#حديث_الجمعة | زمن الفتن .. حكم الشرع في قتل النفس بغير حق

#حديث_الجمعة | زمن الفتن .. حكم الشرع في قتل النفس بغير حق - مجلس الجمعة
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهو باب الرحمة المهداة ولا باب سواه ولا نعرف إلا إياه. هو غايتنا وأملنا وشفيعنا عند الله. والحمد لله،
معه يأخذ بيدنا في فتن مدلهمة. وصفها صلى الله عليه وسلم فقال في فتنة لا يزال الحليم فيها حيران، حذر منها وقال: "لا يدري القاتل فيما قتل ولا يدري فيما قتل ولا يدري المقتول فيما قتل"، وقال: "فإذا أخذك بريق سيفه فغطِّ وجهك بثوبك وكن أنت عبد الله المقتول ولا تكن أنت عبد الله القاتل"، وقال: فإذا دخل عليك دارك فادخل بيتك، وإذا دخل عليك بيتك فادخل حجرتك، وإذا دخل عليك حجرتك فالزم مصلاك، وكن
أنت عبد الله المقتول ولا تكن أنت عبد الله القاتل. حذَّرنا من قتل المسلمين ومن الاشتراك في الفتنة فيها، وقال في فتنة وقع اللسان فيها أشد من وقع السيف رسول الله. صلى الله عليه وسلم والأئمة من بعده يفهمون الأمور بالجلاء والوضوح وهو أن القتل الذي حرمه الله هو القتل الذي ليس بحق وأما القتل الذي هو بحق كالجهاد في سبيل الله فإنه إنما شرع
لأجل درء القتل وقلة القتل وعدم القتل ولذلك أغار رسول الله صلى الله عليه وسلم على بنو المصطلق وهم غارّون، قال الشراح: وذلك حتى يضرأ الدم فيهم. حسناً، كفى أنت وهو، لقد انتهينا كي لا يُقتل. وعدد من قُتل في كل جهاد المسلمين دفعاً لشر المشركين واليهود وغيرهم من المسلمين ومن المشركين ألف وستة. عندما تكون هكذا، تذهب وتحسبهم من السيرة، فقد حسبناهم لأنهم ألف وستة. مائتين وستة وخمسين من المسلمين
وحوالي ثمان مائة من المشركين، سبع مائة وخمسين من المشركين، ألف وستة. هؤلاء في كم سنة؟ عشرة. يعني كل شهر كم؟ كل شهر عشرة، كل شهر ثمانية، تسعة، ثمانية ونصف كل شهر. طيب، وعدد من يُقتل في حوادث السيارات في باريس شهرياً كم؟ أي سنة؟ قُلْ إنه كان يكرهُ الدمَ وكان يكرهُ القتلَ وعفا عن كلِّ مَن أساءَ إليه إلا بحكمٍ
قضائي، فالقضاءُ شيءٌ آخرُ تعظيماً لشأنِ القضاء. والذي حصلَ مع بني النضير كان قضاءً، وقضاءً لم يَرِدْ في العالمين، حيثُ أنه أعطاهم حقَّ اختيارِ القاضي، وهذا لم يحدث في العالمين إلى اليوم. أن يُعطى المتهم حق اختيار القاضي فاختاروا سعد بن معاذ لأموال بينه وبينهم، فحكم سعد بحكم الله، فقُتلوا بالخيانة العظمى في وقت الحرب إن أردنا التعبيرات الحديثة. إذ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمنا كيف
نعيش على المحجة البيضاء، مما افتقده هؤلاء المساكين، هؤلاء المتشددون المرجفون المفسدون الخوارج الذين قتلوا النفس البريئة بغير نفس وبغير حق مما افتقدوه إدراك الواقع. افتقدوا إدراك الواقع والواقع مكون من عوالم متعددة: عالم الأشياء، وعالم الأشخاص، وعالم الأحداث، وعالم الأفكار، ويضمها جميعاً النظم. وكل عالم من هذه العوالم له طريقة وله عقيدة، فعالم
الأشياء ربنا سبحانه وتعالى أراد أن نتعامل معه معاملة المستفيد. لا المستهلك معاملة المستفيد، لا المستهلك فإن المستهلك من الهلاك، والمستفيد يدخل ذلك في فائدة يدور معه الشيء كوناً. يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين. كُل، ولكن ليس على سبيل الطرف ولا الترف. بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه،
فإن... كان ولا بد فاعلاً فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه، ويرى بعضهم أن هذه اللقيمات التي تقيم الصلب لا أكثر من ذلك، وكأنها في إشارة الآية، فالآية تقول: "يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد"، ومسجد مصدر ميمي يصلح للدلالة على الزمان والمكان والحدث، فهو من قبيل المشترك لأنه. قد يدل على الزمان وقد يدل على المكان وقد يدل على حدث السجود، فإذا
كان الأمر كذلك فيؤخذ من إشارتها أن تأكل خمس مرات في اليوم كما أنك تسجد خمس مرات في اليوم عند كل مسجد، وكلوا واشربوا يعني عند كل مسجد يعني خمس مرات، فماذا تأكل في الخمس مرات؟ تأكل هذه لقيمات بحسب ابن آدم، لقيمات، وحددوا اللقيمات باللوزتين أو ثلاثة. ثلاث لوزات ماذا يفعلون؟ إنما هو لكي نرى نحن كم ابتعدنا. ثلاث لوزات في خمسة تساوي خمس عشرة لوزة في اليوم. أنت تأكل خمس
عشرة لوزة في اليوم! هذا أنت تعطيها، ولو قلت لك... خمس مرات تذهب لتأكل خمس وجبات كاملة، وربما جميعها تحتوي على لحم. لا، القضية ليست كذلك. القضية هي أن هذا الجسد يكتفي، ومن هنا طُولب بالحلال. والحلال يأتي معه استجابة الدعاء، ويأتي معه رقة القلب، ويأتي مع الحلال أن الدم الذي يجري في عروقك يساعدك على الذكر، فينير قلبك فتصبح وتدخل. في طريق الله في القلوب الضارعة التي كثيراً ما نتحدث عنها، ثم تحاول أن تفعل المعصية فيُحال
بينك وبينها، ومنكم من يُقاد إلى الجنة بالسلاسل. بعد الفاصل نواصل، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. هناك عوارض للواقع مختلفة لكنها متشابكة. ولكنها متغيرة ولكنها نسبية ولكنها منها الظاهر ومنها الحقيقة ومنها الواقع ومنها نفس الأمر، ولكنها تحتاج إلى معرفة، والمعرفة تحتاج إلى برهان،
والبرهان يؤدي بك إلى الاطمئنان ثم إلى الأمن والأمان، وكل ذلك من الحكمة، يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤتَ الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً. الواقع مكوَّن من عالم. الأشياء وعالم الأشياء تُدرك بالحس الذي خلقه الله في آدم، والحس إما أن يكون بالبصر أو بالسمع أو باللمس أو بالشم أو بالتذوق. الماء الذي نشربه هو الماء الذي شربه سيدنا وأبونا آدم عليه السلام، والنار محرقة، والشمس مشرقة، والشجرة مورقة طوال
عمر البشرية، وهذا ما يسمى بالظاهر أو بالواقع. ندركه بحسنا من غير إله، ولكن بالآلة أدركنا حقائق الأشياء وعمقها ونفس أمرها، فأدركنا أن هذا الكون مكون من جزيئيات، والجزيئيات من ذرات، والذرات لها جدول إلى آخر ما تعلمناه في مراحل الدرس. ما هذا؟ هذا ليس هو الظاهر، لا يعرفه بعضهم ولا يفهم معناه ولا يريد، والشرع عندما تعلق. تعلق بالظاهر الواقعي لا بنفس الأمر، فإن الماء كما تعلمنا مكون
من غازين: هيدروجين وأكسجين، هذا يشتعل وهذا يساعد على الاشتعال، فهو نار الله الموقدة. فلا يأتي أحدهم ويقول: أنا لا أتوضأ بالماء. لماذا؟ قال: لأنه نار الله الموقدة. لماذا لا يأتي ويقول كذا؟ لأن الشرع تعلق بالواقع ولم يتعلق. بنفس الأمر فكل أوامر الشرع تعلقت بعموم الناس بالبدوي بالحضري بالمتعلم بغير المتعلم وهكذا، ويفيد هذا في أمور كثيرة. وأيضاً إدراك الأشخاص وما حدث فيها من تركيب، فإن هناك شخصية طبيعية وهناك شخصية اعتبارية،
والشخصية الاعتبارية هذه لها جذور في التاريخ بدأت مع الوقف ومع المسجد ومع الديوان ومع الدولة. ومع الجيش ثم تطورت إلى شركات عابرة للقارات وبنوك وبورصات وأوراق مالية وأسواق عالمية واتحادات، لا بد أن ندرك أحكام كل ذلك وأن نفرق بينها، وكذلك الأحداث تحتاج إلى متابعة وإلى تحليل وإلى إصلاح لبعض ما يحدث، وكذلك الأفكار فيها مقايسة على معرفتنا المأخوذة من الكتاب والسنة مع النموذج المعرفي. نحن
نؤمن بالله وباليوم الآخر وبالتكليف وبالرسل وبالكتب وبالأنبياء من قبلنا، ونؤمن أن هذه الدار إنما هي مزرعة للآخرة، ونؤمن بأن هناك حساباً، وأن هناك عقاباً، وأن هناك ثواباً، وهذا الإيمان يؤثر في سلوكنا، فإذا هممت بمعصية تذكرت وقلت: لا، هذا يُغضب الله، فامتنع عن المعصية. إذاً هذه العقيدة. تؤثر في السلوك وتؤثر في الدنيا وتؤثر في القرار فأشتري هذا وأبيع هذا ولا أشتري ولا أبيع لا هذا ولا ذاك، كل ذلك من أمر التكليف. إذا لم نفهم هذا الأمر مع غباوة شديدة في إدراك المقاصد
والمصالح والمآلات، ومع غباوة سابقة في إدراك النصوص، تكوّنت هذه الإرهابيات الرواجف الذين يرجفون فيقتلون فيفسدون والله بهم عليم، يسأل الناس: ما هذا؟ متى ظهر هذا فجأة؟ هو لم يظهر فجأة، هو سُكت عنه، هو انتشر انتشار السرطان في الجسد، هو من غير ضابط ولا رابط، وهذا هو الذي نسميه بالانحراف عن المحجة البيضاء. انحرفوا عن المحجة البيضاء، بعضهم كان انحرافه خطأ كتكوين. الجماعات
النبي لم يقل لك كن الجماعات. النبي يقول: ابحث عن الجماعة تجدها موجودة، وإن لم تجدها فاسكت. وهذه الجماعة عليها إمام، عليها ملك، عليها سلطان، عليها قائد للجيوش، عليها أمر واضح تماماً. لا يوجد أن تجمع نفسك، يعني لماذا لا يوجد حول ولا قوة؟ لا، ليس لك حول ولا. قوة، لا حول ولا قوة إلا بالله، يعني لن أكون جباناً هكذا. لا، لا تكن جباناً، أنت ستكون تقياً. هل التقوى هي الجبن؟ لا، إن عقلك هو الذي فيه قاذورات ينبغي أن تُنظف. هذه طاعة لله. طاعة لله تعني أن نسكت في بيوتنا مثل النساء؟ نعم، اجلس في بيوتكم.
مثل النساء، ما شأن النساء؟ هي نساء كانت حيوانات. ماذا يعني أن يجلس في بيته مثل النساء؟ هل الله أمرنا بهذا؟ نعم، أمرك بهذا. الآن في هذا الوقت أمرك بهذا، فكن أنت عبد الله المقتول ولا تكن أنت عبد الله القاتل يا حيوان. إنه أمر غريب جداً وهو يتكلم. يتكلم لكي يحرجك، يتكلم لأنك ستقول له، يعني يقول لك: هل نجلس في البيوت مثل النساء؟ نعم، اجلس في البيوت مثل النساء. الآن أصبح الشباب التابعون للإخوان الإرهابيين والشباب التابعون لداعش يقولون: الشيخ يدعو المسلمين أن يكونوا نساءً! حسناً، ها أنا أقول: يا داعش ويا إخوان إرهابيين، أنا... أقول
لكم تطوعوا، رسول الله سينزلها. الشيخ يدّعي أن رسول الله قال للمسلمين كونوا مثل النساء، وهكذا كذب وقلة حياء وقلة أدب وقلة ديانة وقلة فهم وغباء في التناول، وملؤوا الأرض ضجيجاً بهذا. ستعمل الأدوات الإلكترونية الخاصة برصد وغير رصد، والشباب الإخوانية الإرهابية لعنة الله عليهم أجمعين، سيعملون لماذا؟ يحرفون. يُحرِّفون الكلمة عن مواضعها، يأخذون كلمة ويطيرون بها ويبنون عليها. ولماذا تفعل هكذا؟ أنت لماذا تكذب؟ الله يريد أن يوصل للحكم؟ مسكين عبده مشتاق،
مشتاق جداً. هذا الحكم بلاء، هذا الحكم بلاء. أتريد أن تبتلي نفسك به وتبتلي الأمة من ورائك؟ إن هذا الأمر، انظر إلى المحجة البيضاء الآن. إن هذا الأمر لا نوليه من طلبه. كنا أصدقاء في الأزهر نقول لهم: "الإخوان المسلمون، ما الفرق بيننا وبينهم؟" كانوا وقتها الإخوان، قبل أن يصبحوا سلفيين وغير ذلك، أشاعرة، وكان منهم صوفي عمر التلمساني، فقد كان خلوتياً، كان الشيخ الطالب من الخلوتية، فنقول لهم: "ما الفرق بيننا وبينهم؟" فكانوا يقولون لنا نحن نريد أن نحكم
بالإسلام وهم يريدون ويقولون نريد أن نحكم بالإسلام. الحق أين؟ مع الأزهر؟ مع العلماء؟ أنتم علماء السلطان. حسناً يا غبي، لماذا؟ لو كانوا علماء السلطان، فهذا يعني أن السلطان تقي. إذا جمع علماء حوله ليسألهم، فهو سلطان تقي والله. العلماء هم ليسوا مثل هذا العالم السيء، إنما الرجل الرئيس الذي أحضر، أو الملك، أو السلطان، أو من هذا القبيل الذي يكون عالم بجانبه، فهذا سلطان تقي. حسبنا الله ونعم الوكيل، إلى لقاء آخر، نستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    #حديث_الجمعة | زمن الفتن .. حكم الشرع في قتل النفس بغير حق | نور الدين والدنيا