شخص اعتاد متعمدا الحلف كذبا وتاب كيف يكفر عما مضى؟ | أ.د. علي جمعة

يسأل شخصٌ اعتاد متعمداً الحلف كذباً وتاب كيف يكفّر عما مضى. لا كفارة له إلا التوبة والندم على ما فعل والإقلاع عن هذا الذنب والعزم على ألا يعود لذلك أبداً والاستغفار. هذه هي وظائفه التي تتم عند التوبة: أن يقلع عن ذنبه، وأن يندم عما حدث، وأن يعزم على ألا يعود. مرة أخرى لهذا الفعل الخبيث الشنيع بأن يكذب بالله حالفاً متعمداً، فهذا ينبغي عليه أن يتوب. فما
هي كفارة اليمين هذه؟ كفارة اليمين عندما أحلف على شيء في المستقبل فأقول: "والله لن أذهب إلى الإسكندرية غداً"، ثم يأتي الغد واضطر للذهاب، فأذهب وأكفر. سيذهب إلى الإسكندرية، ولكن ماذا عن اليمين التي أقسموها؟ يُطعِم عشرة مساكين عن كل يمين حلفها، ولا تجعلوا الله عُرضة لأيمانكم أن تبروا. عندما يأتي البر لا تقل: "أصلي حلفت ألا أفعل البر"، وكفِّر التكفير. ما فائدة هذا التكفير؟ فائدته أنه عقاب لك لأنك حلفت، وعقاب لك لأنك أخللت بهذا اليمين.
ولماذا نبادر بالبر؟ لأن ربنا... نهانا أن تحتجَّ باسمه في المنع عن البر فقال: "فلا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا". عرضة أن تبروا، عندما آتي وأقول لك: لا تفعل الخير الفلاني، لا تصل رحمك، لا تتصل بأخيك، فتقول: لأني حلفت أن لا أتصل به. لا، أنت مخطئ، اتصل به وكفِّر عن يمينك يا حبيبي. إذا لم يجد عشرة مساكين ليطعمهم وكان المجتمع راقياً نوعاً ما فعليه كسوتهم، وإذا لم يجد الكسوة أيضاً فعليه صيام ثلاثة أيام.