( صخرة الكونين ) ما معنى هذا الوصف لسيدنا رسول الله ﷺ ؟!! | أ.د علي جمعة.

( صخرة الكونين ) ما معنى هذا الوصف لسيدنا رسول الله ﷺ ؟!! | أ.د علي جمعة. - فتاوي
ما معنى وصف النبي بمسخر الكونين؟ عندما يقول المصريون: إذا جئت واستندت على جدار مائل، فسقط بك، تكون قد استندت على جدار غير ثابت. الجن والإنس والملائكة والملأ الأعلى إذا استندوا واعتمدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كفاهم، فهو... صخرة العالم المشاهد وصخرة عالم الغيب فهو صخرة الكونين صلى الله عليه وسلم، ومعناها أن شأنه ليس بسيطاً، وأنه لو تكاتف عليه الخلق
أجمعون بما فيهم الملأ الأعلى من ملائكة ونحوهم اعتماداً عليه واستناداً إليه لكفاهم صلى الله عليه وسلم. أخذوا هذا المعنى من حديث البخاري حديث الشفاعة أن البشرية. كلها تمل من طول اليوم كألف سنة مما تعدون وعلى الظهر يذهبون إلى آدم بعد مضيق خمسمائة سنة خمسمائة سنة فآدم يذكر خطيئته ويحيلهم إلى من بعده نوح وإبراهيم وموسى وعيسى وكل واحد يحيل لمن بعده وعيسى كما بشر
بالرسول ومبشراً برسول يأتي من بعد اسمه أحمد فإنه يُحال إلى رسول الله، فإذا جاء القوم إلى رسول الله قال: "أنا لها، أنا صخرة الكونين، أنا لها، أنا لها". فيذهب فيسجد تحت العرش، فيلهمه الله سبحانه وتعالى محامد ما ألهمها لأحد من قبله، ويطول ذلك حتى يقول: "يا محمد، ارفع رأسك واشفع تُشفع، وقل يُسمع". أنا صخرة الكونين، وما أرسلناك. إلا رحمة للعالمين، يعني هو رحمته تصيب كل أحد حتى هذا الذي رسم الرسوم المسيئة، حتى هذا الذي سبه،
حتى تلك الروايات - ثلاثة آلاف وستمائة رواية في لندن، واحدة تشتم رسول الله - كل هؤلاء سيدخلون ولكن بخذلان، يعني مطأطئاً رأسه هكذا في الأرض لما يرى أن رسول الله له. عليه رحمة وله فضل عليه، فهذا هو صخرة الكونين. إذا جاء، نحن حتى الآن ستة مليارات، ولو كان قبلنا ستة مليارات أخرى، فمجموع البشرية سيكون اثني عشر. سنصل إلى عشرين، العشرون مليار يستندون إليه فيجدون خير مسند، ويعتمدون عليه فيجدون خير معتمد، وكأنه الصخرة التي لا تتفتت، وكأنه المستند والظهر. الذي لا يكلُّ ولا يملُّ، كل
إنسان له طاقة، أما طاقة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد ملأت العالمين رحمةً، كما كانت طاقة حبه ملأت العالمين حباً. هذا معنى صخرة الكونين: الكون المشاهد عالم الغيب والشهادة، والكون الغائب: الملأ الأعلى، العرش والجنة والنار والجن والملائكة لا نراهم. والكون المشاهد كلهم يلتمسون من رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعله الله سبحانه وتعالى المصطفى المختار وجعله النبي المجتبى صلى الله عليه وسلم وجعله إماما للمرسلين في الإسراء والمعراج وجعله بهذا الشأن العظيم لأنه
قرن اسمه باسمه لا إله إلا الله محمد رسول الله وبذلك توسل آدم كما ثبت في المستدرك للحاكم عندما خرج من الجنة فقال: "إنّي أتوسل إليك بمحمد"، قال: "وما أدراك يا آدم بمحمد؟"، قال: "وجدته منقوشاً على قوائم العرش: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فعرفت أنك لا تقرن اسمه باسمك إلا وهو عظيم عندك"، صلى الله عليه وآله وسلم.
    ( صخرة الكونين ) ما معنى هذا الوصف لسيدنا رسول الله ﷺ ؟!! | أ.د علي جمعة. | نور الدين والدنيا