#حديث_الجمعة | مهلكة التكفير .. فساد في الأرض

#حديث_الجمعة | مهلكة التكفير .. فساد في الأرض - المتشددون, مجلس الجمعة
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن انتقل إلى الرفيق الأعلى ولحق بربه وارتاح من عناء الدنيا وأعلى الله له ذكره وأبقى نسله وحفظ كتابه ونشر دينه وأعزه
صلى الله عليه. وآله وسلم وكان قد تركنا كما أخبر على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، ولذلك رأينا الإسلام يدخل في قلوب الناس وفي عقولهم وفي أرواحهم، ودخل الناس في دين الله أفواجاً لأنهم فهموا عن رسول الله مراده، ولأنهم قرأوا ففتح الله عليهم فتوح العارفين به، ولأنهم والاهم. رسول الله في الحضرة القدسية فولاهم الله وأصبحوا أولياءه وانتشر الإسلام من غير إكراه ولا
فساد في الأرض من غير استعمار من غير ظلم وهذا تاريخنا شاهد علينا أننا وصل الإسلام كما نقول من طنجة إلى شاكرتة ومن غانة إلى فرغانة كما زويت له صلى الله عليه وسلم الأرض فرأى الإسلام يدخل فيها وحيثما زويت دخل الإسلام وتمكّن، فحيثما دخل الإسلام والإسلام فيه صومعة خمس مرات في اليوم نسجد لله، إنها خمس صلوات بسبعة عشر ركعة، أي بأربعة وثلاثين سجدة، وهذا تكليف. ولذلك من العجائب أن ينتشر هذا الانتشار مع هذا التكليف، لماذا؟ لأن
القلوب الضارعة المعلقة بالله شعرت. وأحست بلذة الإيمان، وهذا الذي لاحظه هرقل عندما سأل أبا سفيان: "أيزيدون أم ينقصون؟" قال: "بل يزيدون". قال: "هكذا شأن الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب". والإيمان الذي جاء من المحجة البيضاء التي ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك. حاول كثير من أصحاب المشارب العنيفة المتشددة والعقول المغلقة والأدوات الفاسدة... ممن أقامه الله سبحانه وتعالى على حد النفاق وقسوة القلب وعدم حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل
بيته الكرام، ظهر هذا في ألسنتهم وفي أفعالهم وفي أقوالهم وفي اختياراتهم وفي فهمهم للنصوص. حاولوا أن يشوهوا هذه الحجة البيضاء والمحجة التي ليلها كنهارها، فوقف أهل السنة والجماعة يصدون ويردون. وينقّون ويحمون هذه المحجة البيضاء ونجحوا وفازوا وبادت الفرق، فخرج في تاريخنا الخوارج وذهبت الخوارج، وظهر في تاريخنا المعتزلة وذهبت المعتزلة، وظهر في تاريخنا فرق كثيرة بل وكثيرة جداً، ولا تزال طائفة
من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم إلى يوم القيامة. ماذا فعلوا وما الفرق الذي بيننا؟ وبين تلك الفرق الضالة ولماذا ندعو إلى أن نتمسك بمنهج الأزهر الشريف ولماذا يحاول كل شخص من الذاهب والجائي وهو لا يعرف عن أمر نفسه شيئاً أن يحطم هذا المنهج، لماذا وماذا حدث؟ هذا هو الذي يسأله الناس بعد انتقاله الشريف صلى الله عليه وسلم إلى الملأ الأعلى وإلى الرفيق. الأعلى قبل أن نخوض في هذا عليكم أن تعلموا أن الأمر بيد الله وعليكم أن تعلموا
أنه لا يكون في كونه إلا ما أراد وعليكم أن تعلموا أنه لا حول ولا قوة إلا بالله وعليكم أن تعلموا أنه إنما يُعرف الرجال بالحق ولا يُعرف الحق بالرجال وعليكم أن تعلموا أن كثرة العبادة وأن إظهارها أمام الناس ليس هو المقصود من شرع الله، بل المقصود القلوب الضارعة والألسنة الذاكرة، بل المقصود الحب والرحمة، كما قال صلى الله عليه وسلم: "إنما بُعثتُ لأُتمِّم مكارم الأخلاق"، وكما
قال: "إنما أنا رحمة مُهداة"، وكما وصفه ربه: "وإنك لعلى خُلُقٍ عظيم". كل هذا يُنسى ونتجاوزه. بسم الله الرحمن الرحيم، وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين. ويقعون في الفساد في الأرض، يهلكون الحرث والنسل كما أخبر عنهم ربنا سبحانه وتعالى. ويزيدون الطين بلة بأن ينافقوا فيستعملون الدين ضد الدين. لا تضربوا القرآن بعضه ببعض، أتحبون أن يكذب الله ورسوله؟ هم يفعلون هذا. ما الفرق بيننا وبينهم؟ الذي افتقدوه فضلوا أولاً
الفرق الذي بيننا وبينهم أننا نتبع الإسلام الذي جاء به سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهم يأتون بإسلام موازٍ فيه صورة من الإسلام. فنحن معنا الإسلام الأصلي الذي لا يفرق بين مسلم ومسلم، فليست عندنا تحزبات ولا أحزاب بعضها يلعن بعضاً وبعضها... يلعبون سياسة مع بعضهم، نحن نفتح قلوبنا
للمسلمين ونؤدي واجبهم مهما كان. هم لا يهتمون، فهم يقعون في الإسلام الموازي وفي التكفير؛ فمن معهم مسلم ومن ليس معهم كافر، فيحرقون معاذ الكساسبة وهو يقرأ القرآن. هذا هو الفرق، أنهم أتوا بدين موازٍ للدين الحقيقي. ما الفرق بين الدين الحقيقي سيدنا النبي وما الفرق؟ سيدنا
النبي معصوم، سيدنا النبي موحى إليه، فهو يعرف بالوحي بطريق يقيني لا صد ولا رد فيه. هل هذا منافق؟ هل هذا غير منافق؟ زعيم هذه الجماعة أو تلك، هل هو معصوم باتفاق المسلمين؟ لا. هل يوحى إليه باتفاق المسلمين؟ لا. إذاً فرأيه كالآراء، يخطئ ويصيب. وليس لنا في عنقنا معه أي التزام بإتباعه، هذا هو مربط الفرس. ولذلك تجد هذه الجماعات
قلما تذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد تحيرت في ذلك كثيراً. هؤلاء يدَّعون الإسلام، فلماذا لا يذكرون رسول الله؟ أساس التكفير كما استقر عليه العلماء يأتي بعد القراءة والبحث، لا بعد هو سيد قطب رحمه الله تعالى، أَيُقال "رحمه الله تعالى"؟ نعم، نقول "رحمه الله تعالى"، لكنه أخطأ خطأً بليغاً نراه بعد الفاصل. بسم
الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. لاحظت فيما قرأت من كتبه رحمه الله تعالى سيد قطب أنه يتكلم كثيراً عن لا إله إلا الله ولم يذكر محمداً رسول الله في عشرات الصفحات ثم في مئاتها وأنا متعجب إلى الآن لِمَ يفعل هذا ولكنني لست متعجباً، صلى الله عليه وسلم، تغلبني العبرة وأريد أن أبكي.
أَوَلم يفعل هو هذا؟ لا، هو لم يكفر برسول الله، لا، إنما هو أزاحه تفكيره: اقرؤوا، وفسروا. لماذا أنا لا أقول: "لا تقرأ وابتعد عنه"؟ لا أقول: "اهجم عليه"، ولكنني أنبهك: فسر لي لماذا لا يذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتدلى بحبه؟ هناك مرض، هناك خطأ. فجلست أذاكر حياته، فوجدت أن الرجل قد حفظ القرآن صغيراً، ثم بعد ذلك ألحد وجلس إحدى عشرة
سنة وكانت له كما يقول الأستاذ سليمان فياض محاضرة في جامعة القاهرة واعترف فيها بأنه إحدى عشرة سنة وهو ملحد وأن الذي أنقذه من الإلحاد العقاد. سليمان فياض أتى بكتاب أبي الحسن الندوي. أبو الحسن الندوي في "مذكرات سائح في الشرق" قال أنه سمع من سيد قطب يقول. أنه الحد الذي أنقذه من الإلحاد، العقاد منذ سنوات. رواية سليمان فياض مع رواية أبي الحسن - رحم الله الجميع - تؤكد أنه في فترة ما من حياته كان ملحداً، ومن
تاب الله عليه. فلما جاء في التوبة انضم إلى الماسونية وكتب في التاج المصري، وكان حينئذ راغب إدريس منع راغب إدريس الماسونيين من الكتابة عن الماسونية في غير صحفهم، وكتاب "التاج المصري" أحد هذه الكتب، والكلام منشور ومعروف ومعلوم، وأصبحت وثائقه متاحة على الإنترنت الذي تتصفحون عليه. لقد انضم إلى الماسونية ثم التحق بحزب الوفد، وضاق ذرعاً بالوفد فتركه، ثم انضم إلى السعديين ثم غادرهم، وكتب
في جريدة العربي وترك العالم العربي وهكذا فكان حافظاً ثم ملحداً ثم مسلماً ثم مشتغلاً بأدبيات العقاد ثم بعد ذلك من الإخوان المسلمين ثم بعد ذلك من الإرهابيين سيد قطب الذي كفَّر الناس في ثلاثمائة صفحة فقط وهو يتحدث فيها عن الجاهلية وعن الدين وعن الرب وعن التمكين وعن النصرة وعن كذا كفَّر كل المسلمين وقال إنه ليس هناك إسلام موجود على وجه الأرض. عندما نتتبع كلامه نسأل: هل هذا يصلح لأن يكون قيادة وزعامة دينية؟ كل حين يقفز
مثل الجرادة. لا، هل سيدخل الجنة؟ لعل هذه قضية أخرى. وكان كل أهل الفرق من العبّاد الزهّاد، كل أهل الفرق كانوا من... العباد الزهاد، فأنكر أحدهم الذي كان اسمه جمال سلطان وقال: "هذا سيد قطب، هذا دمنا الذي يجري، نحن سيد قطب كله، وليس من المعقول أن يكون في يوم من الأيام ألف داعية إلى العري"، وهذا كذب ولا يليق، والمقالة في الأهرام "الشواطئ الميتة" أنه ذهب إلى الإسكندرية. فوجد أن عدد النساء
اللاتي يلبسن البكيني قليل، وأنه لا بد علينا أن نفهم أن العري خير من الاحتجاب، لأن العري يجعل الإنسان على طبيعته، لكن الاحتجاب يجعل هناك شهوات ورغبات أخرى. ها تاب، الله عليه، ماذا يقول هو عن توبته؟ يقول إنني كنت في أمريكا، وكان في أمريكا... ابتداءً من عام ثمانية وأربعين، فعندما قُتل حسن البنا هنا في مصر في الثاني عشر من فبراير سنة تسعة وأربعين، كان هناك في أمريكا. وعندما كان في أمريكا وجد الناس فرحين وقد قرعوا أجراس
الكنائس. لقد تعجبتُ! فالأمريكيون يا جماعة لا يهتمون بأي أحد غيرهم، فهم يهتمون بقريتهم فقط في سيدربون بدقة لاغتيال حسن البنا، وهذا ليس أمراً عجيباً. فرحت أمريكا وبحثت فوجدت أن يوم الثالث عشر صحيفتان فقط هما اللتان ذكرتا اغتيال حسن البنا من بين حوالي ثلاثة آلاف أو أربعة آلاف صحيفة: نيويورك تايمز في الصفحة رقم خمسة، ولوس أنجلوس تايمز في الصفحة رقم اثني عشر، أربعة أسطر مات حسن فتعجبت، هل يكذب سيد؟ سيد رحمه الله يكذب؟ وفوجئت المفاجأة العظمى أن يوم الرابع عشر من فبراير (الفالنتاين)،
فالمسكين ظن أن الاحتفالات الضخمة التي تحدث حوله وهو لا يعرف الإنجليزية، أنها فرحة لاغتيال البنا. والسؤال: هل هذه قيادة تُسلمها يدك؟ ليس السؤال أنه سيدخل الجنة أم لن يدخل. الجنة ليست هي سؤالنا، إنه ليس بأيدينا أن ربنا يُدخله الجنة أو يُدخله النار، هذه قضية الله. سؤالي أنا هو: هل هذا قيادة وزعامة دينية؟ رجل صالح يعني؟ وعقلية نيّرة تُسلّم قيادك؟ تخيل أن الشباب الذين ينتمون لداعش وأبو محمد العدناني كما هو في اللفظ الثاني في الترجمة. أبو محمد العدناني
أنه قرأ الظلال عشرين سنة وتخرج به، ويصنعون ملصقات ويلصقونها على السيارات رباعية الدفع مقتبسين من سيد قطب ومن الدرر السنية في المسائل النجدية، حتى نعلم من أين هذا البلاء وكيف شوهت المحجة البيضاء. رجل ليس من أهل العلم، رجل ذو نفسية شاعرة رقيقة هشة، معلوماته سطحية التفكير غير مستقيم. أديب كتب فأحسن الكتابة، وإن من البيان لسحراً. وسأله كما ينقل عنه يوسف القرضاوي - يوسف القرضاوي يقول: هذا أبو التكفير، أبو التكفير.
طيب، سأله شخص اسمه البندرمه أو نحو ذلك من المعروفين، قال: والله أنت مثل الشافعي أصبح لديك رأيان. فقال له: نعم، لكن هذا في وأنا في الأصول إنا لله وإنا إليه راجعون، الدين اتخذ ألعوبة فحسبنا الله ونعم الوكيل، إلى لقاء آخر أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    #حديث_الجمعة | مهلكة التكفير .. فساد في الأرض | نور الدين والدنيا