سيدي أبو الحسن الشاذلي -رضى الله تعالى عنه- | ح #21 | مصر أرض الصالحين | أ.د. علي جمعة

يا رب، لقد أجريت على لسان عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما عندما قال: "مصر أطيب الأراضين تراباً وأبعدها خراباً، لن تزال فيها بركة ما دام في الأرض إنسان". اللهم استجب دعاءه فإنه
كان من كبار الصالحين. هو زين العارفين وإمامهم، أستاذ الأكابر، القطب. الصوفي الكبير صاحب الإشارات والكرامات، محب الخيل والشاعر النبيل والفارسي الكبير، هو كذلك فقد بصره في مرحلة متأخرة من عمره، لكن هذا لم يمنعه من استكمال الرحلة إلى معرفة الله سبحانه وتعالى. هو الإمام أبو الحسن
علي بن عبد الله الشاذلي، المبتلى يا شاذلي يا شاذلي يا أبا الحسن، الشاذلي وُلِدَ في المغرب العربي وهاجر إلى العراق ثم إلى تونس ثم إلى مصر بإرشاد شيخه رضي الله تعالى عنه وأرضاه،
وتشرفت أرض مصر بأن مكث فيها حتى مات وهو في طريقه إلى الحج. لم يكن رضي الله تعالى عنه تاركاً لمظاهر الدنيا، بل كانت الدنيا في يده ولم تكن في وكان يقول نأكل بالأرطال ونشرب بالأصطال ونذكر مع الرجال. ترك تلاميذه لينشر النور والهدى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذكر والفكر. رضي الله تعالى عنك يا أبا الحسن يا شاذلي. أهلاً
بحضراتكم، واليوم نبدأ مع فضيلة الدكتور في سيرة أحد العلماء الكبار الذين شرفوا مصر وهو الإمام. أبو الحسن الشاذلي فضيلة الدكتور، السلام عليكم. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلاً وسهلاً بفضيلتك. بدايةً، من هو الإمام أبو الحسن الشاذلي؟ ونحن في مصر نقدر هذه الشخصية الجليلة تقديراً كبيراً، ونكن له محبة خاصة، فأرجو من حضرتك أن تطلعنا أكثر حول هذه الشخصية. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. أبو الحسن هي كنية شائعة لمن كان اسمه علي، فكلمة علي تكون كنيته أبو الحسن، وذلك تيمناً بسيدنا علي وأنه أنجب الحسن، وكانوا ينادونه يا أبا الحسن، فصار في كل
الأدبيات الإسلامية فيما بعد يُقال لعلي: أبو الحسن. أبو الحسن تعلم أن اسمه علي دائماً، فأبو الحسن الشاذلي يكون اسمه علي. "عظيما" هذه يسمونها الكنية "أبو"، وهناك أيضاً لقب. اللقب يعني مثل نور الدين علي، نور الدين دائماً يسمونه نور الدين، فيكون نور الدين الشبرملسي اسمه علي. تقول لي كيف عرفت؟ أقول لك هذا نور الدين. لقب علي "علي" يُكنى بأبي الحسن ويُلقب بنور الدين. نور الدين أبو الحسن علي، نور الدين أبو الحسن علي، نور الدين أبو الحسن. هناك اسم وهناك لقب وهناك كنية. في الحقيقة، أنت شرحت لي معلومة عندما كنت في البداية وفهمتها وجلست. أمام فضيلتك، فكنت دائماً أقرأ مولانا
نور الدين علي جمعة، فأنا كنت متوقعاً أن حفظت اسمك أولاً نور الدين. كل هذه أدبيات المسلمين، هو نور الدين، أدبيات الاسم هكذا، أدبيات الاسم في التراث الإسلامي: أحمد شهاب الدين، كل أحمد شهاب الدين - أتفهم؟ - محمد شمس الدين، كل محمد شمس. الدين، فعندما يقول لك شمس الدين التبريزي، فهذا يعني اتباع محمد صلى الله عليه وسلم. هذه معلومات أمتلكها. عليك فقط أن تتقن المهارة التي تسمى: لا تسألني من الذي أخبرني أو أين قرأتها. ليس هناك شيء اسمه "أين قرأتها" ولا "من الذي أخبرني". إنه محمد شمس الدين، فشمس الدين هو أشار لي الحسن، وهو اسمه علي بن عبد الله، إذاً حفظناه. هذه أمور تُقرِّب للحفظ، مفاتيح في المسيرة، مفاتيح في هذه العملية. يقولون لكم: كيف حفظتم كل هذا؟ إنها تمتلك مفاتيح. فيكون الآن علي بن عبد الله بن
عبد الجبار، وهذا من إدريس الأصغر. ابن إدريس الأكبر الذي كان في المغرب، والذين هم السادة الحسنيون الذين ما زالت سلالتهم حتى الآن ملوك المغرب، هل تنتبه؟ والد سيدنا أبي الحسن الشاذلي هذا كان في خمسمائة وثلاثة وتسعين هجرياً، أي أواخر القرن السادس الهجري، وقد عاش حتى ستمائة وستة وخمسين، أي عاش سبعة وستين عاماً. يكون ثلاثة وستين سنة، أي مات على العمر نفسه الذي توفي فيه سيدنا محمد وانتقل إلى الرفيق الأعلى ثلاثة وستين سنة هجرية طبعاً، أي قمرية. نعم، فمن ثلاثة وتسعين وخمسمائة إلى ثلاثة
وتسعين وستمائة، أي ستة وخمسين وثلاثة وستين سنة. أما أين وُلد؟ فقد وُلد في منطقة اسمها غمارة، ومنها الذي درسنا عليه نحن هو الشيخ عبد الله الغماري، نعم هو غماري، وتُنطق هكذا "غمارة" وليست "غمارة"، لأن بعض الناس يقولون لك مثلاً عبد الله الغماري، لا، هي الغماري، بالتخفيف هكذا. أين توجد غمارة هذه؟ غمارة هذه توجد بجانب طنجة مباشرة في المغرب، في المغرب. يعني وأنت على جبل العلم الذي دُفن فيه سيدي محمد بن عبد السلام بن مشيش ترى طنجة على مرمى البصر هكذا، فيكون إذا كانت طنجة في هذا المكان، عندما وُلِد
وكَبُر وكانوا يأخذونه إلى الكُتّاب ليحفظ القرآن، وتربى وتعلم في منطقة همارة، ولما شبّ أراد أن يعرف الحقيقة وأراد أن الله، ولا تكفي العلوم الظاهرية أن تكون عالماً كبيراً، ولكن أين التقوى؟ أين العلاقة التي بينك وبين الله سبحانه وتعالى؟ العلم هذا ذهب أو جاء، هو منهج وفيه معلومات، لكن كيف يؤثر هذا العلم في القلوب؟ أين هي علوم القلوب؟ فكان سيدي أبو الحسن لديه تصور قوي جداً. فقام برحلة إلى العراق من المغرب، مروراً طبعاً بالجزائر وتونس ومصر ثم الشام وبعدها وصل إلى العراق. ولماذا العراق تحديداً؟ لأن بغداد حينئذ كانت مقر الخلافة، حيث كانت الخلافة
العباسية لا تزال موجودة. دائماً ما تكون العاصمة فيها مميزات وجاذبية للعلماء وللثقل الفكري والعلمي. واللهِ وهكذا كانت بلد العلم، بلد العلماء قبل دخول التتار. أعني بغداد هي بغداد طبعاً، وأيضاً لأنها كانت بلد سيدي عبد القادر الجيلاني الذي هو قطب الأقطاب والذي هو عالم الأمة والذي اجتمعت عليه الأمة، الذين يحبون التصوف والذين يكرهون التصوف يحبون عبد القادر. فعبد القادر انتقل، حسناً وأنت... هَمُّه فذهب يبحث بين هؤلاء التلاميذ عن الشخص الواعي بالعصر الذي نحن فيه، والشخص الذي نسميه صاحب الوقت أو نسميه قطباً أو نسميه أفضل شخص.
فالتقى بأبي الفتح الواسطي، فقال له تلاميذ الواسطي: "أنت تبحث عن القطب؟" قال لهم: "نعم". قالوا له: "إنه في المغرب". ليس هنا القطب الذي هو الكبير، أفضل شخص، نعم الذي هو الشيخ الكبير الذي يعمل، الكبير الذي أنت تداري عليه، حسناً. هذا في المغرب بعدما ذهب إلى العراق. نعم، بعدما ذهب إلى العراق. فادي، هذه نقلة أولية التي هي هذه الرحلة، بعد ذلك رجع إلى المغرب ووجد ابن مشيش. موجود في جبل علم الذي دُفن فيه السيد ابن مشيش إلى الآن، ويُنظر وغير ذلك إلى آخره، وتتلمذ على ابن مشيش فيما نسميه طريق الإرادة، يعني أخذ منه كيف يعيش وكيف يفعل إلى آخره، وبعد ذلك نصحه ابن مشيش بنصائح كثيرة يمكن
أن نتحدث عنها بفائدة، حسناً سنتعلم هذا إن... شاء الله لأن هذا البعد هو بعد مهم وهو الطريق إلى الله، ولنرى كيف صار من هم في هذا الطريق وكيف كانت الرحلة أساساً. حضرتك، سنستكمل مع سيدنا أبي الحسن الشاذلي ولكن بعد الفاصل، ولنرى دخوله لمصر وتشريفه لها متى كان وكيف. أرجوكم ابقوا معنا في الرحلة إلى سيدي أبي. الحسن الشاذلي تبدأ من الطريق الذي يحمل اسمه من مدينة مرسى علم في محافظة البحر الأحمر حتى الوصول إلى وادي حميثراء حيث مسجده ومقامه،
هذا المقام الذي يتوافد عليه آلاف المواطنين حباً وعشقاً لصاحبه حبيب النبي عليه الصلاة والسلام. أسكنّا ولا تعذبنا، ارفق بنا يا ربنا يا ربنا. وأمامه يقع حميثرا هذا الجبل الذي يحمل مكانة هامة ويعتبره مريدوه أنه قطعة مباركة لجلوس الإمام أبي الحسن الشاذلي أعلاه للتعبد والزهد، ورغم بُعد مسافته ووجوده بمنطقة جبلية إلا أن يد الدولة المصرية وصلت إليه كي تحافظ على بقاء هذا المكان المبارك بالصورة التي تليق به، وذلك بعمل ممرات للسيول لحماية المنشآت. والأهالي الذين قرروا مجاورة مقام سيدي أبي الحسن الشاذلي، أهلاً بحضراتكم مرة أخرى،
ونواصل مع فضيلة الدكتور الحديث حول الإمام والعلامة أبي الحسن الشاذلي. فضيلة الدكتور، السلام عليكم. وعليكم السلام، أهلاً بحضرتك مرة أخرى. الآن، سبب مجيء سيدنا أبي الحسن الشاذلي إلى مصر وتركه للمغرب العربي مع أنه كان يعني... بجوار أستاذه ابن مشيش، قال له ابن مشيش: "لا، أنت يجب أن تذهب إلى تونس وتُقيم في خلوة هناك، وبعد تونس تذهب إلى الديار المصرية، فامضِ. وأولاً عليك أن تمارس العبادة في خلوة". فذهب إلى تونس وجاء إلى جبل اسمه زغوان، وأقام في المغارة. وأصبح الناس يأتون إلى هذه المغارة، حوالي أربعين ولياً من أولياء الله الصالحين
وهو في المغارة يُتاح له تأمل الكون، يُتاح له شيء من الذكر، مثل الخلوات التي كان سيدنا يقوم بها قبلاً في غار حراء، فهذا يجعله يشعر بمشاعر ويرى رؤى ويفهم معانٍ، يُفتح عليه هكذا معانٍ تجعله أكثر ضراعة لله رب العالمين، يعني تعلمهم. الأدب مع الله سبحانه وتعالى لكن شيوخه نبهوه إلى أنه سيُصاب بفتنة في تونس. فلما دخل تونس، الناس كلها والأربعون الذين رباهم هؤلاء أخذوا ينشرون أن هناك ولياً كبيراً جداً عندنا اسمه أبو الحسن الشاذلي. وذهب إلى مدينة اسمها شاذلة، وشاذلة هذه في تونس أيضاً،
فنُسب إليها. فقاضي القضاة اسمه البراء ابن البراء هذا اغتاظ منه وخاف، قال: "الله، هذا ذو منصب وحسن ومن أبناء إدريس الكبير، الله، وهذا عالم والناس كلها تحبه، فقد يأخذ مني هذا المنصب". فبدأ يفتري عليه بعض الافتراءات عند الحاكم. فاستدعى الحاكم مجموعة من العلماء ليتأكد من صحة كلام ابن البراء، فلم يجده صحيحاً. بل إن الحاكم نفسه أُعجب بكلام أبي الحسن وأنه خارج قريب عهد بربه، يعني الكلام عندما يخرج من القلب يصل إلى القلب. استمر ابن البرا في فتنته، فقال له الحاكم: "يا أبا الحسن، الله يحفظك، هذا الرجل مُسبب ضجة، هل يمكنك أن تمكث في البيت؟" فقال له: "أمكث في البيت؟ لم يحدث شيء، فرأى رسول
الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول له أنه الآن أذِنَ، أو يعني حان الوقت لأن تدخل مصر، وتذهب إلى الديار المصرية. يعني نأتي إلى مصر برؤية نبوية شريفة، أي برؤية نبوية. في البداية كانت القصة كلها أنه ذهب للحج فمر على مصر، ومرة ثانية كانت مصر في سنة ستمائة واثنين وأربعين، ستمائة واثنين وأربعين، هذه (السنة) اثنان وأربعون، فكم كان عمره؟ كان عمره حوالي واحد وخمسين سنة، وأقام في مصر من سنة اثنين وأربعين حتى ستة وخمسين. في ذلك الوقت، من كان في مصر للأسف؟ المقاطعة يا مولانا من العلماء. الكبار الذين دخلت عليهم قامة كبيرة بحجم سيدنا أبي الحسن الشاذلي والعز بن عبد السلام سلطان العلماء، والعز بن عبد السلام، وابن دقيق العيد، نعم المجتهد المطلق، يعني لم نقلد الشافعي ولكن وافق اجتهادنا اجتهاده. ابن دقيق العيد وأمثال
هؤلاء كثير، يعني هذا قرن نسميه قرن العلماء الذي هو من ستمائة إلى سبعمائة هذا قرن فريد ووحيد، يعني كان قمة العلوم نضجت تماماً وفي أوج حالها، فهذا كان ممتلئاً ما شاء الله. والعز بن عبد السلام كان لا يرى التصوف كثيراً، يعني ما هذا التصوف، فأول ما سمع حسن أبو... أبو... الحسن الشاذلي اتبع ابن دقيق العيد بالطبع وأصبح شاذلياً وألّف في التصوف "الزبدة"، وهي رسالة صغيرة. هو سلطان العلماء أبو الحسن الشاذلي، كان يُعظّم العز بن عبد السلام جداً، وكان يرى أنه أعلم من في الأرض الذي باع السلاطين. فمرة رأى رؤية فيها سيدنا رسول الله، فيقول: "أنا جلست هكذا لرسول الله أتحدث وأقول
ونقول شيئاً ثم بعد ذلك وجدت العز فقلت لا ما هذا في الرؤية احتراماً له ولقدره، فانظر إلى نفسيته من الداخل كيف هي. فماذا عن الذي يقول أنه حدثت خلافات بين العلماء في هذه الفترة؟ هو كلام ابن البراء هذا قاضي قضاة تونس، هو الذي جعل. يقول بعض الناس إن هناك اعتراضاً من أهل الفقه عليه، ولكن عندما جاء إلى مصر ولم يعد هناك تلك المحن والشدائد، وكان الكامل ابن أخي صلاح الدين هو الذي يحكم مصر حقاً، اجتمع إليه العلماء وسمعوا كلامه. كان يشرح حياة قلوب الدين، كان يشرح كتاب قوت القلوب لأبي طالب. المكي هذا كان يشرح وهكذا شرح جملة من الكتب دلت على علو مقامه، فالكامل عمل فيه ماذا؟ جعله يدرس في الكاملية، المدرسة الكاملية التي كانت في الصاغة هكذا الآن
في منطقة سيدنا الحسين في شارع المعز، يعني اسمها الصاغة، نعم، شارع الصاغة الآن في المسجد بالمدرسة الكاملية، المدرسة. الكاملية هذه درس فيها، فإذا نحن أمام عالم كبير جداً في الظاهر، وهذه طريقته. أنه كان عالماً في الظاهر وعالماً في الباطن. حسناً، مولانا يُقال إن كان له مجموعة من الكرامات، فلنفهم ما هي كراماته ولماذا كراماته؟ ما هي هذه الكرامات التي يُجريها الله على يديه؟ الإنسان غير معتاد على بعض الأشياء، من ضمنها استجابة الدعاء. يعني عندما يأتي شخص ويقول لي: "ادعُ لي"، وقد رأينا هذا كثيراً في مشايخنا. كان الشيخ أحمد حماد رحمه الله، وكان يسكن في السيدة سكينة، يأتي إليه طابور هكذا:
"أنا غداً لدي موعد في السفارة الأمريكية وأريد تأشيرة، اللهم..." آمين. لدي امتحان غداً. اللهم آمين. سأتزوج هذا الأسبوع. اللهم آمين. وليتم كل شيء على هذه الدرجات. ما اسم هذه الدرجات؟ لقد شهدناها بأعيننا. الشيخ أبو الحسن الشاذلي كان حوله بعض الناس. المرسي أبو العباس وزوجته وابنته. كان لديه ابنتان وثلاثة صبيان. ذهب إلى الإسكندرية. وجلس فيها وأنجب الخمسة، وبعد ذلك كان يذهب للحج. من أين كان الحج؟ من حميثرة التي هي قرية موجودة على البحر، نركب منها إلى جدة بالبحر هكذا تحت هناك، مقابل قنا، الناحية الثانية. فآخر مرة ذهب
للحج كان نظره قد ذهب، وكان طويلاً هكذا وأسمر وجميلاً، وكان يحب أن يلبس. السيدة المحترمة، ويلبس ويركب الخيل الأصيلة، وكان يقول: "يا بُني، لا تشرب الماء وهو ساخن، اشربه باردًا هكذا، حتى عندما تقول الحمد لله، تقولها من قلبك"، لكي تجلس مرتاحًا، هل فهمت كيف؟ وكان يقول: "نأكل بالأرطال، ونشرب بالأصطال" - الصطل الذي هو الدلو هذا - ونذكر مع الرجال. أي أنه لم يكن غائباً عن الدنيا، كان دائماً في الدنيا. عندما ذهبوا إلى ميثرة قال لهم: "اتركوا معنا أدوات الدفن" وهكذا. وعندما وصل إلى حميثرة لكي يركب ويذهب إلى الحج، انتقل إلى رحمة الله فدُفن
هناك. وبعد ذلك، في سنة خمس وأربعين، ذهب فاروق وقال لهم ابنه عن هذا وهكذا لم يعملوا سنة تسعة وأربعين، بدأ وضع هذا القبر وكذلك كان هناك قبر قديم، لكن بعد ذلك بُني بجواره مسجد، ثم بعد ذلك في الستينيات جاء الدكتور حسن عباس زكي أكرمه الله ومن معه وبنى المسجد، ثم بعد ذلك تتالت البنايات والتجديدات، نفعنا الله بعلمهم يعني. أشكر فضيلتك جزيل الشكر على هذه المعلومات القيمة عن مولانا أبي الحسن الشاذلي. بالطبع، أبو الحسن الشاذلي لا يكفيه هذا الوقت البسيط، وإنما هذه مجرد علامات. لقد كان متمسكاً بالسنة تمسكاً شديداً، ولكنه كان يعمل على الوصول إلى القلوب المتضرعة إلى ربنا بالذكر والفكر، رحمه
الله. أشكر حضرتك شكراً جزيلاً. شكراً لحضرتك وشكرٌ موصولٌ لحضراتكم إلى اللقاء. دعاء الشكر لله سبحانه أن تقول: الحمد لله الذي بعزته وجلاله تتم الصالحات، يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك. اللهم اغفر لنا وارحمنا واعف عنا وتقبل منا وأدخلنا جنتك ونجنا من نارك وأصلح لنا شأننا كله. اللهم أحسن. عاقبنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، اللهم يا من أظهر الجميل وستر القبيح، يا من لا يؤاخذ بالجريرة
ولا يهتك الستر، يا عظيم العفو، يا حسن التجاوز، اغفر لنا ذنوبنا.