سرق أحدهم من الدكان و صاحب الدكان رآه و لكي لا يفضحه عفا عنه هل هذه شهادة زور ؟!! | أ.د علي جمعة

سرق أحدهم من الدكان و صاحب الدكان رآه و لكي لا يفضحه عفا عنه هل هذه شهادة زور ؟!! | أ.د علي جمعة - فتاوي
سرق أحدهم من درج في سوبر ماركت، وصاحب القول عن هذا الذنب هو: "لا يوجد ذنب ولا شيء، العفو عند المقدرة لا بأس به". فتى حاول أن يسرق، ثم ضبطوه، وبعدما ضبطوه بكى، فوجدوه صبياً صغيراً في السن والقضية لا تستحق، فقالوا
له: "حسناً، لا تفعل ذلك مرة أخرى". وإلا سنسلمك، سواء فعل أو لم يفعل، أي انتهى هذا الموقف، لا بأس، لا يوجد مانع، لا يوجد شيء في هذا العفو، إنه ليس ذنباً ولا شيئاً، وليس تهديداً أو تزويراً أو ما شابه ذلك، لأن هذا نوع من العفو عنه والصفح حتى يأتي الله بأمره، إن الله على كل شيء قدير، ليس. هذا لم يستهن بالذنب ولا فيه نوع من أنواع التشجيع على المعصية، إنما فيه نوع من أنواع التربية، وكان الإمام أحمد بن حنبل يقول: تسعة أعشار التربية في التغافل، يعني عندما ترى ابنك فعل شيئاً ما وتتغافل عنه، وبعد ذلك تنصح أمامه، أي كأنك لم تره، لأنك لو رأيته...
يكون متجرئاً على الفعل ويفعل هذا الإخوة الذين ابتلانا الله بهم. لا يريد أن يأخذه ليقطع يديه في المحل لأن السرقة والسارق "فاقطعوا أيديهما". ولا يفهم الشريعة ولا يفهم الطبيعة ولا يفهم شيئاً مطلقاً. والحمد لله رب العالمين. كل هذا من أجر الصبر الذي سينزله الله علينا لهؤلاء الناس. واللهِ الستر أولى. وكان عبد الله بن مسعود مرة وهو يمشي، فجاء شخص ونزع منه العمامة وجرى، فأخذ يجري وراءه ويقول له: "وهبتها
لك، قل قبلت" حتى تكون هبة صحيحة عند جميع المذاهب، فلا يكون قد أخذ العمامة بغير حق، بل وهبها له. هذا هو القلب الذي نعمل عليه، وليس القلب [الجسدي]. الثاني يعني لعل هذا الموقف الذي تعرض له الولد يكون هو موقف حياته ولا يكرر ذلك الفعل أبداً، ولعل الله قد فضحه من أجل أن يعود إليه الفتى، ويعود إليه، ويعرف أن هناك من يراقبه، ويتعدل حاله، نرجو من الله ذلك.
    سرق أحدهم من الدكان و صاحب الدكان رآه و لكي لا يفضحه عفا عنه هل هذه شهادة زور ؟!! | أ.د علي جمعة | نور الدين والدنيا