زوجي لا يريد الانجاب وأنا أريد فماذا أفعل؟ | أ.د علي جمعة

تقول زوجي لا يريد الإنجاب مرة أخرى ولدينا طفلان وأنا أريد طفلاً ثالثاً، فهل حرام إذا لم آخذ حبوب منع الحمل؟ الحقيقة أنه إذا كان هو لا يريد، فالعبء عليه وليس عليك. أنت حرة في جسمك، تأخذين حبوب منع الحمل أو لا تأخذينها، تنسينها أو لا تنسينها، أنت حرة، إنما العبء... عليه هو في كيفية ذلك، لكن تعال، أنت تريد أكثر من الطفلين في ماذا؟ لقد تغيرت الدنيا، والإمام الشافعي يقول في هذا الوقت
الذي هو مليء بالفتن والمحن والإحن الذي نحن فيه، وينصح بألا يتزوج أصلاً. خلاص، دعك من الزواج، وينصح بألا يتزوج، فإن كان ولا بد فصغيرة أو قائس. وعلّل ذلك بخوف الفتنة على الولد الذي نحن جالسون نقول له ليل نهار أنت ضامن يعني أن هذا الثالث لن يفسد ويكفر ويفسق وما إلى ذلك. لقد أمرنا بالتكاثر فتكاثرنا وزدنا زيادة عن اللزوم حتى قال فينا "كغثاء السيل"، قالوا: أمِن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: "أنتم يومئذ كثير". ولكن غثاء كغثاء السيل، ينزع
الله المهابة من قلوب عدوكم، ويلقي الوهن في قلوبكم. قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت. لا يريدون لقاء ربنا، أي أصبح لقاء ربنا عزيزاً جداً عليهم. يعني طفل أو طفلين جميلين، فلا تفعلي هكذا يا ابنتي، واتركي الأمر لله، فقد أصبح الزمن زمناً مختلفاً. لا يعلم بها إلا ربنا والإمام الشافعي حذَّر وحذَّر وعلل ذلك بخوف الفتنة على الولد. وهذه الحكاية منتشرة على فكرة منذ بعد القرن الثاني الهجري، لكننا مصرُّون على أن نتكاثر في بلاد هكذا، بلاد قليلة العدد وتحتاج إلى التكاثر، حسناً، ولكننا هنا مثلاً أصبحنا مائة مليون ونحن آخرنا أربعون. آخر المساحة أربعون، أصبحنا
مائة واثنين ونصف في المائة، يعني اثنين ونصف في عددنا الذي هو الأربعون. انتبهوا جيداً، دعوا عنكم هذه المسألة، هو طفل أو طفلان يكفيان مع المسامحة. أتريد أن تتكلم أيضاً؟ عليك أن تستمع فقط في هذا الوقت، تستمع فقط وتقول "حاضر" أيضاً، لأنك تفعل غير ذلك. ما هي الفائدة إذ أن كل شخص يريد أن يكون لديه أحد عشر أو اثني عشر أو ثلاثة عشر طفلاً، ثم لا يجد ما يطعمهم به، والأرزاق على الله. والأطفال ينامون مع بعضهم البعض. ألم يقل ربنا لك أن لا تكون كغثاء السيل؟ وهذا ليس مما يُفرح النبي، أي أن... أنت تكون غثاء السيل، أنا أريد أبناءً هكذا، هم مصامير هكذا، هم يعرفون كيف يدافعون عن الله وعن رسوله، ليس أي كلام.