حديث الجمعة | كيفية التفرقة بين النص وتفسير النص وتطبيق النص

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع المحجة البيضاء التي تركنا عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك نعيش هذه اللحظات ونجعلها حجة لنا مع الله سبحانه وتعالى يوم القيامة وندعوه سبحانه أن يُؤتى سيدُنا
النبيُّ الوسيلةَ والفضيلةَ والدرجةَ العاليةَ الرفيعةَ وسؤلَهُ يومَ القيامةِ. اللهمَّ ألهِمِ المسلمينَ بعلمِ القواعدِ الفقهيةِ كما ألهمتَهم بأصولِ الفقهِ كما تحدثنا على ذلك، وألهمهم بفقهٍ واسعٍ فرَّقوا فيه بين النصِّ المقدسِ وبين تفسيرِهِ وبين تطبيقِهِ، فرأيناهم رضيَ اللهُ تعالى عنهم وأرضاهم وضعوا النصَّ المقدسَ أمامَهم الكتابَ والسنةَ وبحثوا. في الكتاب
ما الحجة فوجدوا الحجة في كلام الله وكلام الله دلهم على كلام رسول الله فقال وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا فجعلوا الحديث النبوي المصدر الثاني للتشريع ثم أنهم وثقوا الكتاب فروي الكتاب بأسانيد كثيرة بلغت مبلغ التواتر الذي يستحيل أن يتواطأ أهله على الكذب في كل جيل في الكتاب المتلو في المغرب هو الكتاب المتلو
في إندونيسيا هو الكتاب المتلو في مصر هو الكتاب المتلو في الحجاز هو الكتاب المتلو في القرن الأول هو الكتاب المتلو الآن "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" فتكلموا عن ما يسمى بقطعي الثبوت، ثابت قطعاً لا ريب فيه، ثم أنهم عندما قسموا الأمر إلى قطعي الثبوت كانت هناك ما يسمى بظني الثبوت، أننا لم نتأكد تأكداً يقينياً كاليقين الأول الذي ثبت به القرآن، فأصبح عندنا الكتاب والسنة على قسمين: قطعي الثبوت وظني الثبوت.
وجاءت المرحلة الثالثة في فهم هذا النص وفي تفسيره، فوجدوا أن الناس جميعاً قد فهموا رعية واللغوية. المرعية فأصبحت تُسمى بظني الدلالة وثبوت دلالة قطعي وظني، صار عندنا أربعة أقسام: قطعي الثبوت قطعي الدلالة، وهو القرآن الكريم
في القطعي منه: "الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان"، "فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان". انتهى الأمر. "قل هو الله أحد الله الصمد"، انتهى الأمر، لا يوجد، لا يصح أن تقول. هذا ربنا اثنان، هذا ربنا ثلاثة، أبداً لا يصح، وهكذا. لكن هناك ما هو ظني الدلالة وإن كان في القرآن، و"المطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء" يعني ثلاث حيضات أو ثلاثة أطهار؟ قيل وقيل، يمكن هكذا وهكذا. "فامسحوا برؤوسكم" يعني بعض الرأس
أم كل الرأس أم ربع الرأس؟ قيل وقيل إذا. هناك قطعي الثبوت قطعي الدلالة، وقطعي الثبوت ظني الدلالة، وظني الثبوت كالسنة وكالقراءات التي رويت عن الأئمة شذوذاً. يعني الإمام قالها نعم لكن شاذ. "عذابي أصيب به من أساء" هي "من أشاء". إنما الحسن البصري رأيه "من أساء". وبعد ذلك شخص يقول إنني سمعت الإمام الشافعي يقول نفس الكلمة هكذا. مَنْ أساءَ وليس لنا شأن به، الإمام الشافعي مع علوه وعظمته، والإمام
الحسن مع علوه وعظمته، إلا أن هذا خلاف المتواتر، فبأيهما نأخذ؟ قال: خذ بالمتواتر. هل تحتمل القراءة هذه الرسم؟ نعم، تحتمله "أشاء" و"أساء"، الاختلاف في النقط فقط. لماذا معناها سيئ؟ لماذا معناها سيئ؟ عذابي أصيب به. من أساء معناها حلو ومن أساء معناها حلو، فإذا لم يكن هناك شيء يجعلنا نرفضها، قال إن السند جاء حتى لو عن سيدنا فلان وسيدنا علان، إلا أن القرآن يعلو ولا يُعلى عليه، نأخذ به. سيدنا أبو حنيفة: "إنما يخشى الله من عباده العلماء"، "إنما
يخشى الله العلماء" إلا... يعني يحترمهم يعني يعني يعني يكون لهم قيمة هكذا، حسناً لكن هذا سيدنا أبو حنيفة، ولو كان سيدنا أبو حنيفة ولا يهمنا، يكون القرآن، نعم هذا هنا إذاً ما هذا الشيء؟ هذا عالٍ جداً جداً جداً، هذا القرآن. أنأخذ إذاً هذه أم لا نأخذها؟ تكون هذه ظنية الثبوت أو الأحاديث أغلب. الأحاديث ظنية الثبوت ولذلك لا يكفر منكرها، إنما يعني أن شخصاً ينكر شيئاً من غير أي سبب هكذا، لا معقول ولا منطقي، فيكون هذا يُقال له: لا، لا نكفره ولا شيء، إنما هو فاسق. وفاسق تعني أنه متلاعب، أي ليس لديه غرض خير، وليست
لديه ضوابط علمية، سبحانك. طه، أي أنك تعمل فقط، وهي ظاهرة صوتية، لكننا نريد قواعد نسير عليها، ظني الدلالة، أي ظني الثبوت، ظني الدلالة، هذا رقم أربعة. ثم دخل سُليك الغطفاني، وهو أحد الصحابة، لم يكن ساكناً في المدينة، في يوم الجمعة، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: "لماذا لا؟". اجلس يا سليم، هلا صليت ركعتين اللتين هما تحية المسجد، فسيدنا
الإمام الشافعي قال: إن تحية المسجد واجبة حتى لو كان الإمام يخطب. سيدنا الإمام مالك قال: لكنني لم أرَ أهل المدينة يفعلون هكذا. من هم أهل المدينة هؤلاء؟ أبناء الصحابة كلهم، عندما يأتي ليجلس قالوا له: لا، حسناً. ما هو الحديث؟ قال: الحديث صحيح. قلنا له: لا، إذا كان الحديث صحيحاً فلنأخذ به. قال: لا، أنتم لستم منتبهين، فسُلَيك كان صعلوكاً، والصعلوك يعني فقيراً، وكان كثير من الصحابة عندما يكون لديهم فائض يخزنونه هكذا ويكتبون عليه: سُلَيك. النبيتة يأتي ويقول لك هم. كانوا يعرفون الكتابة، هل انتبهت للهراء؟ نعم، إنه هراء
حقيقي والله. هل كان الصحابة يملكون قلماً في المصدر؟ لا يا أخي، لم يكن لديهم قلم في المصدر ولم يكونوا يكتبون، لكنهم كانوا يخزنونها هكذا على جانبه. لماذا قلت إذن أنهم كانوا يكتبون؟ قال إنك تعيش في أوهامك. أعيش في النصية يعني أريد أن أسير بالنص، لا أفهم ولا أعرف الحكمة التي وراءها، لذا سنتعب مع بعضنا، مدرستان مختلفتان. نحن نريد أن نفهم الناس، فأفهمك هكذا كأنك تكتب على ظهره أو شيء تضعه هكذا. قال: لا، يجب أن نعيش زمن النبي. لا يا سيدي، يجب أن تتجاوز زمن النبي إلى... منهج النبي صلى الله عليه وسلم أن تعيش حياة النبي وليس أن تعيش زمن النبي،
تعيش النبي في أحكامه وأخلاقه وفي علاقاته وفي مواقفه، لأنك غير صادق، إذاً لماذا تذهب لتجلب إمدادات الذخيرة من الغرب والشرق؟ إذاً لماذا معك حوالي تسعمائة سيارة دفع رباعي جديدة؟ من أين أتتك؟ أليس هذا من المصانع التي صنعت المصانع، من أين أعطوها لك إن شاء الله؟ حسناً، والسلاح الذي سرقته، تقول من هنا ومن هناك، حسناً، والذخيرة التي تنفد، من أين سرقتها؟ لا بد أن هناك إمداداً، فأين الإمداد إذاً؟ من أين يأتيك؟ من أعداء الله، وأنت تضحك
علينا وتضحك على المسلمين، تضحك على شباب المسلمين الأغرار الذين ليس لديهم خبرة. فاهم شيئاً لكي يأتي ويتورط معك لأجل أوهامك لتحقق به كلام الصهاينة وكلام أعداء الله ورسوله من التقسيم ومن الدولة الثانية ومن ومن ومن. يا سلام يا أخي لقد أصبحت مُملاً. بعد الفاصل نواصل. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. ارتسمت الخريطة فجاءنا نص مقدس خدم من حيث الحجية والتوثيق والفهم ثم
وجدنا أنفسنا قد اختلفنا في التفسير بالقواعد المرعية وليس بالهوى والتشهي فأصبح عندنا ما يسمى بالقطع والظن سواء في الثبوت أو في الدلالة وظهرت ظاهرة الإجماع ثم بعد ذلك وجدنا النصوص محدودة والأحداث متتالية فاحتجنا إلى آلية نقيس بها ما ذُكِر على ما لم يُذكَر، نقيس بها ما لم يُذكر على ما ذُكِر، فنشأت إليه القياس، وكل ذلك أدّى إلى نشأة أصول الفقه، وأضافوا الأدلة المختلف فيها، ثم حال المجتهد
والمستفيد، وتكلموا على كيفية التفريق بين النص وتفسير النص وتطبيق النص، كل ذلك والنابتة غيابٌ عنه سواء غياب. عن الأصول أو عن الفقه أو عن القواعد الفقهية التي تساعد الناظر والمجتهد في أن يلحق الشبيه إلى شبيهه والنظير إلى نظيره، فقدوا كل هذا، كما أنهم افتقدوا أركان العلم، ومن هنا وجدنا التخليط، يتكلمون بكلام أهل العلم وليسوا منهم، وقديماً قالوا إن من تكلم بكلام أهل العلم وليس منهم. فهو من باب الشغب، تعريف الشغب: أن تتكلم كأنك
من العلماء هكذا، وأنت لست عالماً بل تخدع الناس. يقول لي: "لكن هذا كلام مرصوص بجانب بعضه مثل العلماء". نعم أخي، هذا بالضبط هو الشغب. تعريف الشغب في كتب الأقدمين: أن يتكلم المرء بلغة أهل العلم. وليس منهم يكون تلبيسًا وتدليسًا، فإذا كان هذا هو الحال الذي نعيشه فاحذروا، فإن النبي صلى الله عليه وسلم حذر منه وقال: "أقوام يتكلمون بألسنتنا يدعون إلى النار". إذًا ينبغي علينا أن نأخذ كل الحذر، والرسالة موجهة خاصة إلى الشباب الذي تتحرك فيه العواطف،
فلا يكون التعامل معه كما أراد الله ورسوله. رسولُ اللهِ تَرَكَ لنا الأُسوةَ الحَسَنَةَ وبَيَّنَ لنا كيفَ نَعيشُ في أقوامٍ يَكرَهونَنا. في مكةَ أربعةَ عَشَرَ سنةً لم يَقتُل أحداً ولم يُحارِب أحداً، وكانَ يقولُ: "لم أُؤمَر بذلك". ولمّا اشتدَّ البلاءُ على المؤمنينَ أمَرَهُم أن يذهبوا إلى الحبشةِ فَفيها مَلِكٌ لا يُظلَمُ عندَهُ أحدٌ، ولم يكُن ذلكَ المَلِكُ مُسلِماً. ولم تكن تلك الديار تريد أن تسلم فذهب الصحابة إلى هناك، بعضهم عاد وبعضهم بقي، هم أصول المسلمين في الحبشة إلى يومنا هذا، أبناء
الصحابة الكرام الذين بقوا حتى بعد الهجرة النبوية الشريفة إلى المدينة المنورة المنيفة. ونموذج آخر في المدينة عندما كان فيها التعدد فبناها على المواطنة، والمواطنة كانت تقبل هذا التعدد ووضع ما أسماه بصحيفة المدينة قبل فيها اليهود وقبل فيها المشركين وقبل فيها المسلمين وقبل فيها من يعيش في المدينة بحيث أن يكون الحق كالواجب وجهان لعملة واحدة ثم بعد ذلك خلت المدينة من أولئك اليهود لخيانتهم في وقت الحرب فحكم
عليهم وطردهم لأنهم أخلوا بالدستور وبالقانون. وصدر ضدهم حكم قضائي كان القاضي فيه من اختاروا سعد بن معاذ رضي الله تعالى عنه وأرضاه، فخلت المدينة إلا من المسلمين. ترك النبي لنا نماذج أربعة نعود إليها إذا عشنا فيها، فلو كنا في قوم يكرهون الإسلام فلننظر ماذا فعل النبي في مكة ونفعل مثله. كان في وقت من الأوقات لا يصطدم معهم بل كان في خفاء لا يغيظهم بل كان يجتمع في دار الأرقم بن أبي الأرقم، والنبي صلى الله عليه وسلم له عائلته وقبيلته ونسبه الشريف الحسيب النسيب الذي
كان يحميه، ولكن ليس هذا شأن جميع المؤمنين. النبي صلى الله عليه وسلم ترك لنا نموذجاً ومثالاً يُحتذى. وأسوة حسنة في حياته في مكة، ثم في حياة الصحابة في الحبشة، ثم في حياة الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة، ثم في المدينة أخيراً. أربعة نماذج، قد أعيش في بلد يجمع بين نموذجين أو بين بين، ولكن بهذه النماذج الأربعة أفهم بعمق كيف أعيش في العالم. إلى يوم الدين سواء في أقوام أحبهم ويحبون أو في أقوام أكرههم ويكرهون أو في قوم لا
كراهية فيها ولا حب وإنما هي المصالح أو في قوم فيها الحب ولكن ليس فيها اتحاد العقيدة أو في قوم وهكذا كل الأحوال المتصورة موجودة في سيرة النبي لقد كان لكم في رسول لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا. حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من تكفير المسلمين، وهذا التكفير هو محل البلاء لأنه يبرر للخارجين عن الدين المارقين أن يقتلوا المسلمين بدعوى أنهم كفار، فالبلية كل البلية أن تكفر أهل القبلة وأن تكفر أهل الإسلام. من توجه بصلواته
الخمس إلى الكعبة المشرفة فهو من أهل القبلة، وهو مقياس ومعيار لمن قاتل المسلمين عبر التاريخ أنهم قد خرجوا فكانوا من الخوارج. نعم، هم من الخوارج الذين وصفهم سيد الخلق بأنهم كلاب النار، شيء شديد، كلاب النار، ولكن هذا أمر الله فيهم. فقد كانت هناك طائفة من المنافقين الذين يظهرون الإسلام ويستبطنون الكفر وهذا لا يعرفه إلا النبي ولذلك لا يمكن أن نحكم بعد عصر النبوة على أحد بالنفاق كما قال العلماء ولكن
هناك علامة للخروج وهي قتال المسلمين فإن قاتل المسلمين لم نكفره أيضا ولذلك يتعجب بعض الناس لماذا الأزهر لا يكفر الدواعش، لا، المسألة ليست هكذا نحن لن نكون مثلهم ما داموا يصلّون، لن نكفّرهم ونقول عنهم أنهم خوارج وأنهم كلاب النار وأنهم مخطئون وأنهم وهكذا، لكن كفار لا، ليسوا كفاراً، وسنظل نحاربهم ونقول اقتلوهم حيث ثقفتموهم وسنقول كل ما قاله النبي، سنقوله ولكن ليسوا كفاراً، أما هم
فيسارعون إلى التكفير فالتدمير فالتفجير وكلها. أمور تخالف ما عليه المحجة البيضاء التي ليلها كنهارها والتي لا يزيغ عنها إلا هالك. إلى لقاء آخر، أستودعكم الله.