع الصحابة وجلسوا يفكرون خمسة عشر آية مثل ماذا، هكذا خمسة. التبسم في وجه أخيك صدقة. افترض أنك لا تملك معزاً، وافترض أن جارك لا يريد أن يأخذه، ماذا
ستفعل؟ لا شيء. قرِّب شفتيك من أذنه بين أسنانك يا أخي. قال: "التبسم في وجه أخيك صدقة"، فهذا أقل من منيحة العنز، لأن منيحة العنز ستعطيك المعزة. وأنت ستحلبها وقيمة اللبن الذي أخذته هذا أيضاً له قيمة، طيب وعندما تقرب شفتيك من أذنيك ما قيمتها هذه إذن؟ لا شيء. التبسم في وجه أخيك صدقة، المصريون يقولون لك ماذا؟ "قابلني ولا تطعمني"، يا سيدي أنا لا أريد الطعام، لكن التبسم هكذا يشعرني بأنك تستقبلني استقبالاً حسناً هذا. تحويل أخلاق المصطفى
إلى برامج عملية. "ألقِني ولا تُغدِّني"، وهكذا فإن المصريين، فكرتهم وذكاؤهم يكمن في تحويل المعاني إلى واقع حياتي حتى تسير الدنيا وتصبح جميلة، فعلموا الناس هذه المسألة. "ألقِني ولا تُغدِّني" ماذا تعني؟ تعني أن التبسم في وجه أخيك صدقة. جاءت خمسة عشر شخصاً لم يستطيعوا فهمها هكذا. كما ورد في حديث سيدنا أبي ذر عندما قال له: "أنت ترى الرجل الضعيف الذي لا يستطيع أن يرفع الحمل ويضعه
على رأسه، فذهبت أنت لمساعدته ووضعته له على رأسه". قال: "هذه ستدخلك الجنة ولكن بشرط: أولاً رجاء ثوابها، ثانياً تصديق موعودها، ثالثاً أن يكون ثوابها وموعودها في قلبك". ربنا عندما تكون مؤمناً بالله، لا تفعل الخير لمجرد الإنسانية فقط. فعندما تفعل الخير لوجه الله ستنال عليه ثواباً، لأن هناك أناساً يفعلون الخير حتى يُقال عنهم إنهم طيبون، وهذا أمر حسن لكنهم لن ينالوا عليه ثواباً، بل سينالون المديح في الدنيا، أما الآخرة فهي رجاء. ثوابها وتصديق موعودها، أدخله
الله بها (أي بسببها) الجنة. أربعون خصلة، قعدوا وتشاوروا مع بعضهم ووجدوا خمسة عشر. قال له: حسناً يا رسول الله، أنا ليس لدي أخ واحد لا يعرف كيف يُدخل الخيط في الإبرة، فهل أدخل له الخيط؟ قال: تدخل الجنة، لكن عندما تفعلها لوجه الله. لست قادراً بصري محدود، وكل شخص يمسك الإبرة. وجدت يدي ترتعش ولم أكن أعرف كيف أُدخل هذا الشيء، وهو الإبرة والخيط في ثقب الإبرة، لم أعرف ماذا سأفعل. قال لك: بعد الفاصل
سنرى ماذا سنفعل. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. قال: يا رسول الله أرأيتني لا أستطيع أن قال: "أتعلم آخر شيء؟ قال له: دُلَّه على الطريق. إذا سألك أحدهم: أين يقع شارع كذا؟ قال: هذا سيُدخلك الجنة، لأنك تكون طيباً هكذا. إنه فضلٌ واسعٌ من الله سبحانه وتعالى. إن الذي يعرف هذه الأمور لن ييأس من روح الله ولا من فضل الله ولا من رحمة الله. فماذا سنفعل؟" قال. فقال له: "حسناً، نعم، رأيت أنه لا يعرف". قال له: "أَما في صاحبك من خير؟
هل صاحبك يعرف كيف يعينك في النهاية؟ أو هل يعرف كيف يدلك على الطريق؟ أو هل يعرف أي شيء؟" فقال له: "نعم يا رسول الله، ماذا نفعل؟" قال له: "يكف أذاه عن الناس، فالكف هو أن يسكت ويبتعد عن..." خلق الله بلا أذى، لا تكن طرفاً في إيقاع الأذية بالناس. قم بهذا الشكل تنل ثواب ذلك. سيدنا الشيخ عبد الله ابن الصديق، شيخنا، عندما وصله هذا الحديث وجه وقته لكي يشرحه. قال: "حسناً، دعونا نتتبع السنة ونرى ما فيها". فذهب وجمع الأحاديث وسمى
الكتاب "تمام المنة في الصفات". الموجبة للجنة وأخرج لهم مائتي صفة. من الذي أخبرنا بهم؟ سيدنا صلى الله عليه وسلم. هو جمع الأحاديث التي فيها هذه الأمور. هي من الأحاديث ومن الأخلاق أن تتهاون في النقد. يعني عندما يعطيك أحدهم عشرة جنيهات متهالكة هكذا، خذها بهدوء ثم اذهب وغيرها من البنك المركزي. التساهل في النقد ما... لا تقولوا إنها غريبة، هاتوا واحدة أخرى غيرها واحدة جديدة. قال: لا، فقط لكي تخفف
عنه مشقة الذهاب وتتحملها أنت. قال: هذا يدخلك الجنة. وذهب إلى كتاب "تمام المنة في الصفات الموجبة للجنة"، فمن ضمنها الحديث الذي نتحدث عنه، وفيه سبعة أشياء، من بينها التنفيس عن مؤمن كربة. نفَّس الله عنه كُرْبَة من كُرَب يوم القيامة، هذه هي النقطة الأولى التي سنتناولها. هذه تحتاج إلى شرحٍ كثير، وانتبه جيداً، تأمل الهمَّ الذي يعاني منه صاحب الكُرْبة. ماذا يقول بعد ذلك؟ "نفَّس عني"، أي جعله يتنفس بعدما كان مختنقاً. أليس هناك من يقول لك: "إنني مختنق"؟
ماذا يعني "مختنق"؟ يعني... لا شك أن الهواء هذا يدخل ويخرج. وعندما يدخل الهواء ويخرج، فماذا يكون؟ يكون نَفَساً. إنه من تنفيس عن مؤمن كربة، نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة. هذه واحدة. ومن يسّر على معسر - شخص في ضائقة، وهو ليس في كربة فقط، بل في ضيق وأزمة - فذهب ويسّر عليه، وإن كان... ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة، قال له لا تهتم، أعطني ما عليك نأخذه بعد ذلك، وأشار بيده هكذا. آه، هذا فيه سماحة. قوم، هذا الجزء هو السماحة. هذه
تُعَدُّ ماذا؟ نقطة مستقلة، لأنه ليس فقط الكربة - الكربة فيها غمٌّ وهمٌّ - لكن هنا الأزمة أيضاً، تمشي من أين؟ ومن سطر مؤمناً في... الدنيا سترها الله في الدنيا والآخرة. اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك. ما الأصل؟ الساتر كثيراً. في إجابة الأسئلة نفهمهم أن الأصل هو الستر. من الذي يوافق على أن الأصل هو الستر؟ القضاة الذين يعملون في القضاء يقولون: نعم. ما هذا؟ هذا دين جميل، الأصل فيه الستر. نعم. هي هكذا وعليها
أحكام القضاء دائماً. القاضي يذهب ليبحث عن الستر وليس عن الفضيحة، إنما عن الستر. الثاني يقول: كيف أصبح الحق لهؤلاء الشباب النابتة؟ الحق أحق أن يُتبع؟ حقٌ في عينك يا هذا! تأدب يا فتى! إن الستر هو الذي يجب أن يُتبع. النبي صلى الله عليه وسلم وهو يعلمنا. أن لا ننكر الفعل ولا ننكر الفاعل، ابنك ارتكب معصية، فأنت تكره المعصية لكن لا تكرهه هو. تريد له الهداية وتريد له النصح وتريد له الستر، وكل هذا ليس فضيحة. فالدين هو النصيحة وليس الفضيحة، وقد
ذكر ابن رجب الفرق بين النصيحة والتعيير، وما الفرق بين النصيحة والفضيحة. أن النصيحة فيها ستر ولكن الفضيحة فيها مجاهرة بالإثم وتشفٍ وتعالٍ وكِبر، فالنبي قال ماذا؟ "ولو أن تستر أخاك ولو بهدبة ثوبك"، تمسك ثوبك هكذا وتأتي ساتراً عليه ولو بهدبة ثوبك. يقوم الشباب الناشئون يقولون لك: "أنتم هكذا تُقرّون المعصية"، فنقول: "هل هو لا يعصي؟" والنبي يقول... كل ابن آدم خطَّاء، وخير الخطائين التوابون، وتجده هذا المفضوح لم يترك كبيرة إلا وفعلها،
ويوقعه الله سبحانه وتعالى فيها لأنه لم يرفق بالعباد، لكن الستر، الستر جميل، الستر جميل من غير فضيحة، فالأصل هو الستر وليس الأصل الفضيحة، ومن هنا سنتعلم شيئاً آخر وهو أننا نكره الفعل لا. ننكر كل فعل قبيح محرم، هذه القاذورات؛ فمن ابتلي بشيء من هذه القاذورات، فإن هذه الأفعال قذرة، ولكن شأنها الستر وليس شأنها المجاهرة. يغفر الله للجميع إلا المجاهر. قيل: ومن
المجاهر يا رسول الله؟ قال: "الرجل يفعل الذنب بالليل ويقوم فيقول: فعلت كذا وفعلت كذا". ففي ذلك استهانة بالمعصية. فيها تعظيم للمعصية، أنا ارتكبت ذنباً، أبداً ما ارتكبت ذنباً، وتقول لك كذب، تريد أن تقول ما فعلته. حسناً، فهذا كأنك تجاهر، كأنك تستهين بالمعصية. ما معنى الشفافية؟ الشباب الغربيون يقولون لك ما هي الشفافية، لا، نحن لا نريد هذه الشفافية الرديئة، نحن نريد المودة والرحمة والستر. هذه هي النمرة الثالثة والنمرة الرابعة. والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه. يعني دائماً ساعد الآخرين، فهذه المساعدة فرض عليك،
بل هي من الأخلاق. وإذا تولّدت في قلبك دائماً المساعدة ستصبح إنساناً آخر، وستجد أنك تطبق الدين كله من خلال مساعدة الآخرين. كن في عون العبد فيكون الله في عونك. في عونك ومن هنا أتت أخلاق كثيرة منها إكرام الضيف ومنها بر الجار ومنها عيادة المريض ومنها أشياء كثيرة تندرج تحت قول الله: "والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه". هم سبعة فضائل، ومنها: "من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهّل الله له به
طريقاً إلى الجنة". وفضّلنا الاثنين الآخرين فلنأخذهما. في حلقة مستقلة لأهمية ذلك والله أعلم بما هنالك وإلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته