شرح الأربعين النووية | حلقة 4 | حديث 3 | د. علي جمعة | English Subtitle

شرح الأربعين النووية | حلقة 4 | حديث 3 | د. علي جمعة | English Subtitle - الأربعين النووية, حديث
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع الحديث الثالث من الأحاديث الأربعين النووية، عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما. عندما يكون هناك صحابي ابن
صحابي فإننا نقول رضي الله تعالى عنهما، وهناك من... وصل إلى أربعة أشخاص صحابة وذلك أن أبا قحافة كان صحابياً ابنه أبو بكر الصديق وهو سيد الصحابة والصديق وهو وزير رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أبو عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها وأرضاها فهناك أبو قحافة وهناك أبو بكر وهناك ابن أبي بكر وهو عبد الرحمن. وهناك ابن عبد الرحمن وهو محمد وقد منَّ الله عليهم
جميعاً بالإسلام، فهذه أربعة في سياق واحد: محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي قحافة، وكلهم من الصحابة الكرام. قال سيدنا عبد الله بن عمر بن الخطاب: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "بُنِيَ الإسلام على..." خمسُ رَكائِزَ كأنّ الإسلامَ بناءٌ له أساساتٌ، بدون الأساسات يُصبحُ البنيانُ قابلاً للانهيار، يُصبحُ هشاً، يُصبحُ ضعيفاً. ولكن عندما يكون على أساسٍ فإنه يدوم وأنه يكون آمناً وأنه يكون مقبولاً. ولذلك فهذه الأركان هي أساسات الإسلام، هي ما يُقوّي الإسلام، هي ما تجعل
الإنسان في مأمنٍ بإسلامه، هي ما تجعل. الإسلام يعطي ثمرته حيث إن الإسلام يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ينهى عن الفاحشة ويفعل الخير. وافعلوا الخير لعلكم تفلحون. هذا الفلاح يتأتى عندما يكون الدين قوياً، ويكون الدين قوياً إذا بُني على أساس قوي. يقول: "بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله". وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان. رواه البخاري ومسلم. هذا الحديث حديث مشهور يجب
أن يحفظه أبناؤنا ويجب أن نتعمق فيه، حتى إن عالماً جليلاً مثل أبي الهدى الصياد ألف فيه كتاباً من أجل أن يفسر هذه الأركان الخمس في مجلدين كبيرين اسمه "ضوء الشمس في شرح حديث". بُنيَ الإسلامُ على خمسٍ. أضاءَ فيه هذا المعنى، يعني لو جلسنا سويًا من أجل أن نشرح هذا الحديث سوف نشرح ولابد ربع العبادات في الفقه الإسلامي الوسيع. فالشهادتان وأثرهما وأركانهما ومعناهما
وأحكامهما، والصلاة مع الوضوء والطهارات وأنواع هذه الصلاة وأركانها وشروطها إلى آخره، ثم كذلك في الزكاة، ثم كذلك في... الحج ثم كذلك في الصيام هناك بعض الروايات قدمت الصوم على الحج وهناك بعض الروايات قدمت الحج على الصيام ولكن هذا الذي رواه البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر بن الخطاب ابن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما إنما وضح لنا الخمس بهذا الترتيب فجعل الحج قبل الصوم ووجود الحج قبل الصوم أو الصوم قبل الحج أو الزكاة قبل الصوم أو الصوم قبل الزكاة معناه
أن هذه الخمسة تمثل دائرة لا تُعرف بدايتها من نهايتها وأنها كلها على مرتبة واحدة بحيث أنه لا ترتيب في الأمر بحيث إنك إذا لم تصلِّ يجوز لك أن تترك الصيام أو إذا ما صمت يجوز لك أن تترك الحج وأنت مستطيع، أو إذا أديت الحج فإنك تتهرب من الزكاة. ليس الأمر كذلك، بل كل هذه الأركان على مستوى واحد، وكلها أركان. ونقض هذه الأركان خلل عظيم في الدين، وترك هذه الأركان يجعل الإنسان على هامش الإسلام ويجعل دينه هشاً. ضعيفاً قابلاً للانهيار في أي وقت، ولذلك لا بد أن نتمسك بهذه الخمسة: الشهادة، شهادة
أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ولا تكفي شهادة واحدة، فعندما يقول الإنسان: أشهد أن لا إله إلا الله، فإنه لا يكون بذلك مسلماً، لا بد أن يقول: وأشهد أن محمداً رسول. عندما حدث ذلك ووُجد في التاريخ من يؤمن أن محمداً صلى الله عليه وسلم إنما هو رسول الله حقاً ولكن للعرب خاصة، وُجدت طائفة من أهل الكتاب تؤمن بهذه المقولة أن النبي لا يمكن أن تكون له كل هذه المعجزات وأن يكون هذا القرآن وأن تكون هذه المؤيدات لرسول الله. تكون من فرق ولذلك فهو نبي ولكنه للعرب خاصة وليس للعالمين. اشترط العلماء عندما يُسلم هؤلاء أن يقول: "وأشهد
أن محمداً قد أُرسل رسولَ الله للعالمين" وليس للعربي ولا للمسلمين فقط. هناك أيضاً فرق ظهرت وآمنت بمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنها آمنت بنبي آخر بالإضافة إلى ظهر متنبئون كثيرون عبر التاريخ منهم سجاح ومنهم مسيلمة الكذاب ومنهم آخرون كثيرون، وفي النهاية ظهر بهاء الله وغيره. بهاء الله لم يدَّعِ النبوة بل ادعى الألوهية وأن الله قد حل فيه، إلى آخر هذا التخريف والتحريف. فلا بد عندما يأتي البهاء هذا ألا يُكتفى... بالشهادتين لدخوله الإسلام
بل لا بد عليه أن يقول وأشهد أن محمداً هو خاتم الرسل والأنبياء وأنني بريء من كل دين يخالف دين الإسلام. البهائية عندما جاءت ألغت الصلاة وألغت الصيام وألغت كذا إلى آخره، وجعلت السنة تسعة عشر شهراً، وجعلت الشهر تسعة عشر يوماً، وجعلت الصيام تسعة عشر يوماً. وجعلت العشور التي يأخذونها بينهم تسعة عشر في المائة من دخله أو من شيء من هذا القبيل. الشهادتان لا بد أن تكونا على دين الإسلام وليست مجرد ألفاظ. إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصيام رمضان، هذا هو الذي شغل ربع العبادات عند المسلمين في هذا الفقه الواسع الذي بلغت. مسائله
أكثر من مليون ومائتي ألف فرع فقهي، وتشغل ربع العبادات إقامة هذه الأركان الخمسة. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
    شرح الأربعين النووية | حلقة 4 | حديث 3 | د. علي جمعة | English Subtitle | نور الدين والدنيا