عدم السفاهة | برنامج الرحمات | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أمرنا ديننا أن نبتعد عن السفاهة لأن السفاهة من الأخلاق السيئة وروى لنا أبو هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنها ستأتي على الناس سنون خداعة، الزمن سيختلف. فسمع رسول الله: "سنون خداعة، ما علامتها؟ يصدق فيها الكاذب ويكذب
فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة." قيل: "وما الرويبضة يا رسول الله؟" قال: "السفيه يتكلم في أمر العامة." أخرجه الإمام أحمد. وينطق الرويبضة، هل أصبحنا في هذا العصر؟ يتكلم السفيه في أمر العامة بغير وعي ويصدق الكاذب ويكذب الصادق ويخون الأمين ويؤتمن الخائن، أي أن الأمور اختلطت إلى هذا الحد. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يقينا وأن يحمي ديننا من الوقوع في
عصر الرويبضة. رويبضة؟ ما الرويبضة يا رسول الله؟ قال: السفيه يتكلم في أمر العامة، يتكلم وليس رحمة لأنه يتكلم بغير علم، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول المستشار مؤتمن، ولكنه هنا يتكلم ويضع نفسه مستشارا من غير علم. وعن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء، ولا تماروا به السفهاء، لا تتعلموا العلم لتباهوا به العلماء ولا لتجادلوا به السفهاء ولا تتخيروا
به المجالس، فمن فعل ذلك فالنار النار. أخرجه ابن ماجه. يجب علينا أن نتعلم من أجل نفع الناس، من أجل إصلاح الدين، من أجل إصلاح الدنيا، من أجل عمارة الأرض عن علي رضي الله عنه تعالى عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يخرج في آخر الزمان أقوام أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من كلام خير البرية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فنرجو الله سبحانه وتعالى ألا
نقع في هذا الحال ونرجو الله أن يبعدنا جميعا عن السفاهة وعن السفهاء إلى لقاء أخيرا أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته