عدم الجدال بغير علم | برنامج الرحمات | أ.د علي جمعة

عدم الجدال بغير علم | برنامج الرحمات | أ.د علي جمعة - الرحمات
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. من السلوكيات التي تركها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرنا بها كنوع من أنواع ثمار الرحمة التي يتحلى بها المؤمن عدم المراء والجدال بغير علم، والله سبحانه وتعالى يقول الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار ويقول سبحانه وتعالى ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل
وكان الإنسان أكثر شيء جدلا والنبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن الجدال والمراء بغير علم لأنه يكون في نوع من أنواع البهتان وفي نوع من أنواع الكذب وفي نوع من أنواع الجهل فعن كعب بن مالك رضي الله تعالى عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من طلب العلم ليجاري به العلماء أو ليماري به السفهاء ويصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله النار، حديث في منتهى القوة، من طلب العلم ليجاري به العلماء يعني هو لا يريد العلم من أجل منفعة البشرية وعمارة
الأرض وتصحيح عبادة الله، هو يريد حتى يقال عنه أنه عالم، حتى يجادل مع العلماء، حتى إذا جلس في المجالس يلتفت إليه، فأين الإخلاص؟ أين؟ النية أين إخلاص النية لله سبحانه وتعالى ليس هناك لا إخلاص ولا خلوص ولا نية صادقة إذا هذا يكون مصيره إلى النار أخرجه الترمذي وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله تعالى عنه أنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله تعالى ما ضربوه لك إلا جدلا بل
هم قوم خصمون يريدون المخاصمة والجدال والمنازعة ولا يريدون أن يصلوا إلى الحق الذي هو عند الله نحن نريد من المناقشة هناك فرق بين المراء والجدال وبين المناقشة نريد مناقشة لا بد أن تقوم عن علم، وثانيا تتيقن الوصول إلى الحق، وثالثا تريد الوضوح وعدم الرياء وعدم السمعة بل تريد المنفعة. وعن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من ترك الكذب بني له في ربض الجنة بيت، ومن ترك
المراء وهو محق بني له في وسطها ومن حسن خلقه بني له في أعلاها أخرجه أبو داود إلى لقاء آخر أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته