طفل أصابه الله بمرض السرطان فما الحكمة من ذلك؟ | أ.د علي جمعة

قال ابني الذي يبلغ ثلاثة عشر عاماً وأصيب بالسرطان ويتألم كثيراً، ودائماً يسألني لماذا أمرضني الله؟ لكي يُدخله هو وأهله الجنة، هل هناك شيء أفضل من ذلك؟ إنها محنة لكنها منحة، فهو سيأخذ بيد أبيه وأمه ويدخلون الجنة. ما هذه العظمة! إنه شيء عظيم جداً، لقد أكرم الله هذا الولد. هو المريض الذي ابتلاه الله بهذا الألم، نسأل الله أن يصرف عنه ويخفف عنه يا رب. يجب أن
نفهمه أن الدنيا فانية، والدنيا لو عشت فيها مائة سنة فكأنها مرت في ثلاث دقائق، لأن الساعة عند الله بألفي سنة. يعني سيدنا النبي انتقلت روحه الشريفة منذ ثلاث أو أربع ساعات فقط بالنسبة لنا. فإذا الدنيا هذه ليست هي المراد، فهي ستنتهي وسيأتي بعدها الحيوان، الحيوان الذي هو الحياة الحقيقية، الحياة الحقيقية التي هي الآخرة التي هي الحيوان. فأذهب في الآخرة حيث لا موت بعد ذلك. فأنت يا بني تُصاب هكذا لأجل درجتك في الجنة، فبدلاً من أن تأخذ لك قطعة تعادل مليون فدان، ستأخذ. قطعة
مائتين ثلاثمائة أربعمائة تريليون فدان بدلاً من أن يكون عندك أثرين ثلاثة وترى زملاءك عندهم أكثر، يكون معك قصور لا نهاية لها وتجلس في الجنة تفعل هكذا. فأنت فقط ماذا؟ افهم الكلمة هذه أو انظر إلى المستقبل. القلم الذي أنت تتألم منه هذا، ما من شوكة ستشتكي منها إلا وهي... لك في الأجر والثواب، وعلى كل حال ليس هذا فحسب، بل أنت أيضاً ستكون شفيعاً لأبيك وأمك. ألا تريدنا يا بني أن ندخل الجنة؟ يا ولد نقول له هكذا، فيصبح فرحاً ويتحمل هذا الألم السخيف الذي هو ناتج من هذا المرض الخبيث، وأن نُسلي
قلبه بالحقيقة، الحقيقة أن الدنيا هذه منتهية، فإذا هذه الإجابة على هذا. طبعاً الأولاد إذا لم نقل لهم هكذا يقولون لنا ماذا؟ والله أنا حزين من ربنا. لا، يجب أن نحل له المشكلة التي بينه وبين ربنا، وأن ربنا جميل، وأنه فضّلك بهذا المرض على كل البشرية، أنت شيء آخر، وهكذا. وهذه الحقيقة نحن لسنا نضحك عليه، نحن لا نخدعه، بل
نحن نذكر له الحقيقة ونستغل هذه الحقيقة في تسلية قلبه وفي التخفيف من آلامه.