دخلت المسجد لصلاة المغرب وكان المصلون يصلون العشاء ماذا أفعل ؟ | أ.د علي جمعة

دخلتُ المسجدَ لصلاةِ المغربِ وكان المصلون يصلون العشاءَ، فماذا أفعل؟ الشافعيةُ يقولون لك: ادخلْ وراءهم مباشرةً، هم يصلون العشاء، ادخلْ وراءهم. طيب، أنا أنوي أن أصلي المغرب الذي عليَّ، إذ أن صلاة المغرب قد فاتتني، وأنت تريد أن تصلي المغرب، حسناً. ذهب وأتى بالركعة الأولى والثانية والثالثة، وقام للركعة الرابعة. هذا الرجل يصلي العشاء، ماذا أفعل؟ أنا ماذا أفعل في هذا الوقت؟ قال لك: اجلس واحذر أن تقوم معه. أرأيت هذه الهيئة؟
اجلس ولك وجهان. يقول الإمام الرملي في النهاية: ولك وجهان، الوجه الأول ماذا؟ أن تنتظره وهو الأولى. فتبقى جالساً هكذا في مكانك وتقول تحياتك وكل شيء وهو يصلي ركعة وأنت جالس في مكانك. صليت ثلاث ركعات، خلاص. الذي عليك صليته وتنتظر حتى ينتهي هو وجماعته من الرابعة وتسلم معه. حسناً، أنا عندما آتي وأجلس وقرأت التحيات سأقرؤها مرة أخرى. قال لك اشتغل بالذكر، قل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله مائة مرة، لن يحدث
شيء وأنت. أجلس هكذا للذكر وأنت تذكر الله فهي عبادة، فإذا هذه هيئة كثير من الناس لا يعرفونها لأن اتحاد نية الإمام والمأموم ليس شرطاً عندنا. عندنا الذي هو من؟ هم الجماعة الشافعية، ليس شرطاً عندنا خلافاً لأبي حنيفة وزفر، يقولون هكذا، فهذا قول أبي حنيفة وزفر. الهيئة التي شرحتها هذه يقولون لا دعنا منها، لماذا يا أخانا؟ لماذا؟ فضيلة الإمام سيدنا الإمام أبو حنيفة قال لأن هؤلاء ليسوا مع بعضهم، هذا عشاء وهذا مغرب، فقالوا لا يجوز اختلاف نية الإمام والمأموم. ما
دليلك؟ لقد كان الخوارج النابتة أول ما ظهروا كلما تقول لهم شيئاً. يقول لك ما دليلك؟ ويفعل هكذا إلى أن ذهب شيخ مرة، وكان قد خلع العمامة، ثم لاحظ وفهم أنهم يختبرونه وليسوا يسألون. فقال له: هذا هو دليلي، وذهب لابساً. يعني اقتصر الكلام على: ما دليلك؟ فكل شيء له دليل، لكن فسحة الوقت لا تكفي. والناس طاقاتها ليست واحدة. قالوا دليلنا أن النبي صلى الله عليه وسلم لما انتهى من الصلاة وجد اثنين لا يصليان في آخر المسجد هكذا، فأتى بهما وقال: "تعال يا بني أنت وهو،
لماذا لم تصليا معنا؟" فقال: "يا رسول الله، صلينا في رحالنا". وكان هذان الاثنان قادمَين. على سيدنا النبي، كان سيدنا النبي عليه مهابة فكانوا يأتون وهم يرتعشون، فقال: "إنني ابن امرأة كانت تأكل القديد في مكة". وانتبه، القديد هو شيء شبيه باللحوم المجهزة هذه التي لدينا، مقددة، أي أشياء يصنعونها في الشمس ويجففونها في الشمس، فلا تكون من الدرجة الأولى، أتفهم؟ نعم. هي لحم حقيقي ولكن ليست درجة أولى، وليست مطهية ومعدة وما إلى ذلك. كانت أمي تأكل
القديد في البداية. ممَّ تخافون؟ وبعد ذلك أرشدهم إلى أنه إذا أتيت ورأيت الجماعة فصلِّ واجعل صلاتك سبحة سبحة، أي نافلة. فهو يؤدي النافلة ويصلي خلف ماذا؟ خلف الفرض. كان معاذ يصلي مع... النبي صلى الله عليه وسلم الفريضة ويرجع إلى الحي الخاص به فيصلي بهم، فتكون له نافلة وهم يصلون فرضًا، وبذلك يكون اتحاد نيات الإمام والمأموم ليس شرطًا بالفعل.