د/ علي جمعة : داعش وغيرهم من طوائف الخوارج ليسوا على شيء

د/ علي جمعة : داعش وغيرهم من طوائف الخوارج ليسوا على شيء - المتشددون, فتاوي
أُمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فهل علينا أن نقاتل أم لا نقاتل؟ والنبي لم يقاتل في مكة، فعبد الرحمن بن عوف جاء إليه وقال له: نريد أن نقاتل، فقال: ما أُمرت بهذا في العقبة. قالوا له: غداً نميل على... أهل منّا يسبّح، قال: "ما أُمرت بهذا"، فيكون هؤلاء عصاة لأبي القاسم، ما أُمرت بهذا. ذهب إلى المدينة، عندما ذهب إلى المدينة، بدر أين؟ في المدينة.
وأحد أين؟ في المدينة. والخندق أين؟ في المدينة. يعني يُضرب، يعني قاعد في مكانه كافّاً خيره وشره، ويأتي هؤلاء ليضربوه، فيدافع عن نفسه، فقال. ماذا؟ أمرتم أم أمرتم أمرتم؟ هو لا ينتبه إلى "أمرت" و"أمرتم"، لا ينتبه. هي هي، أنا ليس عندي "هي هي". "أمرت" نقف عندها، "أمرت" هذه، لعله الآن هو صلى الله عليه وسلم فلترى حالته كيف هي؟ حالته كيف هي؟ أنه يُضرب، عندما تُضرب تفعل مثله أم أنتم أمرتم؟
تضربوا الناس عَشوائياً بدون سبب؟ أُمرتُ في حالتي هذه التي أنا فيها أن أقاتل الناس. ارجع الآن إلى موضوع هؤلاء الناس، من هم؟ مشركو العرب. من الذي يقول إنهم مشركو العرب؟ مائة شخص من الشرّاح. هل يصح أن أقول "الناس" وأقصد بها مشركي العرب؟ نعم، في القرآن هكذا: "الذين قال لهم الناس" الذي هو... نعيم بن مسعود أن الناس الذين هم مشركو العرب قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً. مَن هم الناس الأولون؟ هل يصح أن نقول "ناس" ونقصد بها
واحداً؟ نعم يصح، لأن ذلك من قبيل العام المراد به الخصوص. فهناك عام قد خُصص، وعام أُريد به الخصوص، وثمة فرق بين العبارتين العام. الذي أريد به الخصوص هو هذا: الناس وأقصد منها شخصاً، والناس وأقصد منها قبيلةً. درس هو العام الذي مقصود به هكذا، أراه في الكتاب من غير شيخ يوجهه ويفهمه ويقول له: هذه متى وهذه متى. ولذلك نعيم بن مسعود ناس، ومشركو العرب ناس، وعموم الناس الذين في
الدنيا كلها هؤلاء ناس. معنى الحديث ليس أنني أمرت أن أقاتل الخلق، بل أمرت أن أقاتل مشركي العرب الذين يريدون إبادتي وإبادة أصحابي، ويريدون قتل الدعوة في مهدها، ولا يريدون أن يتركونا سالمين آمنين نبلغ عن الله. أمرت أن أصدهم وأن أقاومهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وحتى يشهدوا أن. لا إله إلا الله هذه حتى يعني ماذا؟ إلى أن حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، هذا من إرهاصات من معجزات النبوة لأنه يخبر عما سيكون. أنتم تريدون قتلي؟ أنا أصلاً سأنتصر وأنتم
ستشهدون، ليس فيها إكراه ولا شيء. انتبه من ذلك. أتظن أننا سنستمر حتى نكرههم؟ ألم يقل الله تعالى "لا إكراه في الدين"؟ إن فعلت ذلك فإنك ستخلق منافقاً. هل بُعث النبي صلى الله عليه وسلم ليُنشئ منافقين؟ والقرآن الكريم يخبرنا أن المنافقين في الدرك الأسفل من النار أبداً. والله تعالى يكره المنافقين والمنافقات، "ليعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات". إذاً، لماذا بُعث النبي صلى الله عليه وسلم؟ من أجل الرحمة المهداة، هل عندما تقهر شخصاً وتقول له: "أسلم وإلا قتلتك"، فقال لك: "أسلم يا
روح ما بعدها روح"، يُبطن الكفر ويُظهر الإسلام، ماذا يُسمى هذا؟ إنه منافق. هل أُمرنا أن نصنع منافقين؟ انظر إلى مدى غبائه، يريد أن يُنشئ منافقين! إن إنشاء المنافقين ممنوع، ومن هنا اتضح الحال أن رسول الله أمر أن يدافع عن نفسه بجهاد الدفع حتى يصد ويرد عن نفسه ما كان قد حيك من المشركين، تحته في مكة، وفي المدينة فوقها خيبر، وعلى الشمال مسيلمة الكذاب، وسيطبقون عليه وينهون الدعوة، ولما
كنا في التاريخ حتى أصلاً نعرف أن هناك شخصاً اسمه محمد. الذي قال الله له "ورفعنا لك ذكرك"، من الذي أبطل كيد الكائدين؟ ألم يخبر رب العالمين؟ خبر رب العالمين هو الذي سرى علينا جميعاً، وأصبح سيدنا النبي يُذكر في الأذان في الأرض كلها. "زويت لي الأرض، زويت لي الأرض"، عندما تمسك الخريطة وتطويها هكذا، تجد نفسك في الأندلس وتجد نفسك في الهند من الناحية الأخرى. الثانية هكذا هو زيّن لي الأرض، والمأساة هذه هي العلم الإسلامي، وقد كان صدق رسول الله، لم يتكلم ولا كلمة إلا صحيحة، انظر الفرق بين الفهمين "أُمِرتُ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله"
تفهم أنها لحالة النبي وتفعلها أنت تشبهاً بالنبي عندما تقع في ذات الوضع، تدافع. عن نفسك وتفهم منها الأخبار بمعجزة ستكون وهي أنهم يدخلون في دين الله أفواجًا وقد كان "إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجًا" ولم يحدث ذلك بعد "فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً" "إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً" وفعلاً قد كان كل ما أخبروا به كان ومن ضمنه حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله. حسناً، واحد عربي كف شره عنا، هل نقاتله أبداً؟
أين هذا؟ في فتح مكة كانوا كلهم مشركين، لم يقتلهم. فجاء سعد بن عبادة رضي الله تعالى عنه وقال: "اليوم يوم الملحمة"، فقال: "كذب سعد، اليوم يوم المرحمة". من الذي أراد قتل النبي واغتياله أبو محذورة، كان خلف النبي يسخر من الأذان. فسمعه رسول الله وقال: "ماذا تقول يا أبا محذورة؟" قال: "لا أقول شيئاً". قال: "إذاً تعال أعلمك الأذان". الأذان لم يكن يقول فيه شيئاً، بل كان جالساً يسخر قليلاً ويقول: "الله أكبر،
الله أكبر، الله أكبر، ما هذا؟" فاستدعاه. ووضع يده الشريفة على قلبه قال: فكان أبغض الناس إليّ فصار أحب الناس إليّ، وعلمه الأذان وعينه وهو شاب عند واحد وعشرين سنة تقريباً مؤذناً على مكة. هكذا وهو ما زال يسخر من المسلمين وتثق فيه هكذا! مسائل ربانية ليست مسائل في الحساب، لو حدثت اليوم وشخص يفعل هكذا لتشككت. هناك لكن النبي لم يتشكك فجعله على مكة حين حنين
يعني خرج إلى حنين وجعل هذا والياً على مكة، عيّنه محافظاً، وكذلك عتاب بن أسيد الذي كان يريد قتل النبي، ففعل معه نفس الحكاية هكذا وعيّنه على مكة، وهكذا وهكذا. أما المشركون فقال: "ما الذي ليس بيته؟" فقال: "أعطِ المشركين فواحداً". غاضب وقال: "لا، أنا لا أحب محمداً"، فليبقَ في بيته، بقي في بيته وانتهى الأمر. وفي الصباح ذهب، وعندما جاء مر على الناس الذين منهم أبو جهل وعقبة بن أبي معيط وغيرهم، فوجدهم يسخرون منه ويستهزئون ويشتمون، فقال
لهم ما معناه: "أنا جئتكم بأمر جاد وليس بأمر هزلي"، فقال: "جئتكم بالذبح". وهذه كناية في لغة العرب معناها أن الأمر حياة وموت. معنى "جئتكم بالذبح" يعني أنني لا أمزح، فما أحضرته هو مسألة حياة وموت. يقول المغفلون: "لا، يجب علينا ذبح الأسرى". فمن أصدق؟ رب العالمين الذي يقول: "ويطعمون الطعام على حبه مسكينًا ويتيمًا وأسيرًا، إنما نطعمكم". لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً ولا نصدق أوباش الناس، لا
أنا سأصدق ربنا الله. ربنا يوصي بالأسير إلى أن تطعمه الطعام على حبه، يعني الطعام النظيف رقم واحد، وليس الطعام السريع غير الصحي هذا. رقم واحد على حبه يعني أفضل ما عندك تطعمه للأسير، والآخر يذبح الأسير لأجل... كلمة هو لم يفهمها. عرفتم يا إخوانا أن هؤلاء جهلة. يقول: "جئتكم بالذبح". نعم، قال فقط: "جئتكم بالذبح". يقول لهم: "لا تسخروا مني، لا تأخذوا الأمر على أنه مزاح، هذا جدٌّ. إنني أقدم هذا كمسألة حياة وموت. إنني جئتكم بما إن لم
تطيعوني فسوف يذبحكم الله، وقد كان".