#حديث_الجمعة | مقاصد المكلفين فيما يتعبد به لرب العالمين

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع الحبيب المصطفى والنبي المجتبى صلى الله عليه وآله وسلم، ومع ما تركه لنا من المحجة البيضاء، ومع تحريف المحرفين وجهل الجاهلين وتأويل المفسدين ودفاع المتقين العلماء العاملين،
نعيش هذه اللحظات، سبق وأن ذكرنا. أن مقصد الخلق هو العبادة والعمارة والتزكية وأقمنا على ذلك الدليل من الكتاب ومن السنة المشرفة وأن هذا يتلوه مقاصد للمكلفين أولها حفظ النفس ثم حفظ العقل ثم حفظ الدين ثم حفظ العرض وكرامة الإنسان ثم حفظ الملك والمال الذي به قوام وعصب الحياة إذاً
خمسة هي مقاصد المكلفين حفظ النفس والعقل والدين والعرض أو كرامة الإنسان والملك أو المال، وأن كل شخص يسعى في هذه الحياة الدنيا لا بد عليه أن يحافظ على هذا النظام العام، فهذه المقاصد تمثل النظام العام للاجتماع البشري، فمن خرج عنها فهو يدعو إلى الفساد وإلى الفوضى وإلى اضطراب الأحوال وإلى انهيار الاجتماع البشري. ظهر له ذلك قريباً كالفوضويين والأناركيين، أو لم يظهر له ذلك قريباً كجماعات
الإرهابيين والمرجفين. هذا يقول: نحن نريد أن تنهار الحياة البشرية، والثاني يقول: نريد أن نحمل الناس قسراً على ما اعتقدنا وما رأيناه حقاً، فتُسفك الدماء. قال تعالى: "ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم" قال. قال تعالى: "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي"، وقال تعالى: "لست عليهم بمسيطر"، وقال تعالى: "ما على الرسول إلا البلاغ"، وقال تعالى: "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا
بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا"، أي إن القضية... في الآخرة، أما في الدنيا فلا يجوز أن تخرج لا على المسلمين وتتهمهم بالشرك ولا على غير المسلمين لأنهم زبائنك أمة الدعوة الذين تجادلهم بالتي هي أحسن وتدعوهم إلى الله ورسوله وتبين لهم الحق الذي فتح الله به عليك دون إكراه "لكم دينكم ولي دين"، أما الذي يقاتلني ويمنعني أبداً. نقاتله وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم فلما كان الأمر من أوضح الواضحات وأجلى البينات وعلى هذه الساعة من
الرحمة أنزل الله أول ما أنزل بسم الله الرحمن الرحيم هذا رب العالمين يضع لنا الدين الذي هو وضع إلهي يسوق ذوي العقول إلى ما فيه سعادتهم في الدنيا والآخرة دين وأيضاً هناك عقلاء يبنون الدول والمجتمعات ويفكرون في صالح الناس وفي الخير يخففون الألم عن الناس ويتعاونون على البر والتقوى ولا يتعاونون على الإثم والعدوان فهم رجال دولة وهناك من يفسد في الأرض ومن نماذج ذلك ممن ابتلينا
به كما ذكرت في حلقة سابقة سيد قطب رحمه الله تعالى ويتعجب كثير من الناس أن نترحم عليهم لسنا كمثلهم، نحن نترحم على كل من كان بين يدي الله سبحانه وتعالى، والله لا نتألى عليه، فليغفر لمن يشاء وليعذب من يشاء وليحاسب من يشاء وليعفو عن من يشاء، ولو أن الله سبحانه وتعالى قد أدخلنا النار لا اعتراض لنا عليها فإننا تحت سلطانه. الله مالنا ومال النار، ولو أراد الله أن تكون مؤبدة فليفعل ما يشاء سبحانه وتعالى، بيده
الخير وبيده الملك وهو على كل شيء قدير. أما أنا فألتزم بما خاطبني الله به أن أطيعه وأن أطيع رسوله وأن أعمر الأرض من خلال عبادة الله وتزكية النفس. يحكي سيد قطب فيما هو منشور عنه بخط يده فيما أسموه "لماذا أُعدمت"، أن شخصاً يُقال له علي عشماوي جاءه ليخبره أنه قد طُلب منذ سنتين. وهذه من سيد محاولة لتبرئة نفسه، أي ليس أنا بل هو علي عشماوي، وهذا من سنتين وليس الآن. لكي يبرئ الشخص
نفسه، طلب علي عشماوي السلاح وكتب ورقة فيها. طلباته؛ فالإخوة في السودان ملؤوا شاحنة نقل أسلحة خفيفة وغير خفيفة وثقيلة، وجاءه الخبر أن السلاح سوف يُرسل عن طريق السودان. ويكتب سيد قطب أنه قال له: "أين نضع السلاح؟". هذا يعني أنه قادم من السودان بسذاجة شديدة. حسناً، الناس سوف يرونه، فالأمن المصري
سيكتشف هذا الأمر، وبذلك يصبح... نحن أناس أصحاب سلاح، فقال له: يعني ما رأيك؟ قال: لا، يجب أن نجتمع في منظمتنا لكي نفكر ماذا نفعل. فاجتمعوا بعد شهر. هل هؤلاء يصلحون للقيادة الفكرية؟ هل هؤلاء جماعة يصلحون للقيادة الحركية؟ أمر خطير جلل مثل هذا بلاء وأتاني، قم واجتمع بعد شهر. قال: لكي نستشير عبد الفتاح إسماعيل. والأخ صبري طيب، فلما شاور عبد الفتاح إسماعيل، عبد الفتاح قال إن هذا
أقلقه وقال: "أنا قلق في هذه المسألة". وصبري قال: "لا، سنستطيع إن شاء الله". بعد شهر اجتمعوا وقرروا أن يرسلوا رسالة للمتبرع بالأسلحة ويقولوا له: "انتظر قليلاً". فجاء الرد أن هذه تحركت بالفعل، الأسلحة تحركت بالفعل وأن... كنا نريد أن نرى إن كنت ستدخل عن طريق السودان أم ستدخل عن طريق ليبيا. السودان في الأسفل وليبيا في الأعلى، أي أنها ستمر عبر
تشاد ثم تصعد العربة إلى ليبيا ومن ثم تدخل مصر من ليبيا. ألا تعلمون يا شباب الإخوان، رسالة إليكم من هذا البرنامج: هذه قيادات سلمت أنفسها وضيعت مستقبلها. ودينكم في الدنيا والآخرة لها وتعظمونه وتضحكون على أنفسكم حتى يصبح لديكم صنم وتقولون عنه شهيد. استيقظوا قبل الموت وقبل الفوات وقبل حساب رب العالمين. أثناء الجدال قال سيد قطب: "أتعلمون لو جاءت من ليبيا سيكون أفضل"، فقالوا له: "لماذا؟"، قال: "لأنني أعرف اثنين في ليبيا الله يا..." سيد عندما
تكون على علم بشخصين في ليبيا ينقلان الأسلحة فإن الأمر يصبح سهلاً. قال: نعم. صادفت أحدهما، وهو قريبه، سواء نقل... طيب يا سيد، افترض أن قريبه ذهب وأبلغ عنك. الله! هل تعرف من هو قريبه هذا؟ قال: لا. طيب، ما اسمه؟ الرجل اسمه... اجلس... اسمه طه الشين. طيب، والثاني؟ قال: اسمه مبروك هذا. مكتوب الكلام هكذا، قالوا له: "مبروك"، قال: "لا، أنا لا أعرف، هل له اسم في البداية؟ لست أعرفه، محمد مبروك، أحمد مبروك، محمود مبروك، أي شيء مبروك". لا إله إلا الله، يا جماعة، ليس هكذا الدين يُتلاعب به إلى هذا الحد. بعد الفاصل نواصل، بسم الله
الرحمن الرحيم سيد. يستحسن قطب إحضار السلاح من ليبيا لأنه يعرف شخصين هناك، أحدهما يدعى طه الشين والآخر يدعى مبروك ولا يعرف اسمه الكامل. وذلك لأن هؤلاء أقارب أشخاص قادرين على النقل، وسيأتون عبر الطريق الصحراوي. وهذا يدل على خلل في العقل والنفس وخلل في الشخصية. فدخل عليهم علي عشماوي وقال لهم: لا ليبيا. ولا السودان، هذه البضاعة وصلت. حسنًا، ماذا سنفعل بها؟ أين سنخبئها؟ أنا سأتصرف إن شاء الله أول ما تصل القاهرة سنتصرف. فتاح قال له: نعم. قال
له: سمعت أن لديك بعض المال، فنحن نريده لنوزعه على أسر المعتقلين لأنهم في ضائقة. قال له: ليس لدي إذن. بذلك وأنا أمين على هذه الأموال، وهذه الأموال مخصصة لشيء معين. قال له: "طيب يا عبد الفتاح، فكرة أن السلاح يأتي لنا من الخارج، أيضاً نريد أن نرى هو بأموال مَن؟" فعلي عشماوي قال له: "لا، جاء الرد أنه بأموال الإخوان المسلمين التي هي الجماعة السلمية، جماعة سلمية، فكيف تفعلون هكذا؟" لماذا إلا أنهم اعتدوا علينا فيجب أن نعتدي عليهم بمثل ما اعتدى علينا، قال تعالى.
يعني أنتم الآن ستعتدون لأنهم اعتدوا عليكم سنة أربع وخمسين وسنة سبع وخمسين في مسبح الطرق، قالوا: نعم. حسناً، إذن أنتم جماعة مس المياه، أنتم جماعة ستردون العدوان بالعدوان، تكونون غير سلميين. قالوا لا نحن جماعة سلمية لأن السلاح والقتل هذا في مقابل ما كان سنة أربعة وخمسين وسنة سبعة وخمسين من قتل فهل نحن جماعة سلمية أم لا؟ اشهدوا أنتم هكذا، نحن جماعة سلمية. قالوا لهم: لا، أنتم بهذا لستم جماعة سلمية، أنتم جماعة رقم واحد غير سلمية بغض النظر عنكم. لماذا تفعلون ذلك؟ انتقاماً؟
ثأراً؟ ديناً؟ أي شيء؟ لكنكم هكذا تدّعون أنكم جماعة سلمية، لكنكم لستم جماعة سلمية. لديكم أمنية، رغبة، تمنٍ: "يا رب كنا نصبح جماعة سلمية"، لكنكم لستم جماعة سلمية. "لا، نحن جماعة سلمية". إذاً هناك خلل في العقل وفي المنطق وهناك إنكار للواقع. وإنكار الواقع هو نوع من أنواع المرض. عبد الفتاح السيد يحب عبد الفتاح إسماعيل كثيراً. يعني عبد الفتاح بدلاً من أن نجلب السلاح من الخارج، فلنصنع مصانع متفجرات هنا. هذا ما كتبه يا إخواننا سيد قطب بيده، بخط يده، بعد التحقيقات وبعد كل شيء
للتاريخ. يعني كتبه بصدق ستصنع مصنعاً. متفجرات في مصر فإذا بعبد الفتاح إسماعيل يرد عليه ويقول له: وأنا تحت أمرك وجاهز، والأموال جاهزة. الأموال جاهزة ليست لتذهب للعائلات والنساء والأولاد والمحتاجين، الناس في المعتقل، بل تذهب للمتفجرات. أنا ليس لي علاقة، أنا لم أكن موجوداً، لكنني فقط على قدر مسؤوليتي. هل أنتم هكذا جماعة سلمية؟ حاشَ وأكل وعبد الفتاح مستعد يدفع من جنيه إلى ألف لإنشاء مصانع
متفجرات محلية. ماذا نفعل؟ ماذا نقول؟ الكلام مكتوب والذين يقرؤونه يقرؤونه باعتبار أنه شيء جيد. شاب ألَّف ثمانين صفحة تحت عنوان "اللفظ الثاني في ترجمة أبي محمد العدناني". من هو أبو محمد العدناني؟ إنه شاب من الشام قرأ. سيد قطب استمر عشرين سنة حتى كتب كتاب الظلال بخط يده، هو كاتب بالضبط حتى كاد أن يكتب الظلالة بخط يده، يعني كتب بعضه ولم يكمله. عشرين سنة لا يقرأ إلا كتاباً واحداً فقط وهو الظلال. الظلال الخاص بمن؟
الخاص بشخص مسكين، مريض البنية، مريض في النفس، مريض في الشخصية، مريض في التفكير، أسلم القيادة والإسلام. هذا هو الرجل الثاني في تنظيم داعش بعد أبي بكر البغدادي، واسمه أبو محمد العدناني. ما قصته؟ إنه عاشق لسيد قطب وهو لا ينتبه إلى أن سيد قطب أصلاً لا يعرف كيف يفكر. ذكرت لكم في حلقة سابقة ما تضحك منه الثكلى وتسقط منه الحبلى ويشيب. من الواقع أن سيد قطب كان موظفاً في وزارة المعارف وجاءت له منحة باعتباره موظفاً لكي يذهب ليتدرب في أمريكا، وذهب إلى أمريكا سنة ثمانية
وأربعين، وتوفي حسن البنا في الثاني عشر من فبراير سنة ألف وتسعمائة تسعة وأربعين، ويدعي سيد قطب أن الصحافة فرحت بموت حسن البنا وأن الشعب فرح الأمريكي بموت حسن البنا فرحاً شديداً، فذهبنا إلى أمريكا وبحثنا يوم الثالث عشر من شهر اثنين، فوجدنا أنه لا يوجد إلا صحيفة نيويورك تايمز فقط، وفي الصفحة رقم خمسة هي التي ذكرت نبأ موت حسن البنا رئيس العصابة التي قتلت محمود فهمي النقراشي. في النيويورك تايمز صفحة رقم خمسة ولوس أنجلوس. تايمز في صفحة اثني عشر، اللوس
أنجلوس تايمز في أي صفحة، جريدة محلية مذكور فيها الخبر نفسه في أربع سطور، وليس هناك في الألف وست مائة صحيفة حينئذ في الولايات المتحدة من أشار إلى مقتل البنا لا في المانشيت ولا في الداخل. السيد أوطب كاذب، لا... السيد أوطب لا يعرف. السيد أوب لا يعرف الإنجليزية على الإطلاق، إذاً ما قصة أن الأمريكيين احتفلوا وظهرت السعادة في وجوههم وظهرت أشياء كثيرة إلى آخره؟ بحثنا عن سبب احتفال الشعب الأمريكي بالبنا. لماذا أصلاً؟ دعنا نتساءل: هل الشعب الأمريكي مثقف لدرجة أنه يعرف أن هناك شخصاً في مصر اسمه البنا أصلاً؟ شيءٌ غريبٌ فوجدنا
المصيبة والمفاجأة الكبيرة أن يوم الرابع عشر من فبراير سنة تسعة وأربعين هذا احتفالٌ بيوم الفالنتاين، فالناس فرحة في يوم الفالنتاين الخاص بهم هذا، فظُنَّ أن هذا احتفالاً بمقتل البنا، حسبنا الله ونعم الوكيل. إلى هذا الحد يتلاعب بنا؟ يا جماعة ليس هكذا، استيقظوا يرحمكم الله. في الرابع عشر من فبراير، يحتفل الناس بأمر سيء يسمى عيد الحب (الفالنتاين). وكما يقول المثل: يستيقظون في الصباح - أستغفر الله العظيم - ويقولون كلاماً، ثم - أستغفر الله العظيم - يقولون ويفعلون أشياء
ويرتدون - أستغفر الله العظيم. إلى لقاء آخر، نستودعكم الله.