ذو الجلال والإكرام | من أسماء الله الحسنى | أ.د علي جمعة

ذو الجلال والإكرام | من أسماء الله الحسنى | أ.د علي جمعة - اسماء الله الحسنى, تصوف
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه أيها الإخوة المشاهدون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مع اسم من أسماء الله الحسنى ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها نعيش هذه اللحظات ورد في حديث أبي هريرة والذي ذكر فيه أسماء الله الحسنى وأحصاها وبعدها وصف ربنا سبحانه وتعالى بأنه ذو الجلال والإكرام، ومعلوم كما ذكرنا مرارا أن أسماء الله على ثلاثة أنحاء: أسماء تدل على جلاله سبحانه وتعالى كالمنتقم، الجبار،
العظيم، شديد المحال، ذو الجلال وأمثال هذه الألفاظ والأسماء التي تدل على جانب القهر، فهو القهار والقاهر فوق عباده، وهناك أسماء تتعلق بالجمال والله سبحانه وتعالى وصف نفسه بأنه الرحمن الرحيم العفو الغفور الرؤوف، وهناك أسماء تتصف بالكمال الأول والآخر والظاهر والباطن والمبدئ والمعيد، وعلى قمة هذه الأسماء الله الذي يدل عليه بكل حروفه والذي هو الاسم
الذي إذا ما أطلق انصرف الذهن إلى رب العالمين خالق السماوات والأرض، وصف الله نفسه
بأنه ذو الجلال والإكرام تجلى ربنا دائما على الإنسان في القرآن بالجمال والجلال معا ولم يتجل علينا قط بالجلال دون الجمال، بل دائما كلما وصف نفسه بالجلال وصف نفسه معه بالجمال لأن الإنسان لا يطيق قط أن يتلقى جلال ربه، بل إن هذا الجلال محاط بالجمال حتى يطيق الإنسان هذا الجلال. ويطيق التعلق به ذو الجلال، كلمة تتعلق بالجلال العظيم
فذكر معها والإكرام وهي مسألة تتعلق بالجمال. نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم. نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم، هذه من الجمال بدأ بها جعلها أول ما ذكر، ثم بعد ذلك وأن عذابي من الجلال جعلها. مغلفة بهذا الجمال ولم يذكر في القرآن كله مرة واحدة الكلام عن العذاب إلا ومعه الكلام عن العفو والرحمة والتوبة والمغفرة إلى آخر هذا المعنى كلمة
تختص الله بها لا تطلق على من سواه فبعض أسماء الله الحسنى تطلق أيضا على البشر لكن هذه مع قوله مثلا الرحمن فإنها لا تطلق إلا على الله ذي الجلال والإكرام، لا تطلق إلا على الله ذي الجلال والإكرام. أصبحت صفة لازمة في كلامنا عن الله سبحانه وتعالى، صفة لازمة تصف هذا الكمال والجلال والجمال. الله ذو الجلال والإكرام، تعلق بجلاله، تخلق بجماله، اطلب من الله سبحانه وتعالى في كماله أن
يقوم بك فإنه حي قيوم السماوات والأرض، اللهم يا ربنا افتح علينا فتوح العارفين بك واشرح صدورنا للإسلام واجعلنا ندعوك بما ترضى وعلمنا اسمك الأعظم الذي إذا دعوت به أجبت، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.