عمرو بن العاص | ح #13 | مصر أرض الصالحين | أ.د. علي جمعة

أكرمَ معاويةُ رضي الله تعالى عنه أهلَ حفن بصعيد مصر، وهي قريةُ ماريا القبطية أمِّ إبراهيم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأسقط عنها الخراج إكراماً لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فاللهم إكراماً لرسول الله وآل بيته الكرام، بارك في مصر وأهلها وجيشها وشرطتها واحمها. من كل سوء ومسيء،
اللهم آمين. فيما مضى من حلقات تتبعنا مع حضراتكم آثار آل بيت المصطفى عليه الصلاة والسلام على أرض مصر. اليوم سنتابع آثار الصحابة والتابعين على هذه الأرض الطيبة المباركة، ونبدأ مع صحابي جليل كان سفيراً فوق العادة ودبلوماسياً رفيع المستوى قبل أن تعرف البشرية الدبلوماسية والسياسات. وكان قائداً عسكرياً لا يُشَقُّ له غبار، ساهم في الكثير من الفتوحات والانتصارات كحروب الردة وفتح فلسطين وفتح مصر، وكان له الكثير من
الأيادي البيضاء والطيبة على هذا الشعب، وأثّر فيهم بالأثر هو الصحابي الجليل عمرو بن العاص في مصر أرض الصالحين، جامع الخير إلى يوم الدين، فما من مسلم على أرض مصر إلا وإسلامه وإيمانه وأعماله الصالحة في ميزان حسنات عمرو بن العاص، هذا الرجل الذي أهدى مصر إلى الإسلام وأهدى الإسلام إلى مصر، وإليه تُنسب مدرسة التدين الرشيدة المصرية. يقف وراءها جيل كبير من الشيوخ بداية من دخول الصحابة مصر وإلى يوم الناس هذا. هو أول
من أنشأ مسجداً تُقام فيه الصلوات في هذا القطر، وهو أول من أسَّس عاصمة إسلامية بعد الفتح الإسلامي. كان ذكياً خيِّراً رضي الله تعالى عنه، فارساً أميناً وعالماً تقياً. رضي الله تعالى عن عمرو بن العاص. أهلاً بحضراتكم، سنتوقف اليوم مع الصحابة وبدايات وجود الصحابة الكرام على أرض مصر وبالطبع لا... بد أن نتوقف أولاً مع الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه. أرحب بفضيلة العالم الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة. السلام عليكم مولانا. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلاً بكم فضيلة الدكتور. لو تحدثنا بدايةً عن وجود الصحابة الكرام
على أرض مصر، هل هناك تقدير لعددهم؟ هل هناك الظروف التي عاشوها في مصر. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. هناك فرق بين أن نعرف عدد الداخلين وأن نعرف أسماء الداخلين، فكثيراً ما يكون عدد الصحابة الذين نعرفهم ليست معنا أسماؤهم، فهو توفرت فيه شروط الصحبة من رؤية النبي. صلى الله عليه وسلم أو البقاء معه سنة أو سنتين أو الجهاد معه في غزوة أو غزوتين وبالرغم من ذلك لا نعرف اسمه. عدد الصحابة الذين نعرف أسماءهم في كل المراجع والكتب التي تحت أيدينا تسعة آلاف
وخمس مائة، خمس مائة من النساء وتسعة آلاف من الرجال، فإذا كنت أعرف تسعة آلاف وخمسمائة من عدد الصحابة مائة وأربعة عشر ألف صحابي الذين رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع. يعني نحن نعرف أسماء ما يقرب من ثمانية في المائة من مجمل الصحابة. تقديرات الداخلين إلى مصر من الصحابة نحو عشرين ألفاً. عشرين ألفاً من الصحابة ظلت موجودة نحو المائة، مائة وقليل، مائة وعشرة، مات أنس أو شيء من هذا القبيل. إذاً، الصحابة كصحابي وكمن رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عاشوا القرن الأول كله، أي عاشوا بعد النبي عليه الصلاة والسلام إلى أن انقرض آخر واحد منهم، ابن الطفيل أو أنس بن مالك
أو غيرهما. كذا إلى آخره من هم عمّروا جاءت مائة وعشرة ولم يبقَ أحد على وجه الأرض ممن رأى النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الفترة. أناس شاهدت هؤلاء الناس، إذاً أنا عندي فترة الناس الموجودين يأتون إلى مصر، كم عددهم؟ هؤلاء نحو عشرين ألفاً، نعم، في البهنسة مدفون خمسة. آلاف في الشهداء في المنوفية مدفون عدد كبير جداً، وهكذا يبقى الذين كانوا في المقطم، عند سفح المقطم وفي المقطم مدفون كثيرون وإلى آخره. فإذاً عدد الصحابة الداخلين إلى مصر كانوا كثيرين، ومنهم من دخل ثم خرج، ومنهم من دخل ثم بقي في مصر إلى أن مات ودُفن. فيها إلى آخره، فإذا نحن أمام خريطة متداخلة
وليست لها مراحل أو مميزات تجعلها واضحة المعالم، لأن أكثر هؤلاء الناس عندما جاء السيوطي ألَّف كتاب "در السحابة فيمن نزل مصر من الصحابة"، ذكر فيه نحو ثمانين صحابياً. أما الأسماء فانظر إلى نحو عشرين ألفاً دخلوا، نعرف منهم هؤلاء الثمانين الذين كانوا فقهاء، كانوا علماء، كانوا قادة، كان لهم تأثير، ولهم اتصال بالجماهير وما إلى ذلك. سيدنا عمرو هذا عندما نعود إلى تاريخه، نجد أنه عمرو بن العاص بن وائل السهمي، وبنو سهم هؤلاء هم جزء من قريش، وكان العاص أبو عمرو غنياً جداً. من الغني الذي أمامه في رأسه برأسه هكذا الذي رأسه برأسه عبد الله
بن جدعان. وعبد الله بن جدعان هذا كان يصنع للحجاج قصعة كبيرة يصعدون إليها بالسلالم لكي يأكلوا ما فيها من الثريد باللحم، بشيء لذيذ جداً، مفتت جيداً باللحم، ويُطعم الحجاج جميعهم. يعني هذا غنى كبير جداً، ففيه فتاة عربية. التي هي أم عمرو قبضوا عليها في المناوشات التي كانت تحدث في القبائل وباعوها في سوق عكاظ فاشتراها عبد الله بن جدعان لتصبح جارية لأنها مشتراة من سوق عكاظ ووهبها هدية لزميله أو صديقه أو حبيبه كما تقول العاص بن وائل السهمي لأن هذا من الكبار الأغنياء وهذا من كبار الأغنياء يهادون
بعضهم تماماً، فذهب وأحضرها، وكانت قد سببت شرخاً عند عمرو بن العاص، سنراه لاحقاً، لكنهم كانوا دائماً من يريد أن يغيظه يقول له: "ما إن أم الأمير فولدت عمراً". كان عمرو يحب أباه هذا كثيراً ويفتخر به، حتى إنه افتخر به مرة على سيدنا عمر، وافتخر به على سيدنا عثمان يا أبا، وكيف تلقاها فكان يقول لهم: "أنا كنت أرى الخطاب هكذا وهو، وكان معه ولدٌ صغيرٌ هكذا كان ابنه الذي هو عمر، يعني هذا يحمل حزمة حطب وهذا يحمل على رأسه حزمة حطب". أما أبو العاص فكان يرفض أن يلبس الديباج المذهب، نعم، لم يكن يعجبه الثوب الذي فيه ذهب
يعني الديباج الذي هو الحرير والمصنوع يدوياً بالذهب كان العاص يستقله، يقول: "ما هذا؟ هل سألبس ذهباً؟" عندما جاء عثمان بن عفان ليعزله من ولاية مصر، قال له: "يا أخي، أنت ظالم!" عثمان يقول لعمرو: "إنك ظالم" والكلام. تركز عليه الكلام أكثر أيضًا، وهذه مهمة، فقال له: "والله أنا أرى أن عفان أيضًا يذهب إلى أصولهم وآبائهم وعائلاتهم وثرائهم وفقرهم وغير ذلك، وما الذي يضايقهم؟ أنا أدافع عنه وهو لا يعلم، ولم يكن يجد ما يأكله أو شيئًا من هذا القبيل". فذهب عثمان ليقول له ماذا؟ ما لنا وأمر الجاهلية، ما لنا وأمر الجاهلية! يعني لماذا تستحضر الماضي؟ نحن أبناء هذا
اليوم. أصبحنا أبناء هذا اليوم. أنت لا تظلم، وسوف تُحاسب، وأنت كذا وكذا المفاهيم الجديدة التي أدخلها الإسلام للإنسان هي أن الإنسان بقيمته وليس بنسبه وحسبه وماله وما إلى ذلك. سيدنا عمرو يظهر... والله أعلم أنه كان من الشباب الواعد الذي يجب عليه أن يتاجر ويجب أن يبذل جهداً ويجب أن يعمل ويعمل فمرة ذهب إلى الشام في تجارة، وبعد ذلك وجد شماساً، رجلاً مسيحياً لطيفاً في أمانة الله هكذا، فذهب ليصلي في الكنيسة في بيت المقدس، كنيسة القيامة، فالشماس من عادته في الجبال وفي ذلك المكان عطِش، فوجد عمراً، فأعطاه عمرو ماءً أنقذه. بعدما شرب الشماس الماء
وارتوى هكذا، وامتلأت بطنه، حصل على راحة داخلية، فنام. تعلم أنه في الزمان الماضي كان لدينا من يأكل وجبة ثقيلة في الظهيرة هكذا ينام قليلاً فنام الشماس، فخرج ثعبان من جحر هكذا وما الأرض لكي يلتف أو يعني يلدغ الشماس وهو نائم فعمره من بعيد ذهب وضربه بالسهم فقتله وأنقذ الشماس، فلما سقط الثعبان أصدر صوتاً، فاستيقظ الشماس ووجد هذا الثعبان مصاباً بسهم بجانبه، فقال له: "ماذا حدث؟"، فقال له: "كان يريد أن يلدغك فأنا..."، فقال له: "يعني أنت أنقذتني مرتين؟"، فقال له: قال له: "حسناً، أنا ليس معي شيء الآن، فأنا خارج إلى باب الله لأصلي في الكنيسة ولأذهب وأتأمل وأتدبر وأسبح وأفعل كذا. يعني
ليس معي شيء، لكن أخبرني كم دية الحياة عندكم عندما يقتل شخص شخصاً آخر؟ كم يدفع من الإبل؟" فقال له: "مائة من الإبل". قال له: لكننا لسنا من أهل الإبل، أي ليس لدينا مائة من الإبل. إذاً هي بكم؟ قال له: بألف دينار. قال له: أنت تستحق مني ديتين لأنك ضربتني مرتين. قال له: حسناً. قال له: هل يمكنك أن تأتي معي لتوصلني؟ فأنت رجل تحميني وما إلى ذلك. وسأله: من أين أنت؟ قال له: من مكان يسمى الإسكندرية، من الإسكندرية، ومن هنا بدأت مصر تجتمع مع ما فعله. نعم، لقد جاء إلى الإسكندرية فقال له: "حسناً، وأنت عندك الآن أن تدفع لي الألفين". فأخذ بعضه ووصلوا إلى الإسكندرية، وإلى أن وصل
هناك، تعرّفوا على أقاربه وأحبابه وما إلى ذلك. لا، بل يجب علينا الآن سيدنا عمرو بن العاص والإسكندرية. ستجد مسجداً يستمر في منطقة الفسطاط الأثرية فتجدها تحتفظ بآثارها القديمة التي يعود تاريخها لآلاف السنين. وإن بحثت عن النموذج المثالي للحضارة
المصرية فستجده بداخل مجمع الأديان الذي يجاور مسجد عمرو بن العاص، فبداخله الكنيسة المعلقة والمعبد اليهودي قبل وصولك للجامع العتيق وقبل أن تنهي بمدينة الفُسطاط حاول أن تمر بجوار كبر متحف الحضارات لترى ملامح جديدة تبدأ من بحيرة عين الصيرة التي ستجعل من الفُسطاط مَزارًا سياحيًا هامًا خلال السنوات القادمة. أهلًا بحضراتكم مرة أخرى وبأجدد الترحيب بفضيلة العالم الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة، أهلًا وسهلًا بفضيلتك. أهلًا بكم طيب سيدنا عمرو بن العاص. عاش في كندا قبل الإسلام مع الرجل الشماس الذي قابله في فلسطين. نعم، هو أعطاه الألفي دينار، قال له الألفين، ألفي دينار. خذ بالك، ألفي دينار هذا مبلغ ضخم للغاية طبعاً،
لكن لا يؤثر في عمرو الذي تربى في بيت عز مثل العاص بن وائل، يعني هو شبعان فما ب لكن يُحسن التصرف والرشاد، فهو سيدنا عمرو بن العاص كان ذكياً يا مولانا، وكان سياسياً بارعاً، إذ كان من دهاة العرب. عندما تعتبر أنه شخص ذكي جداً وشخص دخل على الملوك وما إلى ذلك، وشخص يسافر كثيراً فرأى البلدان، فإنه يكون دائماً كذلك. دبلوماسي ولذلك سيدنا الرسول بعد ذلك بعد أن أسلم عمرو، وكان إسلام عمرو في السنة الثامنة، جاء هو وخالد وآخرون. وعندما أسلم عمرو قال لسيدنا رسول الله: "أنا أريد أن أسلم على شرط". فقال له: "ما هو شرطك؟" قال
له: "شرطي أن يغفر الله لي ما تقدم من الذنب". قال... له الإسلام والهجرة تجب ما قبلها، فأسلم عمرو ودخل في الإسلام وحسن إسلامه، والحمد لله رب العالمين. كان عمرو يتدرب تدريبات عسكرية ورياضية قاسية، فكان فارساً. وأصبح عمرو الآن صاحب الأصل، عمرو الذكي، عمرو الفارس، والآن أصبح عمرو المسلم. وعمرو رجل الأعمال، كان دائماً عمرو رجل أعمال قبل الإسلام. للنجاشي لأجل إحضار هدايا له مع عبد الله بن أبي ربيعة، دخلوا عليه بالهدايا لكي نأخذ الهدايا هذه
ونسلم المسلمين. النجاشي لم يستجب ورد لهم هداياهم، وعمرو بدأ يبرز محاسن الإسلام أمامه حتى أسلم. في السنة الثانية، هل الثامنة؟ في السنة الثامنة هذه حدث فتح مكة، هل قبل الفتح أم بعد الفتح، الراجح أنه قبل الفتح، وأرسله النبي صلى الله عليه وسلم لهدم صنم بعد ذلك اسمه سواع في بني سهم. بنو سهم هؤلاء جزء من مكة أيضاً، يعني هم موجودون في مكة. فقبيلة هذيل كانت تعبد سواع، وهي القبيلة التي ذكرناها عدة مرات. فذهب ودخل وأحضر الكاهن أولاً. عندما رأى الكاهن عمرو بن العاص، أي رأى أحد
الزعماء من بني سهم، وهو رجل مهم، قال له: "تعال، نحن نريد أن نكسر الصنم ونريد أن نفتح هذه الخزنة". فقال له: "كيف تكسر الصنم؟ إذا كسرت الصنم ستخسف بك الأرض، إذا كسرت الصنم ستضيع". قال... له حسناً، موافق، هذا، هذه، لا شأن لك، يأخذ، وذهب مُحطِّماً الصفا، افتح الخزينة، كسروا الخزينة ولم يجدوا فيها شيئاً. هذه الخزينة من المفترض أن تُوضَع فيها النذور والدنانير والاشتراكات وما إلى ذلك، فالمفترض أن تكون ممتلئة لكنهم لم يجدوا أي شيء. يعني يُظن أن هؤلاء لصوص، هل أنت منتبه؟ أسلم وقال: ما هذا؟ يعني لو كان هذا إلهاً أو شيئاً لحمى نفسه. نحن هذا الشيء، هو في
حمايته، فإذا كانت الناس تسرقه من ورائه، فهذا أمر مشين، هذا لا يصلح، هذا شيء سيء جداً. فما كان منه إلا أن أسلم، وشهد الشهادتين، وأسلم وحَسُنَ إسلامه. هذا الشاهد هو من بني سهم، أسلم وبعد ذلك ذهب في حروب الردة وشارك فيها، ذهب في - يعني في - مواقف كثيرة، وكان النبي عليه الصلاة والسلام عندما يوليه قيادة فكان يظهر أنه قائد فعلاً وقائد كبير. خرج أعتقد مرة كان قائداً على سيدنا عمر بن الخطاب وعلى سيدنا أبي به يعني وسافر وبعد ذلك قال لهم: "نحن انتهينا، لقد هزمنا بني فلان، لا أحد يشعل ناراً". قالوا: "الجو بارد". قال لهم: "حسناً، من سيشعل ناراً سأحرقه
بها، سأشعل فيه النار". أتفهم؟ فاستعظموها قائلين: "ما هذه القسوة؟ وما هذا الذي..." وهكذا. وعندما رجعوا إلى النبي عليه الصلاة. والسلام على النبي، يعني قال له: "لماذا تفعل ذلك يا عمرو؟" قال له: "إذا أشعلوا ناراً، سيرانا العدو ويرى أننا قليلون، فإذا تركتهم في هذه النار، سيرانا الناس، وإذا تركتهم يبتعدون، فقد يلحقون بالعدو، وأنا لا أعرف من هم هؤلاء"، ولذلك عمرو بن العاص يعني... كان قائداً محنكاً واستعملوه، وسيدنا النبي استعمله قائداً للجيوش التي أحد أفرضها عمر وأبو بكر بعدما انتقل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبعد جهاده أرسلوه عمر إلى فلسطين لأنه خبير بكل مكان فيها كما قلنا مع الشماسي هكذا. وبعد ذلك أرسلوه
إلى مصر لأنه كان يعرف طرقها. مكتوب هكذا في الكتب، فهو عندما جاء إلى الإسكندرية عرف زعيمهم الرجل، ويعرف إلى أين يسير وإلى أين ذهب في الإسكندرية، وأين المنطقة الخاصة به، ومن أين المنطقة الخاصة به. كذلك عرف طباع المصريين، بل وعرف أكثر من ذلك خيرات مصر وهي أمور واضحة جداً: الفاكهة تجدها، والحبوب تجدها، والنيل معتدل شيء آخر، فهذا هو عمرو بن العاص قبل مجيئه إلى مصر، وهذا كان سبباً في اختيار عمر الموفق أنه في سنة ثمانية عشر يذهب عمرو بن العاص إلى مصر التي فيها المقوقس في منطقة الإسكندرية، والتي دعاه المصريون للتخلص من بطش وطغيان الرومان.
حسناً، أستأذن فضيلتكم في اللقاء القادم. إن شاء الله نُكمل هذه السيرة ونرى كيف كان سيدنا عمرو بن العاص حاكماً مُلهماً وكان لديه بُعد نظر بالإضافة إلى الجانب السياسي والذكاء الفطري الذي يمتلكه، وكيف أسس دولة بمعنى الكلمة في مصر، وكيف كان متعلقاً بها. أشكر فضيلتكم جزيل الشكر، شكراً لك، شكراً لحضرتك، والشكر موصول لحضراتكم. إلى اللقاء، دعاء تحصين الأبناء والأطفال أحباب الله. فكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعوذ الحسن والحسين ويقول: "إن أباكما" يعني سيدنا إبراهيم "كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق: أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان
وهامة، ومن كل عين لامة". فهذا يُعد من دعاء تحصين الأبناء.