حديث الجمعة| هل حديث " أن من حفظ 40 حديثاً فسيضمن دخول الجنة " صحيح ؟.. علي جمعة يوضح | كاملة

حديث الجمعة| هل حديث " أن من حفظ 40 حديثاً فسيضمن دخول الجنة " صحيح ؟.. علي جمعة يوضح | كاملة - حديث, مجلس الجمعة
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع المحجة البيضاء التي تركنا عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك. نعيش هذه اللحظات ونسأله سبحانه وتعالى أن يرزق النبي المصطفى والحبيب المجتبى الفردوس الأعلى والوسيلة. والفضيلة والدرجة العالية الرفيعة وأن
يبعثنا تحت لوائه وأن يسقينا من يده شربة ماء لا نظمأ بعدها أبداً، إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير. فاللهم يا ربنا جازه عنا خير ما جازيت نبياً عن أمته ورسولاً عن قومه، وانفعنا به في الدنيا والآخرة، رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. أمرنا بالأخلاق وبنى لنا نظامًا عجيبًا غريبًا، هذا النظام يتأسس على أسماء الله الحسنى، فيها من الجمال والجلال والكمال ما يبنى على مثله
النظام الأخلاقي الذي أمرنا به. وفي حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه في الترمذي روايات ثلاث، إما أن تكون مرفوعة وإما أن تكون موقوفة، وعلى كل. على أي حال، فإن هذه الأسماء التي وردت قد شاع منها واحد بين الناس وحفظوها من ثلاث روايات: هو الله، الرحمن، الرحيم، الملك، القدوس، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبار، المتكبر، الخالق، البارئ، المصور،
الغفار، القهار، الوهاب، الرزاق، الفتاح، العليم، القابض، الباسط، الخافض، الرافع، المعز، المذل، السميع، البصير، الحكم، العدل، اللطيف، الخبير... إلى آخره. ما هنالك وهذه الأسماء صدَّرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله إن لله تسعة وتسعين اسماً، مائة إلا واحداً، من أحصاها دخل الجنة. فهل ينمي بها أبو هريرة إلى رسول الله هذا الحديث، أو أنه من جمع أبي هريرة امتثالاً لكلام النبي بأنه من أحصاها دخل الجنة. واختلف الناس في معنى "أحصاها" بأنها
من تخلق بجمالها وتعلق بجلالها وتصدق بكمالها، فإنه قد أحصاها. الله عفو، فيجب عليك أن تعفو. الله رحمن رحيم، فيجب عليك أن ترحم. الله تواب، فيجب عليك أن تتوب. تواب يعني يقبل التوبة عن عباده. طيب، والجلال قال تتعلق به أنه عزيز، أنه عظيم، أنه منتقم، أنه... جبار ولا يريدك أن تكون كهذا، إنما تتعلق بها. قالوا: "حسبنا الله ونعم الوكيل"، أي يكفينا الله سبحانه
وتعالى. فنتعلق بصفات الجلال وصفات الكمال: الأول، الآخر، الظاهر، الباطن، المعز، المذل، السميع، البصير، الخافض، الرافع. تؤمن بها وبأنه لا حول ولا قوة إلا بالله، فإذا صدقت بهذا وتعلقت بهذا وتخلقت بهذا. فقد أحصيتها. هذا معنى الآية: الإحصاء. إذًا، فهذه الأسماء الحسنى عددها مائة وأربعة وستون اسمًا في السنة، وعددها في القرآن مائة واثنان وخمسون اسمًا. كثيرة يعني، ليست مائة إلا واحدًا فقط، بل فيها مائة إلا واحدًا تجمع كل هذا. وكان سيدنا الرسول يقول: "اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك".
أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلوبنا وجلاء همنا وحزننا ونور أبصارنا وصدورنا يا رب. إذاً فهذه الأسماء تمثل هيكلة مائتين وعشرين اسماً وردت في الكتاب والسنة. هناك ما ورد في الكتاب ولم يرد في السنة وهناك ما ورد في السنة ولم يرد في الكتاب وهناك اختلافات. حديث أبي هريرة ستة وثلاثين اسماً، وبين كل حديث والذي بعده عندما تجمعها جميعاً تصل إلى مائتين وعشرين اسماً. هل حقاً مائتان وعشرون اسماً فقط؟ لا، يقول أبو بكر بن العربي وقيل له ألف
اسم، وهذا الألف. أيضاً ليس لأن ألف تعني التكثير، لكن كلام سيدنا "بكل اسم هو لك أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك"، فهذا يعني أن الأسماء كثيرة. وكانت العرب إذا أحبت شيئاً أو خافته أكثرت من أسمائه، فعاملها الله بما بنوا عليه. ثقافاتهم وعقليتهم خافوا الأسد فأكثروا من أسمائه، وأحبوا الخمرة فأكثروا من أسمائها. فالله سبحانه وتعالى - لأن الإنسان يتعامل معه ما بين الترغيب والترهيب والرجاء والخوف والحب والرهبة - أكثر من أسمائه. فهموا هم مباشرة أن "ولله
الأسماء الحسنى فادعوه بها". فعندما نزلت هذه الآية، فهمها الرجل العربي هكذا: "ولله الأسماء" وليس اسماً واحداً. وَاحِدٌ الحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا، إِذًا فَهَذَا نِظَامٌ أَخْلَاقِيٌّ بِالتَّخَلُّقِ وَالتَّعَلُّقِ، مِنْهُ مَا هُوَ لِلْجَمَالِ وَمِنْهُ مَا هُوَ لِلْجَلَالِ. أَحْيَانًا يَخْتَلِفُ الْمَرْءُ هَلْ هَذَا الِاسْمُ عَلَيْهِ مَلَامِحُ الْجَلَالِ أَمْ عَلَيْهِ مَلَامِحُ الْجَمَالِ. ضَرَبَ الشَّيْخُ الْبَاجُورِيُّ لِذَلِكَ مَثَلًا بِالْجَبَّارِ. مَا مَعْنَى الْجَبَّارِ؟ نَحْنُ نَفْهَمُ أَوَّلَ شَيْءٍ أَنَّ الْجَبَّارَ يَعْنِي الْمُنْتَقِمَ، يَعْنِي... شديد المحال يعني لا يخاف ولا يهتم.
قال: حسناً، ربما هو جابر الخواطر وكاسر النفس، فربنا يجبر بخاطرك. الله جبار، أي هكذا يكون من هذا الجمال، يكون هكذا من الجمال. يكون جباراً له تجلٍ في الجمال، وله معنى آخر لتجلي الجلال. إذن يصح أن يكون في الجمال بمعنى أنه يجبر الكسر. المنكسر يا رب أكبر بخاطري، والثانية معناها أنه ينتقم من الظالم المفسد، وأنه ليس الأمر هكذا، لا يُمهل ولا يُهمل، يؤخر العقوبة لكنه "وما كان
ربك نسياً". فالجبار له تجلٍّ في الجمال وله تجلٍّ في الجلال. إذاً نستفيد من هذا أن تعدد هذه الأسماء في كتاب الله بنى لنا منظومة. قيم منظومة أخلاق منظومة يصدق فيها قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق". إذا كان هذا صحيحاً، فالحكاية أن الواجبات محصورة: صلِّ، صم، افعل كذا، والمحرمات محصورة:
لا تسرق، التي كانت وصايا موسى على الجبل: لا تقتل، لا تزنِ، لا تكذب، لا تعمل خارجاً محصورة، تجلس لتعدهم فيكونون عشرة أو عشرين. ما معنى هذا؟ نعم، حسناً، وماذا نفعل ببقية الدنيا؟ الأخلاق، وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت، فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا. العدل هو هذا الخلق، هو أساس المملكة. فإذا رأينا كيف أن هذه الأسماء الحسنى في الكتاب والسنة تبني منظومة أخلاق متكاملة. بالتخلق والتعلق والتصديق نصدق الكمال ونتخلق
بالجمال ونتعلق الله صلى الله عليه وسلم على الخلق القويم. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ، واللاة السلام على سيدنا رسول الله رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. جمع العلماء ما أسموه بالأربعين وذلك أن هناك حديثًا يتكلم فيه رسول الله صلى الله عليه
وسلم أن من حفظ على أمتي أربعين حديثًا حُشِرَ مع الفقهاء أو العلماء أو نحو ذلك صححه بعضهم وضعفه آخرون فرأينا الإمام النووي وهو يجمع ما قيل فيه بأنه أسس الإسلام. كان الأئمة السابقون ومن لدن الصحابة الكرام يريدون مفاتيح تكون معهم من أجل الدخول إلى الدين، فجاء مرة صحابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: "يا رسول الله، تشعبت
بنا". الإسلام فقل لي في الإسلام قولاً لا أسأل أحداً بعدك فيه. قال: قل آمنت بالله ثم استقم. مفتاح! ماذا سنفعل وماذا نفعل؟ إن الدنيا كثُرت علينا، ماذا نفعل؟ قال له: خذ هذا المفتاح، قل آمنت بالله. إذاً لا بد من التصديق بالقضية الكبرى، قضية وجود الله واستحقاقه للعبادة وكذا ثم. استقِل وكن عفيفاً وكن محترماً فقط وستدخل الجنة ويرضى عنك الله، ليس بكثرة الأعمال ولا بقلتها أبداً، وإنما بالمداومة عليها، فأحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلَّت، ثم استقم على الصراط المستقيم، واطلب الاستقامة فهي
الأساس، واتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن. الناس بخُلقٍ حسن أيضاً، هذا مفتاح. فيصبح الصحابة يبحثون عن المفاتيح. قال الإمام الشافعي: "والله لو لم ينزل من القرآن إلا سورة والعصر لكفت الناس". هذا سطر. لنفترض أن الله أوحى إلى سيدنا النبي هذا السطر، يعني العاقل لو تأمل في هذا السطر لعرف كل الشريعة وعرف كل شيء. والعصرِ إن الإنسان لفي خسرٍ، الله تعالى يختصر
الدنيا كلها والآخرة كلها إلا الذين آمنوا. آمنتُ بالله ثم استقمتُ، وتواصوا بالحق ثم استقاموا، وتواصوا بالصبر على الحق. هذا يكفي، فجاء الأئمة وقالوا: طيب، والأحاديث؟ فرُوي عن الشافعي أنه قال: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى". كفاية، هذا واحد. والحديث الثاني من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه. والحديث
الثالث: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك. هذه كافية، وهي أهم الأحاديث التي سنسير بها في طريق الله. ثم جاء الإمام البيهقي فأضاف حديثاً رابعاً، وهكذا أخذ الإمام يجمع في كتابه. وماذا قال الحليمي؟ وماذا قال البيهقي؟ وقال الشافعي ماذا، وقال فلان ماذا، وقال تركان ماذا، وجمعهم هكذا ووصل بهم إلى أربعين حديثاً، فسُميت بالأربعين النووية. وكان في الماضي يُحفِّظون الأطفال هذه الأربعين النووية لكي يمتلك مفاتيح الإسلام، التي عبر القرون عرفوا أن هذه الأربعين هي كل شيء، هي الآية التي
ستلخص الله. عملٌ رفيعٌ جداً، عملٌ علميٌ، أي أن أمه عالمة حقاً. هناك أمم لم تهتم بالعلم من جانب الدين، واهتمت بالعمل والعبادة، وهناك أمم اهتمت بالعلم. تصنيف أمة الإسلام أنها اهتمت بالعلم تماماً، حتى أن هذا العلم صار حجاباً من كثرة الاهتمام به، صار هو نفسه حجاباً، فذهبوا مباشرةً وقالوا: لا. لا يصح هذا الكلام، فعندما نزل جبريل ليعلمنا أمر ديننا أخبرنا رسول الله عن الإحسان، فلا بد من أن تكون طائفة من الأمة قائمة على الإحسان، فظهرت قضية الأخلاق
والقيم والتصوف ودرجة الإحسان التي حاول كثير من الناس أن يتناسوها، فلما تناسوها أصبح ما يفعلونه جثة بلا روح. روح ما يفعلونه إجراءات تحولت العبادة فيها إلى عادة. ما يفعلونه أصبح ميتاً لا معنى له. إذا صليت وصمت وقصرت الجلباب إلى منتصف الساقين وأطلقت اللحية إلى منتصف السرة وكل شيء، ولم تكن رحيماً أو
عفيفاً أو عادلاً أو عفواً أو رقيقاً، وكنت حاقداً حاسداً متكبراً، فالنار أولى بك. إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسادكم ولكن ينظر إلى قلوبكم، هذه هي النهاية، أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فهو يراك. ولذلك هذه الأحاديث التي عُدَّت مفتاحاً للعقيدة ومفتاحاً للشريعة ومفتاحاً للأخلاق، أحاديث في غاية الأهمية، ويجب علينا
أن نعلمها أولادنا وأن يحفظوها. عن ظهر قلب، كلها صحيحة أولاً، وكلها قصيرة وليست من الأحاديث الطويلة. توجد أحاديث طويلة تبلغ صفحة أو صفحتين أو ثلاثة، وقد جمعها الحربي في ثلاثة مجلدات تسمى "الأحاديث الطوال". الحديث الطويل موجود، لكن أغلب الأحاديث ليست كذلك، وهذه الأربعون ليست كذلك، فهي على طول سطر واحد فقط، مثل: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه". من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد. كلمة "رد" تعني أنها تُرفض أي تُحفظ. هل تفهم ما أقصد؟ كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر
سبيل. اللهم اجعل الدنيا في أيدينا ولا تجعلها في قلوبنا. فهذا الشأن له الأساس في بناء الأخلاق الإسلامية. نختار منها هذا من حسن إسلام المرء إذا، هذه ليست أحكام. هذا من حسن الإسلام تركه ما لا يعنيه. قال تعالى: "ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا". تكفي هذه الآية ويكفي هذا
الحديث في الرد على الإشاعات والأكاذيب والترهات وفي الرد على هذه الحالة. الثقافية التي كره الناس فيها حياتهم وكرهوها لغيرهم، وإلى لقاء آخر، نستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.