عقوبة ظلم الرجل للمرأة | أ. د علي جمعة

عقوبة ظلم الرجل للمرأة | أ. د علي جمعة - فتاوي
سائل يسأل: هل ظلم الرجل للمرأة عقوبته أشد من أي ظلم آخر لأحد من الناس؟ وما معنى حديث سيدنا النبي "رفقاً بالقوارير"؟ هذا السؤال لو كان فقط مسؤولاً من رجل يكون جيداً، لكنه يبدو أنه مسؤول من امرأة ظلمها رجل. الظلم ظلمات يوم القيامة، الظلم ظلمات يوم القيامة. إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً. الثقافة التي نعيش فيها، الرجل في الحقيقة يتعالى
كثيراً على المرأة ويستقوي عليها، فيأتي له كلام سيدنا النبي هذا: "رفقاً بالقوارير". لا تستقووا، الذي يستقوي هناك من هو أقوى منه في الدنيا والآخرة. فلا تفعلوا ذلك، اعبدوا الله سبحانه وتعالى بالرفق بالمرأة كما كان. سيدنا النبي عندما رأى السيدة ترى أن الحنان على الأولاد لا يصح، كان يقول: "ما لكم وما لي، زهرة أشمها"، يقصد السيدة فاطمة عليها السلام. "ما لكم وما لي، زهرة أشمها". والزهرة، ماذا
يحدث بها؟ يقال إن الزهر عندما تقول عن الورد: هل يُشم أم يُفرك؟ العرب تقول هكذا: تشمونه فقط. لا تفركوا، فإن فركتم ماذا ستفعلون؟ أستكسرونه أم ستحطمونه؟ فليشم ولا يفرك. فما معنى الفرك؟ إنه يعني حطمه وكسره وفركه، ولذلك يستعملها النبي: "ملعون من فرك بين امرأة وزوجها"، أي ذهب وفعل ماذا؟ فتنة لكي يطلق الرجل هذه المرأة. هذا
هو الملعون، سواء كان رجلاً أو امرأة، أن يفرك بين الرجل. وامرأته يعني يحدث فتنة يحدث تحطيم للأسرة، فإذا المطلوب هو من الرجل ألا يظلم المرأة لأن الله وضعه في موضع المسؤولية والرعاية والعناية، ولكن في الختام أقول على المرأة التي تشعر بالحنان والأمان من زوجها أن تقدر له ذلك وأن تعلم أنه جاهد من أجل ذلك فيُحترم لأن كثيراً من النساء، كثير جداً من النساء يأخذن
راحتهن، وعندما تأخذ المرأة راحتها تُعامَل معاملة غير لائقة. فعلى المرأة أيضاً أن تتقي الله سبحانه وتعالى في زوجها، وأن تعلم أنه وقد أمرته الشريعة أن يكون مصدراً للحنان والأمان، أن تكون هي أيضاً ريحانته.