صلاة التراويح يصليها بعض الناس 8 ركعات، وآخرون 20 ركعة، فماذا كانت سنة النبى؟

صلاة التراويح يصليها بعض الناس 8 ركعات، وآخرون 20 ركعة، فماذا كانت سنة النبى؟ - فتاوي
صلاة التراويح يصلي بعض الناس ثمانية ركعات وآخرون عشرين ركعة، فماذا كانت سنة النبي؟ سيدنا النبي لم يصلِّ أكثر، كما في حديث عائشة، من إحدى عشرة ركعة، ولم يصلِّ أكثر من ثلاث عشرة ركعة، لا في رمضان ولا في غيره. فتكون إحدى عشرة ركعة هي ثمانٍ ركعات والثلاث ركعات هي الوتر، وتكون الثلاث عشرة ركعة هي عشر ركعات والثلاث ركعات هي الوتر. هذه هي الغاية. المراد من رب العباد لمن أراد أن يلتمس حذو القذة بالقذة ووضع الحافر على الحافر هذا ما فعل النبي. حسناً، إذن
سنة النبي؟ نعم، هذه مسألة أخرى. الله وسنة النبي ليست ما فعله النبي فقط، لأن سيدنا قال صلى الله عليه وآله وسلم: "فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي". عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور، فالمسلمون سمعوا ذلك وحولوها إلى برنامج عمل. من هم الخلفاء الراشدون المهديون؟ هؤلاء سيدنا أبو بكر كان يصلي أيضاً في البيوت وما إلى ذلك، لم يكن لديهم اجتماع. سيدنا عمر جمع الناس لأنه وجد أن المسألة بدأت الهمة فيها تقل، فلا بد أن يحدث لكم من الأمر بقدر. لا تحدث نفسك
بذلك وجرب هكذا يوماً: اجلس وصلِّ العشرين ركعة في البيت. أنا أصلي، حسناً، ابقَ في البيت لأن سيدنا عمر قال: "ومن نام عنها فهو أفضل". نعمة البدعة، ومن نام عنها فهو أفضل، لأن سيدنا النبي كان يحب دائماً أن نصلي في البيت لكي يرانا الأطفال ونحن نصلي. نصلي لكي تحل البركة في البيت ولأسباب عديدة. لا، بعد أن عدت بعد صلاة العشاء شاهدت المسلسلات، هذا خطأ وتقصير. الأفضل أن تصلي التراويح لكي تدركها. حسناً، أهؤلاء الذين
يريدون اتباع كل شيء بدقة متناهية هم الأفضل أم من أراد أن يتمسك بسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أفضل؟ أولاً، إنما الأعمال بالنيات، وثانياً، سيدنا أمرنا أن نعض عليها بالنواجذ. فيكون الذي سيصلي عشرين ثوابه أكثر من صاحب الثمانية أم لا؟ ثوابه أكثر والله، هذا عشرون وذاك ثمانية، فهي معروفة واضحة. إذن نصلي عشرين. حسناً، وماذا عن المشاجرات؟ هل سنعيش هكذا حياتنا بدون مشاجرة؟ فعندنا هنا أحدثنا بدعة في... المسجد ونعمل بدعتنا
أيضاً. ما هي البدعة التي صنعناها؟ نصلي ثمانية ركعات ونأخذ استراحة هكذا لنلتقط أنفاسنا. من يريد أن يذهب فليقم ولا يخجل من الذهاب، ومن يريد أن يكمل فليكمل. نحن مستمرون لأننا مكملون مع الله. نعم، ودعهم هم يكملون في طريقهم الجنوبي هكذا، فهم ذاهبون في داهية إن شاء الله. ها نحن نستمر، والصلاة قادمة من هنا فنصلي عشرين. جماعة مكة في عهد سيدنا مالك - سيدنا مالك هذا كان في أي سنة؟ سيدنا مالك هذا وُلد سنة ثمانين أو تسعين
أو نحو ذلك على اختلاف، وتوفي سنة مائة وأربعة وسبعين. فعلى أيام مالك هذا، تجدها في القرن الثاني الهجري، كانت جماعة مكة يصلون. أربع ركعات ويقومون طائفين حول البيت سبع طوفات. الجماعة الذين من المدينة سمعتهم غزوا الله. حسناً، نحن سنطوف أين؟ هم يصلون أربعاً ويطوفون سبعاً، يصلون أربعاً ويطوفون سبعاً، فيكونون قد فعلوا أكثر، ونحن نريد "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون". ماذا نفعل؟ فالإمام مالك أفتى لهم بأن يصلوا ست عشرة ركعة زيادة. فصارت صلاة التراويح في المدينة ستة وثلاثين ركعة،
أي عشرون ركعة من سُنَّة سيدنا عمر وسُنَّة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، وستة عشر ركعة لكي نُخفِّفَ بها عن أهل مكة. وبدأت الأقطار تقتنع بوجهة نظر سيدنا الإمام مالك رضي الله تعالى عنه، وبدأ الناس يقولون: "حسناً، إننا بمجرد أن صلينا العشرين ركعة شعرنا بآلام في ظهورنا ونريد أن نعود إلى بيوتنا". ننام وأنا متعب طوال النهار، لا يصح هذا، فقاموا بإقامة ستة عشر ركعة وسموها تهجد، وأطلقوا عليها تهجد بمعنى التفنن في العبادة، وهذا غير صحيح أبداً. ألّف اللكنوي رحمه الله تعالى
كتاب "إقامة الحجة على أن الإكثار من التعبد ليس ببدعة"، وانتشر هذا الكتاب وذاع، وهذا ما عليه أهل السنة والجماعة. القرون وكر الظهور والكسل شيء سيء، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ منه: "أعوذ بك من العجز والكسل". فقلة التدين هذه ناتجة من ماذا؟ من الاضطراب. فالثمانية جيدون وهو أقل ما يقال، والعشرون جيدون لأن فيهم تمسك بسنة النبي. يأتي شخص ويتفلسف عليك: "لم يفعل النبي هكذا"، قل له: "لم..." أنا أعرف قال لهم الذي تقول سنة لماذا تكذب؟ أنا لا أكذب، فهو قال: "وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا
عليها بالنواجذ". أطيعوا ولاة أمركم، نعم. ولذلك تجد مساجد الإسلام في العالم يصلون عشرين ركعة حتى النهار.