عدم اتباع الهوى | برنامج الرحمات | أ.د علي جمعة
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مع قيمة أخرى تتولد عن الرحمة التي أمرنا بها في كتاب الله وفي سنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن القيم ما نسميه بالقيم المنفية أو القيم السلبية بمعنى أن الله سبحانه وتعالى أمرنا ألا نفعل كذا ومن هذه القيم التي يجب علينا أن نفعلها إذا أردنا أن ندخل في نطاق الرحمة عدم اتباع الهوى وكلمة عدم هي التي جعلتنا نسمي مجموعة القيم هذه بالقيم السلبية يجب أن لا نتبع
الهوى وربنا سبحانه وتعالى يشدد جدا على اتباع الهوى يجعل الإنسان طالبا للهداية إذا كان مرحوما من الله سبحانه وتعالى حتى يكون هواه تابعا لما جاء به الله سبحانه وتعالى في كتابه أو النبي صلى الله عليه وسلم في سنته، ولذلك يقول وكأنه يبين أن اتباع الهوى هو نهاية الضلال، ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى؟ من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين، ومن أضل يعني أضل أفعل تفضيل نهاية الضلال، هذا الذي يتبع الهوى خارجا عن هدى الله سبحانه وتعالى، ويقول
أيضا وما لكم ألا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه، وإن كثيرا لا يفضلون اتباع أهوائهم بغير علم والبعد عن هداية الله إن ربك هو أعلم بالمعتدين سمى أولئك الذين يتبعون الهوى وأولئك الذين لا يكون هواهم تابعا لما جاء به الله ورسوله يجعل هذا في منتهى الضلال وفي منتهى الحيرة وفي منتهى البعد عن الله سبحانه وتعالى وما دمت بعيدا عن الله فأنت بعيد عن الرحمة، حذرنا ربنا حتى جعل هذا الهوى
يمكن أن يكون إلها للإنسان والعياذ بالله تعالى يعبد من دون الله، أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون؟ إذ نهانا ربنا سبحانه وتعالى عن أن نتخذ الهوى إلها، والنبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه قتادة بن مالك يقول: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء"، كان يطلب من الله أن يعيذه من هذا، وعن أبي برزة الأسلمي أنه قال: قال
رسول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن مما أخشى عليكم شهوات الغي في بطونكم وفروجكم ومضلات الهوى، إلى لقاء آخر أستودعكم الله والسلام عليكم