شرح الأربعين النووية | حلقة 22 | حديث 26 | أ.د علي جمعة | English Subtitle

شرح الأربعين النووية | حلقة 22 | حديث 26 | أ.د علي جمعة | English Subtitle - الأربعين النووية, حديث
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع الحديث السادس والعشرين من الأحاديث الأربعين النووية؛ عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل
سُلامى من الناس عليه صدقة". وهذا معناه أنك إذا أردت. أن تعد نعمة الله عليك لا تستطيع أن تحصيها وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها فأنت في كم من النعم لا تقدر على شكره ولا على حمد الله بشأنه ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتح لك باب كثرة طرق الخير وتعدد أنواع الصدقات والبر وأن الله سبحانه وتعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً وفي حديث البخاري أربعون خصلة أعلاها منيحة العنز، العامل واحدة منها رجاء ثوابها وتصديق موعودها أدخله
الله بها الجنة. والنبي صلى الله عليه وسلم في أحاديثه المتعددة ذكر كثيراً من هذه الخصال، وحاول أخونا الشيخ عبد الله بن الصديق الغماري أن يجمع هذه الخصال. ففي كتاب اسمه "تمام المنة بالصفات الموجبة للجنة" في حديث منيحة العنز، اجتمع الصحابة يتداولون ماهية هذه القائمة التي أعلاها منيحة العنز، أي أنك تعطي عنزتك لجارك يحتلبها ثم يعيدها كما هي إليك، لم تخسر شيئاً. هذه على رأس أربعين صفة أقل منها لأنها هي على الرأس، فما
هذه الصفات؟ ما استطاعوا أن يصلوا إلى أكثر من خمسة عشرة خصلة، وحاول الشيخ عبد الله أن يجمع كل ما ورد في الأحاديث مثل هذا الحديث الذي معنا اليوم: "كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس، يعدل بين الاثنين صدقة"، فالإنسان إذا عدل بين أبنائه أو إذا عدل بين جيرانه أو كان حاكماً فعدل بين الخصوم، تُعد هذه المنقبة وهذه الصفة صدقة، ويعين الرجل في دابته فيحمله عليها أو
يرفع له عليها متاعه صدقة. الرجل لا يستطيع أن يركب الدابة من الحصان من الحمار، فأعانه عليه هذه له صدقة. الإنسان وهو ينزل من الحافلة أو من الأتوبيس. فيعينه أن ينزل سواء كان كبيراً أو صغيراً، هذه صدقة. هناك متاع وأنت تحمله على صاحبه، هذا الحمل الذي لم يستغرق ثوانٍ صدقة، والكلمة الطيبة صدقة. ولذلك بعض الناس يقول: أنا لا أستطيع لأنني مريض. الكلمة الطيبة صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، هذه عنوان حياة المسلم، الكلمة الطيبة صدقة وبكل. خطوة يمشيها إلى الصلاة
صدقة، ولذلك كان السلف الصالح يذهب إلى المسجد البعيد من أجل أن تُحسب له خطوات أكثر. وهذا يبين أهمية الذهاب إلى المسجد، وأن هناك ثواباً كبيراً يضيع على من يصلي في غير المسجد. ويميط الأذى عن الطريق صدقة، حتى إذا كان هناك أذى في الطريق وأنت. لا تعرف من الذي سيصاب به فأمطته عن الطريق، لا تعرف أنك بإماطتك هذه قد تكون قد أنجيت كثيراً من الناس كان يمكن أن يصابوا بهذا الأذى. والجريمة الكبرى في من يلقي هذا الأذى. يعني إذا كانت إماطة الأذى عن الطريق من
شعب الإيمان، الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها لا. إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن طريق الناس والحياء شعبة من شعب الإيمان، وإذا كنت أنت تلقي الأذى فهذا سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالملاعن. اتقِ الملاعن الثلاث، وسميت ملاعن لأنها سبب للعن الناس ولعن الملائكة ولعن الله لصاحبها لمن يفعل ذلك. إذاً طرق الخير كثيرة والصدقات. أنواعها كثيرة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل سُلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس، يعدل
بين الاثنين صدقة، ويعين الرجل في دابته فيحمله عليها أو يرفع له عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وبكل خطوة يمشيها". إلى الصلاة صدقة، وإماطة الأذى عن الطريق صدقة. رواه البخاري ومسلم. وإلى لقاء آخر، نستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.