صلاة ركعتين بنية قيام الليل والدعاء للأمة | أ.د علي جمعة

سؤال ثانٍ يقول: ما حكم صلاة ركعتين بعد العشاء جماعةً بنية قيام الليل داعين الله أن يفرج عن الأمة الإسلامية؟ هنا هو يسأل عن أنهم في المسجد سيجتمعون بعد أن صلوا العشاء وقالوا: يا إخواننا، البلاء نازل حولنا من كل مكان، فلنقم ونصلي ركعتين. لله، ربما يفرج الله كربنا، فقاموا بجماعتهم وبإمامهم وكل شيء، هذا لأجل أن يصلوا ركعتين، قد يقول الخطيب الشربيني في مغني المحتاج:
"وكل صلاة لم تُسن فيها الجماعة تجوز فيها الجماعة"، أهذا هو النص الوارد؟ قال: لا، لكنه جائز، جائز بأصول الشرع، فتكون كل صلاة، الصلاة التي أُقيمت جماعة هكذا، التي هي مثل... ما الذي يشبه صلاة التراويح؟ النبي خرج والناس أتت خلفه، نعم أتت هكذا. صلاة الضحى لم يرد فيها أنها تُصلى جماعة، فهل يجوز أن أجمع إخواني وأحبائي وأصلي بهم صلاة الضحى؟ يجوز. صلاة العيد وردت فيها الجماعة، وصلاة الاستسقاء وردت فيها الجماعة، وسُنت فيها الجماعة، وصلاة
الكسوف والخسوف وردت فيها الجماعة، وكذلك ركعتان لله هكذا. لكي يرفع الله البلاء تجوز فيها الجماعة في كل صلاة، خذها قاعدة: كل صلاة لم تُسن فيها الجماعة تجوز فيها الجماعة. ولذلك نجد بعض الناس الذين يفهمونها أن يجتمع قوم ليصلوا مع بعضهم صلاة التسبيح، لا مانع من ذلك لأنها صلاة لم ترد فيها الجماعة فجازت فيها الجماعة، أي صلاة هكذا. لم تُسَنَّ فيها الجماعة يعني يجوز لك أن تجمع الناس معك وتصلي لله، لا يحدث شيء، لأن الجماعة مما شرعه الله سبحانه وتعالى، والصلاة بهذه الهيئة نذهب ونتوضأ ونركع ونسجد مما شرعه الله تعالى، والاجتماع من أجل الخير من قبيل "وتعاونوا على
البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان".