سورة المائدة | حـ 891 | 6 | تفسير القرآن الكريم | أ.د. علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة المائدة، وربنا سبحانه وتعالى يعلمنا شأن الطهارة ويذكر لنا الوضوء، يقول بعدما ذكره وآياته: "وإن كنتم جنباً فاطهروا". كلام فيه إيجاز في إعجاز، "وإن كنتم جنباً فاطهروا" يعني جنباً. فطهِّروا الجُنُب يتطهر، أي الجُنُب يتطهر بماذا؟ الأئمة استمروا في شرحها حتى جاءوا
بآية في مجلد الجُنُب يتطهر، في مجلد الجُنُب يتطهر هذه، وبعد ذلك يقولون لك: لا، ليس هناك إعجاز ولا شيء، ليس هناك إعجاز! كيف؟ نعم، عند الجهلة، لكن عند العلماء الذين جعلوا هذا الكتاب هداية لهم في... حياتهم، لا، هذا إعجاز. فلن يشعر بالإعجاز إلا من اهتدى بالله، أما الذي تشيطن وتقفز في الفضائيات، ما هو هذا إلا الله. إنما أنت متشيطن، كيف ستهتدي بالله؟ ولذلك لن ينفع، لن ينفع مع كثرة قلة الأدب مع الله، قلة الأدب
مع رسول الله، قلة الأدب مع الناس، فلن ينفع يشتم الإسلام ويشتم القرآن ويشتم المصطفى صلى الله عليه وسلم، ماذا ينفع معه؟ هو يغلق على نفسه ولا يستهدف؟ الله تعالى يقول: "وإن كنتم جنباً فاطهروا"، شيء عجيب وغريب، عن الجنب قال ما معه الحدث الأكبر، وقالوا: ولماذا سُمي حدثاً أكبر؟ قال: لأن هناك حدثاً يستوجب منا... الوضوء وفي حدث يستوجب منا الاغتسال يعني الاستحمام،
عندما يكون هناك حدث أصغر فإننا نذهب لنتوضأ، وإذا كان حدثاً أكبر فسنذهب لنستحم ونغتسل، فهذا اسمه أصغر وهذا اسمه أكبر. أما الشافعية فقد جاؤوا وقالوا: لا، لدينا تقسيمة أخرى وهي أصغر وأوسط وأكبر، الأوسط والأكبر نغتسل منهما، والأصغر نتوضأ منه. سألناهم: قال أحدهم عندما يكون هناك جنابة من التقاء الرجل مع المرأة، فالتقاء الرجل مع المرأة هذا هو التقاء الرجل مع زوجته، إذاً هذا سيأتي بماذا؟ نريد حدثاً أصغر وأوسط. سألناهم: لماذا سميتموه أوسط؟ قال: باعتبار ما يمنع. باعتبار
ما يمنع. حسناً، الحدث الأصغر يمنع ماذا؟ قال: يمنع الصلاة رقم اثنين. يُمنع الطواف بالكعبة، رقم ثلاثة. قال: يُمنع حمل المصحف ولمس المصحف عند الشافعية، أما عند غيرهم في المذاهب فيقولون لك: لا. لكن الشافعية يعدّون هذا - يعني هذا مذهب واحد. حسناً، وماذا أيضاً؟ رقم أربعة: حمل المصحف. فيصبح لمس المصحف وحمل المصحف والصلاة والآية والطواف، كم؟ أربعة. احفظ أربعة، لكن الشخص سواء كان جندياً أو امرأة أو رجلاً، يُضاف إلى هذه الأربعة قراءة القرآن، فتصبح ممنوعة.
ما هو البند الخامس إذاً؟ إنها قراءة القرآن. حسناً، وماذا عن الأكبر؟ قال: هذا هو الحد، لأنه سيُضاف إلى هذه الخمسة أو الستة أنه يحرم عليها الصلاة، ويُضاف إليهم أنه يحرم عليها الصيام وهي يحرم عليها أن يقربها زوجها وهي حائض أو منعه، ويحرم عليها المرور بالمسجد خشية تلويثه. وهناك الستة الخاصة بالجنب أن يمكث في المسجد، فهناك فرق بين المكث وفرق بين المرور، ويحرم عليها المكث في المسجد. فأصبحوا أكثر وأصبح هنا تسعة، فهذا أربعة وهذا ستة وهذا تسعة. يكون
هذا أوسط، وهذا أصغر، وهذا أكبر. أما من ناحية الطهارة، فهذا تتوضأ، وهذا تغتسل. كل هذا الكلام سنذكره في المجلد الخاص بماذا؟ الجنب يتطهر. سنقول إن الأحداث ثلاثة، وأن هذا تتوضأ، وأن الاثنين هذين - الحدث الأوسط والحدث الأكبر - يحصل فيهما اغتسال، سواء كان للرجل والمرأة أو سواء للمرأة فقط، وسواء كان هذا حد كالعادة الشهرية أو نفاس أو ولادة، لأنه أحياناً تتم الولادة وينتهي النفاس. أقل مدته لحظة وأكثره ستون يوماً. الحيض أقله يوم وليلة وأكثره
خمسة عشر يوماً وليلة. إذن هنا انظر إلى الأقل وهو لحظة، وبعد هذه اللحظة تغتسل بسبب الولادة، فهذه من المسببات. الاغتسال إما بسبب الحيض أو النفاس أو الولادة عند المرأة، وعند الرجل والمرأة بسبب الجماع أو الإنزال. لنفترض أن الرجل احتلم فنزل منه ماء، فيصبح جنباً. فالجماع والإنزال، وهذا الإنزال قد يكون للمرأة وقد يكون للرجل، لكنه نادر عند المرأة لكنه يحدث، وفي الرجل
معتاد وكثير. كلام طويل وعريض في ما الجنب الذي يتطهر؟ سنؤلف فيها كتباً؟ حسناً، يقول لك: طيب، وأنت عرّفتنا الوضوء، وعرّفنا الحدث، وعرّفنا هذه الأشياء كلها، حسناً، فلماذا تغتسل في كل جسمك؟ قال: لأن الشهوة التي نتجت من هذا أو المانع الذي كان لهذا كان في كل الجسم، يعني أصاب كل الجسم. وإلى لقاء آخر نستودعكم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته