سمعنا في قصة الإسراء والمعرج أن النيل والفرات ينبعان من سدرة المنتهى في السماء | أ.د. علي جمعة

سمعنا في قصة الإسراء والمعرج أن النيل والفرات ينبعان من سدرة المنتهى في السماء | أ.د. علي جمعة - فتاوي
سمعنا في قصة الإسراء والمعراج أن النيل والفرات ينبعان من سدرة المنتهى في السماء، فكيف يتفق ذلك مع ما هو معروف من منابع النيل؟ هل النيل والفرات الذي هو الآن هذا الذي هنا يعني "وأُتوا به متشابهاً"؟ عندما تصعد إلى الجنة ستقول: "الله، وهذا ليس النيل، هذا من ذاك". حسناً، والله النيل أعطوه وتشابهوا، والثاني يقول الله ما الفرات، إنه هو نفس الالتواء من هنا في هذا المكان هو الفرات بالضبط، وبعد ذلك تنظرون هكذا في النهاية فتجدونها خارجة من سدرة المنتهى، فهذا شيء وذاك شيء آخر. ليس النيل الذي يسير فيه الأتوبيس النهري هذا ولا النيل الذي هو الفرات. الذي سيظهر وينحسر عن وادٍ من
ذهب ويقتتل عنده المقاتلون. لا، إنما هذا الشكل، وماذا يعني هذا؟ يعني أن هذا الشكل حسن وجميل. يعني انظروا إلى الجنة في الحياة الدنيا، كيف نرى الجنة؟ انظر إلى النيل ها هو مثله موجود في الآخرة. انظر إلى الفرات، انظر إلى سيحون، انظر إلى جيحون، أنهار وهي الأربعة هذه. من أنهار الجنة، ماذا يعني ذلك؟ يعني إذا أردتَ أن ترى أحداً من أهل الجنة، انظر إلى أم الشهيد. إذا أردتَ أن ترى أحداً من أهل الجنة لتنظر إليه هكذا وتستمتع، انظر إلى مصابي حرب أكتوبر. فأنت بذلك تنظر إلى شخص من أهل الجنة، سبقته رجله إلى الجنة. أما هو فإلى أين سيذهب إن شاء الله؟ سيذهب إلى الجنة لأن...
يكمل رجله التي سبقته إلى الجنة، فيصبح إذا أردتم أن تروا أهل الجنة هنا في الدنيا، يمكنكم أن تفعلوا ذلك. هذا هو معنى القول: "الجنة تحت أقدام الأمهات". إذا أردت أن ترى الجنة، فكن باراً بأمك، وسترى الجنة في الدنيا. هل جربت؟ لم تجرب؟ لماذا أنت ضجر وممتلئ بالملل ومتعب؟ هؤلاء أمه. ثلاث دقائق ستجلسها هنا، ولو جلست مائة سنة تكون قد جلست ثلاث دقائق عند ربنا. "كم لبثتم؟ قالوا: لبثنا يوماً أو بعض يوم، فاسأل العادين". نحن ارتبكنا. "تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة"، يعني الساعة بألفين وقليل، يعني سيدنا النبي انتقل إلى
الرفيق الأعلى من. في يوم القيامة سيقول لك: كم لبثت؟ سوف تخجل أن تقول له ثلاث دقائق أو ستتلخبط، فقد عشت مائة سنة، فتقول له: يوماً. وبعد ذلك ترى العدادات أنها ثلاث دقائق أو دقيقتين ونصف، فتقول: ما هذا؟ أو بعض يوم، لقد تلخبطنا، فاسأل العادّين: "إن لبثتم إلا قليلاً". هذه أشياء لا تستطيع الصبر عليها دقيقتين أو ثلاث. هل تصبر دقيقتين أو ثلاث وتذهب إلى ربنا سبحانه في الجنة؟ ترى في الدنيا فمن ضمن هذا المعنى أن النيل والفرات وسيحون وجيحون من أنهار الجنة. والموز ستجده هناك، واللبن ستجده هناك، والمياه ستجدها هناك، هي
نفس المياه. وبعد ذلك ماذا؟ وأوتوا. به متشابهاً الموزة هكذا عندما تأتي لتأكلها تقول ما هذا؟ إنها شيء آخر فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. فيها برتقال لكن شيء آخر الآن، فيها مانجو يا ولد، نعم وفيه عصير أصب. عندما تدخل إلى بائع العصير للصب تجده يكتب هكذا: أي وثقهم ربهم. شراباً طهوراً أنت تدخل الله دائماً، حسناً، والله جعلك تكتب هذا لماذا؟ سيكون هناك عصير أصبه في الجنة، وبعد ذلك في الجنة هناك تخرج ويأتيك كوب العصير وهو حلو وطيب، تأتي لتذوقه فتجد شيئاً آخر لم يحدث من قبل. والذين سألوا النبي: ما هو أول طعام أهل الجنة؟ فقال لهم: زائدة كبد. الحوت
زائدة كبد الحوت هذه تشبه الكافيار الذي هو البطارخ يا حضرتك، هل تنتبه؟ فهذا طعام جيد ولذيذ وجميل. فالكافيار هذا يكون مثل الكافيار الذي لدينا، هذا الذي بثلاثة صاغ، لا، هذه شيء آخر، شيء آخر، شيء يعني يعوضك عن الثلاث دقائق في هذه الحياة الدنيا. جزء لا يتجزأ من الحياة الآخرة وأن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون. لو فهمت هكذا ستهون عليك المصائب والآلام والأوجاع والمواقف. لو فهمت أن هذه جزء لا يتجزأ من الآخرة لوجهتك ما كنت غضبت من أحد وكنت رضيت عن ربنا سبحانه وتعالى
حتى يرضى عنك. رضي الله عنهم. عنه عنك