سورة المائدة | حـ 862 | 3 | تفسير القرآن الكريم | أ.د. علي جمعة

سورة المائدة | حـ 862 | 3 | تفسير القرآن الكريم | أ.د. علي جمعة - تفسير, سورة المائدة
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة المائدة يقول ربنا سبحانه وتعالى: "حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ". والميتة محرمة في الشريعة الأولى مع موسى، وجاء القرآن فحرمها وأكد تحريمها. والميتة هي الحيوان الذي فارق الحياة وكان مأكول اللحم ذكاة شرعية، والذكاة الشرعية هي الذبح أو العقر. فالذبح يكون للمقدور
عليه ذبحه كالغنم والبقر. يمكن أن خمسة رجال أقوياء يمسكوا البقرة وينزلوها إلى الأرض ويذبحوها، والبقرة لا تستطيع أن تقاوم الخمسة. أما البقر المتوحش الذي نسميه "المها"، فعيون المها هذه جميلة جداً وتشبه عيون النساء عندما تريد أن تمدح امرأة تقول: عيون المها (البقر الوحشي) هذه لا تعرف أن تُنيمها خمسة رجال أو عشرة رجال، ولا يمكن أن يهدأ لك،
لا قوة إلا بالله، ولا مائة شخص. حسناً، وهذا ماذا نفعل به؟ كذلك فحل الإبل، الفحل الكبير الذي للإبل، الإبل الصغير المسكين نعامله مثل البقر، نذبحه لكن... الإبل هذا أين ستجد فيه الودجين والمريء والحلقوم، إلى أين تذهب له، فرقبته طويلة، ولو أحضرته سيرفسك رفسة لا يعلم بها إلا الله. حسناً، ثم قال لك الناس أكلت لحم الإبل، فماذا فعلوا به؟ عقروه. ما هو هذا العقر؟ العقر هو أننا نوقفه ونربط رجليه ونأتي إليه هنا في هذا هذه هي المنطقة هنا تحت عنده،
ونأتي مدخلين الرمح فيها، فينهمر الدم. يكون الدم في حالة البقرة والغنم والماعز وما شابه، هذه واضحة، أو الغزالة وما شابه. وفي حالة الرقبة الطويلة هذه مع القوة الشديدة، يكفي أن ندخل هذا الرمح والدم ينهمر من هذه المنطقة، فهذا يسمونه العقرب وهذه... زكاة شرعية. قال: "طيب، ما موقف البسملة؟ هل يجب أن نقول بسم الله قبل الذبح أو قبل العقر؟". قال: "والله، البسملة هذه سنة هكذا". قال: "طيب، أنا نسيتها".
قال: "لا، لا يحدث شيء، لا يحدث شيء، كل شيء [حلال]". قال: "طيب، أنا في الحقيقة أهللت بغير اسم الله". قال: "آه، ليس لأنه لم يذكر اسم الله ولم يقل بسم الله الرحمن الرحيم، بل لأنه قال باسم الصنم الفلاني. نعم، هذا أُهِلَّ به لغير الله. هذا وضع آخر، هذا يحرم أكله ولا يصح أن نأكله. ماذا حدث يعني؟ قال أُهِلَّ به لغير الله. نحن نخاصم الوثنيين ولا نريد أن نكون وثنيين. لن نتمكن من مشاركتهم في الطعام والشراب، فالنهوض بنص القرآن ليس فيه تفصيل. إذا كانت
الذكاة الشرعية هي الذبح الشرعي وعرفنا شروطه، قال: حسناً، هذا الذي تفعلونه كله في ذوات الأربع، لنفترض أن لدي إوزة أو بطة أو دجاجة أو كتكوت، حمام، يمام، طير، يعني كل هذا نأكله. اشتريت لحماً وجلبت سيفاً وذهبت لأقطع رأس هذا الطائر بسرعة كبيرة. لا، بل رأيت مخادعة وكذباً. طارت الرأس في لحظة لطيفة. قال يكون حلالاً لكنك خالفت السنة. ولكن هذا الطائر الذي
ضربته بالسيف، نحن لا نعرف الآن من الخلف ومن الأمام، وهل مات أم لم يمت، هل هو حلال؟ لكنك بهذا تركت الحديث الذي ذكّرك به سيدنا رسول الله "وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة". إذا لم تفعل ذلك فتكون الغلطة خاصتك هنا، لكن النفس واللحم أصبح حلالاً. إذاً، الذبائح واللحوم لها أحكام، فإذا ضاعت الحقيقة... قال "ضاعت الحقيقة"، ماذا يعني ذلك؟ أنا لا أعرف إذا كان هذا مذبوحاً أم لا. ليس مذبوحاً، قال: سمِّ الله وكُلْ، سمِّ الله وكُلْ. قال: طيب، ماذا لو افترضنا أن
هناك مظاهر من مظاهر الكذب؟ قلنا له: كيف؟ قال: الدجاجة يا أخي تأتيني برقبتها سليمة ومكتوب عليها من الخارج: ذُبحت على الشريعة الإسلامية. قلنا له: لا تأكلها، التي تراها هكذا بعينك لا تأكلها. قال: حسناً، لو أن بعض الناس في بعض الدول ظنت أن عبارة "ذبح على الشريعة الإسلامية" هي كلمة جميلة، فذهبوا وكتبوها على السمك. فتجد علبة السمك مكتوب عليها "ذبح على الطريق الإسلامي"، فعرفنا أنهم يجهلون الأحكام. فهذه
لا تضرهم ولا تنفعهم، وليس لأجل أن يخدعني كتب لي "ذبح على". الطريقة الإسلامية لا يقول حسناً ولو كانت الجهة معتمدة ومعتبرة ومحترمة فعلاً وذُبح الأمر في الداخل وتمت إضافته، فحسناً، ما دام قد ذُبح على الطريقة الإسلامية كما يقولون فأنت تسير على الصواب ولا يحدث شيء. المذابح في أوروبا بالمقصلة والسكين، يوقفون البهيمة ورأسها هكذا وتأتي [المقصلة] من فوق فتقطع الرقبة فصارت ميتة، فقلنا لهم: "لا يا جماعة، يجب أن تأتي من الأسفل". قالوا: "لكنكم هكذا ستكلفوننا، فالمجازر كلها مصممة من الأعلى، وعندما
نأتي لنعمل من الأسفل، فهذا يتطلب هيئة أخرى، أي وضعية مختلفة للبهيمة حتى يتم الذبح من الأسفل". قلنا لهم: "والله نحن لا نأكل من الذبح الذي يتم من المجازر واخترعوا الشيء من تحت وأصبحت المجر من الدول التي فيها هذا وذاك. اليهود والمسلمون يلزمهم الذبح، لكن عامة الناس لا يهمهم أعلى أو أسفل أو أي شيء. ولذلك تجد أن اليهود والمسلمين يذهبون إلى المجازر التي فيها القطع من ذبح، الذبح من أسفل حتى يتحقق الذبح الشرعي إذا حُرِّمت قال تعالى والدم، فما
الدم الذي حُرِّم علينا؟ الدم نجس بإجماع المسلمين، دم الدجاج، دم هذه الحيوانات، دم الإنسان، كله نجس بإجماع المسلمين. والذي حُرِّم في الدم هو شربه. قال: وماذا عن نقل الدم؟ قال: لا، هذا مباح. حسناً، نقل الدم لا بأس به. قال: وماذا عن التبرع بالدم؟ قال: ما من شيء إذا الذي حُرِّم عليكم أمهاتكم، فما الذي يكون حراماً في الأمهات؟ الزواج، لكن شخص يقبل يد أمه، وآخر يبر أمه، وآخر يحمل أمه على كتفيه هكذا كي يطوف بها، كل ذلك من البر، نعم، إنما الحرمة جاءت في ماذا؟ جاءت في
الزواج، وهكذا حُرِّم. حُرمت عليكم الميتة والدم، يعني شرب الدم. وإلى لقاء آخر، نستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله