حكم التجارة في العملة | أ.د علي جمعة

يقول ما حكم الشرع في تجارة العملة؟ تجارة العملة على نوعين، منها ما هو مباح وهو ما يسمى بالصرافة. والصرف هو تبادل العملات، وفي الشريعة الفك - أريد أن أفك أنا عشرة جنيهات بخمسين - أقول لك اصرف لي هذه. الصرف هو تبادل العملات، تبادل العشرة جنيهات بالخمسين، أو تبادل الدولار بالمصري. بالجنيه الاسترليني هو هكذا تبادل العملتين سواء من نفس البلد أو من بلاد مختلفة. فالصرف
هذا كان قديماً عندنا في البلد يأتي موسم القطن فنُحضر الأولاد لكي ينقوا اللطع. اللطع هذه كلمة معناها القطعة التي فيها الدود، دود القطن يُتلف المحصول، فلابد أن ننقي اللطع هذه. مَن الذي ينقيها؟ الأطفال. الصغيرين طفل الصغير أجره كم في اليوم؟ خمسة ساخن. خمسة ساخن كانت تُطبع قديماً، صورة خمسة ساخن هكذا. هذه الخمسة ساخن كانوا يسمونها الشلن قديماً. إذاً كم
شلناً في الجنيه؟ عشرون شلناً. عندما يأتي موسم القطن تصبح هذه العملات المعدنية شحيحة ونادرة، فأذهب إلى البنك فلا أجدها، وأذهب للبطاقة فلا أجدها. الناس جميعها تشتكي من الفكّة، فكان هناك أشخاص متخصصون يأخذون الجنيه ويعطونك تسعة عشر فقط، يأخذون الجنيه ويعطون تسعة عشر شلناً، حيث إن الجنيه يساوي عشرين، فيستفيد بشلن في كل جنيه. أنت تأخذ التسعة عشر وتوزعها في نهاية اليوم على الأولاد. وكانت المدارس تأخذ إجازة في الأرياف لأن القطن مهم. للغاية تجارة
العملة مثل هذا، وكانت المدارس في هذا الوقت خلال موسم القطن تغلق لكي تتيح للأولاد الرزق لأن القطن هو الذي يوفر الرزق، يعني لن نستطيع أن نكمل. فكانت دائماً وزارة التربية والتعليم تصدر قراراً بأن الأرياف تأخذ إجازة ويكملون بعد ذلك بعد موسم الاتجاه. تجارة العملة مثل هذا، تجارة العملة أنت. تُعطيه الدولار فيُعطيك إياه بالجنيه المصري بأرقام مختلفة. هذه الأرقام المختلفة منها ما هو شرعي ومنها ما هو خارج الشرعي. الشرعي هو ما أجازه البنك المركزي، يُجيزه لأي؟
حسابات كثيرة وعناصر كثيرة يرى فيها هو العملة هذه تساوي العملة هذه بكم. هذه الحسابات متصلة بالاستيراد والتصدير، هذه الحسابات متصلة ببورصات. العالم الكبيرة هذه الحسابات متصلة بقوانين الاستثمار بضوابط الاستثمار داخل البلد، هذه الحسابات متصلة بكمية العرض وكمية الطلب، هذه الحسابات متصلة بكمية الإنتاج وزيادته، هذه الحسابات متصلة بحاجات كثيرة. ففي الغرفة في البنك المركزي يجلسون ويدرسون هذه الأشياء كلها ويقولون لك الدولار بكذا، ثم ينخفض، ثم يرتفع، ثم ينخفض طبقاً للعناصر. في
وقت من الأوقات رأى البنك المركزي تحريم تجارة العملة. فلماذا أصبحت حراماً؟ لأنك ستدمر بيوت الناس، ولأنك سترفع أسعار السلع على الفقراء. فالفقير الذي سيذهب ليشتري بعض الفول في الصباح بعشرة قروش، أنت جعلتها له بعشرين، وأنت لا تدرك أنك أنت السبب. ثم جاء وقت من الأوقات أحضرنا فيه جدول الاستيراد. وقمنا بهيكلتها من أجل أن نتمكن من العيش، وفي وقت آخر قلنا لا، سنفعل كذا وكذا من أجل جذب الاستثمارات ومن أجل... ومن أجل... وفي
وقت ثالث سمحوا لمكاتب تسمى بمكاتب الصرافة، فمكاتب الصرافة خلاص، ما دام مسموح له فهو جائز، وما ليس مسموحاً به يكون حراماً، وهذا يسميه الفقهاء الافتيات على الإمام، الافتيات على الإمام كلمة عجيبة. في اللغة العربية، الافتيات على الإمام يعني أنك تخالف الإمام، تخالف الإمام. انظر، يقول الله تعالى والرسول صلى الله عليه وسلم: "إنما الإمام الذي يُؤتم به" - أي الخاص بالصلاة - "فإذا رأيتموه قائماً فقوموا، وإذا رأيتموه راكعاً فاركعوا". الإمام هو الذي بلغتنا الحالية يُعرف بالقائد الخاص بمجموعة الصلاة والإمام. الخاص بالدولة
هو القائد الإمام الخاص بنا. من يكون إذاً البنك المركزي هذا؟ الإمام الذي يقود منظومة الاقتصاد من أجل أن لا يموت الفقير. حسناً، افترض تركناها هكذا مهملة وتركناها على الله يا أخي وتركناها مهملة، ستصبح شطيرة الفول بعشرين ألف جنيه، وهكذا تنهار العملة. ماذا يعني انهيار العملة؟ يعني... ليست هذه الشيء الكافي، العشرون ألف جنيه هذه ماذا تساوي؟ تساوي القرش الفضي الذي كنا ندفعه منذ أربعين سنة، أصبح بعشرين ألف جنيه. نعم هي هكذا، أنت غير راضٍ أن تطاوع. إذاً يجب علينا أن تكون تجارة العملة بطريقة
شرعية. ما هي؟ أن يكون لك إمام. من هو إمامنا؟ البنك المركزي من غير البنك المركزي تضيع الدنيا، فتجارة العمدة في الشرعية حلال، وفي خارج الشرعية حرام.