#حديث_الجمعة | صفات خوارج العصر و كيفية التعامل معهم

#حديث_الجمعة | صفات خوارج العصر و كيفية التعامل معهم - المتشددون, مجلس الجمعة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم مع سيرته المنيفة الشريفة بعد انتقاله، وقد تركنا على المحجة البيضاء، وكما قال: "ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك". نعيش هذه اللحظات نقيس فيها الشبيه إلى... شبيهه والنظير إلى نظيره ونلتمس منها الهدى عسى أن تضيء لنا، وكما قلنا مرارًا فإن المحجة البيضاء تتمثل
كما قال في ثلاثة: "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدًا: كتاب الله وعترة أهل بيتي"، وقال: "كتاب الله وسنتي"، فصارت ثلاثة: كتاب الله، وعترة أهل البيت الكريم، والسنة. النبوية المشرفة تركنا فألهمنا الله سبحانه وتعالى حفظ كتابه ووفق الأمة لتلاوته بالليل والنهار وبأن يتلقى صغيرنا من كبيرنا كتاب الله بسند متصل لا غبار عليه وصل من الكثرة والتواتر والانتشار ما يستحيل معه ادعاء الكذب
في حرف من حروفه ولا في أداء من أداءاته وأرشدنا وعلمنا وألهمنا سبحانه وتعالى أن نفعل هذا في السنة المشرفة بأسانيد كان عليها من شمس الضحى نور ومن فلق الصباح عمود، ما فيها إلا سيد عن سيد حاز المكارم والتقى والجود، فأقام سبحانه وتعالى العلماء في كل حلقة من الحلقات ينثال من خلالهم العلم والبركة المتصلة بسيدنا صلى الله عليه وآله وسلم ولم تنقطع. النصوص وحدها،
وهذا خطأ وقع فيه المتطرفون والمتشددون والمرجفون ممن انحرفوا عن سنة النبي، فكانوا خوارج وكانوا من كلاب النار كما وصفهم سيدنا صلى الله عليه وسلم. وذلك أنهم ظنوا أن النصوص قد نُقلت وحدها، فاستقلوا بالنظر في الكتب فضلوا وأضلوا، وملأوا الأرض ضجيجاً وفساداً وإفساداً، وفقدوا الشيء الكثير مما. حَمَلَها علماءُ الأمة عبرَ القرون عن سيدنا صلى الله عليه وآله وسلم، فما الذي حمله هؤلاء العلماء؟ ما الذي حملوه من المحجة البيضاء؟ وما
الذي افتقده المفسدون المتطرفون الذين أزالوا بنيان الرب سبحانه وتعالى؟ ما هذا؟ هؤلاء المتشددون افتقدوا السند، فعندنا سندٌ مسلسلٌ بالمصريين، وسندٌ مسلسلٌ بالشوام، وسندٌ مسلسلٌ بالشافعية. وسند مسلسل بالمالكية وسند مسلسل وليس لدينا سلف في أن يكون السند مسلسل بالمتشددين ولا بالخوارج. ليس هناك سند على وجه الأرض حلقاته خوارج، ليس
هناك شيء يُسمى هذا. فهم في أنفسهم بدعة في دين الله، بعيدون عن المحجة البيضاء والبركة التي لا يعرفونها ولا تصل إلى عقولهم ولا إلى من المحجة البيضاء الشيخ: "اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"، لكنهم أنكروا التقليد في كتبهم وادّعوا الاجتهاد، حتى أن بعضهم - وقد وصلت هذه الطوائف إلى أكثر من مائة وعشرين طائفة حصرناهم بأسمائهم وأحوالهم وأفكارهم - وكلما نقول لهؤلاء: قلتم كذا، يقول: لم أقل، بل قال زميلي، ونحن
نرد. على الجميع، سمعنا منهم بآذاننا ونحن نجادلهم ونناقشهم أن الاجتهاد جزء من الإسلام لا يُقبل الإسلام إلا به. قلنا لهم: "وضعاف الثقافة والعلوم، هل تجعلهم يتجرؤون على الاجتهاد؟" قال: "نعم، وإلا لا يكون مسلماً". ولم يقل بهذه المقولة الخبيثة سوى هؤلاء الخوارج، والحمد لله رب العالمين، فقد برّأ الله علماء... الأمة أن يميلوا أو يذهبوا لمثل هذه التفاهات وهذا يُشعر أتباعهم بالزعامة، فهم يأتون بالمجرمين كما هو حادث في سيناء،
وبدلاً من أن يكون رئيساً للصوص والنصابين وتجار المخدرات، يصبح زعيماً دينياً، ويرى أن الزعامة الدينية أفضل من أن يكون زعيماً للصوص وقائداً للمخدرات، فيتمسك بها، بل ويضحي بحياته التي لا قيمة لها أصلاً حيث إنه محكوم بالإعدام قبل أن يفر من السجون، والناس تتحدث وتقول ما هذا الذي يحدث في سيناء. نعم، إنهم أناس يريدون الزعامة فيكفرون المسلمين ويخرجون على المسلمين بالسيف، يتهمونهم مرة بالشرك ومرة بالكفر، ويعلم الله أن
أغلبهم وفي جملتهم لا يحسنون الوضوء، وفي تراثنا أن السيدة نفيسة وكانت يُطلق عليها نفيسة العلم حتى إن الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه مع جلالته وعلمه وفضله واجتهاده وأنه عالم قريش الذي ملأ الأرض علماً كان يسألها الدعاء حتى أنه طلب منها أن تصلي عليه، وصلت على الشافعي مرتين، مرة في مسجد عمرو بن العاص ومرة مروا به بيت السيدة نفيسة من أجل
أن تصلي عليه نفيسة العلم، فلما مات سألوها كيف كان علم الشافعي، قالت: رحمه الله، كان رجلاً يُحسن الوضوء. سَلْ هؤلاء، تراهم يسخرون وتراهم لا يعرفون معاني الكلام، فإن الكلام له معانٍ لكن لا تفقهه إلا القلوب الحية. سَلْ هؤلاء الخوارج، هم لا يفقهون عن... رسول الله ولا عن أهل رسول الله شيء، والسيدة نفيسة من خيار أهل
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهي بنت الحسن الأنور، شرفت مصر مع أبيها وأنارت مصر بضريحهما. رضي الله تعالى عنها وأرضاها. إنه كان رجلاً يُحسِن الوضوء، وذلك أنه قد تعلمنا من السنة في جملتها ومن التأمل. من القرآن الكريم أنه إذا صحت البدايات صحت النهايات، وبدايات الأمر مع الله الوضوء الذي لا تصح الصلاة إلا به. فإذا كان الشافعي قد أتقن الوضوء وأحسنه، فهذا دليل وبرهان على أنه قد
أحسن النهايات، وأنه خُتم له بخير، وأن قلبه كان معلقاً متضرعاً بالله تعالى. هؤلاء الخوارج أفسدوا الدين. والدنيا معنا لماذا؟ لأنهم لم يدركوا، لم يعيشوا، لم يعرفوا، لم يتعلموا المحجة البيضاء التي تركها لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وكم من مرة كنت أتعجب من حديث الخوارج كلاب أهل النار. بعد الفاصل نرى لماذا تعجبت. بسم
الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا. رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. تعجبت أيما عجب كيف يصف رسول الله صلى الله عليه وسلم - وهو الذي أبعدنا عن التكفير - الخوارج وهم مسلمون بأنهم كلاب أهل النار، حتى ظهر الخوارج في عصرنا ولم يكونوا قد ظهروا، لأنهم عندما ظهروا في سنة سبع وثلاثين من الهجرة ضد العِلم علي رضي الله تعالى عنه وأرضاه بقيت فتنتهم خمساً
وأربعين سنة وقُضي عليهم في سنة ثلاث وثمانين من الهجرة وظل فكراً مستوراً وظهر في القرن الرابع الهجري في المغرب ثم قُضي عليه وظل فكراً مستوراً حتى ظهر منذ مائتي عام يحاول أن يفت ويحطم الدولة العثمانية ليس إلا لأنها. وَحدة المسلمين ودولتهم، ثم بعد ذلك أصبح مستوراً إلى أن ظهر خوارج
العصر الذين يُريقون الدماء. ماذا يفعل الخارجي؟ إنه من داخل الإسلام لا من خارجه، لكنه لا يفقه الإسلام ولا يعرف الإسلام ويُغيّر معالم الإسلام، وهذا يؤدي إلى أن يكون حجاباً بين الخلق والخالق، فيكون صاداً عن سبيل الله. ولو كان بغير علم وهذا يؤدي إلى تشويه صورة الإسلام في العالمين، وهذا عكس مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول: "بلّغوا عني ولو آية"، ولو آية عكس مراد أمر ربنا سبحانه وتعالى: "وكذلك جعلناكم أمة وسطاً
لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً"، وشهداء جمع شهيد. وليس جمع شاهد وشهيد، ففعيل تصلح للدلالة على اسم الفاعل واسم المفعول معاً، فهو شاهد ومشهود. والوسط قمة الجبل، فنحن في قمة الجبل نرى الناس ويرانا الناس. فيجب علينا أن نتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن نكرر حاله في حالنا، وأن نعيشه في وقتنا، وأن نكون وقد جعلناه. أسوة حسنة واتبعناه لحبنا في الله سبحانه وتعالى: "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله"،
"لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا". إذا كان الأمر كذلك فنحن أمثلة أمام العالمين، فنكون مشهودين بالخير، أمة خيرية، فنحن نشاهد الناس والناس. تشاهدنا وعلينا أن نعطي المثال الأتم الحسن أمام الناس حتى يحبنا الناس حتى لو لم يؤمنوا بعقيدتنا ولا بما معنا من الحق، لكن لا يكرهوننا إلا إذا كرهوا ربنا أو رسولنا أو الدين فهذا
شأنهم. أما أن يكرهونا لأننا على سوء خلق فجعلت الأمة ظالمة وجعلت الناس من غير المسلمين. مظلومين، هل هذا هو مراد الله؟ لقد عكسوا مراد الله، ولذلك كانوا كلاب النار حتى لو شهدوا الشهادتين وصلوا الصلوات الخمس وماتوا على ملة الإسلام. علمنا ذلك سيدنا علي عندما سُئل: أكفارٌ هم؟ قال: لا، من الكفر فروا، هم إخوة لنا بغوا علينا، فكانوا من المنافقين ومن البغاة ومن أهل العذاب الأليم حتى أنهم ينبحون على أهل النار عقوبة لهم ولما
فعلوه. موعدنا عند مليك مقتدر، موعدنا عند الله مالك يوم الدين، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. سيُهزم الجمع ويولون الدبر. لماذا؟ لأنهم رفعوا راية الدين على ما أرادوه من الدنيا من الفساد. قال تعالى: "يؤتي الملك من يشاء". وينزع الملك ممن يشاء فأرادوا أن يكونوا ملوكاً وأن يكونوا حكاماً. لم يكلفني الله سبحانه وتعالى بذلك. ماذا
قال رسول الله فيما أخرجه البخاري: "فإن لم يكن في الأرض إمام فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن يأتيك الموت وأنت تعض على جذع نخلة مؤمناً بالله واليوم الآخر" وفيما أخرجه أحمد. فإن لم يكن في الأرض خليفة فالهرب الهرب، وفي غيرها من الأحاديث التي وصف لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم المحجة البيضاء. ماذا نفعل؟ قال: "ويكثر الهرج". قالوا: "وما الهرج يا رسول الله؟" قال: "الكذب والقتل". قالوا: "أكثر مما نقتل؟" قال: "أنتم تقتلون المشركين، يومئذ
يقتل الرجل أخاه وابن..." عمه وجاره قالوا أومعهم عقولهم يومئذٍ يا رسول الله؟ قال: يسلب الله عقول أهل هذا الزمان، يحسبون أنهم على شيء وليسوا على شيء، يحسبون أنهم على تقوى. الكذب لا بركة فيه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه مالك في الموطأ: أيكذب المؤمن يا رسول الله؟ قال: لا. فالمؤمن لا يكذب والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "أخاف على أمتي من رجلٍ آتاه الله القرآن حتى إذا بدت عليه بهجته غيره
وخرج على جاره بالسيف ورماه بالشرك". قالوا: "الرامي أحق بها أم المرمي يا رسول الله؟" قال: "بل الرامي". وقال: "أنا بريء ممن خرج على أمتي لا يفرق". بين برّها وفاجرها وصف وكأنه يعيش معنا، هذا الذي يفجر أمام المحاكم وأمام المدارس وأمام أبراج الكهرباء وأمام كذا وكذا. ألا تخاف أن يكون أخوك الذي على نفاقك وملتك الخارجية سائراً فيموت؟ فيقول:
"يُبعث كل يوم القيامة على نياته"، يعني لا يبالي بقتل أخيه، وقد كان في تاريخهم الأسود القذر. أنْ قَتَلَ أَحَدُهُمْ أَخَا هَؤُلَاءِ نُسَلِّمُ لَهُمْ دِينَنَا؟ لَا وَاللهِ، نَحْنُ نُسَلِّمُ دِينَنَا لِأَمْثَالِ الشَّافِعِيِّ وَمَالِكٍ وَالْأَوْزَاعِيِّ وَالطَّبَرِيِّ. نَحْنُ نُسَلِّمُ دِينَنَا لِلصَّحَابَةِ الْكِرَامِ وَلِلتَّابِعِينَ الْأَبْرَارِ. نَحْنُ نُسَلِّمُ دِينَنَا لِلْإِمَامِ السُّيُوطِيِّ وَالْإِمَامِ النَّوَوِيِّ، مَنْ أَحَبَّهُمُ النَّاسُ وَمَنْ تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ الصَّحِيحَ، وَمَنْ كَفُّوا أَذَاهُمْ وَشَرَّهُمْ عَنِ الْخَلْقِ، وَمَنْ فَهِمُوا مَاذَا يُرِيدُ رَسُولُ. الله صلى الله عليه وسلم فنفذوه ففازوا بالدنيا والآخرة. هذا
النووي العابد الناسك الذي لم يأكل من فاكهة دمشق لأنه سمع أنها موقوفة، وظل صائماً للدهر حتى مات وهو ابن خمس وأربعين سنة، لكنه ملأ الأرض علماً في حياته وبعد مماته، وما زلنا عالة عليه، رضي الله تعالى عنه وأرضاه. الإمام النووي الذي بلغ ما بلغ من التقوى والورع لم يتزوج وآثر العزوبة على الزواج. الإمام النووي هذا يقول أحدهم: لقيت خيراً يا نوى، ووقيت من ألم النوى، فلقد نشأ بك عالم لله أخلص ما
نوى، وعلى علاه وفضله وفضل الحبوب على النوى. هذا الإمام النووي فجروا قبره الشريف هل... هؤلاء على الحق أو يعرفون شيئاً من دين الإسلام ومن حرمة أئمة الأعلام؟ والله أبداً لا يعرفون. هؤلاء كلاب النار كما تركه رسول الله صلى الله عليه وسلم في محجته لنا، حتى نعلم هذا الخارجي الذي خرج فقتل ودمر وفجر وكفر. من هذا الذي عمر ومن هذا الذي بنى؟ إنا... إنا لله وإنا إليه راجعون، هؤلاء تركوا المحجة البيضاء،
وهذه هي العلة، وهذا هو الأمر أنهم انحرفوا عن مراد رسول الله جملة وتفصيلاً. إلى لقاء آخر، أستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله