سورة المائدة | ح 1015 | 64 | تفسير القرآن الكريم | أ.د. علي جمعة

سورة المائدة | ح 1015 | 64 | تفسير القرآن الكريم | أ.د. علي جمعة - تفسير, سورة المائدة
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع كتاب الله وفي سورة المائدة يقول ربنا سبحانه وتعالى عن شأن الفرق الضالة من اليهود والتي اعتدت على الله سبحانه وتعالى بالمقولة الكاذبة "يد الله مغلولة". رد عليهم فقال: "غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا". وأثبت لنفسه فقال بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء، قال تعالى: "وليزيدنّ كثيراً منهم ما أُنزل إليك من ربك طغياناً وكفراً"، ثم قال: "وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة". والحاصل
أنك إذا دخلت على شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) لتبحث عن أولئك اليهود الذين يعارضون الصهيونية، لرأيت هناك إثنين وعشرون منظمة "أنتي سيونيزم" يعني ضد منظمة اسمها ناطوري كارتا، وهذه الناطوري كارتا في لندن يقولون ماذا؟ يقولون إنه حرام على اليهود شرعاً في الشرع اليهودي أن يعودوا إلى
فلسطين. لست فاهماً، لم أعد أفهم شيئاً. يعني الآن أليست العودة إلى فلسطين هذه فرضاً دينياً يهودياً قالوا: أبداً، إن العودة إلى فلسطين معصية يهودية. يا إخواننا، فهمونا فقط، يعني هم مخالفون هكذا للشريعة اليهودية؟ قال: نعم قطعاً ومخالفون للحاخامات والعلماء اليهود؟ قالوا: نعم قطعاً، قطعاً. لماذا لا تقولون ذلك هكذا؟ قالوا: لقد قلنا كثيراً، أنتم لا تسمعون ولا تقرأون أي شيء يعني، الآن هذا الشخص يهودي، قال نعم، قلت
له: فالشريعة الخاصة به تقول له حرام عليك أن ترجع هناك. قال: إنه سيكون ملعوناً مطروداً من رحمة الله، الله لن يُدخله الجنة، الله لن يغفر له إذا رجع إلى فلسطين. لماذا؟ قال: لأننا قد عبدنا الوثن في فترة معينة، فتحوا خمسة معابد. للوثنية فأوحى الله إلى أنبياء بني إسرائيل أن العقوبة حرمانهم من الأرض المقدسة وأن الله يغفر لهم إذا خرجوا وأن الله يغضب عليهم إذا رجعوا وأنهم إذا رجعوا فسوف يسلط عليهم من عباده من يذبحهم. الآية
رقم مائة وإحدى عشرة من التلمود: "فلو رجعتم ذُبحتم كالغزلان في الغابة". قال والله. نحن لا نعرف ولا شأن لنا بذلك، أنتم الذين تعرفون. لديكم في اليهودية هكذا. قال: ماذا إذن؟ ها هو النص كما هو. ولذلك تجد أن أتباع ناطوري كارتا هؤلاء لا يعودون أبداً إلى فلسطين. فلماذا لا تظهرون في العالم؟ قال: نحن بالكاد مائة ألف شخص، مائة ألف قلنا. لهم الله! وماذا عن اليهود إخوانكم الذين ذهبوا إلى فلسطين، أليس من الواجب أن يكون لديهم أيضاً وجهة نظر ورأي؟ قالوا: كلهم علمانيون لا
يعرفون الشريعة ولا يريدونها. الله! يعني ليست ديانة ولا يرجع إليها تديناً. يعني قال: لا، لم يرجع إليها تديناً. طيب، لماذا يرجع؟ قال: هذه سياسة. هذه كلها سياسة لا علاقة لها بأي شيء. كل الفرق تشتم بعضها، وكل الطوائف اليهودية تقول لك إن هؤلاء يذلوننا، الغربيون والشرقيون والفلاشا القادمون من الحبشة والجماعة القادمون من الخزر في الشمال هناك، من الخزر فعندما تقرأ هذا الكلام، فهذا الكلام الذي أقوله. في مجلدات موجود في مجلدات مطبوعة لكن هنا
يقول ماذا: "وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة"، سبع كلمات وهذه الكلمة فيها سبعمائة مجلد، وبعد ذلك تقول لي هذا من عند محمد؟ يا أخي استحِ، يا أخي هذا من عند ربنا، وهل محمد يعرف أن يقول هذا؟ ويتجرأ وهو... كان محمد صاحب الكون الذي يقول إلى يوم القيامة فيحدث فعلاً حتى يوم القيامة. ألم يكن هناك احتمال أن اليهودية تفنى؟ ها تفنى في إسبانيا أو في مكان ما، أي شخص يقتلهم وينتهي الأمر، هتلر هذا أو غيره أو أي شيء. لو أن اليهودية
فنيت، لأصبحت هذه الآية بلا معنى، ولتسائلنا ما معنى يوم القيامة؟ وما معنى البغضاء؟ وما معنى العداوة؟ وما معنى "بينكم وبين كذا"؟ إذاً مَن الذي أنقذ اليهود من هتلر؟ الله. ومَن الذي ألقى بينهم العداوة والبغضاء؟ الله. ومَن الذي جعل هذا مستمراً إلى يوم القيامة؟ الله. ومَن الذي جعل الناس تعترف وتكتب في الإنترنت والمؤلفات والكتب وغيرها؟ إلى آخره. الله، ومن الذي جعل المسلمين يعرفون هذا الكلام؟ الله. لا، بعد ذلك أصبح وقاحة. "وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة". انظر إلى التحدي. سيدنا
محمد كان رجلاً ذكياً باعتبار الناس جميعها، حتى الناس الذين يقولون عنهم عباقرة، قالوا إن محمداً هو رقم واحد في العباقرة. أذكى أذكياء العالم لو كان القرآن هذا من عنده لكان قال: "ألقينا بينهم العداوة والبغضاء"، فهو ذكي، فما الذي سيدفعه ليقول "إلى يوم القيامة"؟ لأنه ليس من عنده ولا شيء بيده. قل: "إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي" فقط، فأنا لا حول ولا قوة بي. هذا مصطفى مختار عليه الصلاة والسلام، إن كلمة "إلى يوم القيامة" هذه هي ثم تحققها ببساطة هكذا، تدل على الحال.
دع الذين يقفزون مثل حبة الفول في النار باعتقادهم أنهم سيهدمون الإسلام والمسلمين. قل موتوا بغيظكم، هذا جبل يا هذا، ستصطدم بنفسك في الجبل، فأنت ضعيف ستنكسر. هذا دين من عند رب العالمين. القضية كلها أنك أنت حجاب بين الخلق والخالق، وتجلس تُحدث ضجيجاً مثل الذي يسب، مثل الذي يلعن، مثل صبي صغير يُحدث ضوضاء فقط. أما إذا أتى شخص أمام أهرامات الجيزة وقال: تباً لكِ يا أهرامات، هل ستُهد! أو سيمتنع السياح عن زيارتها؟! هل سيحدث شيء؟ يعني أنت منتبه؟ وبعدها قال: "الله"، ولم يسمعه أحد. أحضر ميكروفوناً. أخزاك الله يا أهرامات. ومدَّ
صوته هكذا. هل سيحدث شيء؟ يعني الناس ستضحك عليه. ها هو ما حدث الآن. ما حدث الآن هو هكذا: كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله. حسناً، وهذه... من عند الله ولا زالت الحال هكذا وإلى يومنا هذا يشعلون الحرب ويشعلونها بفنٍّ يُظهرون أنك أنت البادئ. احتلوا الجولان وعندما احتلوا الجولان اضطر الرئيس عبد الناصر أن يغلق شرم الشيخ ليضغط عليهم، فحدثت حرب سبعة وستين. هم الذين افتعلوها ثم يقولون لك إنه هو الذي فعلها وخرجوا منها. مثل الشعرة من العجينة، وما الدليل على أنه هو الذي صنعها؟ الأغاني الوطنية،
حسناً، وهل الأغاني الوطنية دليل للقرار السياسي؟ الحقيقة أنكم أنتم الذين أغلقتم وفعلتم هنا وهناك. المهم التلبيس والتدليس إلى يوم الدين، وهكذا أبداً. فأطفأها الله ونصرنا عليهم، وسيطفئها وينصرنا عليهم، ويطفئها وينصرنا عليهم حتى تنتهي هذه المشكلة. بإذن الله وإلى لقاء آخر، أستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.