خفض الصوت | برنامج الرحمات | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ومع خلق آخر مع قيمة أخرى من القيم المكونة للرحمة، وندخل شيئا ما في بعض تفاصيل هذا السلوك الرحيم من أين جاء من إيماننا بالرحمة من هذه السلوكيات سلوك خفض الصوت وخفض الصوت فيه دائما نوع من الأدب العالي الراقي قال تعالى وهو يعلمنا هذا الأدب العالي الراقي وإذ
قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله يأتي بها الله إن الله لطيف خبير يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على
ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لا صوت الحمير إذا وصية لقمان لابنه تشتمل على كل هذه الآداب لكن ختمها بالصوت وكان الصوت الذي إذا انخفض دل ذلك على الرحمة التي في القلوب وعن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه أنه قال اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة يقرؤون القرآن بصوت عال فكشف
الستر وقال ألا إن كلكم يناجي ربه في مناجاة فلا يؤذي بعضكم بعضا أي بعلو الصوت ولا يرفع بعضكم على بعض صوته في القراءة إذ علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن خفض الصوت من اللين من الرحمة من هذا الحب والعطاء حتى لمن حولنا إلى لقاء آخر، أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.