صدمت شخص يعبر الطريق فقتلته فما ديته؟ | أ.د علي جمعة

كنت سائقاً على طريق سفر ليلاً ولا يوجد نور، فصدمت شخصاً يعبر الطريق فقتلته، ولم يستطيعوا التعرف عليه فهو مجهول. فما دية المجهول؟ أولاً: المجهول هنا لا دية له، ديته لبيت المال. وهذا قتل خطأ، وقتل الخطأ لأنه لم يكن قاصداً، وإنما هو سائر فاصطدم بشيء وتبين
أن هذا الشيء إنسان. ثم لم يعرف من هو حتى نبلغ أهله ديته، لكن عليه هو كفارة صيام شهرين متتابعين، فهذه الكفارة كفارة قتل الخطأ، وإذا انتظم بيت المال ذهبت الدية إلى بيت المال، وهذا سيكون قضية الآن لها وجوه من ضمنها الحكم، ماذا سيحكم القاضي، سيحكم بالدية تذهب لبيت المال أو ما يقوم. مقامه يقوم مقام بيت المال بنك ناصر الاجتماعي بناءً على قانونه. بنك ناصر هو
الذي ورث بيت مال المسلمين الذي كان موجوداً إلى ألف وتسعمائة وسبعين، لكن هذه تحتاج إلى حكم قضائي. حسناً، إذا لم يحكم القاضي وقيّدها ضد ما قالوه، فلا دية عليه، والدية ليست في المال. القاتل بل في مال عاقلته، يعني في مال أقاربه من أولاد عمه وإخوانه وأبيه وهكذا. فأصلاً نحن لا نعرف أين العاقلة هذه، وقد حلت محلها الحكومات وشركات التأمين وأشياء من هذا القبيل. فالمسألة فيها تفصيل، ولكن نقول للسائل: ليس عليك دية في هذه الحالة، وعليك كفارة صيام شهرين متتابعين.