عدم الشماتة | برنامج الرحمات | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. علمنا ديننا عدم الشماتة وجعلها من أخلاق الرحمة التي تخلق بها سيد الخلق وأمرنا بها، وكان يقول عن نفسه إنما أنا رحمة مهداة، وكان يقول ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، وجعل الله سبحانه وتعالى صفة الشماتة خارج نطاق الجماعة المؤمنة. قال تعالى "إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم
كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط". إذ صور الله سبحانه وتعالى صفة الشماتة من صفات غير الجماعة المؤمنة. الجماعة المؤمنة لديها رحمة، الجماعة المؤمنة لديها وفاء. إن تصبك حسنة تسؤهم، وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ويتولوا وهم فرحون في شماتة. ربنا قال: قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون. ولذلك فالشماتة ليست من الرحمة في شيء، وإذا أردت أن تكون رحيما فابتعد عن الشماتة، قاومها في نفسك، إياك أن تفرح لمصيبة أحد. وعن
أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء، فكان يقول في دعائه: اللهم إني أعوذ بك من... اللهم إني أعوذ بك من سوء القضاء ودرك الشقاء وشماتة الأعداء وجهد البلاء، فكان يستعيذ من هذه الأربعة كما في البخاري، ومكحول من التابعين عن واثلة بن الأسقع وكان من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تشمت بأخيك فيرحمه الله يبتليك والناس غافلة عن هذه المعاني فيرحمه الله ويبتليك إذا فالشماتة ليست من الرحمة في شيء وعدم الشماتة هو من أخلاق الرحماء وعن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عير أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله أخرجه أبو داود إذا كانت الشماتة لها مضار كثيرة فإنها تورث غضب الله والملائكة والملأ الأعلى
وهي دليل وعلامة على انتزاع الرحمة من القلوب كما أنها تورث العداوة والبغضاء بين الناس وتفكك المجتمع، إياك والشماتة وكن من الرحماء، السلام عليكم ورحمة