حديث الجمعة | علامات القيامة " الكبري والوسطي والصغري " الجزء الثاني

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، مع المحجة البيضاء التي ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، مما تركه لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هدىً ونوراً نسترشد به في هذه الحياة الدنيا في طريقنا إلى الله وندعو. أسأل الله لسيدنا النبي أن يجزيه عنا خير ما
جازى نبياً عن أمته ورسولاً عن قومه. نعيش هذه اللحظات عسى أن تتنزل السكينة في قلوبنا وأن يجعل الله هذا المجلس في ميزان حسناتنا يوم القيامة، اللهم آمين. وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم في العلامات الكبرى بعد المهدي والدجال وعيسى يأجوج ومأجوج الذين ينسلون من كل حدب، أي من كل مكان، من الشمال ومن الشرق ومن الغرب ومن الجنوب التفافاً، وهكذا حتى أنهم يمرون على بحيرة طبرية. وجدناهم
في أرمينيا، ومعنى هذا أنهم سيسيرون على غرب تركيا وعلى العراق إلى أن يصلوا إلى لبنان في جنوبه إلى أن يصلوا إلى... فلسطين عند بحيرة طبرية، فإذا جاء آخرهم إلى البحيرة قال: سبحان الله، كان في هذه ماء! يعني شربوها. وبحيرة طبرية هي مورد الماء في هذه المنطقة، وهي التي عليها النزاع، ومن أجلها غزا الكيان الصهيوني اللعين (إسرائيل) جنوب لبنان، وما زال يتمسك بمزارع شبعا من أجل الماء العذب. يأتيهم
حرر الله بلادنا ورد قدسنا ورد كيد الأعداء في نحورهم يأتي يأجوج ومأجوج والناس قد اخترعت صورة أن آذانهم مثل آذان الفيلة وأن أجسامهم على هيئة الأقزام وأن أحدهم يفترش أذنًا من أذنيه ويتغطى بالأذن الأخرى وأمثال هذه الصور كلها خيال لم يصح فيها شيء فهم بشر من البشر. وناس من الناس
وليسوا من نطفة غير النطفة البشرية الآدمية، لكنهم لم يصبروا على حالهم ولم يتخذوا الطريق إلى الله طريقاً، فضلوا وأضلوا وأفسدوا منذ زمن بعيد. الذي نتصوره أنهم يخرجون من الجوع لأن هناك من استشرب البحيرة، يعني هذا أنه يريد أن يملأ بطنه، كأنه وهم. يتكاثرون بأعداد تفوق في نسبة تزايدها الأعداد المعروفة لدى البشر، ولذلك سيضيق بهم المكان مهما اتسع. وعندما
يأذن الله سبحانه وتعالى سيكونون بلاءً على كل هذه المنطقة: على تركيا وعلى إيران وعلى العراق وعلى سوريا وعلى لبنان وعلى فلسطين. والكثرة تغلب الشجاعة، إلا أن معنا كلمة الله وروحه سيدنا عيسى. مؤيَّد من ربه نبي من أولي العزم من الرسل فالفاعل في الحقيقة هو الله، وكل هذا إنما هو أسباب ظاهرية يُجري الله شأنها في كونه كما أراد، وإنما أمره إذا أراد شيئًا
أن يقول له كن فيكون. بعد هذا النزاع والقتال والقتل واستحرار القتل في هذه المنطقة ينتصر عيسى ويدعو. يرسل الله سبحانه وتعالى [موتاً] على يأجوج ومأجوج فيموتون في لحظة واحدة، هذه هي المعجزة. لا يوجد شيء اسمه شعب يموت بأكمله، لم يحدث هذا من قبل، لكن هنا يموتون. أليس هذا يسبب مشكلة؟ يعني لو كانوا عشرين ألفاً أو مائة ألف أو مليوناً أو أي عدد وماتوا مرة واحدة، وسندفنهم كيف ومن الذي سيدفنهم؟ فالناس
بدأت هذه الجثث تصدر رائحة كريهة في المنطقة كلها من شدة كثرة أعدادهم ومن موتهم المفاجئ. فيرسل الله ريحاً تشبه الإعصار، فتأخذ أجسادهم إلى البحر، والبحر فيه سمك يتصرف بالتهامهم، ألقوا المليون في البحر. البحر. ساعة مليون واثنين لأنه عميق وبإذن الله تنتهي هذه الفتنة فيرسل الله بعد ذلك مطراً لينظف أماكنهم،
أي أن هؤلاء الناس سيئون جداً وهم أيضاً غير نظيفين، فكل ما حولهم بعد موتهم قذر، فالسيول ستأتي وتنظف كل ذلك وتجرفه إلى البحر أيضاً، كل ذلك لا يستطيعه بشر ولا يقدر عليه. أحد وهو بإذن الله والأمر لله توكلنا على الله لا يوجد ماذا سنفعل إنه بلاء وكما أنزل البلاء ينزل النصر ولكن على من على ذلك النبي الكريم الذي جعله آية للعالمين سيدنا عيسى عليه السلام
ويعيش عيسى بعد ذلك نحو أربعين سنة يحكم بالعدل وقد ألقى الإسلام بجيرانه في بشبكته في الأرض ويدخل الناس في دين الله أفواجاً بعد ذلك تظهر الشمس من مغربها، تشرق الشمس من مغربها، وهذا معناه أن لحظة اللطيفة تمت فتوقفت الأرض عن الدوران ثم أخذت تدور في الاتجاه المعاكس، وهذا محسوب فلكياً ويعرفه أهل الفلك أن
القوى المغناطيسية تستطيع أن تفعل هذا فتقف الأرض. بإذن الله وبأمر الله وتلتف في الاتجاه المعاكس حتى تظهر الشمس تشرق من المغرب بدلاً من أنها تشرق من المشرق، وحينئذٍ ترفع التوبة فلا تُقبل التوبة بعد ذلك من أحد، وإذا أراد بعضهم عندما يرى هذه الآية أن يزيد في عبادته لا تُقبل هذه الزيادة، إنما يكون على ما كان. مَن عَمِلَ قبل هذه الزيادة يعني يُصلّي الصلوات الخمس ولا يُصلّي السُّنن، خلاص الذي مَحسوب له الصلوات الخمس، بدأ يُصلّي السُّنن فلا شيء
له، بدأ يذكر فاذكر، لا مانع، لكنه لا ثواب لك، بدأ يصوم فلا صيام لك، شخص كان يصوم الاثنين والخميس وكان يذكر وِرده وكان يُصلّي وكان له. حصة من القرآن، فإذا فعل هذا وزاد، فسيُحسب له فقط ما كان يفعله من قبل. لا بد أن يكون له تاريخ حتى يُحسب له. وحينئذٍ وبعد وفاة عيسى عليه السلام، تبدأ علامات أخرى بالظهور، منها
الدابة، ومنها القحطاني الذي سيحكم المسلمين، وهكذا. وبعد الفاصل سنتحدث عن هذه العلامات الكبرى التي بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. بعد موت سيدنا عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ودفنه مع النبي المصطفى والحبيب المجتبى، يستمر الإسلام وتظهر
بعض العلامات، منها خروج دابة تكلم الناس، ومنها أيضاً خروج الشمس من المغرب كما قلنا وذكرنا. والعلامات تحدث العلماء عنها أنهم لا يعرفون بدايتها من نهايتها، يعني تحدث النبي عن علامات لكن لم يرتب لنا ما الذي كان قبل ذلك إلى آخره، فكل هذا اجتهاد أن نقول إن هذا بعد هذا وكذا إلى آخر ما هنالك، ولكن الذي رتبه الثلاثة التي قبل العلامات ثم المهدي. فالدجال فعيسى فيأجوج ومأجوج،
بعد ذلك من الشمس ورفع التوبة إلى آخره، بعد ذلك بأجيال. ومنها هدم الكعبة ومنها بياض المصحف، ومنها أن الناس تبدأ بعد أجيال - تُقدّر على الأقل بمائة وعشرين سنة - في النسيان حتى لا يُقال في الأرض "الله الله"، وحينئذٍ عندما لا يُقال في الأرض يقول أحدهم عندما يُسأل:
"سمعت جدي يذكر هذه الكلمة"، يعني لا يعرفون الله أصلاً. والرجل العجوز سمع جده، فهذا يعني مائة سنة عندما كان هذا الرجل صغيراً وسمع جده الذي كان كبيراً يقول هذه الكلمة، فهذه مائة سنة أخرى. ولا تقوم القيامة إلا على لكع ابن لكع. أي أنه بعد أن لا يُقال في الأرض "الله الله"، هذا عندما تقول لشخص: "الله، الكعبة انهدمت والمصحف غير موجود وليس هناك كلمة الله"، وبعد ذلك تسأل وتقول: "ما معنى هذه الكلمة؟ نريد أن نبحثها". فشخص خبير
انزعج وقال: "يا إخواننا، هذه قد سمعتها منذ زمن عند جدي، فلعلها من..." التراث القديم فلا يوجد فيه الله ولا يوجد محمد ولا توجد الكعبة ولا يوجد المصحف، إذا كان هذا فهو أحمق ابن أحمق يعني ستقوم القيامة على ابنه وليس عليه هو، "ما لكم لا ترجون لله وقارا"، ستقوم على ابنه، لا تقوم القيامة إلا على أحمق ابن أحمق، وهذا أظنه. من جمع الروايات يتضح أنه لا يوجد من يقف
بقدميه على الأرض (بمعنى من يتمسك بالحق)، فحين يكون هناك سبعة مليارات شخص، فإن الشائع هو هذا الحال، وليس أن السبعة مليارات جميعهم يكونون شائعين. ولماذا؟ لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق من خالفهم إلى يوم القيامة، تبقى هذه الفئة من الناس موجودة ولكنها مخفية، أي غير ظاهرة في الإذاعة والتلفزيون وغيرهما. ليس لهم كلمة ولا صوت، والناس لا تعرف عنهم شيئاً، لكن الثقافة العامة لا يوجد فيها ذكر الله ولا المصحف وما إلى ذلك، والنبي صلى الله عليه وسلم. يقول: "إذا أتتك الساعة
وفي يد أحدكم فسيلة فليزرعها". حسناً، إنه يخاطب شخصاً ما، فكيف يكون هذا الذي ورد في "لكع بن لكع" وحيث لا يقال في الأرض "الله الله" إلى آخره؟ إنما هو في العموم الشائع وليس في آحاد الناس. كل فرد يعني، فلن يكون هناك ولا شخص واحد. لا أدلة أخرى تقول أن هناك من يبقى وهناك من سيظل، ونرى الإمام الجويني في "الغياثي" - وهو كتاب له - يتكلم عن الأحوال التي لو كانت، يتكلم عن فقد المجتهد وماذا سيكون الحال، وتكلم
عن فقد المصادر. افترض أنه لا يوجد كتاب وسنة، ولم يصلنا الكتاب والسنة، فُقِدوا مثل كلامُ آخرِ الزمانِ يبدو هكذا فعلاً. لقد أتوا به من هذه الأدلة، وتحدث عن فقدان الكعبة فقال: فليتوجه في صلاته إلى جهتها. وقال أنه عند فقدان المصادر نذهب إلى العلماء، فإذا فقدنا العلماء أيضاً ولا أحد يعلم أي شيء، وفقدنا المصادر وفقدنا العلماء، فلنفعل ما نستطيعه، ولا يكلف الله نفساً. إلا وسعها، إذًا عندما نفقد المصادر، ثم نفقد العلماء، ثم نفقد المجتهدين، ثم نفقد القبلة،
ثم نفقد الحالة الشائعة، كل هذا يؤدي بنا إلى حالة من الانتقال من دائرة إلى دائرة إلى دائرة. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتوفانا قبل هذا الزمان، أن نكد ولا يأتي زمان إلا الذي. بعده شر منه أيضاً ليس في مطلقه ولكن في عموم الزمان. فكل هذا الذي ورد في السنة الشريفة المطهرة إنما يتكلم لا عن جميع الأفراد بل عن
مجموعهم. الفرق بين الجميع والمجموع أن الجميع تعني فرداً أما المجموع فيعني الهيئة وليس فرداً فكل ما ورد إنما يتعلق بالمجموع الجميع من العلماء يقولون هكذا أنه يتعلق بالمجموع لا الجميع، يعني بالأمر الشائع. ويؤكد هذا "لا تزال طائفة"، طائفة تعني مجموعة وليست جميع الأمة. مجموعة لفضلها، فأين إذاً بقية الأمة وقتها؟ أصلاً لم ينبهنا النبي
صلى الله عليه وآله وسلم عند استكمال هذه العلامات أن لا نشارك في الدماء حتى فكن أنت عبد الله المقتول ولا تكن أنت عبد الله القاتل على ضلال الدواعش والخوارج والإخوان وأمثال هؤلاء. رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كف يدك"، وهو يقول: "لا"! ليس له حول وقوة. لا، يا أخي، ليس لك حول ولا قوة. رسول الله صلى الله عليه وسلم يتكلم عن مال المرء غنيمات يتتبع بها شعف الجبال ومواضع القطر، يفر بدينه من الفتن، ويقول دائماً: "ننزل نقاتلكم". رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتحدث عن عزلة الدار، فإذا
دخل عليك دارك فالزم بيتك، وإذا دخل عليك بيتك فالزم حجرتك، وإذا دخل عليك حجرتك فالزم مصلاك، وهو يقول دائماً. في سبيل الله كنا نبتغي رفع اللواء، فليقم للدين مجده أو ترق فيه الدماء. من نطيع؟ نطيع رسول الله الذي أمرنا بكف أيدينا، أم نطيع من جعلنا أضحوكة في العالم، مفعولاً بنا غير فاعلين، ينفذ بنا شياطين الإنس والجن خططهم؟ من نتبع؟ فإنا لله وإنا إليه راجعون إلى لقاء. أخيراً، أستودعكم
الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.