زوجتى تريد أن تسمى بنتى باسم أجنبي | أ.د علي جمعة

زوجتي تريد أن تسمي ابنتنا باسم أجنبي مثل جوليا ومايا، فهل في ذلك تشبه بالغرب؟ وهل ذلك حرام؟ الأسماء منها ما له معنى ومنها ما هو مرتجل، هكذا يقول أهل النحو. والتسمية بكل أنواعها جائزة، والنبي صلى الله عليه وسلم غيّر الأسماء عندما كان هناك خلل في المعاني، فشخص سُمي بغراب. فالنبي صلى الله عليه وسلم سماه عبد الله، عبد الله جيد وجميل،
لكن "غراب" كان في الماضي يُعتبر غير مقبول، ولذلك توجد عائلات الآن تُسمى عائلة الغراب. ولكي نُحسِّن الاسم قليلاً، يقولون لك إنه "غراب أشهب". والغراب الأشهب هو استثناء، لأن الغراب لونه أسود، أما الغراب الأشهب فيكون أبيض، أي شيء نادر. أي أنها تحلية للاسم، لكن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً قد سماه أبوه شيطاناً، وكانت العرب تستخدم هذه الكلمة كنوع من المدح، أي مثل قولنا: "يا ولد يا عفريت أنت هكذا"، يعني أنك قادر على ما لم يستطعه أقرانك من النشاط ومن الحركة وهكذا، فالنبي صلى الله عليه. وسلم غير اسمه وهكذا
غير عندما يكون له معنى، فإذا كانت هذه الأسماء مرتجلة فلا بأس بها، خاصة أن الإسلام دخل جميع الأصقاع. فلنفترض أن شخصاً الآن في أمريكا ويريد أن يسمي ابنته جوليا، فليسمها، لن يحدث شيء. خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين. لكن قضية الاسم الذي له... معنى ذلك أن الشيطان الحمار الذي لن يتغير فعل النبي هذا في نحو ثلاثين مرة، غير الأسماء. عندما جمعنا تغيير أسماء النبي للناس وجدنا ثلاثين حديثاً، أي إن هناك ثلاثين اسماً تغيرت في عهد رسول الله، وقد ألّف
بعضهم كتاباً صغيراً بعنوان "السامي فيما غيّره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الأسامي". نعم وهو غير مطبوع حتى لا يذهب أحد للبحث عنه فيجد السامي في شيء آخر.